فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون
فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون، كانت تلك مقولة سيدنا يعقوب عندما كذب عليه إخوة سيدنا يوسف بأن الذئب قد أكل سيدنا يوسف بعدما ألقوه في غيابة الجب.
وجاءت هذه المقولة في القرآن الكريم لتعطي لنا دروساً في الصبر الجميل، وكيف صبر سيدنا يعقوب على فراق ابنه يوسف.
وأيضاً كيف كان عوض الله لسيدنا يعقوب بعد صبره على هذا الابتلاء العظيم، فتابعوا معنا موقعنا المتميز دوماً مقال maqall.net.
محتويات المقال
فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون
- يذكر لنا القرآن كريم قصة سيدنا يوسف وأخوته والدروس العظيمة المستفادة من هذه القصة.
- وصبر سيدنا يعقوب على فراق الابن واليقين بالله والرضا بما كتبه الله له، فقد كاد إخوة يوسف له.
- وذلك بعدما أقنعوا أباه بأنهم سيخرجون للعب وسيأخذون أخيهم يوسف معهم.
- رغم خوف سيدنا يعقوب على ابنهِ يوسف أن يأكله الذئب وهم عنه غافلون.
- إلا أنهم أقنعوه بأنهم سيرعوه وأنه لا يقلق من ذلك.
- فوافق سيدنا يعقوب وبالفعل ذهب سيدنا يوسف مع إخوته للعب.
- مكروا إخوة يوسف بيوسف، واحتاروا ماذا يفعلون به هل يقتلوه، أو يتركوه
- لكن قال أخٍ لهما: (لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ)، فألقوه في غيابات الجب.
- ورجعوا إلى أبيهم يبكون على فقدان أخيهم يوسف وأن الذئب قد أكلهُ عندما كانوا يستبقون، فرد عليهم سيدنا يعقوب.
- (قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ).
اقرأ أيضاً: تفسير سورة العلق في القرآن الكريم
الدروس المستفادة من قول سيدنا يعقوب فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون
هناك العديد من الدروس التي تقدمها لنا الآية الكريمة لقول سيدنا يعقوب، ومن هذه الدروس:
- نرى كيف تعامل نبي الله يعقوب مع أبنائه فبرغم فقدانه لأبنه يوسف، إلا أنه تعامل معهم بحكمة ولين.
- فلم يفقد السيطرة على نفسه رغم المصيبة التي أصابته.
- ولم يهجر أولاده بالرغم من أنهم السبب في فقدان يوسف.
- وجدنا خلقه ورضاه بقضاء الله له وكيف كان متمسكاً بالصبر الجميل، وخاطبه لأبنائه عن الرضا بقضاء الله، عندما فقد يوسف.
- والتحسس من إخوة يوسف عندما فقد ابنه الثاني عندما خاطبهم قائلاً.
- (يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ).
- نرى رده للمرة الثانية عندما فقد ابنه الثاني وأنه سجن، كيف تعامل بالصبر الجميل عندما قال لأبنائه:
- (قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
- مصيبة ثانية يتعامل فيها نبي الله يعقوب بالصبر والرضا واليقين بالله أنه سيرجع له يوسف وأخيه.
- تبيض عين سيدنا يعقوب من البكاء على فقد أبنائه، ومع ذلك ما زال يثق بالله ويتسقين خيراً في الله.
- لم يفقد اليقين والصبر، بالرغم من مرور السنين على فقد يوسف إلا أنه ما زال عنده يقين بإن الله سيعيد له يوسف.
- فلم يقطع رجائه من الله ولم يفقد يقينه في الله.
قد يهمك: تفسير سورة المزمل مكتوبة
تفسير فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون
يقول أبو جعفر في قول أبناء سيدنا يعقوب (وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ) وصفه الله كذب لأنه لم يكن دم يوسف، وإنما كان دم سخلة، وقد ذكر في تفسير الآية:
- حدثنا ابن وكيع عن عمرو بن محمد عن أسباط عن السدي، قال: ذبحوا إخوة يوسف جديًا من الغنم.
- ثم لطخوا بدمه قميص يوسف ثم ذهبوا إلى أبيهم، فقال لهم يعقوب:
- إن كان هذا الذئب لرحيم كيف أكل لحمه ولم يخرق قميصه؟ يا بني يا سوف ما فعل بك بنو الإماء؟
- وفي رواية أخرى حدثنا الحسن بن محمد قال حدثنا أبو خالد، قال حدثنا سفيان بإسناده عن ابن عباس -رضي الله عنهما-
- مثله أنه يعقوب قال: لو أكله الذئب لخرق القميص.
- وقول سيدنا يعقوب لأبنائه: (بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً)، إن سيدنا يعقوب قال لأبنائه عندما أخبروه بأن الذئب قد أكل يوسف
- بأنه يكذبهم فيما يقولون وأنهم من فعلوا ذلك الأمر ليتخلصوا من يوسف.
- قال بعد ذلك سيدنا يعقوب مستكملاً، (فصبر جميل والله المستعان على ما يصفون).
- وقد جاء التفسير بأنه يا صبري على ما فعلتم في يوسف، وأنه يستعين بالله ليكفيه على شر ما فعلوه بيوسف.
- يقول المفسرون إن الصبر الجميل هو الصبر الذي لا جزع فيه، وأن لا تتحدث بوجعك ولا بما أصابك من مصائب.
- ولا تزكي نفسك وقوله على ما يصفون أي بما يكذبون عليه بأكل الذئب ليوسف.
فضل قول فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون
- يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (أمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)، فيبتلي الله العبد في نفسه.
- وفي أهله، وفي ماله، يبتليه بالأمراض، يبتليه بفقد حبيب، يبتليه بخسارة مالية.
- يبتليه بزوجة نشاز وابن عاق، ورغم كل هذه الابتلاءات إلا أنه يصبر ويثق بالله.
- ففضل قول فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون هو تذكير النفس بأن عوض الله جميل.
- وإن الصابرون يوفوا أجورهم بغير حساب، ولنذكر من ذلك قصة سيدنا محمد عندما تأذى من الكفار في الطائف فكذبه قومه.
- وسبوه وأذوه، وذهب إليهم إلى الطائف يدعوهم إلى دين الله فرموه بالحجارة وأدموا قدميه الشريفتين.
- ثم بعد كل ذلك، يذهب فيدعوا الله يستغيث بالله في مصائبه وابتلاء الله له في قومه.
- هذا هو الصبر الجميل لم يفعل شيء لم يرد الإساءة بالإساءة بل لجأ إلى ربه يدعوه، يشكو بثه وحزنه إلى الله.
- فكل منا من ابتلاه الله، من مات له حبيب لا تحزن فصبر جميل والله المستعان.
- ومن حرم من نعمة الذرية الصالحة لا تحزن فصبر جميل والله المستعان، من ابتليت بالزوج السيئ الطباع لا تحزنِ فصبر جميل والله المستعان.
- من تعرض لخسارة مالية كبيرة لا تحزن فصبر جميل والله المستعان.
- فلندعو الله دائماً أن يرزقنا الصبر الجميل معه اليقين بالله والرضا بقضاء الله، وأن ننتظر فضل الصابرين وجزاءهم من الله، ولا ننسى أنها دنيا فانية.
- وهناك سنلتقي بالأحبة وبكل من فقدانهم من أحبة، سيكون عوض الله كبير لكل من صبروا الصبر الجميل.
- وظنوا في الله خيراً وأنه لا معين غيره، ولا حول ولا قوة إلا به العلي العظيم.
شاهد أيضاً: تفسير سورة الهمزة للأطفال
فيا من أصابتك المصائب قل دائماً فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون، ولا تيأس ولا تقنط من رحمة وفضل الله دمتم بخير.