هل يجوز الجمع بين العقيقة والأضحية؟
هل يجوز الجمع بين العقيقة والأضحية؟ موقع مقال maqall.net يستعرض لكم اليوم كافة التفاصيل عنه، حيث أنه من التساؤلات التي تشغل فكر الكثيرين وخاصة الذين لا يستطيعون دفع ثمن العقيقة والأضحية ويريدون أدائهم وهذا ما سوف يجاب عنه في هذا المقال.
محتويات المقال
الفرق بين العقيقة والأضحية
لكي يتم الإجابة عن هل يجوز الجمع بين العقيقة والأضحية يجب معرفة الفرق بينهما كما يلي:
تعريف العقيقة
- إن العقيقة في اللغة تأتي من الفعل عق أي تعني القطع والشق.
- قد اتفقت المذاهب الأربعة على أن العقيقة هي ما يذبح عن المولود.
- فقال الحنفية أن العقيقة هي ما يذبح في الأسبوع الأول عن المولود وتكون شاة أو إبل أو بقر صالحة للتضحية سواء كان المولود ذكر أو أنثى.
- أما المالكية عرفوا العقيقة إنها الذبيحة التي تذبح عن المولود في اليوم السابع له من ضأن أو أنعام.
- كذلك الحنابلة عرفوا العقيقة على أنها ما تذبح عن المولود في اليوم السابع له مثل المالكية ويرون أنها الطعام الذي يدعى إليه الوالد من أجل المولود.
- كما عرف الشافعية العقيقة على أنها الذبيحة التي تذبح عن المولود عن حلق شعر رأسه وتكون من الشاة أو البقر أو الإبل.
كما أدعوك للتعرف على: معلومات عن توزيع العقيقة
تعريف الأضحية
- إن الأضحية في اللغة بمعنى ما يضحي به في أيام عيد الأضحى وجمعها أضاحي.
- أما في الاصطلاح هو ما يذبح من الأنعام يوم عيد الأضحى إلى آخر يوم من أيام التشريق.
- إن الأضحية تهدف إلى التقرب من الله عز وجل وهي مشروعة في الإسلام بهدف شكر الله على نعمة الحياة وإحياء لسنة سيدنا إبراهيم عليه السلام.
- كما أن للأضحية ثواب عظيم عند الله عز وجل ولا تذبح إلى من الغنم والبقر والإبل وذلك لقوله تعالى ﴿لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾.
- ويشترط لصحة الأضحية أن تكون سليمة وخالية من العيوب أو الأمراض والضأن يكون عمره نصف عام وأكثر.
- أما الماعز يكون عمره عام والبقر ما يكون عمره سنتان والإبل خمس سنوات.
الفرق بين حكم العقيقة والأضحية
- في مقال عن هل يجوز الجمع بين العقيقة والأضحية يجب معرفة حكم كل منهما.
- إن حكم العقيقة عند الشافعية والمالكية والحنابلة إنها سنة قد حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم.
- لكنهم لا يروها أمر واجب ويرى الشافعية أن من يقوم بها هو المسئول عن نفقة الطفل.
- وقد أخذوا رأيهم عن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله (كلُّ غلامٍ رَهينةٌ بعقيقتِهِ تُذبحُ عنهُ يومَ سابعِهِ ويُحلقُ ويسمَّى).
- وكذلك قوله(مع الغُلَامِ عَقِيقَةٌ، فأهْرِيقُوا عنْه دَمًا، وَأَمِيطُوا عنْه الأذَى).
- فقد قام الرسول بعمل عقيقة عن أحفاده الحسن والحسين.
- فقد قال عبد الله بن عباس (أنه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عقَّ عن الحسنِ والحُسينِ كبشًا كبشًا).
- لكن الحنفية قالوا إن العقيقة من الأمور المتاحة في الإسلام.
- ولكنها ليست مستحبة بناء على ما قالته السيدة عائشة رضى الله عنها (من أنّ تشريع الأضحية نَسَخ كلّ ما شُرِع من الذبح قبلها).
- أما الأضحية فقد ذكرت في القران الكريم في قوله تعالى (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ).
- وهو دليل على صبر سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل وطاعتهم لرب العالمين في أمره بذبح إبراهيم لابنه إسماعيل وفديته بكبش عظيم من عند الله تعالى.
- وفي سنة الحبيب المصطفى نجد انه قال عن الأضحية صلى الله عليه وسلم (مَن ذبَحَ قبل الصَّلاةِ فإنَّما يذبحُ لنَفْسِه، ومَن ذَبَحَ بعد الصَّلاةِ فقد تَمَّ نسُكُه وأصاب سُنَّةَ المُسْلمين).
- كما اتفق المالكية والشافعية والحنابلة والظاهرية على أن الأضحية سنة مؤكدة في الإسلام.
ولا يفوتك قراءة مقالنا عن: هل يجوز الجمع بين الأضحية والعقيقة أو النذر دار الإفتاء تجيب؟
هل يجوز الجمع بين العقيقة والأضحية؟
إن الإجابة على سؤال هل يجوز الجمع بين العقيقة والأضحية محيرة فقد اختلف جمهور العلماء والفقهاء عليها.
الرأي الأول
- هناك فريق المالكية والشافعية وعن رواية الإمام أحمد يتفقون على عدم جواز الجمع بين العقيقة والأضحية.
- وكان استنادهم على أن العقيقة والأضحية كل منهم مقصود بذاته ولا يجب تجزئة العقيقة عن الأضحية والعكس.
- حيث أن كل واحدة منهما لسبب معين ومختلف عن غيره فلا يجوز قيام العقيقة عن الأضحية.
- والعكس مثل دم التمتع ودم الفدية.
- وقد قال الإمام الهيتمي في كتاب تحفة المحتاج شرح المنهاج ما يلي:
- (وَظَاهِرُ كَلَامِ َالْأَصْحَابِ أَنَّهُ لَوْ نَوَى بِشَاةٍ الْأُضْحِيَّةَ وَالْعَقِيقَةَ لَمْ تَحْصُلْ وَاحِدَةٌ مِنْهُمَا، وَهُوَ ظَاهِرٌ;
- لِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا سُنَّةٌ مَقْصُودَةٌ).
- وكذلك قول الحطاب في كتاب مواهب الجليل (إِنْ ذَبَحَ أُضْحِيَّتَهُ لِلْأُضْحِيَّةِ وَالْعَقِيقَةِ أَوْ أَطْعَمَهَا وَلِيمَةً.
- فَقَالَ فِي الذَّخِيرَةِ: قَالَ صَاحِبُ الْقَبَسِ: قَالَ شَيْخُنَا أَبُو بَكْرٍ الْفِهْرِيُّ إذَا ذَبَحَ أُضْحِيَّتَهُ لِلْأُضْحِيَّةِ وَالْعَقِيقَةِ لَا يُجْزِيهِ.
- وأكمل قائلًا: وَإِنْ أَطْعَمَهَا وَلِيمَةً أَجْزَأَهُ، وَالْفَرْقُ أَنَّ الْمَقْصُودَ فِي الْأَوَّلَيْنِ إرَاقَةُ الدَّمِ، وَإِرَاقَتُهُ لَا تُجْزِئُ عَنْ إرَاقَتَيْنِ، وَالْمَقْصُودُ مِنْ الْوَلِيمَةِ الْإِطْعَامُ، وَهُوَ غَيْرُ مُنَافٍ لِلْإِرَاقَةِ، فَأَمْكَنَ الْجَمْعُ).
الرأي الثاني
- أما مذهب الأحنف يقول إنه تجزئ الأضحية عن العقيقة.
- وكان استنادهم على أن الأضحية والعقيقة هدفهما التقرب من الله عز وجل عن طريق الذبح.
- فإن دخلت الأضحية في العقيقة والعكس لا يوجد ما يعارض ذلك مثل صلاة تحية المسجد عندما تدخل في صلاة الفريضة.
- وقد قال ابن أبي شيبة في كتاب المصنف عن الحسن قال: إذَا ضَحُّوا عَنْ الْغُلَامِ فَقَدْ أَجْزَأَتْ عَنْهُ مِنْ الْعَقِيقَةِ.
- كما قال ابن سيرين وهشام: يُجْزِئُ عَنْهُ الْأُضْحِيَّةُ مِنْ الْعَقِيقَةِ.
- كما قال الشيخ محمد بن إبراهيم: (لو اجتمع أضحية وعقيقة كفى واحدة صاحب البيت، عازم على التضحية عن نفسه فيذبح هذه أضحية وتدخل فيها العقيقة).
اقرأ من هنا عن: أهم شروط العقيقة وكيفية توزيعها في الإسلام
حكم الأزهر في هل يجوز الجمع بين العقيقة والأضحية
- لقد أجاب الدكتور شوقي إبراهيم علام مفتي الجمهورية على هذا السؤال بأنه يجوز الجمع بين العقيقة والأضحية في بدنة.
- أو بقرة على أن لا يقل نصيب الأضحية أو العقيقة عن سبع الأضحية.
- وإنه لا مانع إن جمع بينهم المسلم غير القادر على ثمن الأضحية والعقيقة وتكون ذبيحة واحدة للإثنين إذا اتفقا في نفس الوقت.
- وأوضح أن لا يقل مقدار السهم عن السبع في الذبيحة ويتم توزيع سهم للأضحية وسهم للعقيقة.
- كما أوضح أن الذبيحة الكبيرة يمكن أن تقسم على سبعة أسهم ويجوز الجمع بين العقيقة والأضحية في سهم واحد.
في نهاية مقال هل يجوز الجمع بين العقيقة والأضحية نكون قد وضحنا تعريف العقيقة والأضحية وحكم كل منهما وحكم جواز الجمع بين العقيقة والأضحية والله أعلم