هل يجوز الصيام بعد ممارسة العادة في الليل ولم يغتسل؟
هل يجوز الصيام بعد ممارسة العادة في الليل ولم يغتسل؟ وما الذي يجب على الإنسان أن يفعله حتى لا يبطل صومه؟ وما هو حكم ممارسة العادة السرية؟ كل تلك التساؤلات سوف نجيب عليها بأمر الله تعالى عبر موقع مقال maqall.net.
محتويات المقال
هل يجوز الصيام بعد ممارسة العادة في الليل ولم يغتسل؟
- إن كان فعل هذا الأمر في حد ذاته من الأمور المنكرة بشكل عام، فما هو الحال بممارسته في مثل تلك الأيام المباركة.
- بالطبع تكون أكثر قبحًا وأشد تحريمًا، فإن المولى سبحانه أمر عباده بحفظ فروجهم، وجعل ذلك دليلا على الإيمان القويم.
- وللجواب على سؤال هل يجوز الصيام بعد ممارسة العادة في الليل ولم يغتسل، نقول الآتي.
- أن الفقهاء على جواز صيام من مارس العادة في ليل رمضان دون أن يتطهر من جنابته.
- ذلك لأن أصل الجنابة لا تؤثر في صحة الصيام ولا تبطله.
- فيصح صوم من كان على جنابه سواء جامع زوجته أو قام بالاستمناء في ليل رمضان.
- لكن يجب التنبيه على أمر بالغ الأهمية وهو قبح الفعل ذاته، خاصة في أيام الشهر الكريم الذي فرض الله فيه الصيام.
- كذلك يجب أن يكون الإنسان حريصاً على ألا ينام على جنابة، وإن حدث ذلك فلا شيء عليه شريطة ألا تفوته صلاة الصبح دون اغتسال.
ولا يفوتك قراءة مقالنا عن: هل العادة السرية تبطل الصيام وما حكمها؟
حكم ممارسة العادة في ليل رمضان
- لا شك أن ممارسة العادة السرية تعد أمرًا مستقبحًا يجب الكف عن فعله، حيث أنه من باب اعتداء الإنسان على نفسه.
- كذلك فإنه من الأمور الشهوانية المنكرة في الشرع والطبع، وذلك طبقًا لكثير من الآيات والأحاديث التي تحث الماس على التعفف ومنها ما يلي:
- قال تعالى في كتابه الكريم “والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين”.
- وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء”.
- يتبين من تلك الآية الكريمة وجوب حفظ الفرج للرجال والنساء إلا فيما أحله الله عز وجل.
- كما يشير الحديث الشريف ضمنياً إلى عدم جواز الاستمناء عمداً، وهو ما يعرف بالعادة السرية.
- إلى جانب ذلك فإن لممارسة تلك العادة القبيحة أضرار جسيمة على صحة الرجل والمرأة نفسيًا وجسديًا.
- وبالرغم من أنها فعلًا منافيًا للفطرة التي فطر الله عباده عليها، يقال أحيانًا هل يجوز الصيام بعد ممارسة العادة في الليل ولم يغتسل.
- إن تمت ممارسة هذه العادة المحرمة في نفسها في ليل رمضان، ونوى الإنسان الصيام دون أن يغتسل فذلك لا يبطل صومه.
- وذلك الحكم هو مستند على القاعدة القائلة بأخف الضررين.
- ولكن على الإنسان أن يغتسل ويتطهر من جنابته ويستغفر ربه راجياً العفو والقبول.
دليل جواز صيام من به جنابه
بعد أن ذكرنا جواب هل يجوز الصيام بعد ممارسة العادة في الليل ولم يغتسل، سوف نذكر لكم الدليل على جواز الصوم دون اغتسال من السنة النبوية.
- إن أبلغ ما يمكن أن نستند إليه في جميع أحكامنا وأمور حياتنا هو سنة النبي محمد الذي لا ينطق عن الهوى.
- فقد ورد من رواية أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها.
- حيث قالت أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله قائلًا.
- يا رسول الله يدركني وقت الصبح وأنا على جنابة، فهل يصح صوم ذلك اليوم.
- فسمعت النبي يقول: “ربما أدركني الصبح وأنا جنب فأقوم وأغتسل وأصلي الصبح وأصوم يومي ذلك”
- وتكمل السيدة عائشة روايتها فتقول: فرد الرجل على رسول الله قائلاً له إنك يا رسول الله لست مثل باقي البشر فإن الله قد غفر لك ما تقدم وما تأخر.
- فقال النبي الكريم “إني أرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتقي”.
- ورد ذلك الحديث في صحيح مسلم وهو دليل على جواز النوم والصيام على جنابة.
- لكن ذلك مقيد بضرورة الاغتسال قبل أن يدرك الشخص الصائم المغرب، وإن كان الاغتسال أولى حتى لا تفوته الصلوات المفروضة.
كما يمكنك التعرف على: حكم الاحتلام في الصيام بالتفصيل
حكم نزول المني دون ممارسة العادة السرية
- ورد عن رسول الله أنه قال “إن الله عز وجل تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تكلم به”.
- يؤكد هذا النص النبوي المطهر أن النية المتعمدة للفعل شرط واجب حدوثه ليحاسب المرء على ما يفعل، وإلا كان من سبيل الخطأ أو السهو.
- فإن نزل مني الرجل أو المرأة دون تعمد بأن خرج في حالة النوم، فذلك ليس محرمًا.
- والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم “أما علِمتَ أنَّ القلمَ قد رُفِع عن ثلاثةٍ: عن المجنونِ حتَّى يبرأَ، وعن النَّائمِ حتَّى يستيقظَ، وعن الصَّبيِّ حتَّى يعقِلَ.”
- وعلى ذلك فإن خرج المني من الشخص دون تعمد، لا يعد إثمًا عليه وبالتالي فإن صيامه صحيح بشرط الاغتسال قبل المغرب.
ما يجب فعله لمن مارس العادة في ليل رمضان
- أول ما يجب على من مارس هذا الفعل هو أن يتضرع إلى الله مستغفرًا راجيًا منه التوبة والغفران.
- ومن ثمّ يجب عليه أن يغتسل، لكي يتسنى له تأدية تكاليفه الدينية مثل الصوم والصلاة.
- وعلى الرغم أن التوبة تمحو الذنب مثلما قال النبي محمد “التائب من الذنب كمن لا ذنب له”.
- لكن يجدر الإشارة أن أفضل شيء ينبغي أن يفعله المسلم هو أن يستشعر مراقبة الله له في كل مكان، وأن يبتعد عن فعل ما يغضبه تعالى.
- كذلك فإنه من انجرف وراء شهواته هو أن يعرف العقوبة التي تنتظره إذا استمر في طريق الشهوات.
- وأن يعزم عزمًا أكيدًا على عدم اقتراف ذلك الذنب مرة أخرى، فإن الطريق إلى رضوان الله لا يكون إلا بالابتعاد عن الحرام.
حكم تأخير غسل الجنابة في رمضان
- إن تأخير الغسل لحين طلوع الفجر لا يضر الصوم، فإن الواجب في هذه الحالة هو الاغتسال وإتمام الصيام.
- ذلك لأن المحرم في نهار رمضان والذي يبطل الصوم هو الجماع أو الاستمناء في نهار رمضان.
- أما هل يجوز الصيام بعد ممارسة العادة في ليل رمضان ولم يغتسل، فإن ذلك ليس من مبطلات الصوم.
- والدليل أن النبي الكريم كان يأتي إحدى زوجاته ليلًا، وينوي الصيام صبيحة هذه الليلة ويؤخر الاغتسال.
- كما أنه قد ورد عن السيدة عائشة والسيدة أم سلمة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصبح صائمًا.
- وهو على جنابة ثم يقوم بالاغتسال.
- تستنتج من ذلك أن تأخير الغسل والصوم هو أمر ليس فيه حرج سواء على الرجل أو المرأة.
- لكن ما هو محرم بالإضافة إلى أن الاستمناء أمر منكر، هو تأخير الاغتسال إلى ما بعد طلوع الشمس.
- لأن ذلك يعني فوات صلاة الصبح.
حكم ممارسة العادة السرية في نهار رمضان
بعد أن توقفنا على إجابة سؤال هل يجوز الصيام بعد ممارسة العادة في الليل ولم يغتسل، سوف نذكر حكم الاستمناء في نهار رمضان.
- شاع بين الناس ارتكاب هذا الذنب، والتهاون في حقوق الله بل وانتهاكها في الخلوات.
- ولأولئك نقول أن كافة فقهاء الدين أجمعوا على تحريم ممارسة العادة أثناء نهار رمضان.
- لا شك في أن ذلك محرمًا، فإن المولى سبحانه قد حرم مباشرة الزوج لزوجته وهو حلال في ذاته فما بالك بما هو في الأصل منكر.
- أما من وقع في هذا الذنب، فإن حكمه أن يظل ممسكاً عن الطعام والشراب طوال يومه، ويلزمه قضاء ذلك اليوم.
- ويجب أن نشير إلى أن العلماء اتفقوا على أن من يمارس العادة في رمضان نهارًا.
- فإن صومه باطل غير صحيح، ولذلك يلزم أن يقضيه.
- ويستوي في ذلك الحكم من يعلم به ومن يجهله، كما يستوي أيضا في هذا الحكم من يباشر زوجته.
- أو يتعمد نزول المني منه دون مباشرة.
اقرأ من هنا عن: هل تنتهي أضرار العادة بعد تركها؟
في الختام نكون قد أجبنا على ذلك السؤال الخطير وهو هل يجوز الصيام بعد ممارسة العادة في الليل ولم يغتسل، كما ذكرنا أحكام الصيام على جنابة، وأخيرًا نقول أنه يجب على كل مسلم مراقبة الله في جميع أفعاله.