هل يجوز عدم توزيع الأضحية
هل يجوز عدم توزيع الأضحية، يبحث الكثير من المسلمون حول العالم عن كيفية تقسيم الأضحية وهل يجوز عدم توزيعها.
حيث إن هناك الكثير من الأمور المتشابهة في هذا الأمر وهناك الكثير من الآراء المختلفة من المذاهب.
ولكن لابد من الرجوع إلى القرآن والسنة في هذا الأمر حتى لا يتم ارتكاب شيء محرم وفي هذا الموضوع سوف نتناول هل يجوز عدم توزيع الأضحية، فتابعونا.
محتويات المقال
تقسيم التضحية
- هناك اختلاف بين أهل العلم من الفقهاء حول موضوع تقسيم التضحية.
- فهناك أيضا من يرى أن الأضحية لابد من تقسيمها إلى ثلاثة أقسام ومنهم الإمام أحمد.
- فيقول الإمام أحمد (يأكل هو الثلث ويطعم من أراد الثلث ويتصدق على المساكين بالثلث).
- هناك بعض الآراء الأخرى من أهل العلم من الفقهاء حول تقسيم الأضحية فيقول البعض.
- أنه لابد من تقسيمها إلى قسمين فقط يأكل المضحي النصف يتصدق بالنصف الثاني.
- وقال ابن قدامة في هذا الأمر حيث رواية عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حديث فقال.
- (يطعم أهل بيته الثلث ويطعم فقراء جيرانه الثلث ويتصدق على السؤال بالثلث) هذا الحديث رواه الحافظ أبو موسى الأصفهاني.
- وحتى وقتنا الحاضر يظل نسبة تقسيم الأضحية محل اختلاف بين العلماء.
- حيث جاء هذا الاختلاف تيسيرًا على المسلمون ليختار كل فرد ما يناسبه من هذه الآراء.
اخترنا لك أيضا: ماذا يقال عند ذبح الأضحية؟
رأي دار الإفتاء المصرية حول تقسيم الأضحية
- أوضحت دار الإفتاء المصرية أن المضحي شخص متطوع بهذه الأضحية، وله كامل الحرية في التصرف بها.
- فقالت أن للشخص المضحي الحرية في الأكل من أضحيته أو أنه إذا رغب بالانتفاع بأي جزء من الذبيحة منها.
- مثل الأحشاء والجلد واللحم، فقد يتصدق به وقد ينتفع هو به سواء كله أو بعضه.
- وقد أكدت دار الإفتاء المصرية أن للمضحي الحرية أيضًا في التصدق بكامل الذبيحة أو بجزء منها.
- وأكدت أيضا أن للشخص المضحي كامل الحرية في إهداء الأضحية كاملة إلى الأقارب أو ببعض منها.
- وعلى جانب آخر فقد حذرت دار الإفتاء المصرية أنه غير جائز للمضحي أن يقوم بإعطاء الجزار الجلد.
- أو الأحشاء كأجره على ذبح الأضحية.
كما أوضحت دار الإفتاء أنه غير جائز للمضحي أن يقوم ببيع الجلد، وذلك لأن المضحي قد تطوع بهذه الأضحية لله تعالى.
- أما حول موضوع تقسيم الأضحية فقد أشارت دار الإفتاء المصرية.
- أن من الأفضل أن يقوم المضحي بتقسيمها إذا ثلاثة أجزاء كما جاء عن الحبيب سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
- وأن يجعل ثلث له ولا أهل بيته ويجعل ثلث للأقارب والأصدقاء والثلث الأخير يتصدق به للفقراء والمساكين.
هل يجوز عدم توزيع الأضحية
- قبل كل شيء لابد من قول وتوضيح أن هذه الأضحية سنة مؤكدة عن الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- فقال عليه الصلاة والسلام:
- (ما عمل ابن آدم يوم النحر لأحب إلى الله -عز وجل- من عراقة دم، وأنه ليأتي يوم القيامة بقرونها وأظافرها وأشعارها وان الدم ليقع من الله -عز وجل- بما كان قبل أن يقع على الأرض فطيبوا بها نفسًا)، هذا الحديث رواه الترمذي وابن ماجه.
- فهناك رأي شائع بين العلماء أنه يجوز عدم توزيع الأضحية ويرجع هذا الرأي.
- إلى أن المضحي قد حصل على ثواب الأضحية عند قيامه بإجراء عملية الذبح ووجود النية الخالصة لله -سبحانه وتعالى-.
- كما أكدوا أنه يمكن للمسلم المضحي أن يقوم بتوزيع الأضحية كاملة على الأقارب والفقراء.
- وكل من يرغب بالتصدق له ولا يوجد حرج في هذا الأمر.
- وجاء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في هذا الأمر فقال النبي الكريم في الحديث الشريف (فكلوا وادخروا وتصدقوا).
- جاء تفسير هذا الحديث أن الرسول الكريم يأمرنا بالتصدق من هذه الأضحية.
- وبالأكل منها ويمكن الادخار منها أيضًا ولكن لا تزيد المدة عن ثلاث.
- واجمع الإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل على وجوب التصدق من الأضحية للفقراء والمساكين والسائلين.
قد يهمك: هل يجوز الاشتراك في الأضحية
ما هي الأضحية
- الأضحية هي كل ما يتم ذبحه من بهائم الأنعام.
- وهما الإبل والبقر والغنم ويقوم المسلم بهذا الأمر تقربًا إلى الله -سبحانه وتعالى-.
- ويمكن للمسلم القيام بالتضحية من يوم عيد الأضحى.
- إلى آخر أيام التشريق ولكن هناك شروط محددة حتى يقوم المسلم بهذه الأضحية.
- أجمع الفقهاء من أهل العلم أن الأضحية سنة مؤكدة حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (إذا دخلت العشر، وأراد أحدكم أن يضحي، فلا يمس ومن شعره وبشره شيئًا).
شاهد أيضا: هل يجوز الأكل من الذبيحة لوجه الله
ما هي الحكمة من الأضحية
شرع الله -سبحانه وتعالى- الأضحية لعده أمور وهي:
- شكر الله -سبحانه وتعالى– على نعمه الكثيرة والمتعددة التي من بها علينا وتأتي هذه الأضحية كصورة من صور شكر الله وهي ما يقوم به العبد للتقرب من الله.
- وذلك بإراقة دماء هذه الأضحية تنفيذًا لأمر الله -سبحانه وتعالى- وقال الله في كتابه الكريم في سورة الكوثر (فصل لربك وانحر).
- تأتي ذبح الأضحية كشكل من أشكال الكرم والتوسع على أهل البيت والأقارب والفقراء والمساكين والجار في يوم العيد وإدخال الفرحة والسرور على النفوس المؤمنة.
- حكمة أخرى من التضحية وهي إحياء سيرة سيدنا إبراهيم حيث أمر الله -سبحانه وتعالى-
- يذبح الفداء عن ابني إسماعيل -عليه السلام- حيث يتم ذلك في يوم النحر.
- ولابد على المسلم الفاضل أن يتعلم من صبر سيدنا إبراهيم.
- وهو يذبح ابنه امتثالًا لأمر الله وطاعته والصبر على امتحان الله -سبحانه وتعالى-.
مشروعية الأضحية
- شرعت الأضحية في السنة الثانية من الهجرة، وفي نفس السنة تم تشريع صلاة العيدين بالإضافة إلى تشريع زكاة المال.
- وهناك دلائل قوية في الكتاب قرآن الكريم والسنة النبوية الفعلية والقولية على مشروعية الأضحية.
في القرآن الكريم قال الله تعالى (فصلي لربك وانحر) في سورة الكوثر.
وفي السنة القولية جاء الحديث الشريف عن البراء -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-
حيث قال (إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، مَنْ فَعَلَهُ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلُ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ قَدَّمَهُ لِأَهْلِهِ، لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ».
وفي السنة الفعلية قال الصحابة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يضحي وكان هو من يقوم بذبح أضحيته بنفسه فقال أنس ابن مالك
(ضَحَّى اَلنَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا “.
وجاء عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
أمر الرسول بإحضار كبش هذا الكبش يغرق في سواد ينظر فيه سواد وجاء الرسول به حتى يضحي.
وكان دعاءه حين ذبح الأضحية (بِاسْمِ اللهِ، اللهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ» ثُمَّ ضَحَّى بِهِ. رواه مسلم.
شاهد أيضا: هل يجوز الجمع بين العقيقة والأضحية؟
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال هل يجوز عدم توزيع الأضحية وقد وضحنا في هذا المقال آراء علماء الدين والفقهاء في كيفية توزيع الأضحية.
والإجابة على سؤال هل يجوز عدم توزيع الأضحية وما يجب على المسلم المضحي فعله بالإضافة إلى أننا وضحنا ما هي الأضحية وما مشروعيتها والحكمة منها.