هل يجوز التكلم مع الفتاة قبل الخطبة؟

هل يجوز التكلم مع الفتاة قبل الخطبة؟ إذا كان لدي نية للزواج بها، سواء كان ذلك من خلال الهاتف أو المقابلة معها في بعض الأماكن العامة، أم يوجد حرمانية في ذلك.

هذا السؤال يطرح بكثرة من بعض الشباب والفتيات المقبلين على الزواج، لكن قبل الإجابة عليه يجب معرفة نوعية الكلام الذي يدور ما بين الطرفين، وهل يوجد به معصية أم لا، بالإضافة إلى نية كل شخص منهم تجاه الأخر.

هل يجوز التكلم مع الفتاة قبل الخطبة؟

أوضحت دار الإفتاء المصرية الإجابة على ذلك السؤال من خلال الصفحات الرسمية لهم على مواقع التواصل الاجتماعي وكان الجواب كالتالي:

  • الأصل في الإسلام أنه يجوز عمل حوار بين النساء والرجال بشكل عام، وهذا لم يكن به أي شيء يتعارض مع الدين بشرط أن يكون محور الحديث شيء غير محرم.
  • الكلام بين الرجل والمرأة في الإسلام يكون حرام إذا كان الحديث يدور حول شيء غير أخلاقي أو ضد تعاليم الدين، أو يحث على فعل المعاصي وارتكاب الذنوب، أو أن الطرفين كانوا يجلسون معاً في خلوة ومكان مغلق.
  • الوضع الذى يكون عليه المرأة والرجل أثناء الكلام يؤثر في الفتوى، فإذا كان أحدهما في وضع فتنة للأخر يكون حرام اجتماع بعضهم مع بعض.
  • البنت يمكنها أن تتكلم مع شخص لديه نية في الزواج منها، بشرط وجود أحد أقاربها ومحارمها، خاصة وأن ذلك الأمر يكون به مصلحة في اتخاذ بعض الخطوات الرسمية للزواج، ويسهل من التفاهم بين الطرفين.
  • الدين الإسلامي لا يفضل أي علاقة تتم دون علم المحيطين، لذلك يكون الارتباط بين الرجل والمرأة حرام شرعاً ولا يجوز، إلا إذا كان الأهل على علم بذلك الأمر.
  • نرى حولنا الكثير من الشباب الذي ينجحون في حث الفتيات على فعل المعاصي، وأخذهم إلى طريق الضلالة والإيقاع بهم، وكلما كانت تربية البنت جيدة وأساسها الدين والشرع، تكون أقل عرضة للخداع.

شاهد أيضًا: حكم الاحتفال بالمولد النبوي

حكم مكالمة الخاطب لخطيبته وسماع صوتها

هل يجوز التكلم مع الفتاة قبل الخطبة عبر التليفون المحمول دون الحاجة إلى الاجتماع بها في مكان، هذا ما سوف نوضحه فيما يلي:

  • يرى علماء الدين أن إذا كانت نية الرجل الزواج من هذه الفتاة، ولديه الإمكانيات التي تسمح له بالزواج فالأفضل أن يقوم بزيارة أهل هذه البنت وطلبها للخطبة.
  • هناك رأي آخر بخصوص تبادل أطراف الحديث بين الرجل والمرأة بوجه عام، وأن الكلام إذا كان متعلق بأمور عامة.
    • فإنه يفتح الطريق إلى أن قلب أي منهما يميل إلى الآخر.
    • وإذا لم تتم الخطبة بينهم قد يصاب شخص منهما بالحزن نتيجة لذلك.
  • الآباء والأمهات يجب عليهم أن يقوموا بتعليم المراهقين بعض الأمور الخاصة بالحديث مع الطرف الأخر.
    • وأن القيام بالحلال من الأفضل أن يكون تحت إشراف الأهل ومع وجود صفة شرعية مثل خطوبة أو عقد قران.
  • تربية الأبناء على التعامل بالبر والمودة والرجوع إلى الله في كل الأمور، يجعلهم أكثر توعية وفهم لفكرة الارتباط والخطبة.
    • خاصة مع وجود بعض السلبيات والأمور الخطأ التي تصل إلى عقولهم من خلال مشاهدة المسلسلات والأفلام.

حدود التعارف بين الرجل والمرأة قبل الخطبة

ذكرنا في حديثنا عن هل يجوز التكلم مع الفتاة قبل الخطبة؟ أن الأمر حلال ولا يوجد مانع منه، لكن ذلك لا يتم إلا من خلال بعض الشروط التي نوضحها فيما يلي:

  • يجب أن يكون الرجل والمرأة في مكان عام، أو معهم أشخاص آخرون دون خلوة مع بعضهم البعض.
  • الكلام الذي يتحدث به الرجل والمرأة يجب أن لا يتضمن مواضيع خارجة أو ضد الدين والإسلام.
    • أو يتم تناول شيء به معصية أو شرك بالله.
  • أن لا يشعر أي منهما برغبة أو شهوة تجاه الأخر، وإذا حدث يكون الحديث حرام ولا يجوز.
  • المرأة يجب أن لا يكون كلامها لين وتخضع بالقول تجاه الرجل.
  • الحديث يكون بحدود وضوابط ويكون هناك داعي وفائدة منه، أما إذا كان غير ذلك فلا يجوز.
  • ملابس المرأة يجب أن تكون إسلامية، والحجاب شيء أساسي.
    • مع مراعاة أن يكون اللباس كله محتشم، وإلا يتم التحدث من خلف الباب أو عبر الهاتف.

ننصح بقراءة: هل يجوز فتح الحجاب؟

حكم التعارف قبل الزواج ابن عثيمين

يرى ابن عثيمين أنه لا يوجد أي مانع في التعارف بين المرأة والرجل في الإسلام قبل الخطبة أو الزواج لكن ذلك لا يتم إلا بالشكل التالي:

  • الاتصال بين الرجل والمرأة قبل الزواج يجب أن يكون بالكلام فقط ولا يتضمن أي تلامس أو قبلات.
    • مع مراعاة ارتداء الملابس المحتشمة والحفاظ على العورة، لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا بغض البصر وحفظ الفرج.
  • أمرنا الله تعالى أن الرجل عندما يتقدم لخطبة فتاة للزواج يكون ذلك خلف الحجاب، وذكر ذلك في الآية رقم 53 من سورة الأحزاب.
    • حيث قال تعالى (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ).
  • إذا كان الشاب يحاول أن يؤسس منزل وأسرة ويرغب في معرفة زوجة صالحة.
    • واقترح شخص ما عليه فتاة متدينة وتصلح للزواج ومناسبة له.
    • يجوز أن يجتمع بها ويقابلها مع شخص من أهلها حتى يتمم تفاصيل الزواج.
  • الممنوع في الإسلام هو اللقاءات المشبوهة، التي تكون دون وجود أي أسباب وضوابط شرعية.

شاهد أيضًا: ما حكم من شرب الماء أثناء أذان الفجر دون علم

هل يجوز التكلم مع الفتاة بعد الخطبة؟

ذكرنا كل ما يتعلق بسؤال هل يجوز التكلم مع الفتاة قبل الخطبة وفيما يلي سوف نوضح حكم حدوث ذلك بعد الخطوبة وهذا ما سوف نوضحه فيما يلي:

  • يمكن للمرأة أن تتحدث مع خطيبها قبل عقد القران، طالما أن هذا يحدث بكل عفة واحترام.
    • ويجب على الفتاة التي تلاحظ أن خطيبها بدأ يتكلم معها في تجاوزات أن تمنعه وتوقف الحديث معه.
  • الدين الإسلامي لم يضع موعد محدد للخطوبة أو مدة معينة لها.
    • وهذا يختلف من حالة إلى أخرى حسب الظروف التي يعيش فيها كل من الطرفين، والعادات، والتقاليد، والإمكانيات وغيرها.
  • الكلام في فترة الخطوبة يسمح للرجل أن يتقرب من الفتاة التي سوف يتزوجها.
    • ويكون أكثر تفاهم معها، حتى يسهل التفكير وحل المشاكل بين بعضهم البعض فيما بعد.
    • كما أنهم يقومون بترتيب حياتهم الجديدة وتأسيسها معاً.
  • يجب على الفتاة أن تجلس مع خطيبها بشكل محتشم، وبالحجاب أثناء حديثها معه، لأنه ما زال غريب عنها.
  • الكلام العاطفي وحديث الحب غير مسموح به في فترة الخطوبة، لأنها لا تعتبر سوى وعد بالزواج فقط.
    • يمكن أن يتم فسخة عندما يريد أي طرف، لذلك كل منهما يعد غريب عن الأخر.
    • ويجب التعامل بحرص وتجنب أي حديث يحرك الشهوات.
  • يجب على الرجل والمرأة أن لا يقوموا بتبادل كلمات الحب قبل الزواج، خاصة وأن الشخص الذي يتعجل أمر قبل حدوث يعاقبه الله بالحرمان منه.

شاهد أيضًا: حكم نفور الزوجة من زوجها

حكم التحدث مع فتاة بنية الزواج

التحدث مع فتاة بنية الزواج يُسمح به في حدود الشريعة الإسلامية بشرط أن يكون الهدف من الحديث هو التعارف النزيه والمباح تحت إطار الزواج، مع الالتزام بالآداب الإسلامية وعدم الخوض في أحاديث تتجاوز حدود الشرع.

  • شروط التحدث:
    • أن يكون الحديث في أمور ضرورية ومباحة تتعلق بالتعرف على الصفات والطباع استعدادًا للزواج.
    • تجنب الخلوة (الانفراد بين الرجل والمرأة دون وجود محرم).
    • الابتعاد عن الألفاظ والمحادثات التي قد تثير الشهوات أو تكون بعيدة عن الأخلاق الإسلامية.

إن كانت نية الشاب واضحة ورغبته صادقة في الزواج، فيجوز له التعرف على الفتاة بهدف الزواج، بشرط الالتزام بالضوابط الشرعية والآداب الإسلامية.

حكم الحب بين الشاب والفتاة

الحب بحد ذاته ليس محرمًا إذا كان شعورًا طبيعيًا ينشأ في القلب دون أن يرافقه ما ينافي التعاليم الإسلامية. لكن المشكلة تكمن في كيفية التعامل مع هذا الحب.

  • إذا كان الحب في إطار مباح: فإن الحب بين الرجل والمرأة في الإسلام يكون جائزًا إذا كان ضمن حدود ما أحله الله، كأن يؤدي إلى الزواج، ويكون في نطاق الحلال. يجب أن يكون الحب متبوعًا بخطوات عملية نحو الزواج من خلال الخطبة والزواج الشرعي.
  • إذا كان الحب يتضمن محرمات: كالتواصل غير المشروع، الخلوة المحرمة، اللمس، أو تجاوز الحدود الشرعية، فهو محرم ويجب الابتعاد عنه. الإسلام يحرم كل ما يؤدي إلى الفتنة والوقوع في الحرام.

هل يجوز للخاطب أن يمسك بيد مخطوبته؟

الإجابة القصيرة: لا، لا يجوز للخاطب أن يمسك بيد مخطوبته أو أن يتعامل معها كما يتعامل الزوج مع زوجته، لأن الخطوبة ليست زواجًا في الإسلام.

  • الخِطبة في الإسلام تعني الوعد بالزواج، لكنها لا تعطي أيًا من الطرفين حقوقًا كالتي تُعطى بعد عقد الزواج. لذلك، لا يجوز للخاطب أن يمس أو يمسك يد مخطوبته أو أن يخلو بها أو أن يتعامل معها كأنها زوجته، لأنهما ما زالا غريبين عن بعضهما البعض من الناحية الشرعية.
  • يجوز للخاطب أن يرى مخطوبته ويتحدث معها في وجود محرم، ولكن اللمس أو الخلوة محرم حتى يتم عقد الزواج.

أسئلة شائعة حول حكم التكلم مع الفتاة قبل الخطبة

هل يجوز التحدث مع فتاة قبل الخطبة؟

نعم، يجوز التحدث مع فتاة قبل الخطبة بشرط أن يكون الحديث في إطار المعقول والمباح، مثل التعرف على الصفات الشخصية والأخلاقية. يجب أن يتم الالتزام بالآداب الإسلامية والابتعاد عن المواضيع المحرمة.

ما هي الحدود المسموح بها عند الحديث مع الفتاة؟

يجب أن تكون المحادثة في أمور جادة تتعلق بالتعرف على النية للزواج، مع تجنب الخلوة أو الأحاديث التي تتجاوز الحدود الشرعية.

هل يجوز التحدث مع الفتاة عبر الهاتف أو وسائل التواصل الاجتماعي؟

نعم، ولكن مع مراعاة عدم الخلوة الافتراضية والحرص على عدم الخوض في مواضيع محرمة أو مثيرة. يجب أن تظل المحادثة ضمن الإطار الذي يهدف إلى التعارف بنية الزواج.

هل يجب أن تكون نية الحديث الزواج فقط؟

من الأفضل أن تكون النية واضحة وصادقة في الزواج، لأن ذلك يضمن عدم الدخول في علاقات قد تؤدي إلى فتنة أو حرام.

مقالات ذات صلة