هل يجوز المسح على الجوارب؟
هل يجوز المسح على الجوارب؟ لقد رخص الله سبحانه وتعالى لعبادة في العديد من الفرائض رخص تسهل وتيسر على كل من لا يستطيع القيام بتلك الفرائض.
فالإسلام دين يسر وليس عسر، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام:(إن الله يحب أن تؤتى رخصة كما يحب أن تؤتى عزائمه).
محتويات المقال
ما هو تعريف المسح؟
يعرف المسح في اللغة العربية بأنه هو تمرير الأيدي على شيء معين، أما تعريف المسح في الشريعة فيقصد به حدوث البلل في مكان معين بذاته، وفي وقت محدد بذاته، وبشروط معينة.
ما هو تعريف الجورب؟
المقصود من الجوارب هي كل ما يقوم الإنسان بارتدائه في القدم، وقد يكون الجورب مصنوع من القطن أو مصنوع من الصوف أو قد يكون مصنوع من الكتان.
اقرأ أيضا: كيفية الوضوء للصلاة بالترتيب
ما هو الفرق بين الجورب والخف؟
الجورب هو الشيء الذي من الممكن المسح عليه سواء كان من الجلد أو الصوف أو الوبر، بشرط ألا يكون مصنوع من الجلد.
أما الخف فهو كل ما يرتديه الإنسان في قدمة سواء كان أيضًا مصنوع من الصوف أو الجلد أو الوبر ويمكن المسح علية.
هل يجوز المسح على الجوارب؟
لقد أجمعت المذاهب الأربعة على أنه يجوز المسح على الخفين، وذلك بالنسبة للشخص المقيم أو الشخص المسافر، مع وجود بعض الاختلافات التي تتعلق بالشروط.
وقد أجاز الأئمة الأربعة أن حكم المسح على الجوارب مثله مثل حكم المسح على الخفين، بشرط ألا يكون الجورب مصنوع من الجلد كما ذكرنا من قبل.
ولكن المالكية وأبو حنيفة أجازوا بعدم جواز المسح على الجوارب والسبب في ذلك أنهم اشترطوا أن يكون مصنوع من الجلد.
وكذلك الحنفية والشافعية قالوا بعدم جواز المسح على كل ما هو تم صنعه من النسيج، وحجتهم في ذلك أن النسيج يمنع وصول الماء للقدمين.
والحنابلة والحنفية أجازوا المسح على الجوارب التي تم صنعها من القماش.
ما هو الدليل على جواز المسح على الجوارب؟
يعتبر المسح على الجوارب رخصة من الرخص التي أعطاها الله لمن لا يستطيع أن يقوم بمسح القدم بطريقة مباشرة.
وهناك أدلة من السنة النبوية تثبت هذه الرخصة ومنها، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:
(بال جرير بن عبد الله ثم توضأ ومسح على خفية فقيل له: أتفعل هذا؟ فقال: وما يمنعني وقد رأيت رسول الله صلي الله علية وسلم يفعله؟).
وعن المغيرة بن شعبة قال: (رأيت رسول الله صلي الله علية وسلم توضأ فغسل وجهة ويدية ثم مسح على خفية فقلت يا رسول الله تمسح على خفيك؟ قال إني ادخلت رجلي وهما طاهرتان).
اخترنا لك أيضا: خطوات الوضوء الصحيح بالتفصيل
كيف يكون المسح على الجوارب؟
هناك طريقة معينة للمسح على الجوارب قد حددها الشرع، فعن على بن أبي طال رضي الله عنه قال:
(لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولي بالمسح من أعلاه، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على ظاهر خفية).
والطريقة التي حددها الشرع في المسح على الجوارب تكون من بداية أصابع القدم خطوطًا بأصابع اليد ويكون ذلك في اتجاه الساق.
وقد ورد عن على رضي الله عنه أن المسح يكون لأعلاه لا لأسفله.
وهناك اختلاف بين المذاهب الأربعة في قدر المسح الذي يجب أن يتم وهذا الاختلاف سنوضحه فيما يلي.
- بالنسبة للحنابلة: يجب أن يكون الممسوح من ظاهر الخف يكون على هيئة خطوط بالأصابع، ولا يشترط مسح اسفل الخف عند الحنابلة.
- وبالنسبة للمالكية: عند المالكية يشترط مسح جميع أعلي الخف، وكذلك من المستحب مسح أسفله.
- بالنسبة للحنفية: عند الحنفية تكون طريقة المسح بمقدار ثلاثة أصابع من أصغر أصابع اليد، ويكون على ظاهر مقدم كل رجل، ويكون المسح مرة واحدة فقط.
- بالنسبة للشافعية: عند مذهب الشافعية لا يشترط في المسح أي شيء معين بذاته.
ما هي شروط المسح على الجوارب؟
هناك عدة شروط لابد من توافرها لاستعمال هذه الرخصة، وهناك شروط متفق عليها بين جميع المذاهب الأربعة.
وهناك شروط أخرى يوجد عليها بعض الاختلافات، وفيما يلي توضيح لهذه الشروط.
الشروط المتفق عليها
- أن يتم لبس الجوارب على طهارة كاملة، فعن المغيرة بن شعبة قال:
- (كنت مع النبي علية الصلاة والسلام في سفر فأهويت لأنزع خفية.
- فقال دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين فمسح عليها).
- لابد أن يكون الجورب طاهر ولا توجد به أي نجاسة.
- يجب أن يكون الجورب يصل للكعبين، حيث أن الكعبين هو الموضع الذي يتم غسلة في الوضوء.
- فلابد من سترة بالجورب، فإذا تم المسح على جورب لم يغطي القدمين فهذا المسح غير صحيح.
- لابد أن يكون هذا الجورب من الممكن المشي به مسافة، ولكن لم يرد تحديد المسافة التي من الممكن المشي بها.
الشروط المختلف عليها
- أختلف الأئمة الأربعة في الفروق التي من الممكن أن تكون موجودة في الجورب.
- فهم اشترطوا أن يكون الجورب صحيح ولا توجد به أي خروق.
- ولكن الحنابلة والشافعية قالوا بعدم جواز المسح على الجورب إذا كان فيه قطع حتى ولو كان بسيطًا.
- أما المالكية والحنفية فقد أجازوا القطع البسيط.
- أشترط مذهب المالكية أن يكون الجورب تم صنعه من الجلد.
- فإذا كان الجورب مصنوع من القماش فلا يجوز المسح علية وكذلك الخف.
- ولكن المذاهب الأخرى قالوا بجواز المسح على الجورب الذي تم صنعة من غير الجلد كالقماش وغيرة.
- ولكن اشترطوا أن يكون هذا النوع يمنع وصول الماء للقدمين.
- أشترط الحنابلة والمالكية أن يكون الجورب لبسة مباح وحلال، فلا يجوز أبدًا المسح على جورب أو خف مسروق.
- وكذلك عد جواز المسح على الحرير، أما عند الشافعية فلا يشترط عندهم ذلك.
- أشترط الحنابلة في جواز المسح على الجوارب ألا يكون الجورب شفاف ويظهر القدم.
- أما عند الحنفية والشافعية فلا يشترطون ذلك.
- بل اشترطوا أن يكون الجورب مانع فقط لوصول الماء.
خلاصة ما توصل إليه الفقهاء في جواز المسح على الجوارب
أتفق جمهور الفقهاء على جواز المسح على الجوارب وذلك في حالتين بحيث يكون في الحالتين لا يمكن وصول الماء للقدمين.
وهما أن يكون الجور مجلد بمعنى أن يكسوه الجلد، وذلك مثل الخف، والحالة الثانية أن يكون الجورب له نعل من الجلد.
أما بالنسبة لشروط الحنابلة والحنفية، فقد اشترطوا أن تكون الجوارب غير شفافة.
بحيث لا يظهر منها أي شيء، وأن يكون من الممكن متابعة المشي بها لمدة.
ما هي المدة التي يجوز فيها المسح على الجوارب؟
أجاز جمهور الفقهاء أن المدة المسموح بها المسح على الجوارب هي يوم وليلة للشخص المقيم.
وأما بالنسبة للشخص المسافر فالمدة تكون ثلاثة أيام، وأما المذهب المالكي فهو لم يحدد مدة معينة للمسح على الجوارب.
وعن شريح بن هانئ قال: (أتيت عائشة رضي الله عنها أسألها عن الخفين، فقالت: عليك بابن أبي طالب فسألة فإنه كان يسافر مع رسول الله صلى الله علية وسلم، فأتيته فسألته، فقال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر، ويوم وليلة للمقيم).
شاهد أيضا: المسح على الجورب وشروطها
وفي نهاية هذا المقال نرجو أن نكون وفقنا في الحديث عن هل يجوز المسح على الجوارب، وبينا لكم الأحكام والشروط وكذلك رأي الأئمة الأربعة.
ولا تنسوا مشاركة هذا المقال مع الأصدقاء والأحباء، ليتعرفوا على هل يجوز المسح على الجوارب، ونترك لكم التعليق أسفل المقال.