هل يجوز للبكر أن تزوج نفسها بدون ولي؟
هل يجوز للبكر أن تزوج نفسها بدون ولي؟ موقع مقال دوت كوم maqall.net يحدثكم اليوم عنه، حيث أنه سؤال مثير يسأله الكثيرون ويرغبون في معرفة إجابته، ورأي الشرع وفقهاء الدين فيه، ولأن عصرنا الحالي بات الإنسان يسمع فيه العجاب، وجدنا أنه لابد من التحدث عن هذا الموضوع للتوعية.
محتويات المقال
ماذا يقصد بالولي؟
- الولي هو الشخص المسئول عن الفتاة، والذي يتولى مسئوليتها، ومسئول عن الإنفاق عليها، والتصرف في كافة أمورها.
- والولي يكون بطبيعة الحال ذكر، أي شخص قوام، بمعني أن يكون الأب، فإن كان متوفيًا فالأم لا تحل محله في الولاية، ويحل محله الأخ أو العم أو الخال.
- وشروط الولي أن يكون عاقل وبالغ، وعلى دين الإسلام ويتميز بالعدالة.
كما يمكنك التعرف على: حكم الزواج بدون ولي للثيب
شروط صحة عقد القران
كما ورد في شروط صحة عقد القران أنها:
الرضا والقبول
- لابد للأهل من معرفة أن قبول بنتهم البكر عن الزواج، شروط هام لصحته.
- فلا يجب إجبارها على زواج كارهة له، حيث أن الدين كفل لها حرية القبول والرفض، وظهر ذلك في حديث الرسول الذي قال فيه:
- “البكر تستأذن في نفسها وإذنها صمتها”
الولي
- أوجب الدين الإسلامي إذن الولي ليكون عقد القران صحيحًا، حيث أنه يكون بما يناسب بكريته من عدمه.
- والدليل على أن إجابة سؤال هل يجوز للبكر أن تزوج نفسها بدون ولي؟ أنه لا يجوز ذلك.
- والدليل ما قاله الرسول فيما معناه أن المرأة التي تتزوج دون إذن وليها فزواجها باطل.
- فإن كانت الفتاة دون ولي عليها أن تبحث عن ولي من أقاربها بداية من الأب والأخ والعم والخال أو الجد أو من كان صالحًا من المسلمين.
شاهدان
- من الضروري أن يشهد على عقد القران، شاهدان لكن من شروط هذان الشاهدان أن يمتازا بالعدل.
- وأهمية وجود شاهدان، حفاظ لحقوق طرفي الزواج من الرجل والمرأة، وضبط لعقد الزواج.
- وقد اتفق على ذلك جمهور من العلماء، والصحابة من أمثال ابن عباس، وسيدنا علي، والفاروق عمر، رضي الله عنهم جميعًا.
- كما أتفق على ذلك من أئمة الفقه ابن حنبل وأبو حنيفة والشافعي.
الصداق
- سمعنا كثيرًا مقولة زوجتك ابنتي البكر الرشيد، على سنة الله ورسوله، وعلى مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان، وعلى الصداق المسمى بيننا.
- يقصد هنا بالصداق المهر الذي يتفق عليه الولي مع الزوج، ويتم دفعه لشراء مستلزمات الزواج، أو تأثيث بيت الزوجية.
- والدليل على أن المهر من شروط عقد القران، ما قاله رب العزة في كتابه العزيز ” وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسًا فكلوه هنيئًا مريئًا”
- والآية الكريمة هنا توضح أن الصداق هبة أو هدية يقدمها العريس لعروسه، ويجوز للعروس التنازل عن بعضه أو كله للزوج ما دام برضاها.
الإحصان
- يقصد بالحصانة، أن تكون الفتاة على خلق، وسيرتها حسنة بين الناس، فلا يتزوج المؤمن من زانية.
- حتى وإن ظن أنها ستتوب بعد زواجه منها.
- وقد أحل الله الزواج من المحصنات من مؤمنات المسلمين، والمحصنات من أهل الكتاب.
- لكن الزانيات لا ينكحن إلا زواني مثلهن كما ورد في القرآن.
هل يجوز للبكر أن تزوج نفسها بدون ولي؟
- قال الرسول عليه الصلاة والسلام ” أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له”
- لكن في هذه النقطة اختلف بعض فقهاء المذاهب الأربعة، مثل الإمام أبو حنيفة، الذي رأي عدم اشتراط الولي في النكاح ما دامت الفتاة بالغة.
- أما الإمام مالك فقد رأي أن الولي شرط هام لمن كانت ذات نسب، أما من كانت لا نسب لها أو من أصل بسيط، فلا يشترط لها ولي.
- لكن رأي مالك لا يعد صحيح حيث أنه لا فرق بين من لا نسب لها ومن كانت ذات نسب، لأنه يقي من لا ليس لها نسب من الزنا.
اقرأ من هنا عن: حكم الزواج العرفي المطلقة بدون ولي
هل يقبل الزواج بأمر الولي وعدم رضا البكر؟
- يحدث أحيانًا أن يجبر الولي بكريته على الزواج من شخص لا تتقبله، مستخدمًا ولايته في إتمام عقد القران.
- لكن مثل هذا الفعل لا يقبله الدين ولم يشرعه الله، حيث أن قبول البكر ورضاها مكملًا لموافقة وليها.
- ولا يمكن إتمام الزواج إن كانت الفتاة البكر كارهة لهذا الزواج.
- ودليل ذلك ما ورد من مواقف حدثت أيام رسولنا الكريم ورواها عنه الصحابة ومن حضر تلك المواقف.
- فقد روى مسلم عن الرسول الكريم، أنه صلي الله عليه وسلم قال: ” لا تنكح الأيم حتى تُستأمر ولا تنكح البكر حتى تُستأذن، فقيل يا رسول الله وكيف إذنها، قال أن تسكت”
- حتى أنه روى في موضع آخر أن إحدى الصحابيات واسمها خنساء بنت خدام أن أباها زوجها رغمًا عنها لشخص تكره الزواج منه.
- فلما ذهب للرسول الكريم وشكت له ما كان معها، رد الرسول نكاحها وأعتبره باطلًا ما دامت هي لم توافق، وجعل الأمر يتم بموافقتها.
- فنفذت رغبة والدها رضاء له، ولكنها قالت: أجزت ما صنع أبي ولكن أردت أن تعلم النساء أنه ليس للآباء من الأمر شيء.
- لذلك نستطيع أن نستنبط إجابة سؤال هل يجوز للبكر أن تزوج نفسها بدون ولي؟ لأن رضاها هي ورضا الولي من شروط صحة الزواج.
- ومن هنا جرت العادة أن يتأكد المأذون قبل عقد القران من سؤال البكر بنفسه، إن كانت موافقة على الزيجة أم لا.
- لذلك يعد موافقة البكر على الزواج شرط من شروط صحته.
حكم زواج البكر لنفسها إن كانت تعيش بمفردها
- هناك بعض الفتيات اللاتي يعشن مغتربات في بلاد بعيدة عن بلد أسرتهن، ويحدث أن تقابل إحداهن شخص مناسب ويتقدم لخطبتها.
- فتظن الفتاة البكر البالغة أنه يمكنها أن تزوج نفسها دون وليها، حتى أن ورد تساؤل مماثل لتلك الحالة، فكان رد الشيخ عليها كالآتي:
- لا يعني أن الفتاة تعيش بعيدًا عن أسرتها، وأنها مستقلة بحياتها، أن تتمكن دون إذن وليها، لذلك لابد لها أن تطلب من وليها الحضور لإتمام زواجها.
- وإن لم يستطع الحضور عليه أن يوكل عنه من ينوب عنه تزويجها.
- إما إن كانت البكر فتاة سوف تتزوج من شخص على غير دينها، كأن تكون من أهل الكتاب وترغب في الزواج من مسلمًا.
- في هذه الحالة عليها أن تلجأ لأحد رجال دينها ليكون وليها في عقد الزواج.
- وأظن أن هذا يعد إجابة لسؤال هل يجوز للبكر أن تزوج نفسها بدون ولي؟
حكم تزويج البكر لنفسها في حال رفض الولي
- رأينا كثيرًا في الدراما التلفزيونية، أن الفتاة تكون على علاقة عاطفية بأحدهم لكنه غير كفؤ لها، لذلك يرفضه وليها.
- فتلجأ للهروب معه وتتزوجه دون إذن أهلها، وهو شيء لا يقبله المجتمع والعرف، والدين من قبلهم.
- وبالنسبة لمثل هذه الحالة والتي تعد جزءً مرتبط بسؤال هل يجوز للبكر أن تزوج نفسها بدون ولي؟
- فحكم الدين فيها كما يلي: أنه لا يصح لها زواج دون موافقة وإذن وليها.
- وعليها بدلًا من هروبها من البيت ووضع أهلها أمام الأمر الواقع.
- أن تحاول إقناعهم بهذا الشخص إن كان فعلًا شخص صالح وعلى خلق، وأنها مطمئنة له وأنه سوف يراعي الله فيهم.
- أما إن كانت به بعض العيوب التي تتقبلها الآن، لكنها سوف تجعل حياتها تعيسة معه في المستقبل، في هذه الحالة عليها الاستخارة.
- ومحاولة التفكير مليًا، قبل الإقدام على هذه الفعلة التي ينكرها الدين، والله أعلم.
- لذلك عليها أن تبتعد عن هذا الشاب قليلًا حتى تتمكن من محاولة إقناع أهلها.
- وفي نفس الوقت تفكر مليًا في إن كان حبها له سوف يصمد أما عيوبه أم لا.
حالات يجوز للبكر فيها أن تزوج نفسها
علمنا أنه لابد للبكر من الحصول على إذن وليها ليتم زواجها بشكل صحيح، لكن هناك بعض الحالات التي يمكن أن تزوج فيها البكر نفسها دون إذن وليها منها:
- إن كانت ترغب في الزواج، وتريد أن تبني أسرة لكن وليها يرفض زواجها بشكل عام.
- ويرفض كل من آتاها خاطبًا.
- في هذه الحالة يجوز للبكر أن تزوج نفسها إن كانت بالغًا، لكن بولاية القاضي بدلًا عن وليها.
- ومن الحالات أيضًا أن يكون الولي غائب ومجهول مكانه، ولا يمكن للبكر الوصول إليه للحصول على إذنه، وتخشي أن يرجع الخاطب في خطبته.
- من هنا عليها أن تلجأ للولي الذي يلي والدها أو وليها.
- وإن لم تجد يمكن لشخص قريب لها قرابة بعيدة أن يتولى هذا الأمر.
- كما أن الولي إن كان غير بالغ، أو لديه مشكلة في عقله، أو ارتد عن دين الإسلام، أو أنه شخص لا يمتاز بالعدل.
- أو معروف بفسوقه، هنا تسقط ولايته لها، وتستطيع البكر أن تجعل شخص صالح ينوب عنها ويكون وليها في عقد القران.
- أي أنه لابد من وجود ولي ينوب عن البكر في عقد زواجها ليكون صحيحًا.
اقرأ أيضًا: حكم زواج المطلقة بدون ولي
تيقننا من الأدلة السابق ذكرها، أن إجابة السؤال هل يجوز للبكر أن تزوج نفسها بدون ولي، بأنه لا يجوز لها ذلك، وإن كانت بدون ولي عليها البحث عن شخص يكون لها ولي من أقاربها وإن لم تجد فيمكن أن تولي شخص صالح من المسلمين.