هل حياة البرزخ أفضل من الدنيا
هل حياة البرزخ أفضل من الدنيا وما هي حياة البرزخ كل هذا سنعرفه من خلال موقع maqall.net وسنتحدث عن ماهية البرزخ وكيف يعيش المؤمن والكافر في حياة البرزخ، وكذلك سنتحدث عن نعيم وعذاب القبر، وسنذكر أدلة وجود البعث بعد الموت من القرآن الكريم خلال السطور التالية.
محتويات المقال
هل حياة البرزخ أفضل من الدنيا
هناك من ينعم في حياة البرزخ وهناك من يعذب فيها.
حيث أن هذه الحياة تبدأ مع قبضة الروح وعروجها إلى السماء فإذا كان الرجل من الصالحين أنار الله له قبره فكان ذلك بشرة له بمقعده في الجنة.
وإن كان من الفاسدين ضاق القبر عليه وظل يتعذب بذلك.
وهذا الأمر دلت عليه الأحاديث الشريفة، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قالَ” إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ وَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ فَيُقْعِدَانِهِ فَيَقُولَانِ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَقُولُ أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ فَيُقَالُ لَهُ انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنْ النَّارِ قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنْ الْجَنَّةِ فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا”.
قَالَ قَتَادَةُ وَذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ أَنَسٍ قَالَ “وَأَمَّا الْمُنَافِقُ وَالْكَافِرُ فَيُقَالُ لَهُ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ فَيَقُولُ لَا أَدْرِي كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ فَيُقَالُ لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ وَيُضْرَبُ بِمَطَارِقَ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ”.
هذا لفظ البخاري وزاد مسلم في كلام قتادة فقال :قَالَ قَتَادَةُ وَذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا وَيُمْلَأُ عَلَيْهِ خَضِرًا إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ”(اخرجه البخاري ومسلم).
شاهد من هنا: حياة البرزخ واسراره
ما هو البرزخ؟
- بعد أن أجبنا عن سؤال هل حياة البرزخ أفضل من الدنيا سنتعرف على ماهية البرزخ، حيث أن البرزخ في اللغة يعني أن يكون هناك حاجز بين شيئين، وفي القاموس يعني من وقت الموت إلى يوم القيامة.
- فالبرزخ هي حياة يمر بها كل من فاضت روحه إلى خالقها سواء كان ذلك الشخص مسلم أو كافر.
- وبعد ذلك يتم سؤال الملكين للميت بعد أن يرد الله إليه روحه كي يسأل.
- وإما أن ينعم في قبره أو أن يعذب.
- ويكون بذلك انتقل من دار الدنيا إلى دار البرزخ، ومنها ينتقل إلى دار القرار.
- وتكون حياة البرزخ مختلفة عن دار الدنيا.
- فإن روح الميت لا تكون متعلقة به تعلق كلي فهي تفارقه في أوقات.
- وترد إليه في أوقات أخرى، مثلما ترد إليه عند سؤال الملكين، وكذلك عند العذاب أو النعيم.
- وقد دل القرآن الكريم على حياة البرزخ.
- حيث قال الله عز وجل:{مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ}(الرحمن:19:20).
- ويقول الله سبحانه وتعالى:{{ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } [المؤمنون 99 – 100] .
- فالبرزخ هنا هو الفترة الزمنية بين حياة الدنيا وحياة الآخرة.
- فبعد الموت يدخل الإنسان إلى حياة البرزخ.
- فقد قال رجل بحضرة الشعبي: “رحم الله فلاناً فقد صار من أهل الآخرة.
- فقال: لم يصر من أهل الآخرة، ولكنه صار من أهل البرزخ، وليس من الدنيا ولا من الآخرة”.
اقرأ أيضًا: حقائق غريبة عن حياة البرزخ
نعيم البرزخ وعذابه
هناك العديد من الأدلة على عذاب البرزخ ونعيمه سنذكرها خلال النقاط التالية:
- حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “رَأَيْت لَيْلَةَ أسري بِي رِجَالًا تقرض شِفَاههمْ بِمَقَارِضَ مِنْ نَارٍ. فَقلْت: مَنْ هَؤلَاءِ يَا جِبْرِيل؟.
- فَقَالَ: الْخطَبَاء مِنْ أمَّتِكَ، يَأْمرونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ، وَيَنْسَوْنَ أَنْفسَهمْ وَهمْ يتلون الكتاب، أفلا يعقلون” صححه الألباني.
- وجاء في حديثٍ آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال:{لقَدْ رَأَيْت رَجُلًا يَتَقَلَّب في الجَنَّةِ، في شَجَرَةٍ قَطَعَها مِن ظَهْرِ الطَّرِيقِ، كانَتْ تؤْذِي النَّاسَ}.
الأعمال التي تشفع للإنسان بعد الموت
بعد أن فسرنا إجابة سؤال هل حياة البرزخ أفضل من الدنيا سنتعرف على الأعمال التي تشفع للإنسان بعد موته كما يلي:
- الصدقة من الأعمال التي تشفع لصاحبها بعد الموت.
- لما جاء في الحديث النبوي الشريف” أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إن أمي افْتلِتَتْ نفسها ولم توص.
- وأظنها لو تكلمت تصدقت، أفلها أجر إن تصدقت عنها؟ قال: نعم”.
- كما أن الصدقة من الأعمال التي يجوز أن يخرجها أحد للميت بعد وفاته.
- لما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم:”إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له”.
- وأيضًا ثبت عن النبي هذه الأعمال فعن بن ماجة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته: علماً علَّمه ونشره.
- وولداً صالحاً تركه، أو مصحفاً ورثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه.
- أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه بعد موته”.
- فكل عملٌ صالح يفعله المؤمن في حياته وهو مخلصًا لله فيه يجازى عليه بعد الموت.
مدة حياة البرزخ
- مدة حياة البرزخ من الأمور الغيبية التي لم يخبرنا الله عز وجل بها.
- لهذا ينبغي ألا ننشغل بمثل هذه الأمور.
- وأن نصب تركيزنا على فعل الأعمال الصالحة، والمسارعة إلى فعل الطاعات.
- والبعد عن المعاصي والذنوب، وأن نسأل الله سبحانه وتعالى من نعيم الدنيا والآخرة.
- الأمر الذي به نسلم ونأمن دنيانا وآخرتنا.
أدلة البعث من القرآن الكريم
قد بين القرآن الكريم أن هناك بعث بعد الموت في آيات كثيرة منها:
- قال الله سبحانه وتعالى:{أَفَحَسِبْتمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكمْ عَبَثًا وَأَنَّكمْ إِلَيْنَا لا ترْجَعُونَ .
- فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِك الْحَق لا إِلَهَ إِلاَّ هوَ رَب الْعَرْشِ الْكَرِيمِ}(المؤمنون:115 ـ 116).
- قال الله عز وجل:{أَيَحْسَب الإِنسَان أَن يتْرَكَ سدًى * أَلَمْ يَك نطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يمْنَى * ثمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى.
- فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأنثَى * أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يحْيِيَ الْمَوْتَى}(القيامة: 36-40).
- وقال سبحانه وتعالى:{أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَان أَنَّا خَلَقْنَاه مِنْ نطْفَةٍ فَإِذَا هوَ خَصِيم مبِين.
- وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَه قَالَ مَنْ يحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيم.
- قلْ يحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهوَ بِكلِّ خَلْقٍ عَلِيم}(يس:77ـ79).
- أَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبر فِي صدورِكمْ فَسَيَقولونَ مَن يعِيدنَا قلِ الَّذِي فَطَرَكمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَينْغِضونَ إِلَيْكَ رؤوسَهمْ وَيَقولونَ مَتَى هوَ قلْ عَسَى أَن يَكونَ قَرِيبًا *.
- يَوْمَ يَدْعوكوقوله جل وعلا:{وَقَالواْ أَئِذَا كنَّا عِظَامًا وَرفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعوثونَ خَلْقًا جَدِيدًا * قل كونواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا *
- فَتَسْتَجِيبونَ بِحَمْدِهِ وَتَظنونَ إِن لَّبِثْتمْ إِلاَّ قَلِيلاً}(الإسراء:49-52).
شاهد أيضا: موضوع عن الحياة البرزخية
هل حياة الموتى في قبورهم كحياتهم في الدنيا؟
حياة الموتى في قبورهم ليست كحياتهم في الدنيا، فهناك اختلاف جوهري بين الحياة الدنيا والحياة البرزخية (حياة القبر). فيما يلي بعض النقاط التي توضح هذا الاختلاف:
- الحياة البرزخية:
الحياة البرزخية هي المرحلة التي يعيشها الإنسان بعد موته وقبل البعث يوم القيامة. هذه الحياة تكون في القبر، وهي تختلف تمامًا عن الحياة الدنيا من حيث الطبيعة والواقع. - الإحساس والنعيم أو العذاب:
في القبر، يشعر الميت بالنعيم أو العذاب بناءً على أعماله في الدنيا. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه” (رواه الترمذي). - السؤال في القبر:
يُسأل الميت في قبره عن ربه، ودينه، ونبيه. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟” (رواه أبو داود). - ضيق أو توسع القبر:
القبر قد يتسع وينير للميت المؤمن ويضيق ويظلم للميت الكافر أو الفاسق. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا قُبِر الميت – أو قال أحدكم – أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما المنكر وللآخر النكير” (رواه الترمذي). - الأعمال التي تصل للميت:
يمكن أن يصل إلى الميت في قبره ثواب الأعمال الصالحة التي يقوم بها الأحياء نيابة عنه، مثل الدعاء، والصدقة، والحج، والعمرة، وغيرها. - الوعي بما يحدث:
هناك أحاديث تشير إلى أن الميت يكون على دراية بما يحدث حوله في القبر، مثل سماعه خطى المشيعين بعد دفنه. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الميت ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين” (رواه البخاري).
الآيات القرآنية الدالة على عذاب القبر
تتعدد الآيات القرآنية التي تدل على عذاب القبر، ومن هذه الآيات ما يلي:
- “ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون”.
- “مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا”.
- “اليوم تجزون عذاب الهون”.
- “وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم”.
- “فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب * النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب”.
- “ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون”.
مستقر الأرواح في البرزخ
مستقر الأرواح في البرزخ يختلف باختلاف المنزلة والمكانة، وفيما يلي سذنرك مستقر كل روح على حسب مكانها ومنزلتها:
أرواح الأنبياء
وتكون في أفضل الأماكن، وأفضل الأماكن تكون بكوار الرفيق الأعلى، وهو أعلى عليين، وقد سمعت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو يحتضر: اللهم الرفيق الأعلى.
أرواح الشهداء
يقول الله تعالى في سورة آل عمران آية 169: “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون”، فأرواح الشهدات تكون عند ربهم وتعلق بالعرش، ويمكن أن تسير إلى جنة لتراها وترجع مرة أخرى.
روح المؤمن الصالح
تكون روح المؤمن الصالح معلقة بالشجر الموجود في الجنة، حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام: “إنما نسمة المسلم طير يعلق في شجرة الجنة، حتى يرجعها الله إلى جسده يوم القيامة”.
روح العاصي
يحصل العاصي على العذاب من الله تعالى، والتي تُعذب هي روحه السيئة، والروح تتلقى عذابها على حسب معاصيها، فالكذاب يعذبه الله بالكلوب من الحديد ليدخل في شدقه ليصل لقفاه، ومن نام وترك الصلاة المفروضة تهشم رأسه، وهكذا.
روح الكافر
ذكر النبي الكريم عليه الصلاة والسلام بعد ان ذكر ما يحدث لأرواح المؤمنين، ما سيحدث لأرواح الكفار، فروح الكافر بعد قبضها تكون رائحتها نتنة، وتأخذ عذابها في القبر ويوم القيامة.
أسئلة شائعة حول حياة البرزخ
ما هي حياة البرزخ؟
حياة البرزخ هي المرحلة التي تلي موت الإنسان وتسبق البعث يوم القيامة. وهي حياة بين الدنيا والآخرة، يعيش فيها الإنسان في قبره حيث يتعرض للنعيم أو العذاب بناءً على أعماله في الدنيا.
هل يشعر الميت في القبر؟
نعم، الميت يشعر بما يحدث في القبر. هناك أحاديث نبوية تشير إلى أن الميت يسمع خفق نعال المشيعين عند مغادرتهم، ويُسأل في القبر ويشعر بالنعيم أو العذاب.
ما هو سؤال الملكين في القبر؟
بعد دفن الميت، يأتيه ملكان يسألانه ثلاثة أسئلة رئيسية: من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟. إجابة الميت على هذه الأسئلة تحدد نعيمه أو عذابه في القبر.
هل يمكن أن يصل إلى الميت ثواب الأعمال الصالحة؟
نعم، يمكن أن يصل إلى الميت ثواب الأعمال الصالحة التي يقوم بها الأحياء نيابة عنه، مثل الدعاء، والصدقة، والحج، والعمرة، وقراءة القرآن.