الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى
لا شك إن الدين الإسلامي أتي إلى العالم أجمع، حيث جاء بالحضارة والعلم والدين الوسطي الصحيح الذي يعمل على المساواة والمودة والحق والعدل، وأثر الإسلام في العديد من العصور، بما له من علماء في جميع المجالات وقادة وفلاسفة وأطباء وأدباء.
أثروا في من حولهم وأصبح علمهم أو منهجهم من العلوم المتبعة حتى وقتا هذا، ونستعرض مدى تأثير الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى.
محتويات المقال
مفهوم الحضارة
الحضارة هي ما يستحدثه الإنسان وما يبذله من جهد لخدمة المجتمع بالعديد من الصور والأساليب، حيث يقدم عمل أو أدب أو طب أو خدمة مدنية للمجتمع، وبالتالي يجعل من حوله يقتضون به وبعلمه أو باتباع منهجه وأسلوبه للرقي مما هم فيه.
ويقصد بالمدنية فهي التقدم في العلوم التي قامت عليها الحضارة والتطوير منها بأحدث الأساليب المتطورة، وقدرة الإنسان على التحكم فيما حوله وما يدور داخل الكون بقدر المستطاع.
واستغلت الدول الغربية مفهوم المدنية وبرعت في تطبيقه، في حين الدول العربية عاشت عصور طويلة على مفهوم الحضارة وعلى أنقاد السالفين.
شاهد أيضًا: ما معنى الحضارة بصفة عامة
الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى
كانت الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى من أعظم الحضارات حيث خلدوا علماء المسلمين فيما صنعوه للبشرية، وكانوا أصحاب الفضل في التنوير الذي حدث لجميع العالم وبالأخص الجانب الأوربي منه.
وبرعت الحضارة الإسلامية في ترجمة ما تم تركه من حضارات العصور السابقة وهم الرومان واليونان والقدماء المصريين، وغيرهم واستفادوا من علمهم أيضًا وذلك لبراعتهم في علوم الترجمة واللغات المختلفة.
واحتل المسلمون في العصور الوسطى التجارة العالمية ووضعوا أيديهم على مفاتيحها، حيث قاموا بتأسيس العديد من الطرق التجارية الآمنة بالإضافة إلى عمل الخرائط الإرشادية لطرق التجارة.
وقام المسلمون بربط جميع دول العالم ببعضها البعض وبهذه الطريقة تم نقل العديد من الحضارة الإسلامية إلى هذه الدول أثناء السفر منها وإليها، إضافة إلى توصيل الدين الإسلامي بشكل صحيح لمن لم يكن يعرفه، حيث انتر الدين الإسلامي في جميع دول العالم.
علم الفلك والأرصاد الجوية في العصور الوسطى
عندما فتح المسلمون بلاد الغرب في العصور الوسطى، أضافوا للعالم تراثا كبيرا وعلم من العلوم الهامة وهو علم الفلك وعلم الأرصاد الجوية، حيث ألفوا العديد من الكتب التي تصف المناخ وكيفية التعرف على الأرصاد الجوية من رياح وضغط جوي وأمطار وغيرها.
بالإضافة إلى نبوغ المسلمين في علوم الفلك والنجوم.
وأسهموا بالعديد من المؤلفات التي خدمت البشرية ووفرت لنا العديد من الإجابات عن تساؤلات كانت ليس لها جواب.
واستفاد العالم أجمع من علوم الفلك في معرفة الطرق والاتجاهات التي خدمتهم في التجارة والسير في البحر ومعرفة حالة الجو من النجوم واستقراء الأهلة لمعرفة الشهور.
علم النفس والإسلام في العصور الوسطى
جاء المفكرون العرب بكل ما جديد وثمين في مجال علوم النفس بسبب كثرة براعة الفلاسفة والعلماء المسلمين في الحضارة الإسلامية.
وأضاف العلماء المسلمين علم النفس ضمن المصنف الفلسفي، حيث برع فيه العلماء.
مثل أبو بكر الرازي، ابن حزم، وابن سينا، حيث قام جميع هؤلاء العلماء بترك بصمات عديدة من مؤلفات وتراث كبير في هذا المجال.
ومن ضمن المؤلفات التي تم تأليفها في العصور الوسطى من علماء المسلمين هي.
كتاب الطبيب الروحاني لأبي بكر الرازي.
وكتاب طوق الحمامة في الألفة والآلاف لابن حزم، وتتميز مؤلفات هذا العصر بالرومانسية.
والحرفية والعالية في سرد القصص بالإضافة إلى مخاطبة النفس والعقول بصورة راقية.
علم الصوت والإسلام في العصور الوسطى
- اهتم الفلاسفة العرب في العصور الوسطى بعلم الأصوات.
- وقاموا بعمل العديد من التصنيفات في عالم الأصوات والموسيقى.
- حيث بحثوا في كيفية منشأ الصوت، بالإضافة إلى مختلف درجات الصوت.
- هكذا ساعد في ذلك الأمر تلاوات القرآن الكريم ومقاماته في القراءة.
- حيث أن تلاوة وقراءة القرآن الكريم لها العديد من المقامات.
- والأصوات التي قام العديد من القراءة بالبراعة فيها.
- وقسم المسلمون الأصوات بناء على قوتها في العصور الوسطى.
- مثل الصوت الجهير والصوت الخفيف والصت الحاد والصوت الغليظ.
- وغيرها من أصوات الأجسام، وقاموا بتأليف العديد من الكتب والمراجع التي نهتدي بها حتى يومنا هذا.
- هكذا كما بحث العديد من علماء المسلمون في هذه العصور في علم صدى الصوت.
- وكيفية حدوثه وتأثيره وماذا يستفاد منه.
- مثل العالم عز الدين أيدمر علي في كتاب البرهان في أسرار الميزان.
شاهد أيضًا: مفهوم الحضارة عند ابن خلدون
الصناعات الورقية والإسلام في العصور الوسطى
كانت أولى الشعوب التي قامت بصناعة الورق هم الصينيون، حيث اخترعوا العديد من المواد للكتابة عليها وتصنيع الورق منها.
هكذا مثل الحرير والغاب وورق الكتان، وغيرها من المواد التي تم الكتاب عليها.
إلى أن جاء المسلمون في القرن الثامن عشر ولديهم أسرار صناعة الورق وأسسوا أول مصنع في مدينة بغداد في العراق في عصر هارون الرشيد.
علم الحيوان والإسلام في العصور الوسطى
يعتبر علم الحيوان في الإسلام في العصور الوسطى من العلوم الحيوية.
والتي تعتبر فرع هام جدًا في العلوم، وقد برع فيه العرب بالعديد من المؤلفات والعديد من الأبحاث.
هكذا فقسم المسلمون العرب هذا العلم للعديد من التصنيفات كل على حسب نوع الحيوان.
فقد قسموها إلى زواحف وطيور وحيوانات ثدية وغيرها من التصنيفات التي توغلت في البحث في تفاصيل الحيوانات وكيفية معيشتهم وتكوينهم الفسيولوجي.
هكذا واهتمام العرب بالحيوان من الأمور المنتشرة حيث يمثل له مصدر الغذاء والجلود والتنقل وغيرها.
لذلك قاموا بتأليف العديد من الكتب تخص هذا الموضوع من ضمنها كتاب الصفات في اللغة للعالم النضر بن شميل.
وكتاب أنساب الخيل للعالم والكاتب هشام الكلبي وغيرها من العديد من المؤلفات التي لا زلنا حتى وقتنا هذا نقرأها ونقتضي بهال.
علوم المعادن في العصور الوسطى
هكذا من ضمن براعة العرب وما أضافه للبشرية في العصور الوسطى هو علم المعادن.
ودراسة القشرة الأرضية ومكوناتها وما تحتويه على كنوز وهبها الله عز وجل لنا للاستفادة منها.
وتناولوا جميع المعادن كل على حدي وأهميته واستخدامه وكيفية استخراجه من باطن الأرض.
هكذا بالإضافة لبراعتهم في وصف الأحجار الكريمة وكيفية استخراجها وتنقيتها من الرواسب.
وتشكيلها لصنه أفضل وأثمن أنواع الحلي الموجودة.
وكان منهم علماء عدة في مجال الجيولوجيا والفيزياء وعلوم الكيمياء وغيرها مما له علاقة باستخدامات ما في باطن الأرض.
وذكروا ذلك في العديد من مؤلفاتهم الغنية بالمعلومات مثل كتاب منافع الأحجار للعالم أبو بكر الرازي.
والذي ذكر فيه أنواع الأحجار الكريمة والجواهر وأهميتها ووصفها وكيفية تشكيلها، وكيف يمكن استخراجها.
هكذا وأضاف العديد من العلماء أحجار كريمة أخرى وأنواع أخرى من المعادن لم تكن معروفة لدى العالم في ذلك الوقت.
مثل البيروني وجابر بن حيان وغيرهما، وبرعوا في سرد المؤلفات التي تخص الحلي والمعادن.
شاهد أيضًا: أهمية الحضارة المصرية القديمة
هكذا تناولنا في مقالنا الإسهامات العديدة للدين الإسلامي في العصور الوسطى، حيث تم تعريف الحضارة والتعرف على الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى.
وتم تناول بعض العلوم التي برع فيها المسلمون في هذه العصور.
بالإضافة إلى المؤلفات الشهيرة وأشهر العلماء الذين خدموا البشرية في كل العصور بمؤلفاتهم.