عبد الله بن مسعود

جميع الصحابة ذو أخلاق حميدة ويجب علينا كأمة إسلامية إتباع الصحابة وأخذهم قدوة لنا في جميع الأمور الحياتية، وفي مقالنا هذا عبر موقع maqall.net سوف نتحدث عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود.

من هو عبد الله بن مسعود

• عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة له كُنية.
  • وهي عبد الرحمن الهذلي المكي المهاجري البدري.
• وُلد عبد الله بن مسعود في مكة ولقد اختلفت الأقاويل عن تاريخ ميلاده فقد قيل أنه وُلد ما بين عامي 31-37 قبل الهجرة.
• توفي عبد الله بن مسعود في المدينة المنورة عام 32 هجريًا وكان سن عبد الله بن مسعود آنذاك بضع وستون عام.
• عبد الله بن مسعود كان من حلفاء بني زهرة.
• من صفاته الطول ووزنه الخفيف جدًا.

اقرأ أيضا: عبد الله بن عباس

إسلام عبد الله بن مسعود

• عبد الله بن مسعود من أوائل الذين دخلوا إلى الإسلام فهو سادس صحابي أسلم.
• يعتبر عبد الله بن مسعود من أوائل المهاجرين أيضًا وقد صلى على القبلتين.
• كان عبد الله بن مسعود ذو صوت جميل في قراءة وتلاوة القرآن الكريم.
• أول من جهر بقراءة وتلاوة القرآن الكريم.
• كان إيمانه بالله ودين الإسلام قوي جدًا وقد بشر الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه من المبشرين بالجنة.
• قد روى عبد الله بن مسعود عن الواقعة التي جعلته يؤمن بدين الإسلام ودعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال:
  • (كنتُ غلامًا يافعًا أرعى غنمًا لعقبةَ بنِ أبي معيطٍ فجاء النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ وأبو بكرٍ رضِيَ اللهُ تعالَى عنهُ وقد فرَّا من المشركينَ.
  • فقالا: يا غلامُ هل عندَك من لبنٍ تسقيَنا؟ قلت: إنّي مؤتَمنٌ ولستُ ساقيَكما فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ: هل عندَك من جزعةٍ لم ينزِ عليها الفحلُ؟
  • قلت: نعم فأتيتُهما بها فاعتقلها النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ ومسح الضرعَ ودعا فحفلَ الضرعُ، ثم أتاه أبو بكرٍ رضيَ اللهُ عنهُ بصخرةٍ منقعرة ٍفاحتلب فيها فشرب وشرب أبو بكرٍ ثم شربتُ ثم قال للضرعِ اقلُصْ فقلص فأتيته بعد ذلك.
  • فقلت: علِّمني من هذا القولِ قال: إنك غلامٌ مُعلمٌ قال: فأخذت من فيه سبعينَ سورةً لا ينازعُني فيها أحدٌ).

مكانة عبد الله بن مسعود

• يتمتع عبد الله بن مسعود بمكانة عالية جدًا عند الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • وقد أعطى الرسول لعبد الله بن مسعود ثقة كبيرة جدًا.
  • حيث قال الرسول “لو كنتُ مؤمِّرًا على أمَّتي أحدًا من غيرِ مشورةٍ منهم لأمَّرتُ عليهم ابنَ أمِّ عَبدٍ”.
• وصلت مكانة عبد الله بن مسعود لدرجة كبيرة في قلب الرسول.
  • لدرجة أن الصحابة كانوا يضحكون على نحول قدم عبد الله بن مسعود.
  • فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما تضحَكون لَرِجلِ عبدِ اللهِ أثقلُ في الميزانِ يومَ القيامةِ من أُحُدٍ”.
• نال عبد الله بن مسعود مكانة رفيعة أيضًا عند الصحابة طوال حياته حتى بعد وفاته.
  • حيث قال أبو الدرداء عندما سمع خبر وفاة عبدالله بن مسعود قال ناعيًا إياه: “ما ترك بعده مثله”.
• لم تقتصر هذه المكانة العالية والرفيعة لعبد الله بن مسعود لدى الرسول والصحابة.
  • بل ذكره أهل التاريخ وتحدثت عنه الكتب التاريخية وعن مكانته المرموقة.
• حيث وصف الذهبي في كتابه بأنه العالم الرباني، وأنه خادم للرسول، وأنه أكثر الصحابة تقربًا للرسول.

عبد الله بن مسعود والشيعة

• كان يوجد اختلافًا كبيرًا نوعًا ما بين الشيعة حول عبد الله بن مسعود.
• ذهب البعض إلى أنه صحابي جليل ذو فضل.
• وذهب البعض الآخر إلى أنه لم يكن مواليًا لعلي.

علم ابن مسعود وخدمته للقرآن الكريم

أولا

• لقد نشأ عبد الله بن مسعود في مدرسة النبوة.
• كان من أفضل وأكفأ الصحابة في معرفة علوم القرآن الكريم وكتاب الله.
• كما ذكرنا أنه من الأوائل في دخول الإسلام هذا ساعده كثيرًا في معرفة علوم القرآن الكريم والإلمام بها بشكل أكبر.
  • حيث قال عن دخوله الإسلام (لقد رأيتني وإني لسادس ستة ما على الأرض مسلم غيرنا) رواه ابن حبان.
• عبد الله بن مسعود كان من محفظين القرآن الكريم للصحابة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب استماع القرآن الكريم منه.
• ففي “الصحيحين” من حديث عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرأ عليَّ، قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: فإني أحب أن أسمعه من غيري، فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغتُ: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} قال: أمسك، فإذا عيناه تذرفان).
• وصح في الحديث عن عمر رضي الله عنه، قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: (من سره أن يقرأ القرآن غضاً كما أنزل، فليقرأه من ابن أم عبد) وفي رواية: (على قراءة ابن أم عبد).
• كان عبد الله بن مسعود مهتم كل الاهتمام بفهم آيات القرآن الكريم وأسباب نزولها.
• دل على هذا ما رواه مسروق بن الأجدع قال: قال عبد الله:
  • (والذي لا إله غيره، ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيما نزلت، وأين نزلت، ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته) رواه مسلم.

ثانيا

• عبد الله بن مسعود له منزلة كبيرة جدًا في مجال التفسير لعلوم القرآن.
• كان عبد الله بن مسعود أكثر من روى في التفسير بعد ابن عباس.
• كان الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عندما يصلي من الليل، وابنه الصغير نائم بجواره.
  • ينظر إليه قائلاً: من أجلك يا بني، ويتلو وهو يبكي قوله تعالى (وكان أبوهما صالحًا).
• قال التابعي الجليل سعيد بن جبير (إنِّي لأزيدُ في صلاتِي مِن أجلِ ابنِي هذَا).
• تُعني التقرب لله بزيادة الطاعة والعبادة لكي يصلح لي أبنائي.

كما يمكنكم التعرف على: من صفات عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

رواية عبد الله بن مسعود للحديث النبوي

• روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، عمر بن الخطاب، سعد بن معاذ، صفوان بن عسال المرادي.
• روى عنه الكثير منهم عبد الله بن عباس، أبو موسى الأشعري، عبدالله بن ربيعة، مسروق بن الأجدع.
• الجرح والتعديل اتفق البخاري ومسلم في صحيحهما 64 حديث.
  • والبخاري بمفرده أخرج له 21 حديث صحيح ومسلم 35 حديث صحيح.
  • بقي بن مخلد أخرج له 840 حديث في مسنده.

عبد الله بن مسعود في عصر الفتح الإسلامي

• بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم شارك عبد الله بن مسعود في الفتح الإسلامي.
  • وحضر أيضًا قسمة الغنائم، بعد ذلك اختار عبدالله بن مسعود الإقامة في حمص.
• الخليفة عمر بن الخطاب أمر عبد الله بن مسعود بالانتقال إلى الكوفة.
  • والاستقرار بها لكي يعلم أهلها الأمور الدينية ولكي يساعد عمار بن ياسر أيضًا في شئون البلد.
• قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأهل الكوفة (إني قد بعثت عمار بن ياسر أميرًا، وعبد الله بن مسعود معلمًا، ووزيرًا، وهما من النجباء من أصحاب رسول الله من أهل بدر، فاقتدوا بهما، وأطيعوا واسمعوا قولهما، وقد آثرتكم بعبد الله على نفسي).
• بعد انتهاء عصر الخليفة عمر بن الخطاب ثم جاء عثمان بن عفان رضي الله عنه.
  • إلى الخلافة أمر عبد الله بن مسعود بترك الكوفة والرجوع إلى المدينة.
• اجتمع أهل الكوفة، وقالوا لعبد الله) أقم، ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه).
  • ثم قال لهم عبد الله بن مسعود (إن له علي حق الطاعة، وإِنها ستكون أمور وفتن، فلا أحب أن أكون أول من فتحها)، ثم ذهب إلى المدينة.

كما يمكنكم الاطلاع على: عبد الله بن عمر بن الخطاب

حياة عبد الله بن مسعود

عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) هو أحد كبار الصحابة وأوائل من أسلموا. وُلِد في مكة المكرمة وكان من قبيلة هذيل. عمل في بداية حياته كراعٍ للغنم، لكنه سرعان ما أصبح من أقرب الناس إلى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وأحد أبرز القراء والمفسرين للقرآن الكريم.

دخل الإسلام في سن مبكرة وكان من أوائل من أعلنوا إسلامهم جهرًا في مكة، مما عرّضه للأذى من قريش. تميز عبد الله بن مسعود بقربه الشديد من النبي (صلى الله عليه وسلم)، وكان يُعرف بأنه من أهل الصُّفة، وهي جماعة من الصحابة الذين كانوا يعيشون بالقرب من المسجد النبوي ويلازمون النبي.

مناقب عبد الله بن مسعود

• أول من جهر بالقرآن في مكة: كان ابن مسعود أول من تجرأ على قراءة القرآن علنًا في مكة أمام كفار قريش، مما أظهر شجاعته وصبره.
• علمه وتفسيره للقرآن: كان من أكثر الصحابة علمًا بالقرآن الكريم وتفسيره، وقد قال عنه النبي (صلى الله عليه وسلم): “من أحب أن يقرأ القرآن غضًا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد” (ابن مسعود).
• اتباع السنة: كان حريصًا على اتباع السنة النبوية بدقة، وكان يُعد من فقهاء الصحابة وأهل العلم.
• قربه من النبي: كان من أقرب الناس إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)، حتى أن النبي أذن له بالدخول عليه في أي وقت.

ثناء رسول الله على عبد الله بن مسعود

أثنى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) على عبد الله بن مسعود عدة مرات، ومنها:

• قال النبي (صلى الله عليه وسلم): “اقرأ علي القرآن”، فقال ابن مسعود: “أقرأ عليك وعليك أنزل؟”، فقال النبي: “إني أحب أن أسمعه من غيري”. فقرأ ابن مسعود سورة النساء حتى بلغ: “فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا”، فقال النبي: “حسبك”، فقال ابن مسعود: “فإذا عيناه تذرفان”.
• قال النبي (صلى الله عليه وسلم): “لو كنت مؤمِّرًا أحدًا من غير مشورةٍ لأمَّرتُ ابن أم عبدٍ” (رواه البخاري).

من كلام ابن مسعود ومواعظه

• في التوكل على الله: قال ابن مسعود: “اليقين أن لا ترضي الناس بسخط الله، ولا تحسد أحدًا على رزق الله، ولا تلم أحدًا على ما لم يؤتك الله”.
• في الصدق: قال: “عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقًا”.
• في الدنيا: قال ابن مسعود: “الدنيا كلها غموم، فما كان فيها من سرور فهو ربح”.
• في العمل: قال: “العمل الصالح الذي لا تريد به الناس ولا بد لك منه، ولا يذكرك الله في حالك ولا يرفعك به، ولو كان لك مال الدنيا”.

وفاة عبد الله بن مسعود

• توفي عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) في المدينة المنورة سنة 32 هـ (653 م)، عن عمر يناهز 63 عامًا.
• وقبل وفاته، كان قد أوصى أن يدفن في البقيع، وقد صلّى عليه الخليفة الثالث عثمان بن عفان (رضي الله عنه).
• وتُروى عنه كلمات مؤثرة قبل وفاته حيث قال: “إن أحبه إلى الله أطوعه له، وأقربه منه، وأخوفه منه، وأرضاه به، وأشدهم حبًا لله، وأشدهم خوفًا منه، وأصدقهم قولًا، وأكرمهم على الله، وأكملهم دينًا، وأقربهم من الله، وأقربهم إليه، وأقربهم إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)”.