هل التمثيل حرام ولماذا؟
هل التمثيل حرام ولماذا؟، إن التمثيل يعتبر واحد من الأمور الحديثة والمعاصرة، فمن خلاله يقوم الشخص بتصوير أدوار تظهر وكأنها حقيقة، ومن ثم يتم تجميع هذه الأدوار في مجموعة من المشاهد وبعد ذلك يتم عرضها في أعمال تمثيلية بأكثر من طريقة.
محتويات المقال
نشأة التمثيل وأشكاله والهدف منه
- إن أصل نشأة التمثيل تعد دينية خالصة وذلك بالنسبة لليونان الذين يمتلكون الديانة الوثنية، وبالنسبة للنصارى ايضًا، ويعتبر التمثيل أمر عادي ومطلق في دول أوروبا وأمريكا وغيرها.
ووقفًا لذلك فقد تم تقسيم التمثيل إلى نوعين أساسيين، وهذان النوعان هما ما يلي:
- التمثيل الديني: وقد تم تقسيم التمثيل الديني هو الآخر إلى قسمين، القسم الأول يتمثل في التراجيديا أو ما يسمى باسم المأساة، وهو كل ما يرتبط بالأمور التي تسبب الحزن في الأعمال والأدوار التمثيلية.
- والقسم الثاني من التمثيل الديني يتمثل في التياترو: ويقصد به النظر بإعجاب، وهو كل ما يرتبط بالعادات والأمور المسلية، وقد تم تقسيم هذا النوع أيضًا إلى قسمين.
- الأول فيهما هو الكوميديا، أو ما يسمى باسم الملهاة، ويرتبط بكل ما هو مضحك من هذا النوع، والقسم الثاني هو الميلودراما، أو ما يسمى باسم الدراما ويرتبط بالمزعج من الأعمال والأدوار التمثيلية.
شاهد أيضًا: حكم الزواج العرفي المطلقة بدون ولي
أنواع التمثيل
هناك مجموعة من أنواع التمثيل التي تختلف فيما بينها من حيث قربها للواقع والحقيقة أو عدم قربها وابتعادها عنه، وتصل هذه الأنواع إلي إلى ثلاثة أنواع وهي كما يلي:
- النوع الأولي الطبيعية: وهي تلك الأعمال التي تكون على قدر كبير من التطابق والمشابهة مع الواقع، ومن خلالها يتم تصوير أحداث واقعية قد حدثت بالفعل.
- النوع الثاني المتخيلة: وهي تلك الأعمال تكون على قدر كبير جدًا من الخيال، ولا يوجد لها أي صلة بالواقع من جهة الأحداث.
- النوع الثالث الرمزية: وهي تلك الأعمال التي يكون الاعتماد فيها على التعبير المثير بصورة أساسية
التمثيل وفقًا لاعتبارات التمثيل
- وهناك مجموعة من الأنواع الأخرى الخاصة بالتمثيل وذلك وفقًا إلى اعتبار التمثيل من ضمن الطرق المعاصرة، ومن أهم هذه الأنواع ما يلي:
- أعمال مسموعة يتم عملها من خلال الإذاعة.
- أعمال مشاهدة ومسموعة يتم عملها من خلال التلفزيون.
- بالإضافة إلى الأعمال التي عملها على المسرح.
- وقد تم تقسيم جميع هذه الأنواع المختلفة والمتنوعة للتمثيل إلى شعرية أو نثرية أو ارتجالية أو قد تم إعدادها بصورة مسبقة.
- وبالنسبة للغاية والهدف من مجال التمثيل بشكل محدد هو بغرض التأثير على المستمع أو المشاهد سواء كان بالسلب أو الإيجاب.
هل التمثيل حرام ولماذا؟
- لقد تحدثنا عن أن التمثيل هو أحد الأمور الحديثة والمعاصرة، وذلك حيث أنها لم موجود في عهد المصطفى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، ولم تكن موجودة ايضًا في عهد كل من الصحابة الأخيار أو الفقهاء والتابعين، ولا من أتى بعدهم من العلماء.
- لهذا فإن أهم الكتب الفقهية كانت خالية من الأمور التي تتعلق بحكم الشرع في مجال التمثيل وآراء الفقهاء فيه، ولكن العلماء المعاصرين قد قاموا بالاجتهاد فيما يخص هذا الموضوع.
- حيث كانت آراء العلماء المعاصرين في موضوع التمثيل تستند على ما يلائم الحالة التي يقوم عليها التمثيل والهدف والغرض منها بالإضافة إلى الفكرة التي يرغب في توصيلها وغير ذلك من الأمور الهامة في التمثيل.
الدليل على أن التمثيل حرام
من بين أهم آراء العلماء المعاصرين في حكم القيام بالتمثيل بمختلف صوره ما يلي:
- في حالة ما إذا كان التمثيل يحتوي على أشياء وموضوعات قد قام الشرع بمنعها وحظرها، ولا يوجد جدال ولا اختلاف في ذلك بين أهل العلم.
- كما اتجه العلماء المعاصرين إلى عدم جواز القيام بتمثيل شخصيات الأنبياء والملائكة عليهم السلام، وهناك اختلاف حول تحريم أو إباحة تمثيل الرموز الإسلامية والتي تتمثل في الصحابة.
- حيث أن الحكم الخاص بتمثيل الأدوار التي يتم من خلالها تجسيد شخصيات الصحابة بين الإباحة والمنع في حدود شروط وقواعد معينة ومحددة، وهنا قد اختلف العلماء حول ذلك.
شاهد أيضًا: حكم الوشم وعقوبته
رأي العلماء في التمثيل
- فالعلماء الذين قد ذهبوا إلى إباحة القيام تمثيل شخصيات الصحابة، فقد أتي رأيهم في أن ذلك ما هو إلا محاكاة أناس معينين منهم بغرض تجسيد واقعة قد حدثت مع أحدهم، أو بغرض تقريب صورة ما سامية بأسلوب حسي أقرب للواقع.
- والمحاكاة على هذه الشاكلة تعتبر من الأمور الجائزة في الشرع الإسلامي على رأي من قال بذلك من العلماء، وقد استند القائلون بإباحة القيام بذلك الأمر على ما ذهبوا إليه من أحد القصص المعروفة ألا وهي قصة الأقرع والأعمى والأبرص.
- وهذه القصة واحدة من القصص المؤكد على ثبوتها وصحتها، ووجه الدلالة في القصة وفقًا لوجهة نظرهم أن الملك عندما أتى إلى كل واحد منهم كان يغير شخصيته التي تخالف ما هو عليه في الواقع أو الحقيقة.
- ليتم التأكيد بذلك على مقصد شرعي معين، كما استند هؤلاء العلماء أيضًا على جواز المحاكاة بفعل رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لتصوير شيء ما، أو واقعة معينة حدثت في السابق للمستمعين له والناظرين إليه.
حكم أموال التمثيل
- تتشابه أحكام أموال التمثيل مع التمثيل في حد ذاته، فإن كان التمثيل من الأمور المحللة والتي لا تستهدف إثارة الغرائز ولا كشف العورات ولا يحتوي على الموسيقى.
- بالإضافة إلى كونه يهدف إلى نشر الفضيلة، فذلك كله يجعل المال الذي يتم الحصول عليه من خلال التمثيل مال حلال، أما غير ذلك فعلى الإنسان أن يبرأ نفسه ويخرجها صدقات.
شروط وضوابط القيام بالتمثيل
اتفق العلماء المعاصرون على وضع مجموعة من الشروط والضوابط والتي معها يكون هناك جواز للقيام بعملية التمثيل، ومن أهم هذه الشروط والضوابط ما يلي:
- أن تكون الأدوار التمثيلية والتي تظهر في المسلسلات والمسرحيات تحتوي على قصص يكون الهدف والغرض منها هو القيام بغرس غرس قيمة سامية أو فكرة جيدة، أو فيها حتى دعوة بشكل مباشر إلى مكارم الأخلاق.
- أن يكون التمثيل له القدر الكافي من مطابقة أو مشابهة الأمور الواقعية والحقيقة، يجسد صورة صادقة عما يقوم العمل التمثيلي بتمثيله.
- وقد قام الترمذي بالرواية عن معاوية بن حيدة القشيري رضي الله عنه، قال: سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم (ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب ويل له ويل له)، حيث أن المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان يمزح ولا يتحدث إلا بحق.
- الاهتمام الكبير والشديد بالقيام بتمثيل الأدوار التي يتم من خلالها تجسيد شخصيات الخلفاء الراشدين والصحابة الأخيار وآل البيت الأطهار وأزواج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وضبطها بالقواعد الشرعية.
أهم ضوابط الشرع للتمثيل
- وتظهر هذه الضوابط والقواعد الشرعية من ناحية القيام باختيار من يتصف بالسيرة الحسنة والأخلاق والاستقامة، وذلك حتى ينعكس القصد الهادف الذي يرغب في توصيله للمشاهد بصورة ملائمة.
- ومن الضروري أيضًا في حالة القيام بتجسيد شخصيات الصحابة والرموز الإسلامية الكبيرة أن يتم مراعاة القيمة والمكانة الخاصة بهم.
- ولابد على عدم تواجد ما يقلل من قيمتهم ومكانتهم من بين المشاهد التمثيلية، وألا يكون في تلك المشاهد استخفاف بهم أو يدل إلى امتهانها.
- يجب أن يتجنب القيام بتمثيل الأعمال والأدوار التي تحتوي على محظور شرعي، حتى وإن قيل إن الغاية والهدف من وراء ذلك المراد هو القيام بتصوير وتجسيد ما يفعله بعض الناس.
- فالغاية لا تبرر الوسيلة، يكون بالإمكان أن يتم الوصول إلى الغاية التي يرغب في إيصالها للمشاهد بأساليب ووسائل مباحة ومشروعة.
- أن يتم إجراء النصوص التمثيلية وضبطها بشكل في أعلى درجات الإتقان وأن يكون بعيدًا كل البعد عن ما قام الشرع بحظره، خاصة فيما يرتبط بتمثيل وتصوير الوقائع الدينية والتاريخية.
- حيث يجب أن يكون ذلك من قبل الأشخاص المختصين والذين يتمثلون في علماء التاريخ الإسلامي والشريعة حتى لا ينتج أي تحريف للشرع أو تزييف للوقائع والحقائق والأحداث التاريخية في القيام بالأعمال والأدوار التمثيلية.
شاهد أيضًا: حكم التصوير في الإسلام
وفي نهاية مقالنا عن هل التمثيل حرام ولماذا؟، نكون قد قدمنا معلومات عن هذا الموضوع، ونتمنى أن ينال إعجابكم.