كم حد شارب الخمر؟
كم حد شارب الخمر؟، وضع الله عز وجل شرب الخمر ضمن قائمة الكبائر في الإسلام، ووضع عقوبة واضحة تنزل على شارب الخمر الذي يتعدى حدود الله وهي الجلد ولكن اختلف الفقهاء فيما بينهم حول عدد جلدات شارب الخمر.
محتويات المقال
حدود الإسلام
- سن الإسلام قوانين وحدود لا يتعداها المسلم لتنظم حياته وتجعله مستقيًا، فلا يتعرض لأذى أو ضرر سواء نفسي أو جسدي، فجاء الإسلام حافظًا لحقوق الناس وساعيًا لمصلحتهم.
- وجاءت مقاصد الشريعة أي الأصول لتشمل كل جوانب حياة الإنسان وتلم بكل ما يخصه فتشمل الدين والنفس، والعقل، النسل والمال.
- فجاءت أحكام الإسلام من حرام وحلال ومستحب ومكروه لتحفظ هذه الأصول للإنسان.
- قد سن الإسلام العقوبات في حالة تخطي الإنسان لهذه المقاصد بضرر ما أو فساد معين وكانت العقوبات تسن فيما يخص القتل وشرب الخمر والسرقة.
- بالإضافة لأفعال أخرى يقوم بها الإنسان وينتهك بها حدود الإسلام سواء في حق نفسه أو الآخرون.
شاهد أيضًا: بحث عن الإدمان والمخدرات وتأثيرها على الشباب
تعريف الخمر
1- الخمر في اللغة
- تشتق كلمة الخمر من فعل خمر اي غطى ويقال خمرت وجهها أي غطت “وتأتي من غطاء” وحجبته عن الناس، ويقال خمر فلان شيء أي ستره عن الناس ولم يطلعهم عليه.
- قد سمي الخمر بهذا الاسم لأنه يغيب العقل ويحجبه عن الواقع ويمنعه من التصرف السليم.
2- الخمر في الاصطلاح
- فهو شراب مسكر من الفاكهة مثل العنب أو الحبوب مثل الشعير، وقد انتشرت له مسميات كثيرة في عصرنا الحالي مثل الشمبانيا وغيرها من المسميات الحديثة.
- عرف عن هذا النوع من المشروبات انه يذهب عقل شاربه ويغيبه عن الوعي فلا يدرك ما قد يفعله أو يقوله.
حكم شارب الخمر في الإسلام
- وضع الإسلام حكم صريح للخمر وحرمه تحريم شرعي واضح، وقد ورد تحريمه سواء في الشرب القليل أو الكثير فلا يمكن لمسلم مؤمن بالله، أن يقربه في أي حال من الأحوال.
- يندرج شرب الخمر تحت قائمة الكبائر فشاربه يفعل كبيرة من كبائر الإسلام وقد قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا أنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون).
- قد وصف الله عز وجل الخمر بالرجس أي منتهى الوضاعة، لذلك فقد حرم الله الخمر تحريم شديد، بل جعله على قمة قائمة المحرمات التي سنها الإسلام.
الخمر والسنة النبوية
- ورد عن بن عمر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (كل مسكر خمر وكل خمر حرام)، وقد ورد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت قال رسول الله (ما أسكر كثيره فقليله حرام)
- في ضوء ما سبق فتم حسم الجدل الشائع والخاطئ بين الناس بالظن إن شرب الخمر وإن كان قليلًا فليس بحرام مادام الإنسان يحفظ عقله ويدرك واقعه.
- رغم ورود آيات وأحاديث تحرم شرب قليل وكثير الخمر إلا أن الناس مازالت جاهلة وغير ملمة بالحكم الديني الخاص بهذا الأمر.
- قد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن آتاه رجل قد شرب الخمر فقام صلى الله عليه وسلم بضربه أربعون جلدة.
- الأحاديث في هذا الأمر كثيرة فورد في صحيح مسلم أن على رضي الله عنه قال لعبد الله بن جعفر أن يقوم بجلد الوليد بن عقبة أربعين جلدة لشربه الخمر.
- إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضرب شارب الخمر بالنعال والجريد أربعون.
شاهد أيضًا: خاتمة اذاعة مدرسية عن المخدرات
حكمة الإسلام في تحريم شرب الخمر
- حكمة الإسلام في تحريم شرب الخمر جاءت من اهتمامه بحفظ مقاصد الشريعة التي يتكئ عليها الإنسان ليحفظ استقامة حياته والتي تشمل العقل كأهم مقصد بها والذي يذهبه الخمر بدوره.
- قد حُرم شرب الخمر لأضراره الكثيرة المتفرعة على الإنسان وحياته من إفساد النفوس والعلاقات ونشر البغض بين الناس.
- قد قال تعالى (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة)
- قد اقترن شرب الخمر بفساد العلاقات بين الناس، لإن شرب الخمر يذهب عقل الإنسان فيقوده لأقوال وأفعال غير مسئولة، فربما أساء إلى ذلك أو سبه أو ربما انتهك عرض ذاك أو ضربه.
- أو ربما قام المخمور بأفعال تسيء لصورته أمام الناس وينتهك ستر الله الجميل عليه.
شرب الخمر يضل المسلم عن طريق الله
- يمنع الخمر المسلم عن السير في طريق الله فيصبح بمثابة جدار لا يمكن تخطيه لين العبد وربه فيمنع عن المؤمن رحمة ربه وغفرانه ويحرمه من الزرق ويغلق أمامه أبواب الفرج.
- بالإضافة لصده عن عبادة الله ومنعه عن الصلاة فلا يلبي نداء الله ويخل بالعقيدة عنده فيبدأ بالتقاعس والكسل عن العبادات التي تصل العبد بربه والامتثال لأوامره.
- فشرب الخمر يترك الإنسان هائم على وجهه، ينسى واجباته تجاه نفسه وتجاه دينه وربه.
حد شرب الخمر في الإسلام
- الحد في اللغة يعني نهاية الشيء اما في الاصطلاح فيعني عقوبة يضعها الشرع ويقدرها فتقع على الإنسان لارتكابه ذنب أو جريمة معينة.
- قد سمي الحد بهذا الاسم لأنه يضع للإنسان حاجز يمنعه من ارتكاب الذنوب الجرائم خوفًا من إيقاع الحد عليه.
- اختلف العلماء في العقوبة التي يتم تطبيقها على شارب الخمر وكان في ذلك قولين.
- القول الأول وقد ذهب إليه بن المالكية والحنابلة والحنفية وهو جلد شارب الخمر ثمانون جلدة كما كان يفعل الصحابة رضي الله عنهم جميعًا.
- القول الثاني ويرجع للشافعية والحنابلة في رواية أخرى وهو جلد شارب الخمر أربعون جلده وللحاكم كامل الحرية في زيادة الجلدات لتصل إلى ثمانون جلدة.
وقد استدل الشافعية في قولهم على الحديث الذي ورد عن علي رضي الله عنه وأرضاه بأنه أمر بجلد بن عقبة أربعون جلدة.
شروط وضعها الإسلام لإنزال العقوبة على شارب الخمر
- وضع الإسلام شروط لابد من توافرها في المسلم حتى تطبق عليه عقوبة شرب الخمر وكان ذلك من رحمة الله بالعباد وهي.
- لا ينزل حد شرب الخمر عن كافر غير مؤمن بالله.
- لا ينزل الحد على إنسان لم يصل لمرحلة البلوغ بعد فهو مازال في طور عدم التكليف.
- أن يملك عقل سليم ولا يعاني من العته وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم (رفع القلم عن ثلاثة النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يبلغ، وعن المجنون حتى يعقل).
- لا يقام الحد على من أقبل على شرب الخمر مكرهًا مجبرًا وكذلك الناسي وقد قال رسول الله (إن الله تجاوز لأمتي عن الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه).
- بلوغ العلم ويعني أن يدرك الإنسان ماهية هذا المشروب وحكمه الشرعي.
إثبات شرب الخمر على المرء
- يتم إثبات شرب الخمر على المرء من خلال آمرين وهم.
- الأمر الأول وهو اعتراف المرء نفسه بوقوعه في هذا الذنب وشربه بالفعل للخمر مدركًا ماهيته وعقوبته وأنه لك يشربه ناسيًا أو مكرهًا.
- الأمر الثاني وهو اعتراف رجلين من المسلمين عرُف عنهم العدل والنزاهة وذلك لقوله تعالى (استشهدوا شهيدين من رجالكم).
شاهد أيضًا: ما هي مراحل تحريم الخمر ؟
حرم الله سبحانه وتعالى الخمر لأنه يضيع للمسلم عقله ومرؤته فلا يستطيع رفع رأسه بين الناس، ويجعله سفيهًا منقوص عندهم، وهذا خلاف ما خلق الله عليه الإنسان من عزة وكرامة.