عمرو بن عبد العزيز
عمرو بن عبد العزيز من الأسماء البارزة في التاريخ الإسلامي العربي، فهو الخليفة الثامن من الخلفاء الأمويين ولد ونشأ في المدينة المنورة في عام 61ه، وهو من آل سيدنا عمرو بن الخطاب.
فنشأ نشأة إسلامية صالحة وتأثر بالمجتمع حوله وبعادات الصحابة الكرام، وتولى إمارة المدينة المنورة في عام 87ه وتطور الأمر بعد ذلك إلى أن تولى الخلافة، وفيما يلي سوف نتعرف على عمرو بن عبد العزيز بالتفصيل.
محتويات المقال
أسرته ونسبه
- اسمه: عُمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أُمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قُصي بن كلاب الأُمويّ، كان والدهُ عبد العزيز من خيار أُمراء بني أُميّة، وأمّا أُمّه فهي أُمُّ عاصم بنت عاصم بن عُمر بن الخطاب (رضي الله عنه).
- والده: هو عبد العزيز بن مروان بن الحكم وكان أمير على مصر لمدة تزيد عن عشرين عام، وتزوج من أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، لتصبح والدة عمرو بن عبد العزيز.
- والدته: هي أم عاصم.
شاهد أيضًا: تسجيل دخول جامعة الملك عبد العزيز وشروط القبول فيها
معلومات عن عمرو بن عبد العزيز
- ولادته: هناك خلاف بين المؤرخين على تاريخ ولادته ولكن أغلب الأمر أنه ولد في عام 61ه، وولد في المدينة المنورة، وهناك قول آخر بولادته في مصر ولكن هذا قول ضعيف.
- عائلته: بني أمية.
- الوفاة: توفي في عام 101ه، نتيجة تسمم وتوفى عن عمر يناهز 40 عام، وتم دفنه في سوريا في محافظة إدلب.
- كنيته: أبو حفص.
- الدين الذي يتبعه: الإسلام.
- اللقب الخاص به: هو خامس الخلفاء الراشدين.
- الزوجات: عمرو بن عبد العزيز قد تزوج ثلاث مرات، وزوجاته هن: لميس بنت علي بنت الحارث، فاطمة بنت عبد الملك، أم عثمان بنت شعيب بن زيان.
- منصبه: عمرو بن عبد العزيز هو الخليفة الأموي الثامن.
- أبنائه: له ستة عشر ابن وابنه وهم: يعقوب، عبد الملك، إسحاق، عبد العزيز، بكر، عبد الله، إبراهيم، موسى، عاصم، زيان، عبد الله، الوليد، يزيد، وأما عن الفتيات فهن: أم عمار، أمينة، أم عبد الله.
نشأة عمرو بن عبد العزيز
ولد عمرو بن عبد العزيز في المدينة المنورة عام 61 من الهجرة النبوية الشريفة.
وتربى في أسرة سيدنا عمر بن الخطاب مع أخواله في المدينة المنورة بعد ذهاب والديه إلى مصر.
وتأثر بالمجتمع الصالح الذي يعيش به في المدينة المنورة فشب عمرو بن عبد العزيز على طاعة الله وتربى على مبادئ الإسلام وتعاليمه، وكان عمرو بن عبد العزيز محب للعلم ويسعى إليه رغم صغر سنه.
فكان شديد الحرص على حضور مجالس العلم في المدينة، وكان لدية رغبة كبيرة في الأدب.
تمكن عمرو بن عبد العزيز من حفظ القرآن الكريم كاملًا في سن صغير.
وكان ذلك بسبب قدرته على الحفظ بسهولة ورغبته الشديدة في طلب العلم والتعلم.
وتأثر بآيات القرآن الكريم ويتأثر كثيرًا عند ذكر الموت لدرجة البكاء، وقد شب وترعرع على يد كبار العلماء والفقهاء في المدينة المنورة.
فقام والده عبد العزيز باختيار صالح بن كيسان مربيًا لعمرو بن عبد العزيز فنشأ عمرو على يديه نشأة إسلامية صالحة أساسها طاعة الله وعبادته فشب على صلاة كل الفروض في المسجد.
وكان يطمح جاهدًا للصلاة مثل سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم).
فكان يخفف من القعود والقيام ويطيل في السجود والركوع.
وقد تأثر عمرو بن عبد العزيز كثيرًا بالشيخ عبيد الله بن عبد الله بن عتبة فكان حريص على حضور مجلسه.
وقد تعلم منه كثيرًا وظل يتردد عليه حتى عندما أصبح أميرًا ومن الشيوخ الذين تعلم على يديهم أيضًا كان الشيخ سعيد بن المسيب.
ويبلغ عدد الشيوخ الذين تعلم عمرو بن عبد العزيز على يديهم ثلاثة و ثلاثين.
وهم منقسمون إلى خمسة وعشرين شيخ من التابعين و ثمانية من الصحابة الكرام.
اقرأ أيضًا: بلاك بورد جامعة الملك عبد العزيز وأهم الكليات الموجودة جامعة
توليه الإمارة والخلافة
في عام 87ه قام الخليفة الوليد بن عبد الملك بتولية عمرو بن عبد العزيز الأمارة على المدينة المنورة، وبعد ذلك في عام 91ه ضم ولاية الطائف فأصبح في هذا الوقت واليًا على الحجاز بأكملها، ولكن لم يقبل عمرو بن عبد العزيز تولي الإمارة إلا بثلاثة شروط وهم:
- أولًا: أن يحكم بين الناس بالعدل والحق، فلا يجور على أحد من الرعية ولا يكون ظالم للناس.
- ثانيًا: أن يكون متاح له العطاء، فيقدمه للرعية داخل المدينة.
- ثالثًا: أن يؤدي الحج في أول سنة، لأنه لم يكن قد حج من قبل.
وتمت الموافقة على شروط الثلاثة وبدأ عمله بعد ذلك، وقام بتوسيع المسجد النبوي في فترة إمارته.
وعلى الرغم من كونه لا يحب زخرفة المساجد إلا أن الوليد بن عبد الملك.
قد طلب منه زخرفة المسجد النبوي فقام بتنفيذ ما طلبه، وقد قام بتأسيس مجلس فقهاء المدينة العشرة وهو مجلس مخصص للشورى وتم اختيار أعضاءه من فقهاء المدينة.
وفي فترة مرض الخليفة سليمان بن عبد الملك قام بتولية عمرو بن عبد العزيز الخلافة.
وكان ذلك باقتراح من رجاء بن حيوة الكندي، وقد توفى الخليفة سليمان في عام 99ه.
ليباشر بعدها عمرو عمله كخليفة ويتخذ الكثير من القرارات الهامة ويقوم ببناء الدولة على العدل والرحمة.
أهم القرارات التي اتخذها بعد تولي الخلافة
قام عمرو بن عبد العزيز باتخاذ عدة قرارات بعد تولية الخلافة، وكان الغرض الأساسي منها هو إقامة دولة على أساس العدل ومنها:
- تنظيم الولايات: من أول القرارات التي اتخذها عند توليه الخلافة كانت منع التوسع في الأماكن النائية.
- رد المظالم لأهلها: من أهم الأعمال التي قام بها هي رد المظالم لأصحابها.
- ومن أقواله “أنثروا القمح على رؤوس الجبال، لكي لا يقال: جاع طيرًا في بلاد المسلمين”.
- العدل: كان يطمح الخليفة لإقامة الدولة على أسس العدل والرحمة.
- فهو يعلم أن الخليفة أجير عند الناس يقوم بتلبية مطالبهم وحاجاتهم ولا يظلم احد.
- وقد أرسل إلى الحسن البصري ليعلم منه صفات الإمام العادل.
- الشورى: كان يطبق مبدئ الشورى منذ بداية تولية الخلافة.
- وكان يطلب رأي العلماء والفقهاء في الكثير من الأمور.
- إقالة الظالمين: من أهم القرارات التي اتخذها الخليفة عمرو بن عبد العزيز بعد تولية الخلافة هو عزل الولاة الظالمين ومن ضمنهم أسامة بن زيد التنوخي وخالد بن الريان.
- نشر العلم: كان يطمح إلى نشر الدين الإسلامي وتعليم الناس مبادئه ونشر الأحاديث النبوية وتعليمها لتطبيق السنة.
- كتابة الحديث النبوي: قام عمرو بن عبد العزيز بتوجيه العلماء إلى كتابة الأحاديث والسنة.
هناك عدة روايات قد تم ذكرها لموت الخليفة عمرو بن عبد العزيز.
والتي من ضمنها أنه قد توفي بسبب خشيته من الله وكثرة اهتمامه بأمور الناس.
وهناك رواية أخرى أنه قد تم وضع السم له في الشراب الخاص به للتخلص من سياسته العادلة.
شاهد من هنا: معلومات عن الشيخ عمر عبد الكافي
قد كان عمرو بن عبد العزيز صالحًا أقام الدولة على أسس العدل والمساواة بين الناس وقام برد المظالم ومحاولة إصلاح كل ما يقدر عليه من فساد قبل توليه الخلافة فهو من الشخصيات البارزة في تاريخنا الإسلامي.
ويجب أن تكون على علم بدوره الهام، وبذلك نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا وقمنا بذكر أهم النقاط في حياة الخليفة عمرو بن عبد العزيز.