وخالق الناس بخلق حسن
وخالق الناس بخلق حسن هو حديث شريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويوصي هذا الحديث بتقوى الله عز وجل ومعاملة الناس بطريقة حسنة، وقد ذكر هذا الحديث في صحيح مسلم.
كما رواه الترمذي لهذا هو من الأحاديث الصحيحة والموثوقة، ولهذا الحديث الكثير من الفوائد والأهمية، والتي يوصي بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عباد الله المؤمنين الصالحين.
محتويات المقال
نص حديث وخالق الناس بخلق حسن
عن معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الأنصاري وأبو ذر جندب بن جنادة بن غفار رضي الله عنهما قالوا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “اتق الله حيثما كنت، وأتبع الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن” رواه الترمذي، وهذا الحديث له أهمية كبيرة.
حيث ينبه رسولنا الكريم على ثلاث أشياء مهمة في الدين، ألا وهي مقابلة السيئة بالحسنة وتفويض الأمر لله.
وتقوى الله عز وجل فهي حقه سبحانه وتعالى من عباده، أما حق العبد على العبد فهو معاملته بالأخلاق الكريمة والحميدة والحسنة، وعدم معاملة الأشخاص لبعضهم بصورة أو شكل سيء.
شاهد أيضا: مقال عن جبر الخواطر في الإسلام
فوائد حديث وخالق الناس بخلق حسن
هناك الكثير من الفوائد التي يوجهنا الحديث النبوي الشريف لها، ويوصينا رسول الله بالأمور التي تقربنا من الله عز وجل، والفوائد الموجودة في الحديث هي:
تقوى الله عز وجل
تقوى الله عز وجل تكون من خلال التوبة من الذنوب التي يرتكبها العباد، وعمل الخير والتضرع إلى الله في السراء والضراء، فقد يصيب وسواس الشيطان الإنسان.
ويجعله يقوم بفعل أمور سيئة، ويجب على المؤمن الرجوع إلى الله والاستغفار والندم والنية على عدم تكرار الأمر، وهذا من صفات المتقين والمؤمنين بالله واليوم الآخر.
التوبة والاستغفار
يجب على المؤمن أن يستغفر الله سبحانه وتعالى في كل وقت، ويجب فعل الكثير من الخيرات والأعمال الصالحة، فهو ما يكفر الذنوب، وهذا معنى “أتبع السيئة الحسنة تمحها” الموجودة في الحديث.
والتوبة من الشروط الأساسية لقبول الاستغفار وتكفير الذنوب مهما كان حجمها، ويغفر الله الذنوب في حال لم تكن متعلقة بحق العباد، إنما في حقه عز وجل مثل قتل النفس أو أكل الربا وشرب الخمر والتقصير في عبادته وغيرها.
المعاملة الحسنة لعباد الله
المعاملة الحسنة من الوصايا التي أكدها رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا لأهميتها، فدعنا إلى معاملة الناس حسن، وهذا لأن الله لا يغفر الذنوب إذا تعلقت بمسامحة العبد.
إلا إن سامح العبد في حقه، وكذلك يكون المؤمن أقرب لله عندما يحبونه الناس ويكرمونه ويحسنون معاملته والعكس.
وقد قال رسول الله “ألا أخبركم بأحب الناس إلى الله وأقربهم مني مجلسًا يوم القيامة، قالوا من يا رسول الله، قال صلى الله عليه وسلم أحسنكم خلقًا” رواه ابن حبان.
شرح حديث وخالق الناس بخلق حسن
هناك العديد من الفوائد والأهمية لهذا الحديث، فهو حديث نبوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي يدلنا دائمًا للطريق الأقرب إلى الله، وشرح الحديث هو:
- يدل الحديث على أن حسن المعاملة يزيل أثر الحقد والمعاملة السيئة.
- فيه توجيه من رسول الله إلى عباد الله وأمته على فعل الخير.
- تأكيد على أن فعل الحسنات تذهب السيئات.
- التأكيد على أنه من تقوى العباد معاملة الناس بشكل حسن وخلق عظيم.
- تأكيد رسول الله على تقوى الله والاستغفار عند ارتكاب الذنوب لإصلاح النفس.
- التقوى مهمة في السر والعلن حيث قال رسول الله “اتق الله حيثما كنت، سواء أمام الناس أو لا”.
أمور تعين على التحلي بالأخلاق الكريمة
يمكن أن يكون الشخص حسن الخلق مع عباد الله من خلال طرق بسيطة جدًا، ألا وهي:
- التواضع “فمن تواضع لله زاده الله علمًا فوق علمه ورزقًا فوق رزقه”.
- عدم ظن السوء بالأشخاص المحيطين به أو بأي عبد من عباد الله.
- عدم تعريضهم للأذى ومساعدتهم عند التعرض للأذى.
- التودد إليهم ومعاملتهم بشكل يحب أن يعامل به الفرد من قبل الآخرون.
- عدم التحقير من أمور يفعلها أخيه مثل تقديم معروف ولو بسيطًا أو فعل شيء ولو صغيرًا.
- بشاشة الوجه والتبسم في وجه الآخرون، فالتبسم في وجه أخيك المسلم صدقة وتؤجر عليها.
اقرأ أيضا: ما معنى جبر الخواطر علي الله؟
فوائد معاملة الناس بخلق حسن
هناك العديد من الفوائد التي تعود على الفرد عند التعامل بطريقة حسنة مع الناس حوله، مثل:
- اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي تنص على معاملة الرسول الكريمة مع جميع الأشخاص مسلمين كانوا أو كفار.
- اكتساب حب الناس.
- اكتساب ثقة الآخرون.
- تكوين العديد من العلاقات الاجتماعية الجيدة.
- تنفيذ كلام الله وسنة رسوله.
- الصفح والعفو عن الآخرون.
- نيل السماح عن الذنوب من الله عز وجل.
- اكتساب الآثار الجانبية والتي تعود على الشخص بالراحة والطمأنينة.
- نيل رضا الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم.
- التعاون بين الأشخاص وبعضهم البعض.
- زيادة المحبة والأخوة بين الناس.
الرسول وخلق الحسن
هناك العديد من المواقف التي جبر رسول الله صلى الله عليه وسلم خواطر الآخرون، مثل موقف الرجل الذي جاء وأعطاه قدحًا من العنب.
وكان رجلًا فقيرًا، فأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم يتناول حبات العنب واحدة تلو الأخرى وهو مبتسم، وعندما أنهاه تبسم الرجل الفقير وكان سعيدًا ثم ذهب.
وكان الصحابة قد تعودوا على مشاركة رسول الله لجميع الهدايا، فعندما سألوه عن سبب عدم مشاركته العنب معهم، قال لهم رسول الله مبتسمًا.
رأيت الرجل فرحًا بهذا القدح وعندما تذوقته كان مرًا وطعمه غير جيد.
وخشيت أن يظهر عليكم هذا الأمر إن شاركته معكم فيحزن الرجل، وكان هذا موقف من المواقف العظيمة لجبر الخواطر.
شاهد من هنا: جبر الخواطر كلمات
أهمية حديث وخالقِ الناسَ بخُلُقٍ حسنٍ
- توجيه شامل للأخلاق والتقوى: الحديث يشمل توجيهًا شاملًا للعيش بتقوى الله في كل الأوقات والأماكن، ويعزز من أهمية تحسين الأخلاق والتعامل مع الآخرين بطريقة حسنة.
- تأكيد على أهمية النية والنية الصافية: يدعو الحديث إلى التقوى التي تبدأ من النية الصافية في التعامل مع الله ومع الناس، مما يعزز الصدق والإخلاص في العبادة والمعاملة.
- منهجية في التعامل مع الذنوب: يُعلم الحديث كيفية التعامل مع الذنوب من خلال اتباع السيئة بالحسنة، وهو نهج يساهم في تطهير النفس وإزالة التأثير السلبي للأخطاء.
معاني مفردات حديث وخالقِ الناسَ بخُلُقٍ حسنٍ
اتَّقِ الله حيثما كنت:
- يعني أن تكون تقويًا لله في كل مكان وزمان، أي أن تكون متبعًا لشرعه وتجنب محارمه سواء كنت في العلن أو السر.
أَتْبِعِ السَّيئةَ الحسنةَ تَمْحُها:
- يشير إلى أن السيئة تُمحى وتُغفر إذا تم تعويضها بعمل صالح، مما يساهم في تطهير النفس من الذنوب.
وخالقِ الناسَ بخُلُقٍ حسنٍ:
- يدعو إلى التحلي بالأخلاق الحميدة مثل الصبر والصدق والتواضع في التعامل مع الآخرين، مما يعزز العلاقات الإنسانية ويجعلها أكثر إيجابية.
إلى ماذا يوجهنا حديث وخالقِ الناسَ بخُلُقٍ حسنٍ
- تحقيق التقوى: يوجه الحديث إلى تحقيق التقوى في كل جوانب الحياة، مما يعني مراقبة الله في الأعمال والأقوال.
- التعامل مع الذنوب: يُشجع الحديث على عدم اليأس من ذنوبنا ولكن على العمل بإيجابية لتصحيح الأخطاء وتعويضها بالأعمال الصالحة.
- تحسين الأخلاق: يوجهنا إلى تحسين تعاملاتنا مع الآخرين من خلال التحلي بالأخلاق الحميدة، مما يساهم في بناء مجتمع مترابط ومحب.