وأوحى ربك إلى النحل
وأوحى ربك إلى النحل هذه هي الآية التي سوف نتحدث عنها ونلقي الضوء عن ما بها من معجزات، وتصور لعظمة الله عز وجل في خلقهِ فَالنحلة حشرة صغيرة.
وبالرغم من ذلك فما تقوم به من أعمال يشبه المصنع والآلات، وهذا يرجع للمقاومات التي وضعها الله فيها.
وفي تراكيب جسمها المنفردة التي تجعلها تقوم بكل ما سخرها الله من أجله، فتابعوا معنا موقعنا مقال maqall.net.
محتويات المقال
سورة النحل
- خصص الله سبحانه وتعالى سورة كاملة تحمل اسم النحل في كتابة الكريم.
- وقد جاءت باسمها سورة النحل ولم تأتي منفردة مثلما أتت سورة البقرة.
- وهذا كان أول درس من دروس الرحمن أن هذه الحشرة لا تتواجد بصورة منفردة ولا تستطيع العيش بمفردها.
- فهي تتواجد في جماعة لأنها جزء منهم لا يمكنها العيش منفصلة.
- وهذا التصنيف جاء كذلك في سورة النمل ولم تأتي السورة باسم نملة، وهذا يعود لنفس السبب أنها حشرة جماعية لا يوجد دَور لِنملة واحدة.
- ولكن دورها يظهر في وسط الجماعة التي تتميز بدقة نظامها.
- فقد أكد العلماء إن النحلة بمفردها تموت، إذا تم فصلها عن بقية أفراد الجماعة التابعة لها.
- وهذه آية من آيات الله التي تدل على عظمته.
- فقد أراد أن يوضح ويبين كيف يعيش المجتمع في تناغم وتكامل وتكاتف، ومجتمع النحل هو أكبر دليل على التعاون فكل منهم له دور يؤديه.
- ولا يوجد بينهم من يتخاذل أو يتكاسل عن تأدية الدور الموكل له.
- وهذا من الدروس التي يريد الله عز وجل أن يجعلنا نرى كيف يسير المجتمع الناجح.
- فالكل يعمل تحت ملكة واحدة وكل فرد يعرف تماماً النظام الذي تسير به الخلية ولا يخرج عنه.
- وهذا بمفردة من معجزات الله عز وجل.
اقرأ أيضاً: ومن الناس من يشتري: ما هو لهو الحديث؟
وأوحى ربك إلى النحل
- “وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ”، في هذه الآية تكريم واضح من الله سبحانه وتعالى للنحل.
- فإن الوحي بمفهومه الشرعي هو أمر مخصص للأنبياء والرسل، وقد جاءت كلمة الوحي لتعبر عن الإلهام الرباني الذي وجهه الله عز وجل لِلنحل.
- فلم يخلق النحل يعرف كيف يعيش في جماعة، وكيف يأخذ الأوامر من الملكة أو كيف يصنع العسل.
- ويصمم العيون السداسية كل هذا من وحي الله ومن إلهامه لها.
- وهذا الوحي الإلاهي هو ما جعل النحل يسير على نهجه لا يحيد عنه، ولا يخرج عن ما وضع له فهو يسير على وتيرة واحدة.
- منذ أن خلقة الله سبحانه وتعالى.
- وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ.
- فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69) سورة النحل الآيتان 68-69.
- يتوجه الخطاب في الآيتين لمجموعة محددة داخل جماعة النحل، فقد قال رب العزة (اتَّخِذِي..كُلِي…اسْلُكِي).
- وهذا توجه واضح في الحديث إلى مجموعة محددة وهي إناث النحل.
- فهي التي تتخذ وهي التي تأكل وتصنع وهي التي تسلك الطرق المختلفة للعودة إلى الخلية أو تسلك أي مسلم أخر في سبل النجاة.
- والحفاظ على حياتها، وهذا ما تم إثباته من العلماء.
- وهي إن إناث النحل هي ما تقوم بكل الأعمال، سواء كان خراج الخلية أو داخلها ولا يوجد للذكور دور إلا تلقيح الملكة.
- حتى أنهم يمكن أن يتم طردهم من الخلية، إذا حدثت ندرة في الغذاء فإنه يتم التخلص منهم بتمزيق أجنحتهم.
- وإجبارهم للخروج من الخلية وهذا ما يضمن لهم عدم عودتهم مره ثانية.
قد يهمك: هل يجوز تفسير فويل للمصلين مقطوعه عن سياق الآية؟
مسكن النحل وغذائها
- “أن اتَّخِذِي مِنَ الجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ”.
- وقد ذكر بعد ذلك في الآية الكريمة المسكن الذي أراده الله أن تسكن فيه أو أنها يمكنها أن تتواجد فيه.
- وقد أثبت علمياً وبشكل قاطع أفضل أنواع العسل من الناحية الطبية فائدة، هو العسل الجبلي.
- يليه بعد ذلك العسل المستخرج من الخلايا التي تتواجد على الشجر، وأخيراً العسل المستخرج من العرائش التي يصنعها الناس.
- النحلة جعلها الله من أمهر المهندسين فقد خلقها الله تعالى بقدرة هندسية، فإن لها آلة تشبه إلى حد كبير المنقلة التي تستخدم في الرسومات الهندسية.
- ورجالها التي تستطيع أن ترسم الشكل الهندسي بكل دقة ومهارة لعمل أقراص الشمع.
- وهو الشكل الهندسي الذي يندمج مع بعضة في التركيب، بحيث أنه يمكن أن يتواجد بجوار بعضها.
- دون أن يكون هناك أي فراغ بينهم.
- كما أنها تقوم بصنع العيون السداسية مائلة بدرجة 13 درجة، وهي الزاوية المناسبة حتى لا ينسكب العسل من الأعين.
- وكذلك الحفاظ على درجة حرارة الخلية، بحيث لا تزيد عن 32 درجة مئوية.
- حتى تظل أقراص الشمع ثابتة، كل هذا يحدث من وحي الله عز وجل.
- وتقوم الإناث بكل الأعمال داخل الخلية، فهي التي تصنع العسل والشمع وتبنيها على شكل عيون سداسية.
- وهي التي تقطع آلاف من الكيلومترات، حتى تحصل على الرحيق وتصنع منه العسل.
- فقد يلزم لصناعة كيلو واحد من العسل، ما يقارب من 400 كيلومتر مسافة تقطعها النحلة للحصول على عسل.
- ومن عظمة الله وقدرته أنه يجعل النحلة، تقوم بترك رائحة خاصة مميزة على الزهرة التي قد أخذت رحيقها.
- حتى لا يفقد النحل الآخر الوقت في البحث داخل الزهرة، وهذه المادة هي الفرمونات.
- وهي مادة خاصة ِللحشرات تنجذب نحو بعضها من خلالها، وتترك الآثار من خلفها ولكل حشرة رائحة مميزة لا تتعرف عليها إلا فصيلتها.
- وهذه المادة لوحدها هي إعجاز من المولى سبحانه وتعالى.
غذاء النحل
- جاء قوله تعالى “ثمَّ كلِي مِن كلِّ الثَّمَرَاتِ” ولم يحدد الله عز وجل الثمرات التي يمكنها أن تؤكل منها.
- وعلى الرغم من أنها تتعذب على الرحيق إلا أن الله أمرها أن تأكل من كل الثمرات.
- وهذا إعجاز من الله عز وجل حيث أن النحل يمكنه أن ينقل حبوب اللقاح بين الأزهار.
- وإن هناك الآلاف من النباتات تنجح في التلقيح.
- بسبب أرجل النحل الذي جعل الله بها شعيرات تلتصق بها حبوب اللقاح.
- وقد يكون هذا هو السبب من أمر الله تعالى أن تأكل من كل الثمرات.
- وفم النحلة يتكون من أربعة أجزاء تكون قارضة حتى تستطيع أن تصل إلى الرحيق.
- ثم يتحول إلى أنبوبة خاصة حتى تستطيع أن تمتص الرحيق، وهناك سلة في القدم الخلفي.
- وتقوم الأرجل الوسطى بجمع حبوب اللقاح، ووضعها في هذه السلة حتى تعود النحلة إلى الخلية.
- وتقوم بدمجهم مع بعض حتى يخرج العسل من بطنها.
- وهذا إعجاز من الله، فلم يتم التعرف على هذا المصنع الداخلي الذي يتحول فيه الرحيق وحبوب اللقاح إلى عسل.
الإعجاز العلمي في قوله تعالى: “فاسلكِي سبلَ ربّكِ ذللاً”
- جاءت الآية الكريمة” فَاسْلُكِي سُبُلَ” التي تدل على أن النحل لا يتحرك ويعود بصورة عشوائية ولكنه له مسارات محددة مثل مسارات الطائرات في الهواء.
- فلا توجد طائرة تطير إلا ولها مسلك معين إي أن الهواء ليس كله يمكن السير والطيران فيه وهذا ما جاء في الآية الكريمة.
- وهذا ما قد أكد علية العلماء في دراسة سلوك النحل أنه يبعد عن الخلية بعدة مسافات من الكيلومترات.
- تصل إلى 3 كيلومتر ولكنه يعود مرة أخرى.
- فهو يستخدم اتجاهات الشمس في تحديد مساراته وكذلك الفريونات التي يطلقها على طول المسار.
- والذي قد سار فيه ليستطيع أن يعود مرة أخرى.
- أو أنه يَلْحق بفريونات النحل الآخر من نفس مجموعته ولا يخطئ في هذا مطلقاً.
- حيث إن النحل قد سخّر الله لها مسالك وأنها تعود إلى خليتها، وهي تحمل حمولة تبلغ ثلثي وزنها.
- ولكنها تعود وهذا لأن الله قد سلك لها السبل وليس السبل في أن تعرف طريقها فقط.
- ولكن سبل الرحمن في كل شيء.
فَاسْلكِي سبلَ رَبِّكِ ذللاً
- سبل الله التي جعلتها تطير وجعلتها تحمل الرحيق وجعلتها تصنعه.
- وهي التي جعلتها تتعرف على الاتجاهات وتصنع الشمع والعسل وتفرق بين الأزهار ورحيقها ولونها.
- تستعين بالله في تربيتها للصغار والعمل على تنظيم الخلية وجمع الغذاء وبناء البيت.
- وكذلك كيفية الدفاع عنه من الأعداء وتنفيذ أوامر الملكة.
- وحتى كيف تقوم الملكة بوضع بويضات مخصبة ينتج عنها الملكات وَبويضات غير مخصبة تكون الشغالات.
- كل هذا هو إعجاز من الله عز وجل وتدابير من عنده وأوحى ربك إلى النحل بعمل كل هذه الأمور من وحي من عنده ومن سلكها لسبل ربها.
- ومنها أجنحة النحلة التي تستطيع أن تحمل قدر وزنها 30 مرة، وكذلك تطيرِ بسرعة 24 كيلومتر في الساعة.
- وهي حاملة كل هذا الحمل وهذا لأن الله قد خلق لها الأجنحة.
- بحيث يكون لها دعامات تساعدها على تحمل هذه الأثقال دون أن تنكسر.
- وكذلك قوة محال الأبصار الذي تتمتع به النحلة، والذي يعطي لها مجال أبصار واسع بسبب الأعين المركبة التي تمتلكها.
شاهد أيضاً: تفسير سورة الهمزة للأطفال
وأوحى ربك إلى النحل بعمل كل ما تقوم به النحلة من أعمال، وبكل ما تصنع وبكل ما لديها من قدرات.
كذلك هو من وحي الله عز وجل فهي لم تفعل إي من ذلك إلا بقدرة وضعها الله فيها وَهيئها للقيام بهذه الأمور، دمتم بخير.