صفات الله الواجبة في حقه تعالى ودليلها

تتعدد الصفات التي يتصف بها الله عز وجل والتي ذكرها لنا في كتابه الشريف، وأوضحها لنا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وهذه الصفات يجب على المسلم أن يعترف بوجودها في الله عز وجل.

لأن ذلك من صميم الإيمان بالله سبحانه وتعالى، وفي هذا الموضوع سنتعرف على صفات الله الواجبة في حقه تعالى وسنذكر أدلة عليها.

صفات الله الواجبة في حقه تعالى ودليلها

الصفات الواجبة لله هي الصفات الموجودة عند الله عز وجل والتي يجب على البشر الإيمان بوجودها فيه عقلًا وقلبًا، وتتمثل هذه الصفات فيما يلي:

صفة الوجود

  • الوجود هو صفة من صفات الله التي يجب على البشر التسليم بها، فالله عز وجل موجود قبل بداية الكون؛ فهو الذي شكّله بقدرته، فيقول في القرآن الكريم في سورة الحديدة آية 3: “هو الأول”.
  • وهناك دلائل عديدة أوضحها الله في كتابه الكريم للرد على الملحدين الذين لا يؤمنون بوجوده، ومنها ما قاله في سورة الذاريات آية 21: “وفي أنفسكم أفلا تبصرون”.

صفة الأزل

  • من صفات الله عز وجل أن صفاته أزلية، فهي تبقى بشكل أبدي ولا تختفي أو تنتهي، وهذه صفة اختصها لذاته فقط.
  • والأزل لغويًا هو وجود شيء منذ زمن بعيد أو قديم، وهو معنى لا يقصد به الله عز وجل، لأن هذا المعنى يقصد به أي مخلوق أو جماد موجود منذ قديم الأزل.
    • لكن الله عز وجل موجود قبل أي زمن، ولا يمكن أن يتصف بزمن محدد، فالمقصود من الأزل هو صفاته وليس هو.

صفة البقاء

  • تشير صفة البقاء إلى أن الله عز وجل موجود لا ينتهي ولا يموت، فالعدم بالنسبة لله أمرر مستحيل، فيقول الله عز وجل للتأكيد على بقاءه في سورة الرحمن أية 27: “ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام”.
  • ويمكن للإنسان إعمال عقله للتأكد من صفة بقاء الله تعالى، وذلك بأنه إذا لم يبقى الله لانتهى الكون، وهو أمر لم يحدث لاستمرار الكون ومن عليه، إذا فإن الله مستمر في وجوده ذاتيًا؛ أي أن وجوده لا يرتبط بوجود أو زوال إنسان أو جماد.

قد يهمك: صفات الله تعالى ومعانيها

صفة الوحدانية

  • تعني الوحدانية أن الله عز وجل هو من خلق الكون ومن فيه وحده، وهو المتفرد بهذه الصفة، أي لا يوجد أحد يمتلك تلك الصفة غيره.
    • كما تدل هذه الصفة على أنه متفرد في الشكل، ولا يتكون كباقي الأجسام التي يمكن انشطارها، وغير مشابه في الشكل أو الصفات مع أي من المخلوقات التي خلقها.
  • ومن الأدلة على وحدانية الله عز وجل أن الكون منتظم في كل شيء، وهذا الأمر لا يمكن أن يفعله إلا الإله الواحد لا شريك له، ولو كان له شركاء في الخلق لما سار هذا الكون أو ظهر بهذا الشكل الرائع.
  • ومن الأدلة القرآنية على وحدانية الله عز وجل ما قاله في سورة الإخلاص آية 1: “قل هو الله أحد”.

صفة القيام بنفسه

  • إن الله سبحانه وتعالى قادر على إدارة الكون بمفرده بدون مساعدة من أحد، فالمساعدة في حد ذاتها تلغي بعض صفاته كالأزل، والدليل على ذلك أن الله عز وجل لا ينتفع بالعبادات التي يؤديها عباده.
  • ولا تضره معاصيهم وذنوبهم أو تنتقص من قدرته أو عظمته شيء، هذه الصفة ليست لأي أحد إلا الله سبحانه وتعالى، والدليل على ذلك قول الله عز وجل في سورة فاطر آية 15: “يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد”.

صفة مخالفة الحوادث

  • من صفات الله الواجبة في حقه تعالى أنه مخالفًا للحوادث، فهو لا شبيه له من مخلوق أو أي جسد به روح.
    • ولو كان ذلك لحدث له ما يحدث لأي دابة كالفناء، أو التعب أو الإصابة بالأمراض، وغيرها من الحوادث التي تحدث للمخلوقات المختلفة.
  • والدليل على ذلك قوله عز وجل في سورة الشورى آية 11: “ليس كمثله شيء”، وقد عزز الله نفسه بأنه لم يجري مقارنة بينه وبين أي الأشياء الكونية كالأجرام مثلًا.

صفة الحياة

  • من صفات الله عز وجل أنه حي لا يفنى، وحياته لا تتأثر بروح أو جسم مثل الإنسان أو الدواب عمومًا، ولولا بقاءه حيًا لما استمر الكون ومن فيه من مخلوقات، ومن الأدلة على ذلك ما قاله في سورة البقرة آية 255: “الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم”.
  • وتدل الآية السابقة على أن الله عز وجل ليس كالمخلوقات المختلفة؛ لا ينام ولا يستيقظ، كما أن حياته لا تفنى أو تنتهي.

صفة القدرة

  • تكمن قدرة الله سبحانه وتعالى في إيجاده لأشياء غير موجودة من العدم، وأيضا قادر على إعدام الأشياء الموجودة والملموسة.
  • ويمكن إثبات قدرة الله عز وجل في خلقه للكون والكائنات الحية وغيرها من الأشياء الموجودة في الحياة، فإذا كان الله تعالى غير قادرًا لما خلقهم ونظم وجودهم وسيرهم بهذا الشكل البديع.
  • ومن الأدلة القرآنية على قدرة الله عز وجل قوله تعالى في سورة الملك آية 1: “تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير”.

صفة الإرادة

  • إن الله عز وجل لديه من الإرادة ما يمكنه من فعل الأشياء بحكمة كبيرة، فهو رغب في أن يظهر الإنسان بالهيئة التي عليها الآن.
    • ولو رغب في جعلها بشكل أخر لجعلها، وإذا رغب في تحقيق أمر ما حققه، وإذ لم يرغب لم يحقق.
  • والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة يس آية 82: “إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون”، وأيضا في سورة البروج آية 16: “فعال لما يريد”.

اخترنا لك: أسماء الله وصفاته

صفة العلم

  • من صفات الله الواجبة في حقه تعالى “العلم”، وهذه الصفة غير موجودة في أي من مخلوقاته، فهو يعلم كل شيء، فإذا فعل مخلوقًا ذنبًا عرفه حتى ولو فعله وهو في باطن الأرض، فالجهل من النقصان، والله عز وجل كاملًا.
  • والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة الحديد آية 3: “وهو بكل شيء عليم”، وفي سورة الملك آية 14 يقول: “ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير”.

صفات الله الواجبة في حقه

  • صفات الله الواجبة هي الصفات التي اختص الله عز وجل بها نفسه، وهي لا تتغير وتلازمه في كل وقت وحين، وهي تدل على جلاله وكماله عز وجل، وهي أساس للعديد من السمات الأخرى التي تتفرع منها.
  • كما وتعتبر صفات الله الواجبة في حقه المدخل الرئيسي للتعرف على الله سبحانه وتعالي إذا تمكن الإنسان من التوصل لمعنى كل صفة من صفاته.

شاهد أيضا: صفات الله الواجبة

أنواع الصفات الواجبة لله تعالى

صفات نفسية

وهي أي صفة يمكن الاستدلال بها على تواجد الله سبحانه وتعالى ذاتيًا، وليس لها أي معانٍ أخرى، مثل الله، القهار.

الصفات السلبية

وهي تتكون من خمسة صفات، وتعمل كلٍ منها على محو وإزالة أي شيء غير لائق بالله سبحانه وتعالى، وتتمثل هذه الصفات فيما يلي:

  • القدم.
  • البقاء.
  • مخالفة الله لأي حادث، أي لا يحدث له كما يحدث لباقية الخلق كالموت، والمرض.
  • الغنى المطلق.
  • الوحدانية.

صفات المعاني

وهي أي صفة لا يكتسبها إلا الإله فقط وتدل على قدرته الخارقة وسيطرته، كالعلم، والحياة، والقدرة، والكلام.

الصفات المعنوية

وهي أي صفة تشير إلى اتصاف الله عز وجل بكونه حيًا، عليمًا، قدارًا، متكلمًا، سميعًا، بصيرًا.

حكم تعلم صفات الله الواجبة في حقه

يجب على المرء أن يتحلى بالإيمان يجميع الصفات التي جعلها الله لنفسه وبينها للرسول صلى الله عليه ولم، وأن يُنزهه عن كل صفة نقص، فصفات الكمال تثبت له عز وجل، والنقصان مستحيلة عليه، ويجب على كل مسلم أن يتعلم آيات القرآن والأحاديث النبوية الشريفة ويتدبر بها ويستنبط منها صفاته ويتعلمها.

أسئلة شائعة حول صفات الله الواجبة

ما معنى صفة الوحدانية (التوحيد) في حق الله؟

صفة التوحيد تعني أن الله هو واحد، ليس له شريك أو ند ولا يوجد مثل له في الكون، وهو الأحد الذي لا يناسبه الشرك والتجسيم.

ماذا يعني أن الله هو الخالق (البارئ)؟

صفة البارئ تعني أن الله هو المبدع والمنشئ لكل شيء، الذي أنشأ الكون وأحياه، وهو الذي يضع الخلق على النحو الذي يشاء.

ما معنى صفة العلم (العليم) في حق الله؟

صفة العلم تعني أن الله يعلم كل شيء، سواء كان ظاهرًا أو خافيًا، ولا يفوته شيء في السماوات والأرض.

ما معنى صفة القدرة (القادر) في حق الله؟

صفة القدرة تعني أن الله قادر على فعل كل شيء، وهو الذي يملك القدرة الكاملة على كل شيء، سواء كان ماديًا أو معنويًا.

ما معنى صفة العدل (العدل) في حق الله؟

صفة العدل تعني أن الله يدين كل إنسان بحسب أعماله، ويحكم بالعدل في جميع الأمور، دون تحابا أو تحيز.

مقالات ذات صلة