سيرة شيخ الإسلام زكريا الأنصاري
سيرة شيخ الإسلام زكريا الأنصاري، إن شخصية اليوم من أهم أَئمة المذهب الشافعي وهو شيخ الإسلام زكريا الأنصاري والذي يعود أصله إلى الخزرج وكان محل إقامته القاهرة وهو أزهري العلم، عرف بعدة ألقابا منها “شيخ الإسلام” و”القاضي زكريا” و”زين الدين”.
محتويات المقال
سيرة شيخ الإسلام زكريا الأنصاري
سوف نذكر في السطور التالية اهم المعلومات عن شيخ الإسلام زكريا الانصاري:
مولد زكريا الانصاري
إن موعد ميلاد شيخ الإسلام كان محل خلاف بين المؤرخين فاختلفت الأقاويل حوله، حيث:
- قول السيوطي صديقه وممن عاصروه أن مولده كان في عام 824 هجريا.
- قول كل من العيدروسي والسخاوي أن مولده كان في عام 826 هجريا، وتبعهم في هذا القول كل من الزبيدي، الشوكاني، ابن العماد الحنبلي.
- قول الغزي أن مولده بين عام 823 و824 هجري.
- قول خير الدين الزركلي والذي أجزم وأفرد به أنه عام 823 هجري.
- ونرى من خلال قول المؤرخين أن مولد القاضي زكريا يُحّصر بين 3 أعوام وهما 823 و824 و826 هجريا.
اقرأ أيضا: من هو شيخ الإسلام
نشأة زكريا الأنصاري
- كانت نشأته في بلده تسمي سَبِيكَة، وبدأ فيها بحفظ القرآن الكريم بالإضافة إلى دراسة مبادئ الفقه العامة فقرأ بعض الكتب منها “مختصر التبريزي وعمدة الأحكام.”
- عام 840 هجرياً توجه إلى الجامع الأزهر وقام بحفظ المتون كالألفية النحوية والشاطيبة والمنهاج الفرعي، بالإضافة إلى حفظ بعض المنهاج الأصلي وحوالي نصف ألفية الحديث والتسهيل للإمام ابن مالك.
- تلّت هذه المدة رجوع شيخ الإسلام زكريا الأنصاري إلى بلدته ثم عودته مرة أخرى إلى الأزهر ودراسة كافة العلوم بتوسع.
- درس في منهج الفقه شرح البهجة والكثير غيرها، ودرس في أصول الفقه شرح العبري والعضد وغيرها.
- كما درس النحو والصرف ومما قراه فيهما شرح تصريف العزى، ودرس المعاني والبيان والبديع وقرأ فيها المطول.
- ودرس أيضا التفسير، اللغة، الحساب، الجبر، الهندسة، علم الهيئة، العروض، الطب، التصوف، علم الحروف، آداب البحث، الحديث وقرأ مصنفات ابن الجزري ومنها “التقريب، النشر والطيبة”.
صفات زكريا الانصاري وأخلاقه
- إن القاضي زكريا ابن محمد الأنصاري كان يُضرب به المثل وقتها في حسن الخلق ومكارم الأخلاق، ومن أبرز الصفات التي تميز بها حفظه وشكره لمن صنع له معروفاً.
- ومن الأدلة على ذلك موقفه مع الشيخ ربيع ابن عبد الله وهو معلمه وصاحب الفضل عليه أنه إذا حضر هو أو أحد أقاربه كان يقوم بقضاء حوائجهم ويعترف بفضلهم.
- ومن أهم صفاته هو انهماكه الشديد في طلب العلم فيصل به الحال إلى عدم الأكل والشرب وقد كان يحكي هذا عن نفسه.
- ومن أهم صفاته يقينه الشديد بالله وتفويض الأمر كله إليه وأنه كان لا يخشى في الله لومة لائم وينطق بالحق دائماً، ويذكر أن سبب عزله من القضاء هو تصريحه للحاكم بظلمه جهراً.
- كان يعرف عنه أنه كثير البر بطلبته ودائما ما يتفقد أحوالهم، بالإضافة إلى كثرة صدقته الخفية.
علوم زكريا الأنصاري ومعارفه
بدأ زكريا الأنصاري في تحصيل العلم مبكرا مما سمح له تحصيل العديد من العلوم المتنوعة كما ذكرنا خلال نشأت هو من ضمن هذه العلوم:
- حفظ القرآن كامل.
- الفقه وأصول الفقه.
- النحو والصرف.
- اللغة والعروض.
- رواية الحديث والدراية
- البيان والبديع.
- المنطق والمعاني.
- الهندسة والحساب.
- الجبر والمقابلة.
- الفلسفة وعلم الكلام.
- القراءات السبع والعشر.
- أداب البحث والمناظرة.
الوظائف التي عمل بها زكريا الأنصاري
أستلم القاضي زكريا الأنصاري العديد من الوظائف والمهام بسبب ما يملكه من مقومات علمية وأدبية ومن هذه الوظائف:
- مسؤولية مشيخة خانقته الصوفية.
- مسؤولية مشيخة مدرسة الجمالية.
- القيام بالتدريس في مقام الإمام الشافعي.
- تولي منصب قاضي القضاة أثناء ولاية قايتباي الذي أصر عليه أن يتولاها بعد رفضه أثناء سلكنه خشقدم، واستمر في منصب القاضي أثناء ولاية قايتباي.
- وقيل في أسباب عزله عن منصب القاضي عده أقوالا منهم إصابته بالعمى، وقيل إن سبب عزله هو الوقوف أمام السلطان للتوقف عن ظلمه ويعتقد أن هذا السلطان هو محمد ابن السلطان قايتباي.
شيوخ زكريا الأنصاري
إن شيوخ القاضي زكريا الأنصاري وصل عددهم إلى ما يزيد عن مائة وخمسين وجميعهم اثني عليه وأجازوا له التدريس والإفتاء ومن هؤلاء الشيوخ:
- الشيخ شمس الدين محمد بن علي القاياتي، وأخذ منه الأنصاري علم الفقه وأصول الفقه، البيان، البديع، المعاني، التفسير، اللغة وشرح الألفية للعراقي، وسمع عليه صحيح البخاري بالكامل.
- الإمام زين الدين ظاهر بن محمد بن علي النوري المالكي، وتعلم منه قراءة القرآن بقراءة الثلاثة المكملة للعشرة.
- الإمام نور الدين علي بن محمد بن عثمان المخزومي القاهري الشافعي والذي يعرف بإمام الأزهر لعام 799-864 هجريا وقد قرأ عليه بالسبعة.
- الشيخ زين الدين أبو ذر عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الزركشي الحنبلي، وقرأ تعلم منه صحيح مسلم بأكمله.
- الإمام زين الدين أبو نعيم رضوان بن محمد بن يوسف العقبي الشافعي.
- والذي تعلم منه قراءات الأئمة السبعة وكذلك الرائية والشاطيبة، مسند الإمام الشافعي، صحيح مسلم، جزء من التيسير للداني، شرح معاني الآثار للطحاوي وشرح الألفية للعراقي.
- الشيخ شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي المعروف بابن حجر العسقلاني، والذي تعلم منه التفسير، الفقه.
- أنواع علم الحديث لابن الصلاح، شرح النخبة، شرح الألفية للعراقي، السيرة النبوية لابن سيد الناس، أغلب سنن ابن ماجه، صحيح البخاري، شرح النخبة وغيرهم.
- شرف الدين أبو الفتح محمد بن زين الدين أبي بكر الشافعي، والذي تعلم منه عندما قدم إلى المدينة أثناء رحلته للحج وأخذ عنه الفقه والحديث وغيرهم.
- محيي الدين أبو عبد الله محمد بن سليمان الحنفي المشهور بالكافيجي، وتعلم منه الأدب، العربية، الأصول والمعقولات.
- جلال الدين محمد بن أحمد الأنصاري المحلي، والذي تعلم منه العلوم العقلية وأصول الفقه.
- شهاب الدين أبو العباس أحمد بن رجب الشافعي المشهور بابن المجدي، والذي تعلم منه النحو، علم الهيئة، الفقه، الفرائض، الهندسة، الميقات، الجبر، الحساب والمقابلة.
كما أدعوك للتعرف على: أفضل كتب فقه على المذاهب الأربعة
تلاميذ زكريا الانصاري
قد من الله على القاضي زكريا الأنصاري بنعمة القبول والمحبة بين الناس فأصبح هدف الطلبة للتعلم تحت يديه ومنهم:
- جمال الدين أبو عبد الله عبد القادر القاهري الشافعي والذي توفي عام 931 هجريا.
- حمزة بن عبد الله بن محمد اليمنى الشافعي والذي توفي عام 926 هجريا.
- شمس الدين أبو عبد الله محمد الشافعي والذي توفي عام 932 هجريا.
- تاج الدين عبد الوهاب المصري الشافعي والذي توفي عام 932 هجريا.
- أبو الفضل علي بن محمد الشافعي والذي توفي عام 934 هجريا.
- محمد بن محمد بن علي الشافعي مفتي بعلبك والذي توفي سنة 941 هجريا.
- الشيخ تقي الدين أبو بكر بن محمد بن يوسف الدمشقي الشافعي والذي توفي عام 945 هجريا.
- الإمام علاء الدين أبو الحسن علي الشافعي والذي توفي عام 952 هجريا.
- الشيخ شهاب الدين احمد بن محمد بن إبراهيم الحنفي والمشهور بابن حماده والذي توفي عام 953 هجريا.
- الإمام برهان الدين إبراهيم بن زين الدين حسن الحلبي الشافعي والمعروف بابن العمادي والذي توفي عام 954 هجريا.
- الإمام محب الدين أبو السعود بن عمر الحلبي الشافعي والذي توفي عام 956 هجريا.
كما يمكنكم الاطلاع على: أبرز علماء المذهب الشافعي
وفاة شيخ الإسلام زكريا الأنصاري
أُصيب شيخ الإسلام زكريا الانصاري بالعمى قبل فترة من موته، وهناك اختلاف بين المؤرخين في معرفة تاريخ الوفاة المحدد، إلا أن البعض أجمع أنه توفي سنة 926 هجريًا.
مؤلفات زكريا الأنصاري
من بين مؤلفات شيخ الإسلام زكريا الأنصاري ما يلي:
- الغرر البهية في شرح البهجة الوردية.
- كتاب منهج الطلاب.
- كتاب أسنى المطالب شرح روض الطالب.
- أيضا كتاب الدقائق المحكمة.
- كتاب غاية الوصول شرح لب الأصول.
أسئلة شائعة حول زكريا الأنصاري
متى ولد شيخ الإسلام زكريا الأنصاري؟
تختلف الآراء بين المؤرخين حول موعد ميلاده، وتتراوح بين سنوات 823 و824 و826 هجريًا.
ما هي بلدة نشأة زكريا الأنصاري؟
نشأ زكريا الأنصاري في بلدة تسمى سبيكة.
ما هي المراحل التعليمية التي مر بها زكريا الأنصاري؟
درس زكريا الأنصاري في الجامع الأزهر، حيث حفظ المتون الشرعية ودرس العديد من العلوم الإسلامية بتوسع، بما في ذلك الفقه، وأصول الفقه، والنحو والصرف، وغيرها.
ما هي بعض صفات زكريا الأنصاري؟
كان زكريا الأنصاري يتميز بحسن الخلق والأخلاق، والبر بالآباء والمعلمين، والتفاني في طلب العلم، واليقين بالله والتفويض له.