كيفية حساب مقدار الصاع
كيفية حساب مقدار الصاع، هناك الكثير ممن يتساءل عن ماهية الصاع؟ وكيف كان يستخدم؟ وما هو مقداره في العصر الحديث ؟
لقد علمنا أن كل هذه التساؤلات تدور في أذهانكم، مما دفعنا إلى كتابة هذا المقال، حيث سنقوم بالحديث الفائض عن مكيال الصاع، داعمين المقال بالإجابة على جميع الأسئلة التي تراودكم.
لذا تابعونا على موقع مقال للتعرف على كيفية حساب مقدار الصاع، بجانب الحصول على إجابات الأسئلة التي تشغل بالكم.
محتويات المقال
ما هو الصاع؟
يعد الصاع من ضمن وحدات القياس التي يمكن استخدامها من أجل قياس الحجوم، وكان الصاع مكيالاً يعمل به في العصور القديمة.
بل عمل به الناس في عصر النبي-صلى الله عليه وسلم-، حيث كان يستخدمه الناس لوزن الأشياء المختلفة، وعلى وجه خاص، كان يستخدم في كيل المواد الغذائية.
كلمة الصاع تقبل كلاً من التذكير والتأنيث في نفس الوقت، ويكون جمعها (أصواع) لمن عمل بها على كونها مذكرة.
بينما من عمل بها على كونها مؤنثة، ويكون جمعها على هذا النحو (أصوع).
شاهد أيضًا: ما هي شروط زكاة الفطر؟
فيما يتم استخدام الصاع؟
يتم استخدام مكيال الصاع كوحدة قياس في المقام الأول للحجم، ولكن قام الفقهاء بتغيير بعض الأشياء في هذه الوحدة.
حيث أنهم قاموا بحساب كتلة الصاع الواحد، والتي كانت بعد ذلك تستخدم، كوحدة قياس تقاس بها الكتلة.
ويرجع السبب في إجراء الفقهاء هذه التعديلات على مكيال الصاع، إلى حرصهم على نقل وحدة القياس هذه عبر العصور، والمحافظة عليها.
كم يعادل مقدار الصاع بالكيلو جرام؟
قام البعض من العلماء بتقدير الصاع على أنه يعادل حوالي (2.035) كيلو جرام، ولكن قام أيضًا علماء آخرين بتقدير الصاع على أنه يساوي ما يقدر مقداره بحوالي (2.6) كيلو جراماً.
وعمليات التقدير هذه أجريت اعتمادًا على كون (المد)، يساوي مقدار ملء كفي الرجل معتدلاً، والذي يقدر بحوالي (650) جرامًا.
ومع العلم أن الصاع الواحد يعادل أربعة أمداد، فبالتالي يمكن تقدير كتلة هذا الصاع من خلال العلاقة: (4 × 650 جرام = 2.6 كيلو جرام).
كما قامت اللجنة الدائمة للإفتاء المتواجدة في المملكة العربية السعودية بتقدير الصاع، بأنه يعادل حوالي ثلاثة كيلو جراما، وهذا هو أقرب ما يؤخذ به.
بينما في حالة ما إذا قمنا باستخدام الصاع، من أجل قياس الأحجام، وفي حالة تطبيق نفس العلاقة السابقة.
والتي تنص على أن الصاع يعاد أربعة أمثال المد، سنجد أن مقدار الصاع الواحد يساوي حوالي (2400) ملي لتر، وقد يصل تقريبًا إلى (2500) ملي لتر.
وتكون هذه القياسات من خلال قياس حجم الوزن للقمح، أو من خلال قياس الحجم، الذي ينتج عن حفنة الرجل الواحد.
وعلى غرار ذكر الشيء بالشيء، يتم وصف نصف الصاع الواحد بـ “الفسط”، والذي أدى بعد ذلك إلى التوصل إلى كلٍ من الكليجة والعدل، حيث تم اشتقاقهما.
ما هي علاقة الصاع بالمعاملات في الدين الإسلامي؟
كما ذكرنا أعلاه، أن كيل الصاع كان يستخدم في عصر النبي-صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم.
إلى ان اتصل الصاع اتصالاً وثيقًا مع التعاليم الخاصة بالدين الإسلامي المجيد، وعلى وجه الخصوص، فيما يتعلق بالزكاة والكفارات.
ومن الأدلة على ذلك، هو أن المقدار الذي يكلف به العبد المسلم لأداء زكاة فطره كانت تقدر بالصاع.
إذ كان يلزم كل مسلم أن يخرج مقدار صاعًا واحدًا من التمر أو الشعير.
من الجدير بالذكر أيضًا، كان يستخدم الصاع، في تحديد كمية المياه التي يمكن استخدامها في عملية الوضوء.
والذي يدل على ذلك، هو الحديث الشريف: عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أنّه قال: ” كَانَ النبي -صلى الله عليه وسلم- يَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ وَيَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ إِلَى خَمْسَةِ أَمْدَادٍ”.
فهذا يدل دلالة واضحة على أن الصاع كان يتم استخدامه على نطاق كبير في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم، كذلك في العصور التي تلته عليه الصلاة والسلام.
كما شاع أيضًا استخدام الصاع في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم قديمًا.
تابع أيضًا: كم مقدار إطعام مسكين؟
هل يجب أن تكون أصناف زكاة الفطر من التمر والشعير فقط؟
يعد الخلاف في هذا الموضوع قديمًا وحديثًا في نفس الوقت، أي أن الخلاف في هذه القضية، كان موجودًا في القدم.
ولا زال كذلك متواجدًا في عصرنا الحديث، فكيف كان هذا الاختلاف؟ وما الذي يعمل به؟
من المعروف جميعًا أننا نريد أن نتلمس خطى النبي صلى الله عليه وسلمفي جميع الأشياء، وكذلك الأمر بالنسبة لقضيتنا الحالية.
هناك بعض العلماء ممن أخذوا بظاهر الحديث:
” عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ وَالذَّكَرِ وَالأنْثَى وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ” [صحيح البخاري – 1407].
وقالوا أنه لا يجوز أي شيءٍ سوى ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم، هذا الأمر تم تعديله بعد ذلك من قبل علماء آخرين.
وقالوا بأنه يجوز إخراج زكاة الفطر من غير الأصناف الموجودة في الحديث، وأن تكون من غالب قوت أهل البلد، بشرط: أن تكون بمقدار الصاع.
فثلما كانت هذه الأصناف المذكورة في الحديث، هي غالب قوت أهل الناس.
في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي قال النبي صلى الله عليه وسلم بإخراج زكاة الفطر منها.
فإنه أيضًا تبعًا لذلك، يجوز أن يقوم الناس بإخراج زكاة الفطر من غالب قوت أهلم اليوم وفي عصرنا الحديث هذا.
ويرجع ذلك إلى أن هناك العديد من الأطعمة المتوافرة الآن، لم تكن موجودة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
لذا أجاز العلماء بخروج زكاة الفطر من الأصناف المتواجدة الآن، وهو ما يعمل به.
هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقدًا بدلاً من خروجها موادًا غذائية؟
لتوضيح هذه الحالة، نأخذ على سبيل المثال أنه: إذا كان مقدار صاعًا من الأرز، يعادل ثلاثة كيلو جرام منه.
وكان ثمن هذه الثلاثة كيلو جرام من الأرز نقدًا يساوي عشرة جنيهات (مثلاً)، فهل يجوز إخراج العشرة جنيهات.
التي هي ثمن الثلاثة كيلو جرام من الأرز نقدًا لزكاة الفطر، بدلاً من إخراج صاعًا منه؟
اختلف العلماء في هذه المسألة، حيث ذهب كل من الشافعية والمالكية والحنابلة، إلى أنه لا يجوز إخراج زكاة الفطر نقدًا، وإنما يجب إخراجها موادًا غذائية.
أما الحنفية (الأحنف) فقد أجازوا خروج زكاة الفطر نقدًا، بدلاً من المواد الغذائية.
بل وأجاز عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين ذلك الأمر، فيجوز ترجمة وزن المادة الغذائية نقودًا، ومن ثم إخراجها لزكاة الفطر.
والراجح، أن هذا الاختلاف قد وقع بين علماء مشهود لهم بالإخلاص، والصدق، والعلم، وهذا الاختلاف إن كان يدل على شيءٍ.
فهو يدل على الرحمة، لذا يمكننا أن نأخذ برأي الأحنف بجواز إخراج زكاة الفطر نقدًا، تيسيرًا على الناس.
لكن مع مراعاة أنه إذا كنت قادرًا على إخراج المواد الغذائية، فهذا أفضل.
بينما إذا كان هناك صعوبة في إخراج هذه المواد، فيجوز إخراج ما يقابلها من المال، والله أعلى وأعلم.
اقرأ أيضًا: كم مقدار الصاع بالكيلو جرام ؟
تعرفنا على كيفية حساب مقدار الصاع ما شرع الله من شيءٍ إلا وكان فيه تخفيفًا على عباده، فهو القائل- جل جلاله: ” لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ” [البقرة – 286]، كما أن اختلاف العلماء هو رحمة لنا، حيث يتيح لنا اختيار الحكم الأقرب إلى مصلحتنا وقدرتنا على الأمور.