صفات الرجال في الإسلام
الرجولة تختلف عن المفهوم الشائع وهو الذكورة، فليس كل ذكر يمكن أن يكون رجلا، ولكن كل رجل فهو ذكر بما يتصف به من صفات جسدية تختلف عن الأنثي، ولكن مفهوم الرجولة في الإسلام أعمق وأجل بكثير من ذلك، وهذا ما سنعرفه في السطور القادمة كما سنذكر صفات الرجال في الإسلام.
محتويات المقال
مفهوم الرجولة في الإسلام
إن مفهوم الرجولة في الإسلام يختلف اختلافا كليا عن مفهوم الذكورة، فالرجولة يمكن إطلاقها على بعض الذكور الذين تتوافر فيهم بعض الصفات المحددة والتي تقع تحت معايير معينة، فكلمة رجل تطلق في الأساس على التفخيم والمدح، فليس كل ذكر رجل، ولكن كل رجل ذكر.
فمفهوم الذكورة في الإسلام إشارة إلى نوع الجنس فقط، وما يتصف به الرجل من صفات جسدية، تتكون معه وهو جنين داخل رحم أمه، وهي تطلق على الصفة التشريحية لجسد الرجال.
فقد قال تعالى في الذكر الحكيم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)، (سورة الحجرات، الآية رقم 13).
كما أدعوك للتعرف على: الإسلام والبيئة
صفات الرجال في الإسلام
الذكر عكس الأنثي، ولكن الرجولة هي كلمة لا يتصف بها إلا من يتوافر فيه عدة شروط وصفات حميدة في الإسلام، ومن أبرزها ما يلي:
صدق العهد مع الله
- من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها كل مسلم، وهي من الصفات التي يحبها الله في الرجال، هي صدق العهد مع المولى جل في علاه، وهم الذين إذا عاهدوا الله أي أمر صدقوا ما عاهدوا وأوفوا به.
- ومن أمثلة الرجال الذين عاهدوا الله وصدقوا عهدهم معه (أصحاب بيعة الرضوان)، وهم الصحابة الذين قاموا بمبايعة الرسول صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة، وكان عهدهم هو القتال مع نبي الله صلى الله عليه وسلم، والجهاد في سبيل الله حتى الموت والشهادة، وأن لا يفروا من القتال.
- وكان أصحاب بيعة الرضوان مخلصين في عهدهم مع الله ورسوله ومتحمسين له بشدة، وكان يقول أحدهم من شدة صدقه وحماسه: (لئن لقيت الأعداء غدًا لأرين الله ما أصنع).
- وقال تعالى فيهم: (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)، (سورة الأحزاب، الآية رقم 23).
عدم الانشغال بالدنيا
- من أهم صفات الرجال في الدين الإسلامي، هو عدم الانشغال عن ذكر الله تعالى بمتاع الدنيا الزائل وملاهيها، فقلوبهم متعلقة بالعبادة والذكر، لا يلهيهم عن ذلك أي شيء من الدنيا.
- كما أن قلوب هؤلاء الرجال متعلقة بالمساجد، ودائما ما تلهج ألسنتهم بذكر المولى – سبحانه وتعالى – وإذا سمعوا النداء إلى الصلوات، سارعوا ملبين له، تاركين كل الدنيا وراء ظهورهم، لا يلهيهم أي غرض أو متاع زائل، ولا تشغلهم التجارة والبيع والشراء ولا الأموال عن الصلاة.
- فقال تعالى: (رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ)، (سورة النور، الآية رقم 37).
حب الطهارة
- من أهم صفات الرجال في الإسلام حب الطهارة والتطهر من جميع الخبائث، من بول وغائط وجنابة، وغيرها من الأمور، فالنظافة من الإيمان، والله تعالى يحب عباده المتطهرين.
- والدليل على ذلك إشادة المولى عز وجل برجال الأنصار وحبه لهم بسبب حبهم للطهارة، فهم لم يكتفون باستخدام الحجارة فقط عند الاستنجاء، ولكن كان يستخدمون الماء بعدها تأكيدًا على الطهارة.
- والدليل على حب الله تعالى لعباده المتطهرين، قوله تعالى: (رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)، (سورة التوبة، الآية رقم 108).
الإعانة على فعل الخيرات
- الإعانة على الخير والمعروف من صفات الرجال الصادقين، ويظهر هذا واضحًا وجليا في وقوف هؤلاء الرجال لنصرة أنبياء الله عليهم الصلوات والتسليم، فيعينوهم على دعوة العباد لرب العباد، وينصرونهم، ويؤازرونهم، ويحشدون الجميع من حولهم.
- لكي يعينوهم على توصيل رسالة رب العباد إلى العباد، وهدايتهم إلى الطريق القويم، ونصحهم، وظهر هذا في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كانوا يعينوه في أشد وأصعب مراحل الدعوة على الإطلاق، وكانوا يتحملون في سبيل ذلك كل أنواع المشقة والأذى من الكفار والمشركين.
- وكل ذلك في سبيل الدعوة إلى الله ونصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفع راية الدين الإسلامي عالية، والتمكين له في الأرض، وكان بعض الرجال من الصحابة يمشون يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وينصحوهم باتباع دين الله ورسوله الكريم.
- وقد ذكر لنا القرآن الكريم قصة أحد الرجال الذي كان ينصح قومه، وذلك في قوله تعالى: (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ *اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ)، (سورة يس، الآية رقم 20).
القوامة
- تعتبر القوامة من أجل صفات الرجال في الإسلام، وقوامة الرجل على المرأة لم يقصد بها الشرع أي إهانة للمرأة، بل تحمل في طياتها الكثير من التكريم والتشريف لها والاختصاص.
- فدور الرجل هو القيام على جميع شئون وأمور زوجته وأسرته وأبناءه، ويسعى للكب الحلال، وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم وكل الاحتياجات، فهو الذي يجب عليه تحمل صعوبات ومشقات الحياة ومتاعبها.
- ويواجه صعوبة كسب المال لا المرأة التي تفعل ذلك، وهذا ما اختصه به الدين الإسلامي، فقوامة الرجال تكون بالإنفاق والقيام على شئون أسرته وعائلته.
- والدليل على ذلك قوله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)، (سورة النساء، الآية رقم 34).
كما يمكنكم الاطلاع على: تحريم لبس الحرير للرجال في القرآن
صفات الرجال في القرآن الكريم
وضح الشارع صفات الرجال في الإسلام والفرق بينها وبين مفهوم الذكورة، فليس كل ذكر رجل، ولكن كل رجل فهو ذكر، ومن صفات الرجال التي جاءت في القرآن الكريم ما يلي:
الدفاع عن دين الله
- الدفاع عن دين الله، والنصح للناس والأولياء الصالحين، والذب عن الرسل والأنبياء، والدليل الرجل الذي جاء من أبعد مكان في المدينة لكي ينصح نبي الله موسى عليه السلام بالخروج، وهذا دليل علة قوة إيمانه وحبه لنبي الله ودفاعه عن دين التوحيد، فقال تعالى: (وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ)، (سورة القصص، الآية رقم 20).
قول كلمة الحق
- قولة كلمة الحق والصدع بها، وعدم الخوف من لقاء السلطان الظالم الجائر، وأن لا يخشى المؤمن في الله لومة لائم، ومن أمثال هؤلاء الرجال ما فعله أحدهم من نهي فرعون عن قتل نبي الله موسى، ولم يخشى منه أو يخافه دفاعا عن الحق وإحقاقا له.
عدم الانشغال عن ذكر الله
- عدم الانشغال عن ذكر الله، فالرجال الحق لا يليهم أي شيء عن ذكر الله وأداء الصلوات في وقتها.
الطهارة
- الطهارة في البدن والروح والنفس، والدليل على ذلك وصف الله تعالى الصحابة الذين قاموا بتأسيس المسجد النبوي بالرجولة بسبب حبهم للطهارة، والدليل على ذلك، قوله تعالى: (لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)، (سورة التوبة، الآية رقم 108).
اقرأ أيضا: من هم رجال الأعراف
صفات الرجل في السنة النبوية
أهم صفة يتصف بها الرجل في السنة النبوية هي الشجاعة، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم شجيعًا، كما أن الشجاعة عنده لم تجعله رحيمًا وحليمًا وورعًا.