صفات الداعية الناجح والمؤثر
الدعوة إلى الله ورسوله لاعتناق الدين الإسلامي تحتاج إلى داعية يحظى بصفات وسمات تجعله ناجحًا في دعوته ومؤثرًا في الشخص الذي يدعوه، فمن الواجب على كل مسلم أن يدعوا إلى الله على حسب مقدرته ومكانته.
وفي هذا الموضوع سنتعرف على صفات الداعية الناجح والمؤثر التي تجعله قادرًا على تحبيب الناس لفعل الخيرات ونشر العدل والحب بينهم البعض.
محتويات المقال
الدعوة إلى الله
- الدعوة إلى الله تعالى من مهام أي نبي أو رسول أرسله الله تعالى إلى قومه، وانتقلت هذه المهمة إلى الدعاء الحقيقيين من بعد انتهاء النبوية بخاتم الأنبياء سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- ويتميز الدعاية إلى الله بانه يعمل عملًا حسنًا لا يُقارن بأي عمل أخر، وأيضا قوله حسنًا، والدليل على ذلك قول الله تعالى في سورة فصلت آية 33: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ).
- والدعوة غلى الله تحتاج إلى بعض المقومات التي يجب أن يكتسبها الداعي كالحكمة والموعظة الحسنة حتى ينجح في مهمته السامية.
صفات الداعية الناجح والمؤثر
تتعدد صفات الداعية الناجح والمؤثر الذي يستطيع التأثير على من يدعوه إلى أمر ما سواء إلى الدين في حالة إذا كان كافرًا، أو إلى فعل أمر ما كالصلاة أو الصوم أو الذكاة أو غيرها من الأمور للمسلمين الذين ينقصهم شيئًا من أمور دينهم، ومن أبرز هذه الصفات ما يلي:
الصدق والإخلاص
- يجب على الداعية أن يتحلى بالإخلاص خلال مسيرته، فلا يكون قاصدًا بدعوته كسب الصيت والشهرة بين الخلق، لكن يجب أن يكون مقصده هو حب الله عز وجل وابتغاء مرضاته فقط.
- كما أنه يجب أن يتحلى بالصدق مع الله عز وجل حتى ينال التوفيق منه أثناء الدعوة، وبالإضافة إلى ذلك فإذا كان الصدق صفة من صفات الداعية فإنه بذلك سيكون مقبولًا لدى الناس وسيصدقونه بدون شكوك، فالداعي إلى الله يجب أن يكون صادقًا ومخلصًا لله أكثر من غيره من البشر.
شاهد أيضا: صفات الداعية إلى الله
شديد التقرب إلى الله
- يجب أن يكون الداعية شديد القرب من الله عز وجل، كما يجب أن يخافه ويخشاه ويزيد من مراقبته له في جميع الأمور، ومن الضروري أن يكون محافظًا على تأدية الفروض المكتوبة عليه وأن يعبده طاعةً له وخوفًا منه وحبًا له.
- ومن صفات الداعية الناجح والمؤثر الابتعاد عن جميع النواهي والمحظورات التي حددها الله في كتابه والرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديثه النبوية الشريفة، وأن يكون متوكلًا على ربه في جميع الأمور مهما كانت.
- وأن يتمسك بالمبادئ والقيم السامية مهما تم إغرائه، ومن حظى بهذه الصفات ساعده الله في دعوته وجعله مؤثرًا في خلقه.
التحلي بالصبر
- الداعية الناجح يجب أن يكون صبورًا وحكيمًا، فدائمًا ما يوجه الداعية الصعاب والمشاكل خلال مسيرته، فقد يُقابل البعض الدعوة بالرفض وأحيانًا بالحرب والأذى.
- ولذلك فمن المهم أن يتأنى الداعية ويصبر تأسيًا بسمات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وصفاته، حيث كان يصبر على أذى الكفار خلال دعوته، كما يجب أن يتجنب الغلظة والغضب خلال الدعوة، ومن المهم أن لا يُكره أحد على فعل شيء ما، فيجب أن يكون الفعل عن اقتناع ورضا.
- ومن الضروري أن يكون هادئًا ولينًا، فيقول الله عز وجل “ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك”، وأن يعلم الداعية أنه عليه التبليغ وعلى الله الهداية، وذلك لما جاء في القرآن الكريم: “وما على الرسول إلا البلاغ المبين”، وفي أية أخرى “إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء”.
قد يهمك: كيف أدعو شخص للإسلام
الدعوة بالرحمة والحكمة
من أهم صفات الداعية الناجح كي يتمكن من التقرب من الناس وأن يؤثر فيهم أن يتحلى بالأسلوب الحسن خلال تحدثه معهم.
وأن يتسم باللين والرحمة والرفق خلال تعامله معهم، ومن الضروري أن تحدث بينهم مناقشات وتفاعلات بشكل هادئ لكي يتمكنوا في النهاية من الاقتناع بما يقوله.
العلم
- من الضروري أن يكون الداعية الذي يحاول تعريف الناس بالله وأصول الدين أن يكون متعلمًا وعلى دراية بالدين وأصوله، وأن يكون ملمًا بالمعلومات الدينية التي سيحتاجها أثناء الدعوة إلى الله خلال تحاوره مع الناس.
- فإذا تحدث كان حديثه صادقًا وصحيحًا، فالإقناع يجب أن يكون بالبراهين والحجج الملائمة للأمر، فعلى الأقل يجب أن يكون على دراية بالعلوم الشرعية، فقال الله عز وجل: “يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات”.
- وبالإضافة إلى ذلك فالعلم يُكسب الداعية الذي يناقش ويجادل الناس القدرة على التأثير فيهم، كما يساعده على تحديد الأساليب المناسبة والملائمة لكل موقف، لأن هناك من الناس من يناسبه اسلوب الإقناع بالترغيب واللين.
- وهناك من يناسبه أسلوب الإقناع بالترهيب ويحقق أهدافًا عديدة، والبعض الأخر لا يمكن إقناعه إلا بالأدلة والبراهين فقط، فعلى سبيل المثال يمكن أن يقتنع فقط عندما يقدم له الداعية أمثلة على معجزات الله الكونية.
اخترنا لك: أهمية الدعوة إلى الله وفضلها
القدوة الحسنة
يجب أن يكون الداعية قدوة حسنة للجميع، فلا يمكن للشخص الذي يدعوا الناس للصلاة في المسجد غير محافظًا على أداء جميع الصلوات في المسجد إلا لعذر، وعلى هذا المنوال يجب أن يتحلى بالصدق والأمانة والإخلاص وحسن الخلق، وجميع الصفات الكريمة بشكل عام.