مفهوم الرشوة في الإسلام
مفهوم الرشوة في الإسلام، يشمل العديد من المعاني التي يجب الوقوف عليها وفهماها حتى نتعرف على أسباب رفض الدين لها، لذلك من خلال مقالنا اليوم سوف نقوم بتوضيحه بشكل مفصل أملين أن ينال إعجابكم لذلك تابعو معنا هذا المقال عبر موقع مقال maqall.net.
محتويات المقال
معنى الرشوة في اللغة
- تعريف معنى الرشوة لغويًا: الرشوة بلغة متعددة المعاني منها ما يُعطى لتلبية حاجة أو مصلحة، وجمعها رشا أو رشا.
- الرشوة بكسر الراء: ما يعطي الإنسان للحاكم أو غيره ليحكم له، أو يفعل له ما يشاء، على حد قول الفيومي.
- والرشوة: الارتباط بالحاجة بالمجاملة والمنافقة والمصانع، وأصلها من كلمة الرشاء وهي التي تؤدي إلى الماء على ما قاله ابن الأثير.
معنى الرشوة في الشرع
- وقد اختلف الرأي في التعريف الشرعي للرشوة، فقيل في معناها: ما يؤخذ بغير عوض، وهو مذنب أخذه.
- هو كل مال يدفع ليشتريه من صاحب مكانة عالية في المجتمع ويعين على ما لا يجوز قال صاحب الأنصاف: الرشوة هي التي تعطي بعد طلبها.
- إن الرشوة محرمة في كل الأديان السماوية، وانتشارها دليل على انتشار الفساد في المجتمع و بين الناس. قال تعالى: ﴿ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 188].
- وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: “لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي” رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وقال: حسن صحيح.
- ومال المرتشي حرام محرم وغير حسن، قال النبي صلى الله عليه وأله وسلم لكعب بن عجرة رضي الله عنه: “يا كعب بن عجرة من ينبت لحمه من المحرمات لا يدخل الجنة، الجحيم أنسب له “.
- أدرجها أحمد في “مسنده”. أبي وقاص رضي الله عنه: «يَا سَعْدُ، أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ الْعَبْدَ لَيَقْذِفُ اللُّقْمَةَ الْحَرَامَ فِي جَوْفِهِ مَا يُتَقَبَّلُ مِنْهُ عَمَل أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَأَيُّمَا عَبْدٍ نَبَتَ لَحْمُهُ مِنَ السُّحْتِ وَالرِّبَا فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ» أخرجه الطبراني في ” وسط”.
اقرأ أيضا: ما معنى الرشوة لغة وشرعاً
عوامل انتشار الرشوة
هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى انتشار ظاهرة الرشوة وانتشارها ونذكر منها:
- ضعف العقيدة لدى بعض من الناس ما يبدو أنه مرتبط بالصيام، ويقال أن الرشوة من عمل اليهود والمنافقين.
- وما ظهر أن منهج الرشوة الأساسي هو الاستماع إلى الأكاذيب، والاندفاع إلى العدوان والمعصية.
- يحدث الظلم والقمع في المجتمعات، ويدفع الجمهور الرشوة إما خوفًا على نفسه أو انتشارًا بين الآخرين.
- عدم قيام المسؤولين بمراقبة عمالهم، وهذا يجعلهم يجرؤون على أخذ رشاوي مقابل أداء عملهم.
- وجود خلل في نظام السلطة بحيث لا يتمكن صاحب الحق من الوصول إلى حقه إلا بدفع رشوة.
- وجود الحاجة والفقر، لذلك يلجأ المحتاج إلى تقديم رشاوي للحصول على أكثر مما عليه لسد احتياجاته، كما فعل اليهود في خيبر.
حكم الرشوة في الشريعة الإسلامية
- الرشوة من كبائر الذنوب والرشوة فعل محرم، قال تعالى: (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ) [3]، وقال الحسن وسعيد بن جبير: السُّحت هو الرِّشوة.
- وأما السنة فقد روى عبد الله بن عمرو: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي).
- وطلب الرشوة، وقبولها، ودفعها، وعمل الوسيط بين الراشي والمرتشي ممنوع، ووفقًا لأغلبية الفقهاء.
- سمحوا لشخص بدفع رشوة دفع الضرر أو الأذى الذي قد يتعرض له الإنسان، أو الحصول على حق من حقوقهم المسلوبة مثلا، وفي هذه الحالة تقع الخطيئة على المرتشي.
كما أدعوك للتعرف على: أخلاق العمل في الإسلام
الرشوة في الشريعة الإسلامية والقانون
- تحرم الشريعة الإسلامية جريمة الرشوة، سواء كانت صادرة عن موظف حكومي أو غير حكومي وسواء كانت عامة أو خاصة.
- إن الرشوة شكل من أشكال الفساد، الأمر الذي يحتم على المسؤولين في مناصبهم أن يضربوا بقبضة من حديد دون تهاون على يد المفسدين.
- كما نص عليه قانون العقوبات المصري رقم 58 لسنة 1937 م في الباب الثالث من المواد 103 إلى 111 بشأن أحكام الرشوة. .
أساليب لمحاربة الرشوة والمرتشين
- وعليه فلا يجوز للإنسان أن يتهاون ويسارع بدفع أموالا لموظف يطلبها ظلماً، حيث يتقاضى أجرًا مقابل القيام بعمله من الجهة التي يعمل بها.
- أو أن يدفع مالًا للدفاع عن نفسه أو أن يأخذ ما يراه حقه، لذلك على المسلم أن يكون إيجابياً ولا يؤيد الفساد وينميه.
- ولكن يجب أن يمنعه ويحاربه، ويتعاون مع المجتمع في القضاء عليه، ويكون ذلك من خلال التبشير لمن يطلبون الرشوة وتذكيرهم بالله بدلاً من إعطائهم ما يطلبونه، إذا كانوا لا يستجيبوا للوعظ، ويبلغ المسؤولين عنه؛ لمعاقبته وأخذ يده.
- يجب على القائمين على الأمر أن يكونوا حازمين مع الفاسدين وألا يتساهلوا معهم في إنزال العقوبة عليهم، ويجب عليهم التعبئة ضدهم، كما يجب على القائمين على الأمر أن يطلبوا المساعدة من جميع المواطنين الذين يتم رشوة منهم.
- مساعدة الموظفين الذين عرضت عليهم رشوة، على الراشي والمرتشي أن يتخلوا عن هذا الفعل، وأن يندموا على ما أهملوه في حق الله، وأن يعزموا على عدم الرجوع إليه أبدًا بالتوبة إلى الله تعالى، والله تعالى أعلم.
كما يمكنكم الاطلاع على: أمثلة على الأخلاق السيئة
آثار الرشوة في المجتمع
آثار الرشوة على المجتمع تكون وخيمة وتشمل:
- تشويه العدالة والمساواة: يؤدي استخدام الرشوة إلى تحييد مبادئ العدالة والمساواة، حيث يحصل الأشخاص ذوو القدرة المالية على دفع الرشاوى على مزايا وامتيازات لا يستحقونها.
- تفاقم الفقر والظلم الاقتصادي: تؤدي الرشاوى في القطاعات الحكومية والخدمية إلى تفاقم الفقر والظلم الاقتصادي، حيث يكون الوصول إلى الخدمات والفرص المتاحة مرهونًا بالقدرة على دفع الرشوة.
- تدهور النظام السياسي والاقتصادي: ينتج عن انتشار الرشوة تدهور النظام السياسي والاقتصادي في المجتمع، مما يؤثر سلبًا على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
- تقويض الثقة بالمؤسسات: يؤدي انتشار الرشاوى إلى تقويض الثقة بالمؤسسات الحكومية والقضائية والاقتصادية، مما يزيد من الشعور بالظلم والانقسام في المجتمع.
- تأثير سلبي على الابتكار والتنمية: تثبط الرشاوى الابتكار والنمو الاقتصادي، حيث يتجه الأفراد والشركات إلى دفع الرشاوى بدلاً من الاستثمار في البحث والتطوير وتحسين الجودة والكفاءة.
- تشجيع الفساد والسلوك غير الأخلاقي: يعمل انتشار الرشاوى على تشجيع الفساد والسلوك غير الأخلاقي في المجتمع، مما يزيد من دوران دائرة الفساد والاستغلال.
متى تكون الرشوة جائزة؟
يسأل البعض ما هي الرشوة المحللة والمحرمة، وفي الحقيقة تكون الرشوة حلال وجائزة في حالة واحدة هو أن الشخص يدفع المال حتى يأخذ حقه الذي لن يأخذه إلا بالرشوة، وفي هذه الحالة يكون الإثم على المرتشي فقط.
الفرق بين الرشوة والوساطة
- الوساطة تعرف بالشفاعة، وقد تكون حسنة إذا كانت تعين على الخير وتساعد على حصول الفرد على شي من حقه دون اعتداء على حقوق الغير أو حصوله على شيء لا يستحقه، وتكون سيئة في حالة التوسط لشخص ليحصل على شيء دون حقه أو يحصل على شيء يتضرر به شخص أخر.
- لكن الرشوة كما ذكرنا أعلاة فهي دفع المال لأخذ شيء لا يستحقه.
أسئلة شائعة حول الرشوة في الإسلام
س1: ما هو معنى الرشوة لغةً واصطلاحًا؟
ج1: لغةً، الرشوة تعني الهدية أو العطية. واصطلاحًا، تشير الرشوة إلى الأموال أو الهدايا أو الخدمات التي يتم تقديمها لشخص ما بهدف الحصول على خدمة غير مشروعة أو ميزة غير مستحقة.
س2: ما هي آثار الرشوة على المجتمع؟
ج2: تشمل آثار الرشوة على المجتمع تفاقم الفساد، وزعزعة العدالة والمساواة، وتقويض الثقة بالمؤسسات، وتدهور النظام الاقتصادي والسياسي، وتقويض فرص التنمية الشاملة.
س3: هل يؤثر استخدام الرشوة على الابتكار والتطور الاقتصادي؟
ج3: نعم، يؤثر استخدام الرشوة سلبًا على الابتكار والتطور الاقتصادي، حيث يشجع على السلوك غير الأخلاقي بدلاً من الاستثمار في البحث والتطوير وتحسين الجودة.
س4: هل يمكن تقليل انتشار الرشوة؟
ج4: نعم، يمكن تقليل انتشار الرشوة من خلال تشديد القوانين وتطبيقها بشكل صارم، وتعزيز النزاهة والشفافية في المؤسسات، وتعزيز ثقافة النزاهة والمساءلة في المجتمع.
س5: ما هي العقوبات المفروضة على مرتكبي الرشوة؟
ج5: تتنوع العقوبات المفروضة على مرتكبي الرشوة حسب التشريعات في كل دولة، وتشمل غرامات مالية، والسجن، والإقالة من العمل، وحظر المشاركة في الأنشطة التجارية، وغيرها.