مفهوم الأدب الإسلامي
لم تكن الفنون في العصور الحديثة فقط بل ظهرت منذ ظهور الإنسان ومرت بالكثير من الأزمنة والعصور، ابتداءً من العصر الجاهلي حتى العصر الحديث وموضوعنا اليوم هو الحديث عن مفهوم الأدب الإسلامي.
محتويات المقال
مفهوم الأدب الإسلامي
- الأدب هو التعبير الفني الجميل عن تجربة شعورية في صورة شعر أو نثر، والشاعر هو من يقدم تصوره للكون والحياة والناس من ضمن تجربته الشعرية الخاصة.
- أما الأدب الإسلامي فله مفهومان:
- المفهوم الأول هو الأدب الذي كتب باللغة العربية منذ ظهور الإنسان حتى بداية الدولة الأموية عام 41 هجريا ويدخل ضمنه الأدب العربي الملتزم بالدعوة وبمبادئها الإسلامية المدافعة عن الإسلام.
- المفهوم الثاني هو كل ما قيل عن الإسلام أو كل أدب ملتزم بمبادئ الإسلام منذ ظهور الدين الحنيف حتى عصرنا المعاصر.
- وهو تيار له معالمه وشعراؤه ويستحق الدراسة والتتبع، أي لا يتبع ذلك التقسيم التاريخي الصارم الذي حاول تقسيم عصور الأدب بما يتفق مع العصور السياسية.
- سمي باسم الأدب الإسلامي نسبة إلى العصر الذي نشأ فيه وهو العصر الإسلامي وهو من أعظم العصور في تاريخ الإسلام ففيه نقل البشرية من ظلمات الجهل إلى نور الحق واليقين.
- يبدأ هذا العصر منذ بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وينتهي بانتهاء عصر الخلفاء الراشدين وقيام الدولة الأموية عام 41 هجريا.
- قد أثر الإسلام في حياة الناس عامة شعرا ونثرا أي في نفوس الشعراء والكُتاب ولمعرفة هذا التأثير فلابد من دراسة هذه الموضوعات وجمعها في مادة الأدب الإسلامي.
- يختلف تعريف الأدب الإسلامي على حسب العلماء والأدباء والدراسات، وفيما يلي سنذكر ذلك التعريف لدى البعض:
الرابطة الإسلامية العالمية
عرفت الرابطة الإسلامية الأدب الإسلامى على ان يعبر عن المخلوقات كالإنسان والحياة والطبيعة من وجهة نظر للقرآن الكريم والأحاديث النبوية، فهو أدب يلتزم بالشرع الإسلامي، وهو السبيل الصحيح لبناء المجتمعات، وهي أداء مهمة للدعوة إلى الله.
اقرأ أيضا: ما المقصود بالأدب الإسلامي؟
نشأة الأدب الإسلامي
- عرف العرب الأدب قبل الإسلام في العصر الجاهلي وكانت له مضمونه الفني المعروف إلا أن نزول القرآن الكريم كان له أثر واضح في توجيه المسيرة الأدبية آنذاك.
- فقد كان للقرآن موقف صارم من الشعراء حيث قال تعالى: {والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون}.
- فالدين الإسلامي ينبذ الكذب والمبالغات التي كانت شائعة ومألوفة لدى الشعراء ويأخذ على الشعراء انسياقهم وراء رغباتهم إذ تراهم يعلون من شأن من هو أعلى قدرا، ويحضون من شأن من هو أقل قدرا ومكانة، لمجرد رغبتهم بذلك.
- هذا لا يعني أن الإسلام قد حرم من الشعر، فقد ميز الله تعالى في كتابه الكريم بين نوعين من الشعراء:
- أولهم هؤلاء الغاون الذين يفسدون في الأرض بألسنتهم.
- وثانيهم المؤمنون الذين ينظمون شعرا نافعا يحثون فيه على القيم والخلق الحميد ولا يتفوهون بالتافهات حيث يقول الله تعالى { إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِوَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ منقلب ينقلبون}.
- قد تجلى الأثر الإسلام واضحا في أشعار المؤمنين ونثرهم وذلك من خلال المضامين التي توجه الأدباء للنظم فيها، والتي تقوم على دعم الدين الإسلامي ومبادئ والحث على الخلق الحميد ونبذ خلق الجاهلية ومؤازرة المسلمين في قتالهم ومدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- أيضا الرد على المشركين والتصدي لهم ومحاربتهم بسلاح القول حتى بدت هذه المضامين أهدافًا من أهداف الأدب الإسلامي.
- كما ساهم الشعراء المسلمين في إذاعة الإسلام وشيوعه ذلك بأن الشعر كان يعد أكبر وسيلة إعلامية في ذلك الوقت.
كما يمكنكم التعرف على: الفرق بين الأدب المفرد وصحيح البخاري
خصائص الأدب الإسلامي
أن الأدب الإسلامي له صفات بارزة وخصائص واضحة يمتاز بها عما سواه من المذاهب الأدبية وهذه الخصائص كثيرة نتناول أهمها فيما يلي:
- أنه أدب هادف، لأن الأديب المسلم لا يجعل الأدب غاية لذاتها كما يدعو أصحاب مذهب الفني للفن وإنما هو وسيلة إلى غاية تتلخص هذه الغاية في ترسيخ الإيمان بالله عز وجل في الصدور وتأصيل القيم الفاضلة في النفوس.
- أنه أدب ملتزم وليكن التزامنا مغير لالتزام الاشتراكين والوجودين فهو التزام بالإسلام وقيمه وتصوراته وتقيد بمبادئه ومثله وغاياته.
- أنه أدب أصيل وتتجلى هذه الأصالة في الالتزام الأديب الإسلامي بالأصيل، ومن خصائص الأمة الإسلامية والنقي من صفاتها وتمحيص أدبه للخالد الباقي من روحها الرفيع الثمين من مزاياها.
- الاستقلال، وذلك حينما يتخلص الأديب الإسلامي من تأثير الأدباء الذين يجذبون إليهم من دونهم جذبا شديدا ويتحكمون في رؤيتهم للأشياء وهذا الاستقلال يتم بتصميم من جهة وتكوين شخصية أدبية مسلمة من جهة أخرى.
- حيث لا يرى الأديب المسلم إلا بعين الإسلام ولا يسمع إلا بأذنها ولا يحس إلا بإحساسها.
- الثبات والرسوم حيث أن الأدب الإسلامي يستمد قيمته ومضموناته وتصوراته من الإسلام الثابت الراسخ فإنه بذلك يحتفظ دائما بشخصيته وجنسيته وروحه وتفكيره وذكريات ماضيه.
- كما إذا تغير فيه شيء على مر العصور فإما تتغير أثوابه وأشكاله فحسب.
- الأخلاقية حيث أن الأدب الإسلامي أدب أخلاقي بكل ما تحمله هذه الكلمة من دلالات ذلك لأن الالتزام الخلقي عند الأديب الإسلامي منشود.
- الإتقان كذلك لا يتم إلا بتآزر الشكل والمضمون وعلى هذا فإنه لا يشفع للأدب الرديء عندنا أن يكون موضوعه إسلاميا فكثير من مدائح الرسول صلى الله عليه وسلم مستبعدة من الأدب الإسلامي وذلك لأن الأدب الذي نرمي إليه ينبغي أن يجمع إلى سمو الغاية وسمو الوسيلة.
- الواعية ونريد بها أن يعي الأديب الإسلامي ذاته المؤمنة وأن يشعر شعورا عميقا من المسؤولية التي ألقاها الله على جاعلها وأن يقدر خطورة الكلمة وشرفها وقيمتها.
كما يمكنكم الاطلاع على: ما هي السيرة الذاتية في الأدب العربي؟