شروط الرضاعة المحرمة والشرعية
شروط الرضاعة المحرمة والشرعية، أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز الأمهات بإرضاع أولادهن عامين كاملين وبين الله سبحانه وتعالى شروط وأحكام هذه الرضاعة.
محتويات المقال
مفهوم الرضاعة
- يطلق لفظ الرضاعة في اللغة على شرب الحليب من ثدي الأم وفي الاصطلاح هو عبارة عن شرب الطفل الرضيع الذي هو أقل من العامين من حليب الثدي الذي ينزل في صدر الأم بعد الحمل والولادة.
- حيث تعتبر عملية الرضاعة الطبيعية أكثر الأطعمة الصحية والمفيدة لصحة الطفل الرضيع حيث أثبتت الكثير من الأبحاث بأن حليب الأم يحتوي على العديد من العوامل المختلفة والعناصر الطبية والعلاجية التي تساعد على نمو الطفل بشكل صحيح وتحافظ على صحة الطفل وتغذيته.
- بالإضافة إلى ذلك فإن حليب الأم يحتوي على أكثر من آلاف الجزيئات التي تساعد في تعزيز وتحفيز الجهاز المناعي للطفل الرضيع.
- بالتالي تساهم الرضاعة الطبيعية في وقاية جسم الرضيع من الإصابة بالعدوى والالتهابات ولذلك يجب على جميع الأمهات الحرص على الرضاعة الطبيعية على الأقل لمدة ستة أشهر أو أكثر على حسب صحة الأم وذلك من أجل الحفاظ على صحة ومناعة الطفل.
شاهد أيضًا: ما هو حكم سماع الاغاني بدون موسيقى؟
ما هي شروط الرضاعة وأركانها؟
يوجد الرضاعة أركان عديدة ويرتبط بكل ركن مجموعة من الشروط ومن هذه الأركان، وهي:
1- المرضعة
- الركن الأول من أركان الرضاعة هي المرأة المرضعة فلا تصح عملية الرضاعة إذا قام بها الرجل ولا من الحيوان فإذا قام شخصان بالرضاعة من بهيمة واحدة لا يترتب على الرضاعة حصول الأخوة بينهم.
- ذهب بعض العلماء على أنه إذا تمت الرضاعة من المرأة الميتة تصح الرضاعة ويتحقق بها ثبوت أحكام الرضاعة.
- بينما كان لبعضهم رأي آخر بأن الرضاعة من المرأة الميتة لا تعد ولا تعتبر رضاعة صحيحة لأنهم اشترطوا الحياة واعتبروا هذا الشرط من شروط صحة الرضاعة إثبات أحكامها.
- اشترط بعضهم ألا تكون المرأة المرضعة حامل قبل عملية الرضاعة وذلك بدليل قوله تعالى (وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم).
- لكن الإمام أحمد ابن حنبل اشترط حصول الحمل قبل عملية الرضاعة لأن نزول الحليب في ثدي المرأة بدون حمل تعتبر من الأمور نادرة الحصول وإذا تمت عملية الرضاعة لا يحصل الطفل على التغذية السلمية.
2- الحليب
- من شروط الرضاعة الشرعية أن يقوم الطفل بشرب الحليب بأي طريقة ممكنة سواء كان ذلك مباشرة من ثدي الأم أو من خلال الوسائل الأخرى التي تستخدم في عملية الرضاعة.
- تصح الرضاعة ويثبت أحكامها سواء كان اللبن صافيا ونقيا أو مخلوطا بشيء ولكن تغلب صفة اللبن على هذا الشيء المخلوط.
- اختلف الفقهاء في حكم اللبن المخلوط بشيء فذهب بعضهم أن الشيء المخلوط هو الغالب على الحليب ففي هذه الحالة لا تثبت أحكام الرضاعة.
- رأى البعض الآخر منهم تثبت أحكام الرضاعة سواء كان هذا الحليب مخلوط بشيء أو غير مخلوطا وسواء كان هذا الشيء المخلوط هو الغالب على الحليب.
- إذا تغيرت حالة اللبن كأن أصبح اللبن كالجبن اختلف الفقهاء في ثبوت أحكام الرضاعة بهذا اللبن أم لا فذهب جمهور الفقهاء أن أحكام الرضاعة تثبت بأي شكل من أشكال الحليب لأن العبرة لديهم هو وصول الحليب إلى جوف الطفل بغض النظر عن شكل اللبن وحالته.
- ذهب الحنفية إلى عدم وقوع وثبتت أحكام الرضاعة في حالة إرضاع الطفل الحليب المخلوط بالطعام أو إرضاعه الحليب المتغير في هيئته وصفاته وبالتالي لا يثبت حكم التحريم من الرضاعة.
3- الطفل الرضيع
- اشترط جمهور الفقهاء لثبوت أحكام الرضاعة وصفة التحريم أن يصل الحليب إلى معدة الطفل بأي وسيلة ممكنة يتحقق بها نمو الطفل ووصوله إلى حالة الشبع.
- إذا كان الطفل الرضيع نائما لا تصح الرضاعة ولا يثبت أحكامها وبناء على ذلك فإنه لا يجوز أن يتم وضع الحليب في أذن الطفل أو حقنه بالحليب.
- من أهم شروط الرضيع أن يكون عمره أقل من سنتين وذلك لقوله تعالى (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة).
- أيضًا قول الرسول صلى الله عليه وسلم (لا رضاع إلا ما كان في الحولين) فهذا الحديث الشريف يدل على أنه لا تثبت صفة التحريم من الرضاعة إلا إذا كان الطفل الرضيع عمره أقل من حولين أي عامين.
شاهد أيضًا: حكم الاحتفال بعيد الحب في الإسلام
ما هي صفة الرضاعة المحرمة وما مقدارها؟
اختلف العلماء في عدد الرضعات التي يتم بها ثبوت الأخوة على قولين:
الرأي الأول
- من جمهور الفقهاء يرى أن عملية الرضاعة التي يتم بها ثبوت حكم التحريم هي أن يتم إرضاع الطفل خمس رضعات متفرقات في أوقات مختلفة.
- بناء على هذا الرأي عندما ينقطع الطفل عن عملية الرضاعة واعرض ثدي والدته فإنه يعتبر تعدد في الرضعات أما إذا أعرض الطفل عن الثدي التنفس أو للعب لا يحسب تعدد في الرضعات وإنما يعتبر رضعة واحدة.
- يرى أصحاب هذا الرأي لا بد أن يتحقق بالرضاعة نمو الطفل بشكل صحيح وهذا الأمر لا يتحقق إلا من خلال رضاعة الطفل خمس رضعات متفرقات عن بعضهم.
- ذلك بدليل قول عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها أنها قالت (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تحرم المصة والمصتان) فهذا الحديث الشريف يدل على أن ثبوت أحكام الرضاعة من التحريم وغيره لا تحقق بالرضاعة الواحدة أو الرضعتين.
الرأي الأخر
- لبعض جمهور الفقهاء أن التحريم يثبت ويقع بالقليل والكثير من الرضاعة حتى لو تم إرضاع الطفل رضعة واحدة فقط واستدلوا على ذلك بقوله تعالى (وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم) فهذه الآية الكريمة لم تحدد عدد أو مقدار الرضاعات التي يثبت بها التحريم.
- أيضًا قول الرسول صلى الله عليه وسلم (ما يحرم من الرضاعة يحرم من النسب) وهذا يدل على أن يثبت التحريم من الرضاعة بالقليل أو الكثير منها على حد سواء دون تقيد عملية الرضاعة بشروط.
الحكم الشرعي للرضاعة
- اتفق جميع الفقهاء على أنه يجب إرضاع الطفل الرضيع الذي يحتاج إلى الرضاعة إذا كان دون العاميين ولكنهم اختلفوا في حق من تجب عليه على عدة أراء.
- ذهب الرأي الأول إلى أن نفقة إرضاع الطفل تجب على الأب فقط ولا تجب على الأم ولا يحق للزوج أن يقوم بإجبار زوجته على الرضاعة سواء كانت هذه الزوجة في عصمته أو مطلقة طلاق رجعي.
- في حالة إذا لم يجد الأب من يقوم بإرضاع الطفل من النساء المرضعات أو كانت الحالة المادية للأب متعسرة ففي هذه الحالة تجب الرضاعة على الزوجة واستدلوا على ذلك بقوله تعالى (وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى).
- ذهب الرأي الثاني منهم على أن عملية الرضاعة واجبة على الأم في الدين دون أن تأخذ أجرة محددة وخاصة في حالة إن كانت مثيلاتها من النساء يقوم بإرضاع أولادهن سواء كانت في عصمة الزوج أو مطلقة طلاقا رجعيا.
ما هي الآثار المترتبة على الرضاعة؟
- يترتب على عملية الرضاعة العديد من الآثار المختلفة التي تتعلق بالنظر والخلوة وثبوت التحريم وذلك بدليل من الكتاب والسنة الشريفة وإجماع الفقهاء.
- يثبت التحريم بدليل قوله تعالى (حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة) فهذه الآية الشريفة تدل على ثبوت التحريم من الرضاعة.
- من الآثار المترتبة على الرضاعة أيضًا هي أن تصبح المرأة المرضعة أم للطفل الرضيع ويعتبر الرجل الذي حصل على اللبن بسبب والده.
- بدليل قول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت (استأذن علي أفلح فلم آذن له فقال تتحجبين مني وأنا عمك فقلت وكيف ذلك؟ قال أرضعتك امرأة أخي بلبن أخي فقالت سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صدق أفلح ائذني له).
- يصبح أبناء المرأة المرضعة إخوة للطفل الذي قامت بإرضاعه وبذلك يصبح أخوات المرأة التي قامت بالرضاعة خالته وأخواله وأيضًا أخوة وأخوات الأب يصبحوا أعمام وعمات للطفل الرضيع.
- يحرم على الطفل الرضيع جميع أصول وفروع المرأة المرضعة لأن هذا الطفل يعتبر ابنها الذي من صلبهم ولا يقع التحريم على أصول الرضيع وحواشيه فمثلا يحل لأحد فروع أو أصول الطفل الرضيع الزواج من أم ابنته أو عمتها من الرضاعة.
- لا يترتب على الرضاعة أحكام النسب مثل الإرث والنفقة والعتق لأنه يعتبر النسب أقوى في الصلة من الرضاعة.
الحكم الشرعي في إرضاع الكبير
- اشترط العلماء حتى ثبت أحكام الرضاعة ويترتب عليها آثارها أن يكون الطفل الرضيع عمره أقل من العامين.
- في حالة إذا قامت المرأة بإرضاع الطفل الذي تجاوز عمره العامين ففي هذه الحالة لا تقع الرضاعة ولا تصح ولا يترتب على عملية الرضاعة أي من آثارها وأحكامها.
- ذلك بدليل الحادثة التي وقعت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكانت هذه الحادثة خاصة بسالم مولى أبي حذيفة وكان ذلك في بداية التشريع الإسلامي قبل أن يحرم الإسلام التبني.
شاهد أيضًا: هل تركيب الأظافر حرام وحكمها؟
في نهاية المقال عن شروط الرضاعة المحرمة والشرعية، نكون قدمنا كافة المعلومات حول شروط الرضاعة المحرمة والشرعية.