شروط لا إله إلا الله
قول عبارة “لا إله إلا الله” ركن من أركان الإسلام الخمس، لكن قولها كعبارة عادية لا يعني تحقيق هذا الركن، وذلك لأن هناك شروط يجب أن تتوفر في قائلها حتى يحقق ركن أساسي من أركان الإسلام، وفي هذا الموضوع سنوضح شروط لا إله إلا الله.
محتويات المقال
الشرط الأول: العلم
- يُقصد بقول “لا إله إلا الله” أنه الله هو المعبود الوحيد في الكون ولان نعبد سواه، وعبادتنا له وتأدية الفروض التي فرضها علينا تكون بإخلاص والغرض من تأديتها إرضاء الله عز وجل وحده لا شريك له.
- ويعد العلم أو أول شرط من شروط لا إله إلا الله، ويمكننا إثبات ذلك بما جاء في القرآن الكريم في سورة محمد آية 19 في قوله تعالى: “فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم”.
- كما أوضح النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن العلم شرط من الشروط، حيث قال: “من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة”، ونستنتج من الحديث أن المقصود من “العلم” هو ان يعلم المسلم بوحدانية الله عز وجل، وبالتالي يعبده وحده ولا يعبد سواه.
شاهد أيضا: ما هي شروط لا إله إلا الله
الشرط الثاني: اليقين
- من الشروط أيضا أن لا يحمل المسلم ذرة شك واحدة بوحدانية الله عز وجل، ونستدل على هذا الشرط من القرآن الكريم من سورة المؤمنون آية 15، وذلك في قوله تعالى: “إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون”.
- كما أكد الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا الشرط فقال في حديثه الشريف: “اذهب بنعلي هاتين، فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا بها قلبه فبشره بالجنة”.
- فاليقين المقصود هو أن يكون المسلم مؤمنًا بوحدانية الله عز وجل بقلبه وجميع جوارحه، وفي حالة وجود شكوك عند المسلم حول “لا إله إلا الله” ولو بسيط فإن إيمانه يكون غير صحيح ويصبح من الظنون.
الشرط الثالث: القبول
- يجب أن يقبل المرء بوحدانية الله تعالى، فيقول الله عز وجل في كتابه الكريم في سورة الصافات آية 35، وآية 36: “إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون * ويقولون أئنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون”، فأصابهم الله بعذابه بسبب ما ردهم بالرفض والتكذيب لهذه العبارة.
- وشرط القبول يعني التلفظ بعبارة “لا إله إلا الله” عن طريق اللسان بعد تصديقها أولًا من القلب، فحتى يتحقق شرط القبول من المرء فيجب أن يتفق قلبه ولسانه على قبول عبارة التوحيد.
قد يهمك: ما هو فضل قول لا إله إلا الله؟
الشرط الرابع: الانقياد
- شرط الانقياد من شروط لا إله إلا الله، وهو الإيمان بوحدانية الله بدون استكبار أو تعالي على الله تعالى أو نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، وأن ينفذ أوامرهما، ويبتعد عن نواهيهم كلما أمكن.
- ونستدل على هذا الشرط من القرآن الكريم من سورة الأحزاب آية 36: “ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم”.
الشرط الخامس: الصدق
من شروط لا إله إلا الله هو أن يقولها المرء بصدق وعن اقتناع وأن يسير بمنهجها، والدليل على ذلك قول النبي محمد عليه الصلاة والسلام: “ما يا معاذ بن جبلٍ! ما من أحدٍ يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، صدقًا من قلبه إلا حرّمه الله على النار. قال: يا رسول الله! أفلا أخبر الناس فيستبشروا، قال إذًا يتّكلوا”.
الشرط السادس: الإخلاص
- المقصدون من الإخلاص كشرط من شروط لا إله إلا الله، هو أن يوحّد المرء الله سبحانه وتعالى مخلصًا له، وأن يكون هذا التوحيد خارجًا من قلبه، والإخلاص ليس في ذلك فقط، وإنما في جميع العبادات التي يؤديها المرء.
- وقد روي على نبي الله عليه الصلاة والسلام الحديث التالي: “قيل: يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- لقد ظننت – يا أبا هريرة – أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي، من قال لا إله إلا الله، خالصًا من قلبه، أو نفسه”.
اخترنا لك: لا إله إلا الله
الشرط السابع: المحبة
- المسلم الذي يعترف بوحدانية الله عز وجل يجب أن يكون محبًا له بدرجة لا تساوي درجة حبه لأي مخلوق أخر، ويكون كارهًا لكل من يتسبب في عرقلة هذا الحب، ويتضمن أيضا حب من يحب الله بصدق ومن القلب.
- وللتأكيد على أن المحبة شرط من شروط لا إله إلا الله قوله تعالى في سورة البقرة آية 165: “ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبًا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعًا وأن الله شديد العذاب”.
فضل لا إله إلا الله
- توحيد الله عز وجل بقول لا إله إلا الله له نتائج عظيمة في حياة الإنسان المسلم وسلوكياته عامة، ويمكن وضوح ذلك في ظهور مستقيم السلوك في جميع مجالات الحياة، كما يتضح ذلك في استقرار ورفعة وعزة أمة الإسلام، وتظهر مكانتها عالية بين الامم.
- قول لا إله إلا الله تُنجّي المرء من النيران وعذابها في يوم القيامة، فيقول الله عز وجل لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: (يا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وقُلْ يُسْمَعْ، وسَلْ تُعْطَهْ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ، فأقُولُ: يا رَبِّ ائْذَنْ لي فِيمَن قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، فيَقولُ: وعِزَّتي وجَلَالِي، وكِبْرِيَائِي وعَظَمَتي لَأُخْرِجَنَّ منها مَن قالَ لا إلَهَ إلَّا اللهُ).