إسهامات العلماء المسلمين في الحضارة الإسلامية

الحضارة الإسلامية هي الحضارة التي تعتمد على الدين الإسلامي في فكرها في عملية البناء والتشييد، وهي حضارة تهتم بالجانب الإنساني كونها شاملة لجميع أمور الحياة.

ومن مميزاتها أنها الحضارة الوحيدة التي تتصف بالربانية كونها متأثرة بالدين الإسلامي الذي أنزله الله عز وجل من خلال نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

وقد ساهم العديد من العلماء المسلمين في الحضارة الإسلامية من خلال تقديم العديد من النجاحات المختلفة في مختلف المجالات، وفي هذا الموضوع سنذكر أهم هذه الإسهامات، وسنتحدث عن مكونات الحضارة الإسلامية.

إسهامات العلماء المسلمين في الحضارة الإسلامية

تتعدد إسهامات العلماء المسلمين في الحضارة الإسلامية، وتظهر هذه الإسهامات في مجالات عديدة، ومنها ما يلي:

في المجال الطبي

• برع الكثير من العلماء المسلمين في المجال الطبي، وتتعدد إسهاماتهم الطبية التي أفادت ومازالت تفيد البشر حتى وقتنا هذا.
  • كما إنهم ألفوا الكثير من الكتب والمؤلفات التي اعتمد عليها الكثير من العلماء من بعدهم، وتم ترجمتها باللغات المختلفة لنشر الفائدة حول العالم.
• ومن العلماء المسلمين الذين قدموا إسهامات طبية عديدة العالم الطبيب “ابن سينا”، والذي ألف كتاب “القانون في الطب”.
  • والذي تحدث فيه عن الكثير من الموضوعات العلمية، ومنها على سبيل المثال الفسيولوجيا، والعلوم الصحية المختلفة، الباثولوجيا.
• كما برع العالم المسلم “ابن النفيس” في المجال الطبي، وقدم إنجازات عديدة للبشرية، مثل اكتشافه للدورة الدموية، وتوصل لتنقية الدماء في الرئة، وألف كتاب “الشامل في الطب”.

شاهد أيضا: نبذة مختصرة عن أحد العلماء المسلمين في الطب

في مجال العلم الاجتماعي

هناك العديد من العلماء المسلمين الذين قد اهتموا بدراسة علم الاجتماع، ومن أهمهم “عبدالرحمن بن محمد بن خلدون” الذي أسس علم الاجتماع، وآلف الكثير من الكتب الاجتماعية “كالعبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر”.

في المجال الفلكي والجغرافي

• تمكن العلماء العرب من إبراز تفوقهم في مجال علم الفلك وعلم الجغرافيا، وعملوا على تطوير كلٍ منهم فتمكنوا من تحديد الأوقات والأماكن واتجاه القبلة.
• درس بعض علماء المسلمين العديد من الأمور الكونية كالأجرام السماوية، وظاهرتي المد والجزر، ومنهم العالِم أبو عبدالله بن جابر بن سنان الذي برع في علم الفلك.
• وأيضا العالِم أبو الحسن الشيرازي الذي ألف العديد من الكتب التي وضع فيها إنجازاته في مجال دراسته، ومنها مثلًا كتاب “صور الكواكب الثمانية والأربعين”، وأيضا كتاب “العمل بالإسطرلاب”.

في مجال الهندسة المعمارية

• برز الكثير من علماء المسلمين في مجال الهندسة المعمارية، حيث تمكنوا من تشييد المنشآت المدنية وبناء المساجد، كما شاركوا في الحروب والغزوات من خلال دعم الجيش الإسلامي ببناء حصونهم وقلاعهم.
• وقد برعوا أيضا في هذا المجال من خلال تصميم المنشآت وبنائها بالمعايير التي تحافظ عليها من وقوع الزلازل والانهيارات الأرضية الناتجة عنها، ولذلك نجد أن الكثير من الأبنية والمنشآت التاريخية والتراثية موجودة حتى وقتنا هذا.

قد يهمك: أشهر العلماء المسلمين

في مجال الإنجازات العلمية

تمكن المسلمون من تحقيق الكثير من الإسهامات في مجال البحث العلمي، ومنهم مثلًا العالِم “عباس بن فرناس” الذي يمتلك الكثير من الإنجازات المختلفة في علم البصريات.

لأنه اكتشف العدسة المصححة للبصر، واخترع الأقلام التي تكتب بالحبر، وهو أول من حاول الطيران في العالم.

مكونات الحضارة الإسلامية

بعد أن تعرفنا على إسهامات العلماء المسلمين في الحضارة الإسلامية، سنذكر مكونات هذه الحضارة، وهي على النحو التالي:

• حضارة إيمانية: تعتمد حضارة المسلمين بشكل أساسي على العقيدة الإيمانية بالخالق؛ وهو الله عز وجل، بالإضافة للمحافظة على القيم والأخلاق الإسلامية.
  • وتعتبر أن الإنسان خُلق لعبادة ربه، والدليل على ذلك قول الله عز وجل: “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون”، وأيضا خُلق لبناء الأرض وتعميرها.
• حضارة إنسانية: أي تهتم بالبشر في مختلف الأزمنة والأماكن سواء كانوا يعيشون في مجتمعات إسلامية أو مجتمعات معتنقة لديانات أخرى، لأنها لا تنظر للبشر من النواحي العرقية أو الجنسية أو العرقية أو غيرها من النواحي التي تتمثل في ألوانهم أو لغتهم.
  • فالإنسان المسلم لا يختلف في واجباته وحقوقه عن الإنسان غير المسلم في الحضارة الإسلامية، لكن الفرق بينهم في تقواهم، والدليل على ذلك قول الله تعالى: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير”.
• حضارة وسطية: تتميز حضارة المسلمين بالاعتدال والوسطية في تصوراتهم وأفكارهم وتوجهاتهم، والدليل على ذلك قول الله تعالى: “وكذلك جعلناكم أمةً وسطًا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدًا.
  • كما عمل الإسلام على التوازن بين عمل المسلم لدنياه ولآخرته، وذلك في قوله تعالى: “وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين”.
• حضارة علمية: الحضارة الإسلامية كانت تتصف بالمعرفة والعلم والدراسة والإنجازات، فالدين الإسلامي هو أول من دفع الإنسان للقراءة والتعليم حيث قال الله تعالى: “اقرأ باسم ربك الذي خلق”.
  • وحرص أيضا على تشجيع المسلمين على العمل من خلال الآية التالية: “قل هل يستوي الذين يعملون والذين لا يعملون إنما يتذكر أولو الألباب.

اخترنا لك: دور العلماء العرب والمسلمين في تطور العلوم

أسئلة شائعة حول الحضارة الإسلامية