ميعاد وقفة عيد الاضحى
ميعاد وقفة عيد الأضحى، تعتبر أحد أكثر المناسبات الدينية التي ينتظرها المسلمون في شتى بقاع الأرض، لما فيها من مظاهر فرح وسرور بالإضافة إلى التقرب إلى الله بالدعاء والطاعات في تلك الأيام المباركة.
محتويات المقال
لفظ العيد عند العرب
- يتم تعريف العيد في لغة العرب قديمًا قبل الإسلام على أنه اجتماع الناس على الفرح.
- ويقال بأن الكلمة الأصلية هي العود، ومثل كثير من كلمات العرب تم قلب الواو إلى ياء.
- ولأن العود يمكن أن يكون في الحزن أو الفرح، أصبحت كلمة العيد تدل على الفرح بشكل أكثر صراحة.
- ولذلك يعود تحويل حرف الواو إلى الياء، وهو اليوم الذي يأتي مرة أخرى فيجتمع الناس عليه فرحين ومسرورين.
- ومفهوم العيد الحديث الذي نعرفه الآن لم يوثقه التاريخ القديم في شبه الجزيرة العربية.
- بل كان يُعرف أن العرب لهم مواسم مثل مواسم التجارة، مواسم الشتاء إلى غير ذلك.
- ولما جاء الإسلام ناهيًا عن بعض عادات الاحتفال في العصر الجاهلي، ذكر الرسول الكريم بأن الله فرض للمسلمين أعياد الفطر والأضحى.
- بدلا عن أيام اللهو، ولم يذكر الرسول الكريم لهم اسمًا، كما جاء في حديثه الشريف.
- إلا أن هناك بعض الروايات الضعيفة التي تتحدث عن احتفال العرب بأعياد مثل عيد النيروز.
- وبعض الأعياد الأخرى مثل عيد دعاه السباسب الذي ذكره المؤرخون بناء على ذكر النابغة الذبياني له في أحد أبيات شعره.
الأعياد في التاريخ القديم
- قبل ولادة المسيح عليه السلام اشتهر لفظ العيد بالمعنى الذي نعرفه الآن في بعض الحضارات القديمة.
- مثل الحضارة الفرعونية، والحضارة الرافدينية التي كانت موجودة بأرض العراق.
- وكانت أعياد وثنية لها مذاق ديني يتعلق بالآلهة التي كانت تُعبد في تلك البلاد آنذاك.
- حيث كانوا يحتفلون بعودة الآلهة من العالم السفلي على زعمهم.
- وذلك من خلال الذبح وتقديم القرابين والهدايا التي تصنع من الذهب إلى غير ذلك.
- وهناك بعض الأعياد الاجتماعية مثل التي كانت ترتبط بمواسم الحصاد، أو فيضان النيل.
- إلا أنهم كانوا يضعون لها بعض الاعتقادات الدينية أيضًا، مثل اعتقادهم بأن ثمار النباتات يخرج من العالم السفلي الذي سقطت فيه الآلهة.
العيد في الإسلام
- لما جاء الدين الإسلامي الحنيف وبُعث الرسول الكريم، أصبح للمسلمين عيدين.
- كما جاء في التشريع الإسلامي، وهما بمثابة الجزاء الدنيوي الذي من الله به على عباده الصالحين.
- ودائمًا ما ترتبط تلك الأعياد بأيام مباركة، يُتقبل فيها الدعاء، ويُثاب فيها على الطاعات.
- ويُتقبل فيها القربات، ولا يغلق فيها باب في وجه تائب، ويكثر فيها العفو والمغفرة.
- لذلك فهي ثواب وجزاء بعد خير عظيم وكبير، فعيد الفطر المبارك يأتي بعد صيام ثلاثين يومًا من شهر رمضان المبارك.
- أفضل شهور الله وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر كما جاء في الذكر الحكيم.
- وشهر رمضان هو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، وأيامه المباركة هي أيام الطاعات والتقرب إلى الله.
- حيث لا ترد مسألة، ولا يقفل باب إلا باب النار.
- وبعد أن يقوم العبد بالطاعات ويجتهد في تأديتها على أتم وجه في هذا السباق المبارك.
- يأتي العيد يحمل مظاهر الفرح والسرور للترفيه عن المسلمين وجزاءً لهم ولأعمالهم الطيبة في ذلك الوقت.
- ونفس الأمر يتكرر في عيد الأضحى الذي يحتفل به المسلمون في شهر ذي الحجة من كل عام.
- وهو أحد الأشهر الحرم، وهو من أشهر الحج، حيث يمتلئ بيت الله الحرام بالعباد الأطهار.
- الذين يشهدون عرفة قبل العيد بيوم واحد وهذا عيد آخر لهم.
- كما أن ذلك الشهر يعد من الشهور المباركة التي يستحب فيها القيام والصيام والدعاء.
- حيث يذكر أن صيام العشر أيام الأولى منه أحد الأشياء التي أمر بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، لعظمة تلك الأيام وكثرة الثواب والبركة فيها.
- وبذلك يمكن القول بأن عيد الأضحى هو مكافأة للحجاج بعد تلك الرحلة الروحانية الممتعة على مشقتها الجسدية.
- وجزاءً للصائمين المتضرعين إلى الله من غير الحجاج في بقاع الأرض المختلفة.
إحياء العيد تعظيم لشعائر الله
- يجب أولا معرفة أن الأعياد الموجودة في الدين الإسلامي هما اثنين فقط الفطر والأضحى.
- أما الأعياد الأخرى فلا وجود لها في الإسلام، وتتفاوت أحكام الاحتفال بها في الشريعة.
- كما تعتبر الأعياد الإسلامية من شعائر الله في أرضه، التي يجب أن تحترم وتقدس.
- وتعظيم شعائر الله أحد أكثر الأعمال أهمية عند الله، كما أنها تدل على تقوى العباد ومدى قوة إيمانهم وارتباطهم بالإسلام.
- وقد ذكر الله ذلك في كتابه الحكيم وشدد على أهمية تعظيم تلك الشعائر.
- ولذلك فإن الاحتفال بالأعياد الإسلامية أمر واجب على كل مسلم، ونشر مظاهر البهجة والفرح بين الناس هو أمر إلهي بامتياز.
- ومع نشر الفرحة والبهجة وتبادل التهاني والمباركات والزيارات وما في ذلك من سعادة دنيوية.
- إلا أن المرء يثاب عليها أيضًا، إن اتخذ نية تعظيم وإحياء شعائر الله في الأرض.
وقفة العيد
- يعرف اليوم الذي يسبق يوم العيد باسم وقفة العيد، وفيه كناية عن الاستعداد لمراسم احتفالات العيد المختلفة في اليوم التالي.
- وهو اليوم الذي يشهد كافة التجهيزات المختلفة لإحياء العيد.
- وتختلف وقفة عيد الفطر عن وقفة عيد الأضحى من حيث تغيير وثبات الوقت الخاص بهما.
- حيث تعتبر الوقفة الخاصة بعيد الفطر متغيرة ليس لها ميعاد ثابت.
- وهي تعد آخر يوم في شهر رمضان، ويتم تقرير ذلك اليوم من خلال استطلاع الهلال في آخر الشهر.
- وذلك ليقرر العلماء ما إذا كان الشهر المبارك مكتملا أم ينقصه يوم، وعلى إثر ذلك يتم تحديد الوقفة وأول أيام عيد الفطر.
- ولذلك فإن كثير من الدول الإسلامية تختلف عن بعضها البعض في تحديد الوقفة.
- وأول أيام العيد بناء على اختلاف استطلاعات الهلال في الدول المختلفة.
- أما عيد الأضحى فهو عكس ذلك تمامًا، فهو ذو ميعادٍ ثابت من كل عام لا يمكن تغييره.
ميعاد وقفة عيد الأضحى
- كما ذكرنا سابقًا يتميز عيد الأضحى أنه ذو ميعاد ثابت.
- وبأن وقفته أيضًا ثابته لا تتغير يحتفل بهما المسلمون جميعًا في شتى بقاع الأرض في نفس الوقت.
- لا يمكن لدولة أن تسبق الأخرى أو تتأخر عنها.
- وذلك يعود لارتباط الوقفة والعيد بمراسم الحج، حيث أن وقفة عيد الأضحى هي يوم الوقوف على جبل عرفة.
- ولهذا فإنها تعتبر أحد أيام الإسلام العظيمة التي تشهدها الأرض.
- حيث يجتمع الحجيج جميعًا في منطقة عرفات، يهللون ويكبرون ويتضرعون لله بالدعاء.
- وهو يوم صيام لغير الحجاج أيضًا والدعاء مقبول فيه ولصيامه أجر وفضل كبير في الدنيا والآخرة.
- ويأتي ذلك اليوم في التاسع من شهر ذي الحجة من كل عام الموافق ليوم 8 يوليو من العام الجاري، ويعتبر اليوم العاشر أول أيام عيد الأضحى المبارك وأول أيام التشريق.
عيد الأضحى
- يعتبر عيد الأضحى المبارك هو ثاني أعياد المسلمين، وأطولها من حيث عدد الأيام حيث يستمر الاحتفال به لمدة تصل إلى 4 أيام.
- كما أنه يعتبر أول أيام التشريق بالنسبة لحجاج بيت الله الحرام.
- وغير مصاحبته لموسم الحج، يتميز عيد الأضحى أيضًا بذبح الأضاحي، وهي من أهم السنن التي يتم اتباعها فيه.
- ولها فضل عظيم وأثر كبير في الصحة والرزق، كما أن لها ثوابًا عظيمًا في الآخرة.
سنة ذبح الأضاحي في عيد الأضحى
- لا يأتي ذكر عيد الأضحى دون الرجوع لقصة أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام وولده سيدنا إسماعيل.
- التي على إثرها أصبح المسلمون يذبحون الأضاحي من كل عام في تلك المناسبة العظيمة.
- وتذكر القصة أن نبي الله إبراهيم رأى في منامه أنه يذبح ولده إسماعيل.
- ولأن رؤى الأنبياء صادقة لا ريب فيها أصبح تنفيذ ذلك الأمر الإلهي واجب على سيدنا إبراهيم.
- ولما قص سيدنا إبراهيم على ولده إسماعيل ما رأى في منامه، أقبل على والده وطلب من تنفيذ أمر الله.
- وكان رد سيدنا إسماعيل كما جاء في القرآن الكريم” يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين”.
- ولما أقبل سيدنا إبراهيم على تنفيذ الأمر ووضع السكين على رقبة ولده إسماعيل.
- جاءت المعجزة الإلهية حيث أنزل الله كبشًا من السماء فداءً لسيدنا إسماعيل.
- وبذلك أصبحت تلك القصة مرجعًا لسنة الذبح والأضحية التي يقوم بها المسلمون في شتى بقاع الأرض في مختلف الأزمنة.
- إلا أنه عادة ما يتم العمل بها في عيد الأضحى لما لها من فضل وأجر عظيم.
سنن وآداب عيد الأضحى
- يأتي عيد الأضحى ببعض السنن والآداب التي يجب أن يتبعها المسلمون في كل مكان.
- والتي تبدأ بالتكبير والتهليل، والمقصود بذلك تكبيرات العيد المعروفة.
- حيث يبدأ التكبير منذ فجر أول أيام العيد ويمتد إلى غروب شمس رابع أيامه.
- كما يجب أن يتم التكبير عقب كل صلاة من الصلوات الخمس.
- الاغتسال والتطيب والتجمل من أهم السنن التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يخص العيد.
- وهذا في حد ذاته تقديس لتلك الشعائر العظيمة، كما أن لبس الثياب الجديدة أمر يستحب.
- وهو أيضًا سنة عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
- صلاة العيد في جماعة ويستحب أن تكون في مصلى أو ساحة كبيرة مفتوحة.
- على أن تكون الصلاة عقب شروق الشمس بمدة لا تقل عن 15 دقيقة ولا تزيد عن 20 دقيقة.
- وصلاة العيد ركعتان ويتبعها خطبة مشابهة لخطبة يوم الجمعة، يتحدث فيها الإمام عن فضل تلك الأيام المباركة.
- وعن القضايا التي تخص المسلمين في كل مكان.
- كما أن الرجوع من المصلى يجب أن يكون من طريق يختلف عن طريق الذهاب إليه.
- وهذا سنة عن نبي الله المصطفى صلى الله عليه وسلم، ويقال إن الغرض منها إفشاء السلام والتحية بين المسلمين وتبادل التهاني والمباركات.
- يجب أن يذهب المسلم إلى الصلاة صائمًا دون فطار، ويُستحب أن يقوم بالإفطار على الأضحية.
- على أن الصيام الكامل ليوم العيد محرم إضافة إلى باقي أيام التشريق.
- ومن سنن العيد أيضًا تزين الطرقات والمنازل، ونشر مظاهر الاحتفال والسعادة في الأرض.
- ومساعدة الفقراء وإطعامهم، وزيارة دور الأيتام وغير ذلك من مظاهر التكافل والوحدة بين المسلمين.
أحكام الأضحية في الإسلام
- أما ذبح الأضاحي فيتبع صلاة العيد، وتعتبر من أحب الأعمال إلى الله.
- ولصاحب الأضحية بعض الأحكام التي يجب أن يتبعها.
- مثل عدم الأخذ من الشعر والأظافر أو أي شيء من الجسم منذ أول أيام شهر ذي الحجة حتى تمام الذبح.
- وهناك 4 شروط يجب أن تطبق على الذبيحة، أولها أن تكون من الإبل أو البقر أو الغنم.
- ويمكن أن يشترك سبع أشخاص في البقر أو الإبل، أما الشاه فهي بمثابة أضحية لشخص واحد.
- ثانيها أن تبلغ السن الذي حدده الشرع، فالإبل يجب أن تبلغ خمس سنوات.
- والبقر لا تقل عن سنتين وسنة على الأقل للماعز، وذلك طبقا للحديث الذي رواه مسلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
- أما ثالثها أن تكون صحيحة لا عيوب فيها، فلا يجوز أن تكون عرجاء، أو عوراء إلى غير ذلك.
- والشرط الرابع والأخير أن يتم ذبح الأضحية في الوقت المحدد لها.
- وهو من بعد صلاة العيد وحتى غروب شمس ثالث أيام التشريق.
- وهناك بعض الآداب والأحكام التي وضعها الإسلام ليتم اتباعها عند الذبح.
- مثل أن تكون السكين حادة فلا تعذب الذبيحة، ويجب ألا ترى أداة الذبح إلى غير ذلك من الآداب.
إجازة عيد الأضحى 2022
- يوم الوقفة: الجمعة موافق 8 / 7 / 2022 ميلاديًا
- أول أيام عيد الأضحى 9 / 7 / 2022 ميلاديًا
- ثاني أيام عيد الأضحى 10 / 7 / 2022 ميلاديًا
- ثالث أيام عيد الأضحى 11 / 7 / 2022 ميلاديًا
- رابع أيام عيد الأضحى 12 / 7 / 2022 ميلاديًا
ميعاد وقفة عيد الأضحى، أحد أعظم الأيام في التاريخ الإسلامي، ويجب على كل مسلم أن يهتم بتلك الأيام المباركة ويقدسها ويقدرها، تقديسًا وتعظيمًا يليق بتلك الشعائر والمناسبات الإسلامية العظيمة.