كيف أحسن النبي وأصحابه التعامل مع اليهود والنصارى ؟
كيف أحسن النبي وأصحابه التعامل مع اليهود والنصارى؟، لقد كان اليهود والنصارى موجودين في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام بأعداد كبيرة أثناء نشر الدعوة الإسلامية.
لهذا سوف نوضح لكم كيف أحسن النبي وأصحابه التعامل مع اليهود والنصارى في ضمن الإطار الإسلامي والشريعة الإسلامية.
محتويات المقال
تعامل الرسول عليه الصلاة والسلام مع أهل الزمة
لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحسن التعامل مع أهل الذمة من اليهود والنصارى.
وكان رحيم معهم لأقصى درجة حتى يساعد من يريد الدخول في الإسلام على ذلك، لهذا فقد كان يوافقهم على عادتهم حتى يوافق بين قلوبهم.
عنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْدِلُ شَعَرَهُ وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ رُءُوسَهُمْ فَكَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَسْدِلُونَ رُءُوسَهُمْ.
وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ بِشَيْءٍ ثُمَّ فَرَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ).
اقرأ أيضا: معلومات عن الرسول محمد
كيف أحسن النبي وأصحابه التعامل مع اليهود والنصارى؟
- لقد قبل الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحتفظ كل من اليهود والنصارى بدينهم وترك لهم حرية العقيدة وتطبيقها.
- كما كان في السابق بكل حرية، كما ترك لهم حرية اختيار الدين الذين يرغبون فيه ولم يجبرهم على اعتناق الإسلام.
- لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعامل اليهود والنصارى بالعدل ويحجب عنهم الظلم حتى وإن كان ذلك على حساب المسلمين.
- ذات مرة قتل الصحابي عبد الله بن سهل من أحد يهود أهل خيبر، لكن لم يتم ثبوت ذلك بالبراهين والدلائل.
- لهذا لم يعاقبهم الرسول عليه الصلاة والسلام على ذلك وقام بدفع الدية من بيت المال الخاص بالمسلمين.
قصة الرسول مع اليهودي صاحب الدين
ذات يوم سرق رجل مسلم من رجل نصراني درعًا، قام بتخبئة هذا الدرع عند منزل يهودي.
قام هذا الرجل المسلم باتهام اليهودي بسرقة الدرع، فكاد الرسول إن يصدق المسلم بسبب الدلائل والبراهين وكان سوف يعاقب اليهودي إلى أن نزلت الآية التالية:
- (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا * وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا * وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا).
- إلى قول الله تعالى: (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا).
- ثم قام الرسول بعد ذلك بالحكم على المسلم على الملأ من الناس وأعلن براءة اليهودي.
- كانت القصة أحد الدلائل على أن الرسول كان ينصر الحق حتى وإن كان ذلك على حساب المسلم.
قصص ومواقف للنبي تبين أخلاقه مع غير المسلمين
لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعامل اليهود بالحسنى والخلق الحسن، من القصص التي تشير إلى حسن تعامل النبي مع اليهود ما يلي:
- استدان الرسول صلى الله عليه وسلم ذات يوم بعض الدنانير من رجل يهودي، قبل موعد سداد هذا الدين.
- جاء اليهودي إلى الرسول في وسط جماعة من الصحابة وقال له بعنف:
- أوفِ ما عليك من الدين يا محمد، فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وطلب من الرسول عليه الصّلاة والسّلام قتله.
- فقال الرّسول عليه الصلاة والسلام لعمر بن الخطاب:” مُرْهُ بحسن الطلب ومرني بحسن الأداء”.
- فردّ اليهودي: والذي بعثك بالحق يا محمد ما جئت لأطلب منك ديناً إنما جئت لأختبر أخلاقك.
- فأنا أعلم أنّ موعد الدين لم يحن بعد، فأشهد أن لا إله إلا الله وأنك محمد رسول الله، وحسُن إسلام ذلك اليهودي.
شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي تعلم لغة اليهود
أحاديث نبوية عن معاملة غير المسلمين
لقد وردت الكثير من الأحاديث النبوية عن حسن معاملة الرسول صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين ومن هذه الأحاديث ما يلي:
- عن عائشة رضي الله عنها: (أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اشْتَرَى طَعَامًا مِنْ يَهُودِيٍّ إِلَى أَجَلٍ فَرَهَنَهُ دِرْعَهُ).
- هذا الحديث كان يشير إلى العلاقة الجيدة التي كانت بين الرسول وبين اليهود في التجارة.
- (أَنَّ غلَامًا مِنَ اليَهُودِ كَانَ يَخدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَمَرِضَ ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ ، فَقَعَدَ عِندَ رَأسِهِ.
- فَقَالَ: أََسلِم. فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِندَ رَأسِهِ ، فَقَالَ لَه: أَطِع أَبَا القَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.
- فَأَسلَمَ ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: الحَمدُ لِلَّهِ الذِي أَنقَذَهُ مِنَ النَّارِ).
- كان هذا الحديث يشير إلى حسن معاملة الرسول لليهود حيث كان يزور المريض منهم ويبرهم.
- عَنْ أبي موسَى رضي الله عنه قَالَ: (كان اليهود يتعاطسون عند رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم يرجون أن يقولَ لهم يرحمكم الله فيقول يهديكم الله ويصلِح بالَكم.
- هذا الحديث كان يشير إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يدعي لهم بالهداية وراحة البال.
تعامل الرسول مع الكفار
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يسعى لهداية الكفار والمشركين، فقد كان يحرص كل الحرص على هداية الكفار في المجالس والأسواق.
- على الرغم من الأذى الكبير الذي كان يتعرض له الرسول صلى الله عليه وسلم من الكفار.
- إلا أنها كان يقابل هذا الأذى بالعفو والتسامح، فقد قال لهم: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”.
- عفا النبي صلى الله عليه وسلم عن الكثير من الناس الذين كانوا يحاولون قتله مثل: فضالة بن عمير بن الملوح، عمير بن الملوح.
- لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحترم العهود والاتفاقيات مع الكفار حتى وإن كانت هذه العقود ضد المسلمين، فقد كان يتعهد الجميع بالالتزام بالعهود.
- لقد كان النبي عليه الصلاة والسلام شديد على الكفار في وقت الحرب.
- وإذا تسبب الكفار في إيذاء المسلمين، فقد كان يطلب من المسلمين الثبات والصبر على مواجهة الكفار.
- كان الرسول عليه الصلاة والسلام يأمر بالإحسان إلى المسلمين، كما حدث في غزوة بدر عندما أسر سبعين رجل من المشركين.
- قال رسول الله: (انفذ على رسلِك حتى تنزلَ بساحتِهم، ثم ادعهم إلى الإسلامِ، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأَن يهدي الله بك رجلاً واحداً، خيرٌ لك من أن يكونَ لك حمر النعم).
- قد ذكر الرسول هذا الحديث عندما أرسل الرسول علي بن أبي طالب إلى حصون خيبر.
لا يفوتك قراءة: فضل الصلاة على النبي
تعامل الرسول مع النصارى
- لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعامل بتواضع من النصارى، فقد كان يخالطهم ويتحاور معهم ويناقشهم في أي موضوع.
- بل أنه كان يحكم بينهم أثناء النزاع على حسب القوانين الموجودة في دينهم.
- ولم يجبرهم على الدخول في الإسلام ولا الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي.
- عندما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يحكم بينهم فقد كان يحكم بينهم وفق ما ذكر في دينهم وليس كما يجب في الدين الإسلامي.
- أيضا عندما جاء وفد من أهل نجران وكانوا من النصارى، فقد دخلوا على الرسول عليه الصلاة والسلام في المسجد.
- عندما أتى وقت الصلاة فكانوا يصلون مع الرسول في المسجد.
- وأراد الصحابة أن يمنعوهم فقال لهم الرسول عليه الصلاة والسلام: “دعوهم”.
قد يهمك: من النبي الذي صام لأول مرة؟
أحبائنا الكرام بعد أن تعرفنا كيف أحسن النبي وأصحابه التعامل مع اليهود والنصارى وكيف كان يتعامل بالحسنى من اليهود والنصارى، فقد وجدنا أن أخلاق الرسول من أفضل الأخلاق التي يجب أن يحتذي بها.