تعريف علم الجرح والتعديل

تعريف علم الجرح والتعديل نقدمه لكم على موقع maqall.net، حيث إن هذا العلم من العلوم المختصة بالشريعة الإسلامية.

ويبحث عنه الكثيرون ممن يهتمون بهذا الدين وبالعلوم والآداب المختلفة الخاصة بها، ومن خلال معرفتهم لتعريفه بالتحديد يتمكنون من فهم الكثير من الأمور في العلوم المختلفة، وفهم تشريعات الدين على أكمل وجه.

تعريف علم الجرح والتعديل

يبحث الكثيرون عن هذا التعريف ليسهل لهم دراستهم بصورة كبيرة، ويأتي تعريفه في اللغة العربية كالآتي:

  • الجرح لغة: يأتي التعريف بأنه هو التأثير الذي يحدثه السيف أو أي أداة حادة أخرى في جسد الإنسان.
    • أما بالنسبة لتعريفه اصطلاحًا: فنجد أنه يعني إشارة العالم إلى الكذب أو التدليس أو الشذوذ الظاهر في كلمات من كتابة عالم آخر.
  • التعديل لغة: يأتي تعريف هذه الكلمة بأنها العدل والحكم بالحق بين الناس، والحكم بالمقبول والمستقيم في نفوس غالبية البشر.
    • اصطلاحًا: فيأتي تعريفه على إن الراوي لقصة أو رواية ما يحرص على وصف في روايته ما يجعلها مقبولة.
  • قال العلماء إن المقصود بهذا العلم هو العلم المختص بفحص الرجال المختصين بروي الأحداث أو تأليفها.
  • ويعتبر هذا العلم هو المعيار الأساسي الذي يصنف به الرواة، ويطلق عليه أيضًا اسم “علم الميزان” وذلك لأنه يعمل على التحقق من صحة الأقوال المطروحة.
  • الجدير بالذكر إن هذا العلم نشأ في الأساس من أجل حفظ السنة النبوية الشريفة من التحريف وإدخال إليها الكثير من الأمور والمعاني التي لم يرد ذكرها على لسان الرسول الكريم.
  • فهو يحرص على التحقق مما يتم تدوينه عن الرسول من أجل إزالة أي تزييف أو خلل قد يظهر في الأحاديث.
  • نشأ هذا العلم في الأساس من أجل التحقق من أقوال رواة الأحاديث، ولتمييز الصحيح مما يقولونه من المزيف.
  • وقد عمل العلماء الأوائل لهذا العلم بقول النبي الذي ينهى فيه عن الكذب في الإخبار عما كان يفعله، وكان يتوعد من يقوم بهذا الفعل بالخلود في النار.
  • لذلك فقد حرص العلماء منذ وفاة الرسول على تقييم الرواة من حيث العدالة وضبط الكلام.
  • والتدقيق في كلامهم لاكتشاف النسيان أو الكذب أو العلة؛ وذلك لتجنب تحريف كلام الرسول الذي يعد المصدر الثاني للتشريع في الدين الإسلامي.

شاهد أيضا: نبذة عن كتاب أخلاقيات مهنة التعليم

أهمية علم الجرح والتعديل

نكمل في الحديث عن تعريف علم الجرح والتعديل ونشير إلى الأهمية الكبيرة لهذا العلم والتي تجعله من أفضل العلوم الشرعية، وذلك فيما يلي:

  • تتمثل أهمية هذا العلم في حفظ كلام الرسول من التحريف والكذب والتضليل، وذلك من خلال التحقق من الراوي وصحة ما يقوله بالاستناد للعديد من الأمور.
  • حيث إن العلماء يقومون بالبحث عن رواية الراوي في تاريخ الرواة، وذلك لعدم قبول روايته إلا بشهادة العدل.
  • ونجد أن الهدف من هذا العلم هو نقل السنة النبوية الشريفة إلى عامة الناس بأفضل صورة لها.

اقرأ أيضا: من كبار علماء المسلمين

شروط قبول الرواية

هناك بعض الشروط الواجب توفرها من أجل قبول أو رفض رواية الراوي عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وتتمثل هذه الشروط فيما يلي:

  • من المؤكد أنه يجب أن يكون الراوي على الدين الإسلامي، وأن يكون بالغًا وواعيًا لما يقول ليصدق الناس على كلامه.
  • كما أنه يشترط أن يكون خالي من الفسق والفجور، ولابد أن يتم إثبات عدالته، ويتم ذلك بالرجوع إلى شهرته.
  • من المهم ألا يكون الراوي مخالف لرواية الثقات، لأن مخالفته لها يعد أهم سبب للتشكيك في روايته، لكن لا ضرر إن كانت روايته مخالفة لها قليلًا فقط.
  • يجب ألا يكون الراوي سيء الحفظ وألا يكون مغفلًا ولا كثير الأوهام ولا يخرج منه الكلام البذيء.

قواعد الجرح والتعديل

هناك العديد من القواعد التي وضعت لعلم الجرح والتعديل حتى تحفظه من الوقوع في الخطأ، وتتمثل هذه القواعد في:

  • يعد الجرح والتعديل واجب عند الحاجة، وذلك في حالة الحيرة في معرفة الحق من الباطل.
  • يجب ألا يزيد الجارحين أو المعدلين في استخدام هذا العلم.
  • يجب أن يفصل الجارحين والمعدلين بين مشاعرهم وبين الصحيح، فلا يوجد مكان للمحاباة أو للهوى.
  • لا يقبل الجرح ولا التعديل من الشخص الذي لا يتسم بالعدالة أو من الشخص ذو السمعة السيئة والمجروح فيه من قبل.

شروط الجارح والمعدل

يجب أن تتوفر بعض الأمور في الجارح أو المعدل حتى يقبل منه حكمه، وهذه الشروط هي:

  • يجب أن يكون صاحب علم كبير وأن يكون شخص تقي.
  • كما أنه من الضروري أن يكون منصفًا ولا يخضع إلى أهوائه الشخصية التي قد تدله إلى الطريق الخطأ.
  • من المهم أن يكون صادق في قوله ولا يتحيز إلى أحد من الرواة لأنه يميل إلى كلامه ويأتي على هواه.
  • من الضروري أن يكون متجنب للتعصب سواء لمذهب أو رأي أو راوي.
  • أن يكون عالمًا بأسباب الجرح والتعديل، وتعد هذه الصفة من أهم الصفات لقبول الجرح أو التعديل من هذا الشخص.

شاهد من هنا: مفهوم العلم في الإسلام

مشروعية الجرح والتعديل

مشروعية الجرح والتعديل مثبوتة في القرآن الكريم في الآيات التالية:

  • (مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ).
  • (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).

وهذه الأيات تدل على عدم أخذ رواية أحد إلى بعد التأكد منه، فإذا كان فاسقًا فلا يصح الاستماع له أو تصديقه.

أسباب نشأة علم الجرح والتعديل

علم الجرح والتعديل في الحديث النبوي نشأ نتيجة الحرص على الحفاظ على نقاء وصحة الأحاديث النبوية والتأكد من صحة رواتها. وقد نشأ هذا العلم من عدة أسباب:

  • الحرص على صحة الأحاديث: كان العلماء في العصور الأولى يولون اهتمامًا كبيرًا للتأكد من صحة الأحاديث النبوية، حيث كانوا يدركون أهمية الحفاظ على نقاء الدين وعدم تزوير الأحاديث.
  • ظهور الأخطاء في الروايات: كانت هناك بعض الأخطاء والتغييرات التي بدأت تظهر في الروايات النبوية، سواء بسبب النسيان أو الإضافة أو التحريف، مما دفع العلماء إلى دراسة وتقييم الروايات بدقة للتأكد من صحتها.
  • تطور العلوم النقدية: مع تطور العلوم النقدية والمنهجية، أصبح من الضروري تطبيقها على الأحاديث النبوية لتقييم مدى صحتها وموثوقيتها.
  • الحاجة إلى الفصل بين الرواة الموثوقين وغير الموثوقين: كان من المهم التمييز بين الرواة الذين يمكن الاعتماد على أقوالهم وبين الرواة الذين قد يكونون غير دقيقين أو غير موثوقين، وهذا يتطلب دراسة وتقييم دقيق لسير وأخبار الرواة.
  • التحديات السياسية والفكرية: في بعض الأحيان، كان هناك تحديات سياسية وفكرية تواجه الأحاديث النبوية، مما دفع العلماء إلى التأكد من صحة الأحاديث والدفاع عنها بطريقة علمية.

حالات عدم قبول الرواية

  • قبول الرواية لا تكون من فاسق إلا بتوبته.
  • قبول الرواية لا تكون لشخص يتصف بالكذب حتى لو أعلن توبته.
  • قبول الرواية لا تكون لشخص متساهل سواء في السماعه إو إسماعه مثل النوم وقت الاستماع.
  • قبول الرواية لا تكون لشخص معروف عنه التلقين في الحديث.
  • قبول الرواية لا تكون لشخص يتصف بالسهو.

أسئلة شائعة حول علم الجرح والتعديل

سؤال: ما هو علم الجرح والتعديل؟

جواب: علم الجرح والتعديل هو فرع من فروع علوم الحديث في الإسلام يهتم بدراسة الرواة وتقييم موثوقيتهم ودقة نقلهم للأحاديث النبوية.

سؤال: ما الهدف من علم الجرح والتعديل؟

جواب: الهدف من علم الجرح والتعديل هو ضمان صحة ونقاء الأحاديث النبوية من خلال تحديد موثوقية الرواة والتأكد من دقة نقلهم للأحاديث.

سؤال: ما هي أساليب علم الجرح والتعديل؟

جواب: تتضمن أساليب علم الجرح والتعديل دراسة سيرة الرواة وأخبارهم، وتقييم دقة نقلهم للأحاديث، وتحليل العيوب في سلوكهم الروائي.

سؤال: ما الفرق بين الجرح والتعديل؟

جواب: الجرح هو تقديم النقد للرواة وتحديد عيوبهم، بينما التعديل هو تصحيح الروايات المشكوك فيها وتقويمها.

سؤال: كيف يؤثر علم الجرح والتعديل على الأحاديث النبوية؟

جواب: يساهم علم الجرح والتعديل في تحقيق النقاء والصحة في الأحاديث النبوية وتصحيح الأخطاء النقلية والتحقق من موثوقية الرواة.

مقالات ذات صلة