تعريف الخوف والرجاء
تعريف الخوف والرجاء، الخوف هو الشعور بتألم في القلب بسبب المستقبل، وأكثر الناس خوفاً هم أكثرهم معرفة بنفسه وبربه، حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أنا أعرفكم بالله وأشدكم له خشية).
وفي هذا المقال سوف نتحدث عبر موقع مقال maqall.net عن أنواع الخوف والرجاء.
محتويات المقال
تعريف الخوف والرجاء
تعريف الخوف من الله -سبحانه وتعالى-
- الخوف من الله -سبحانه وتعالى- يكون محموداّ معتدلاً حيث إن من يخاف الله -سبحانه وتعالى- سوف يفعل الخير ويجتنب الشر حتى لا يكون عليه أثم أو عقاب في الآخرة.
- الهدف من الخوف هو تقوى الله -تعالى- واجتناب المحرمات، ولقد قال الله -سبحانه وتعالى-: (فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ).
- وقال الله -عز وجل-:(إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).
تعريف الرجاء من الله -سبحانه وتعالى-
- الرجاء من الله -سبحانه وتعالى- هو التوكل عليه والإيمان به والأخذ بالأسباب، قال الله -سبحانه وتعالى-: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرً).
- قال الله -سبحانه وتعالى-: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ).
أقسام الرجاء
وينقسم الرجاء إلى 3 أقسام:
- من يريد ثواب الله من خلال الأمر بالمعروف واجتناب المحرمات وهو محموداً.
- الشخص التائب من ذنوبه ويرجو المغفرة من الله -سبحانه وتعالى- وعدم الوقوع في الذنب مرة أخرى.
- الشخص الذي يرجو رحمة الله -سبحانه وتعالى- دون السعي ولا الأخذ بالأسباب وهذا الفعل مذموماً.
اقرأ أيضا: معلومات دينية عن الخوف من الله
ثمرات الخوف والرجاء من الله
ثمرات الخوف من الله تعالى
- ثمرات الخوف تأتي من الأمر بالمعروف وفعل الخير واجتناب الشر والمحرمات.
- والخوف من الله -سبحانه وتعالى- هو سبب الانتصار على الأعداء والطمأنينة لقد قال الله -سبحانه وتعالى-:(وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ۚ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ).
- والخوف من الله -سبحانه وتعالى- يرتبط بعدم بفعل الشر والمحرمات، قال الله -سبحانه وتعالى-: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا*إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا)، قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ).
- الخوف والخشية من الله -سبحانه وتعالى- تجعل العبد في عون الله وتجعله في ظل عرش الرحمن يوم القيامة وتجعله محموداً.
- لقد قال الله -سبحانه وتعالى-: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ* فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
ثمرات الرجاء من الله تعالى
- ثمرات الرجاء من الله -سبحانه وتعالى- لها العديد من المنافع والخيرات التي تعود على العبد ومن أهم هذه المنافع.
- أن يشعر العبد بالسكينة والاطمئنان.
- أن يتخلص العبد من غضبة نتيجة القرب من الله -سبحانه وتعالى- والأمر بالمعروف.
- إقبال العبد الدائم على الله والدعاء والإلحاح.
- نيل الرضا من الله -سبحانه وتعالى- والفوز في الجنة في الآخرة.
- العبد عن شهوات وملذات الدنيا.
- اجتناب الأذى.
- الخوف والرجاء من الله -سبحانه وتعالى- أمران مترابطان، حيث إن خشية الله -سبحانه وتعالى- تعد من أعظم العبادات، ويعتبر أشد الناس خشية لله هم أكثر الناس معرفة به.
- حيث إن من يخاف ويخشى الله لا يفعل الأذى بالآخرين ويجتنب منافع وملذات الدنيا حتى يفوز يوم القيامة بدخوله الجنة.
- ومن يرجو الله -عز وجل- في السر والعلانية ينعم الخير والرزق في حياته ويتخلص من ضغوطات الحياة ويعيش في سكينة وطمأنينة لأنه في رعاية الله -سبحانه وتعالى.
كما يمكنكم التعرف على: تقوى الله في السر والعلن
الخوف والرجاء في القرآن الكريم
- يوجد العديد من الأدلة والبراهين في القرآن الكريم تتحدث على عظمة عبادة الخوف والرجاء من الله -سبحانه وتعالى.
- من الآيات التي تدل على الخوف من الله -تعالى-: (فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).
- قال الله -سبحانه وتعالى-: (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون).
- وقوله -سبحانه وتعالى-: (وَقالَ اللَّـهُ لا تَتَّخِذوا إِلـهَينِ اثنَينِ إِنَّما هُوَ إِلـهٌ واحِدٌ فَإِيّايَ فَارهَبون).
- ومن الآيات التي تدل على الرجاء من الله -سبحانه وتعالى- قوله -تعالى-: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)، فالرجاء من الله -سبحانه وتعالى- يكون عن طريق الدعاء والإلحاح والتقرب من الله والبعد عن نواهيه.
- ومن الآيات التي تدل على رحمة وعظمة الله -سبحانه وتعالى- قوله -تعالى-: (إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا).
أقول عن الخوف والرجاء
من أقوال العلماء عن الرجاء
- قال سفيان (من أذنب ذنبا فعلم أنّ الله تعالى قدّره عليه، ورجا غفرانه، غفر الله له ذنبه، وقول سفيان هذا ممّا يؤكد معاني الرجاء المشار لها؛ كالاستبشار، والثقة بكرم الله، وفضله الكامل).
- قال ابن القيم (الرجاء حاد يحدو القلوب إلى بلاد المحبوب، والتي يطيب للقلب السير لها).
من أقوال السلف عن الخوف من الله
- قال أبو سليمان الدراني (أصل كل خير في الدنيا والآخرة الخوف من الله عز وجل).
- قال أبو حفص (الخوف سراج في القلب، به يُبصر ما فيه من الخير والشر).
- قال يوسف بن أسباط (قلت لأبي وكيع: ربما عرض لي في البيت شيء يداخلني الرعب، فقال لي: يا يوسف من خاف الله خاف منه كل شيء، قال يوسف: فما خفت شيئاً بعد قوله).
- قال سهل بن عبد الله ابن يونس التستري (من خاف الله أمّنه الله).
- قال إبراهيم بن شيبان (إذا سكن الخوف القلب أحرق مواضع الشهوات منه وطرد الدنيا عنه).
- قال سعيد بن إسماعيل (خوفك من غير الله أذهب عن قلبك خوفك من الله).
- قال أبو القاسم الحكيم (من خاف شيئاً هرب منه، ومن خاف الله هرب إليه).
- قال يحيى بن معاذ (ما من مؤمن يعمل السيئة إلا ويلحقها حسنتان، خوف العقاب، ورجاء العفو).
- قال أبو الحسن الضرير (علامة السعادة، خوف الشقاوة).
- قال الحسن (إنك إن تخالط أقواماً يخوفونك حتى يدرك الأمن، خير لك من أن تصحب أقواماً يؤمنونك حتى يدرك الخوف).
- قيل ليحيى بن معاذا (من آمن الخلق غداً؟ فقال، أشدهم خوفاً اليوم).
- قال الإمام الغزالي (الخوف هو النار المحرقة للشهوات فإن فضيلته بقدر ما يحرق من الشهوات وبقدر ما يكف عن المعاصي ويحث على الطاعات وكيف لا يكون الخوف ذا فضيلة وبه تحصل العفة والورع والتقوى).
- قال الإمام بن عبد البر(في فزع أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين انتبهوا لما فاتهم من صلاتهم، أوضح الدلائل على ما كان القوم عليه من الوجل والإشفاق والخوف لربهم).
- قال الحافظ بن رجب عن الخوف من الله -سبحانه وتعالى- في السر (أكثر الناس يرى أنه يخشى الله في العلانية والشهادة، ولكن الشأن في خشية الله في الغيب إذا غاب عن أعين الناس، قال بعضهم: ليس الخائف من بكى وعصر عينيه، إنما الخائف من ترك ما اشتهى من الحرام إذا قدر عليه).
كما يمكنكم الاطلاع على: دعاء الاستعانة بالله والتوكل عليه
العلاقة بين الخوف والرجاء
الخوف والرجاء أمرين مهمين يجب على المسلم أن يتحلى بهما بشكل متوازن، فيجب أن لا يزيد أي منهم على حساب الأخر، حتى لا تحدث آثار سلبية عليه، ويقول أبو علي الروذباري عن القوف والرجاء: “الخوف والرجاء كجناحي الطائر، إذا استويا استوى الطير وتم طيرانه، وإذا نقص أحدهما وقع فيه النقص، وإذا ذهبا صار الطائر في حد الموت”
أيهما أفضل منزلة الخوف أم منزلة الرجاء
مكانة الخوف والرجاء عند أهل العلم واحدة، لكن اختلفت آرائهم حول الأفضل هل الرجاء أم الخوف أم كلاهما، وفيما يلي سنذكر هذه الآراء:
الرجاء أقوى
يرى العديد من أهل العلم أن الرجاء أقوى كالإمام النووي والرازي، واستدلوا على ذلك بأن نصوص الرجاء التي جاءت بالقراءن والأحادبث النبوية أكثر من نصوص الخوف، ومن هذه النصوص قوله تعالى: (ورحمتي وسعت كل شيء).
الخوف أقوى في حالة الحياة والصحة
قالوا العلماء في هذا الرأي أن الخوف أقوى من الرجاء مادام المسلم يتمتع بالصحة أما إذا حضرت الوفاة فإن الرجاء أفضل.
الرجاء أقوى في فعل الطاعات
يقول أهل العلم أن الذي منح العبد الطاعة سوف يمنحه القبول، وإذا كانت موفق بواسطة الله للدعاء فعليك انتظار الإجابة لأن الله يقول: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم).
الخوف أقوى في فعل المعاصي
فالخوف أقوى لأنه يمنع العبد من ارتكاب المعاصي، ولو ارتكبها فإن الخوف من الله سوف يدفعه للاستغفار والتوبة لله تعالى، ويظهر ذلك في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ).
كيفية الجمع بين الخوف والرجاء
- على المسلم الذي يؤمن بالله تعالى أن يوازن بين الخوف والرجاء، لأن الخوف سوف يجعله يبتعد عن ارتكاب المعاصي والرجاء سيكون دافعًا له لأداء الطاعات، وهذا الأمر سوف يجعله متوازن في الدنيا.
- فالعبد المسلم المؤمن بالله يكون عابدًا لربه محبُا له بشكل كبير، ويجب ان تكون المحبة لا تجعله يفعل الذنوب بضمان الأمن من الله وعذابه.
- ومن جهة أخرى فإن العبد يجب أن يخاف من الله باعتدال، لا بشكل مبالغ فيه حتى لا يقع في اليأس والقنوط من رحمته تعالى.
تقديم الرجاء عند الموت
- من المهم للعبد المؤمن إذا جاءه الموت أن يزيد من حسن ظنه بالله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إلَّا وَهو يُحْسِنُ الظَّنَّ باللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ).
- وحسن الظن بالله يحتاج إلى التحلى بالخوف والرجاء في الحياة، فمن كانت أعماله صالحة وتجنب المعصية خوفًا من الله وفعل الأعمال الصالحة رجاء أن يتقبل الله منه ساعده الله على حسن الظن به عند الوفاة.
أسئلة شائعة حول مفهوم الخوف والرجاء
ما هو مفهوم الخوف من الله؟
الخوف من الله هو الخشية الواجبة والتقدير العظيم لقدرة الله وعظمته، والحرص على تجنب المعاصي والذنوب خوفًا من عقابه.
ماذا يحث الإسلام على الفرد فيما يتعلق بالخوف من الله؟
يحث الإسلام على خوف الله والتقرب منه من خلال التقوى والامتثال لأوامره وتجنب نواهيه.
ما هي العواقب الإيجابية للخوف من الله؟
الخوف من الله يساعد الفرد على تجنب المعاصي والذنوب، ويحفظه من السقوط في الخطايا والمحن.
ما هو مفهوم الرجاء من الله؟
الرجاء من الله هو الأمل والثقة في رحمته وغفرانه، والاستعانة به في الصعوبات والمحن.
ماذا يحث الإسلام على الفرد فيما يتعلق بالرجاء من الله؟
يحث الإسلام على الرجاء من الله والتوكل عليه في كل الأمور، والاستعانة به في الصعوبات والمحن.
ما هي العواقب الإيجابية للرجاء من الله؟
الرجاء من الله يعزز الثقة بقدرته على حل المشاكل وتخفيف الأعباء، ويساعد الفرد على التخلص من اليأس والاكتئاب.