تعريف التربية الإسلامية
العلوم التربوية كثيرة ومتشعبة حيث تناقش جميع جوانب الحياة باستفاضة وشرح وتفسير لأن هذه العلوم التربوية هي التي تنظم سلوكيات الأفراد.
لذلك سنتحدث من هذا المنطلق عن موضوع بعنوان تعريف التربية الإسلامية، والذي سنذكر عبر موقع مقال maqall.net توضيح شامل بمفهومها، وأهدافها وغيرها من المعلومات الخاصة بها.
محتويات المقال
مفهوم التربية الإسلامية
- التربية الإسلامية طبقاً لما حللها وعرفها العلماء على أنها هي المنهج والطريق الذي يندرج طبقاً للقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والتي تتضمن توضيح كيفية العناية بالإنسان من حيث البدن والروح والعقل.
- كما أن هذا التعريف ليس الوحيد للتربية الإسلامية بل كثر تعريفها من قبل العلماء فمنهم من وضح مفهومها على أنها هيأت للإنسان الحياة في الدنيا والآخرة.
- كما أوضح عالم آخر على أنها هي مصطلحات ومفهومات مرتبطة مع بعضها البعض في سياق واحد وفكر مشترك تبنى على مبادئ وأخلاق الإسلام، كما تعين الإنسان على الطريق المناسب له طبقاً لقدراته وشخصيته.
- كما عرفها عالم آخر على أنها أفضل طريقة للتعامل مع الإنسان والتعلم المباشر والغير مباشرة عن طريقها مثل القدوة والكلمة من خلال منهج متبع خاص بهذه الطريقة لتوجيه الإنسان وتغييره نحو الأفضل.
- وأوضح مفهومها عالم آخر على أنها أسلوب لتنمية حمية جوانب الإنسان الروحية والبدنية والعقلية بطريقة متكاملة طبقاً لمبادئ الإسلام وتعاليم الدين الأخلاقية والتي تهيئ للإنسان التوافق بين الحياة والآخرة.
اقرأ أيضا: ما هي الثقافة الإسلامية
أسس التربية الإسلامية
تبنى التربية الإسلامية على مجموعة من الأسس التي سنوضح أهمها ومن هذه الأسس:
- تعمل على تطوير شخصية المسلم بشكل متكامل وذلك من خلال اهتمامها بجميع جوانب الإنسان الشخصية والروحية والعقلية والاجتماعية والانفعالية جميعها في وقت واحد.
- وذلك لقول الله تعالى (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا)،
- كما حثنا الله عز وجل بالذكاء عن النفس والعقل والقلب كما أن الذكاء يعود بالنفع والمصلحة على الإنسان.
- وذلك في قوله تعالى (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً).
- كما أن التربية الإسلامية تدعو إلى التخلص من الأنانية لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ).
- كما أن التربية الإسلامية تحقق التربية الفكرية والعلمية معاً بحيث يطبق المسلم تعاليمه الدينية في العمل وقد ربط الله عز وجل بين الدين والعمل في كثير من آيات الله عز وجل مثل قوله تعالى: (الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ).
- والبُعد عن مُخالفة الأقوال للأفعال، حيث قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ).
- التربية الإسلامية تجمع بين الطابع الفردي وكذلك الطابع الجماعي.
- تعمل على تنمية فكرة الرقيب الداخلي في نفس المسلم لكي يستقيم في جميع أعماله لقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ).
- كما أنه من أهم أسس التربية الإسلامية أنها تحافظ على نقاء النفس البشرية فهي الحالة التي يولد عليها المسلم لقوله تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا* قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا)
- كما أنها تعمل على توجيه النفس إلى الخير والصواب لكي تجعله رحيماً لقوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ).
- مما أنها توجه العبد إلى الفضائل التي تجعله يفوز بالدنيا والأخرة، الإخلاص ومراقبة الله عز وجل في كل أمور حياته مثل قوله تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ).
أهداف التربية الإسلامية
التربية الإسلامية لها العديد من الأهداف التي تعمل على تحقيقها ومنها:
الأهداف العقدية
وذلك من خلال تشجيع الفرد على التمسك بعقائد دينه ومحاولة تطبيقها في جميع أمور حياته، فتعمل على تقوية العلاقة بين العبد وربه مما يعمل على تماسك المجتمع وترابطه.
الأهداف الروحية
وذلك عن طريق تربية العبد منذ الصغر على الإيمان وتربيته على القيم الدائمة التي تنير على أركان للإسلام والإيمان والتي تمد العبد بالطاقة الروحية والتي هي واحدة من أسمى النفخات من روح الخالق يقول تعالى: (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي).
الأهداف الجسدية
وذلك عن طريق ضبط ميول الفرد للنشاط الجسدي والحركي، وذلك من خلال تحديد نوع النشاط وضبطه، وتحقيق التوازن بين الحرام والحلال لهذا النشاط.
الأهداف العقلية
العقل هو مصدر الفهم عند الإنسان ومن خلاله يحاسب الفرد على جميع أعماله ولقد ذم الله عز وجل من يُغيب عقله فقال تعالى: (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ).
لذلك اهتمت التربية الإسلامية بالعقل لأنه المصدر في تمييز الخير من الشر والحلال من الحرام.
الأهداف الخلقية
وذلك عن طريق نشأة الفرد على الفضائل والأخلاق السامية التي تساعد في نشر الخير والفضيلة في المجتمع، ولقد مدح الله عز وجل أخلاق نبيه حيث قال (وَإِنَّكَ لعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ).
الأهداف الاجتماعية
وذلك عن طريق تحديد علاقة العبد بالكون والبيئة ونشأته على الفضائل الهامة بحيث يطبقها ويكون له دوره الفعال في مجتمعه.
مصادر التربية الإسلامية
للتربية الإسلامية مصادر سنذكر لكم أهم مصادرها:
القرآن الكريم
- وهو الكتاب المنزل على نبيه الله محمد خاتم المرسلين عليه الصلاة والسلام من خلال وحي الله جبريل عليه السلام ففيه تثبيت النفس والقلب كذلك فيه تعليم القرآن والقراءة الصحيحة له كما في قوله تعالى (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا).
- وذلك لأنه يتمتع بأسلوب فريد من نوعه في التربية والذي يكون بدايته، الإقناع العقلي أسلوبه سلسل لا يتمتع بالتعقيد والدليل على ذلك أن أول ما نزل من القرآن الكريم هو رسالة تربوية.
- وهي قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ).
السنة النبوية
- وهي كل ما ذكر من فعل أو قول أو صفة عن النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: (وَمَا آَتَاكُم الرَّسول فَخذوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا).
- كما أن السنة هي بيان وتوضيح لما في القرآن الكريم من آداب، كما أنه استنباط للأساليب والتعاملات في علاقة النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه وأهله ومراعاته لجميع فئات المجتمع مثل الرجل والمرأة الطفل وغيرهم كثيراً.
هدي الصحابة والتابعين
- أن الصحابة والتابعين تعلموا الكثير من النبي صلى الله عليه وسلم وكان يطبقون القرآن وما أوصى به الله عز وجل من خلال آياته الكريمة.
- فجاء عنهم: كنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز السورة من القرآن حتى نحفظها ونعمل بها، ومن شدة تأثير القرآن في تربيتهم أنه أغناهم عن الشعر، وأخبار العرب، وعن الكهانة، فعلموا غيرهم من التابعين.
كما أدعوك للتعرف على: كيف أكون داعية
ميادين التربية الإسلامية
- أن التربية الإسلامية لديها الكثير من الميادين وتظهر في قوله عز وجل (هوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ.
الميدان الأول
- تلاوة الآيات: ويقدر هذا الميدان ولاء العبد بدينه وتوضيحه في القول والعمل وذلك من خلال معجزات الأنبياء، وكذلك السنن الكونية والاختراعات العلمية والعلوم لقوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ).
الميدان الثاني
- التزكية: وذلك من خلال تعديل السلوك الإنساني تجاه القيم الإسلامية الصحيحة، وتطهير النفس وتوجيهها إلى الصلاح قال تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى).
الميدان الثالث
- تعليم الكتاب: وهذا الميدان يترتب على الميادين السابقة له، فعند تلاوة العبد للقرآن الكريم فبذلك يزكي نفسه ليكون مؤهلاً إلى استقبال وتعلم الأحكام التي جاء بها الإسلام وفي هذا الميدان يتعلم العبد علاقته مع ربه وانعكاسها عليه في حياته وأثرها في عزته وكرامته كما يجعله يعلم جيداً مميزات الإيمان وسلبيات الكفر والبعد عن الله سبحانه وتعالى.
أساليب التربية الإسلامية
تقوم التربية الإسلامية على تحقيق أهدافها وذلك من خلال عدة أساليب وهي:
- القدوة الحسنة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه الشريف الاقتداء بنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم وذلك في قوله تعالى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).
- الثواب والعقاب هي وسيلة تساعد العبد على التحكم في تصرفاته ولقد جاء ذكرها كثيراً في المصحف الشريف مثل قوله تعالى (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ* فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ* وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ).
- التوجيه والنصح.
- وكذلك المعرفة النظرية.
- وأيضاً أسلوب الحوار، وغيرهم كثيراً من الأساليب المتبعة في الوصول إلى أهداف التربية الإسلامية.
كما يمكنكم الاطلاع على: مفهوم التربية المهنية وأهميتها