تعريف حفظ اللسان
تعريف حفظ اللسان، واحد من المواضيع الهامة التي يجب أن نلقي الضوء عليها، خاصة أنه من المواضيع التي يجب أن يعرفها جميع الأشخاص في جميع المراحل العمرية، لهذا سوف نقوم عبر موقع مقال maqall.net بالتحدث عن تعريف حفظ اللسان في فقرات هذا المقال.
محتويات المقال
مفهوم حفظ اللسان
إن تعريف حفظ اللسان له العديد من التعريفات التي يمكننا أن نذكرها، لكن التعريف الأشمل والأفضل هو:
- الامتناع عن نطق أو التحدث فيما لا يتماشى مع الشرع الذي حدده لنا الله سبحانه وتعالى أو النهج الذي أوضحه لنا الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم، وبكون الحديث فيما لا حاجة للمتكلم به.
- ونجد أن القيام بحفظ اللسان من الواجبات الشرعية التي يجب أن تقوم بالالتزام بها، فيجب على كل مسلم أن يقوم بتدبر الكلام والتفكير فيه قبل أن ينطقه، وأن يضعه على ميزان الشرع ويرى أهميته وفوائده وتأثيره على الآخرين.
- كما يجب على كل مسلم أن يهتم بضوابط الحديث والكلام، فإذا كان ما سوف يتحدث به مفيد ومطابق للشرع فلا مانع من نطقه، أما إذا كان مخالف للشرع أو مضر لغيره فلا يتحدث به.
- ونجد أن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه قام بتشبيه اللسان على أنه مثل الحيوان المفترس الذي إذا تركنا له الباب مفتوح خرج وقام بإيذاء الآخرين وهلاكهم ويهلك أيضا صاحبه ويؤذي الأعراض.
- لهذا فأننا نجد أنه من الواجب علينا أن نقوم بحفظ اللسان وأن نتحكم به فيما يقال وما يقدم من القول، فترويض اللسان على الصالح والخير وبما يوافق شرع الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم من الواجبات اللازمة والمفروضة والتي لا يجب أن تهمل.
- فقد يصبح اللسان حجة من الحجج التي تكون سببا في فوز الإنسان في الدنيا والآخرة، أما في حالة استخدامه استخدام خاطئ يكون اللسان حجة عليه.
- ويجب ذكر أن الله تعالى قد خلق لنا اللسان من أجل التمتع به، فهو نعمة من النعم التي يصبح الإنسان عاجز من دونها، ويتمتع باللسان عن طريق استخدامه في العبادة وقراءة القرآن والتسبيح والاتصال مع غيره من الأفراد والتعبير عن ذاته ورأيه.
كما يمكنك التعرف على: دعاء حفظ اللسان من الغيبة والنميمة
تعريف حفظ اللسان في اللغة
إن تعريف حفظ اللسان في اللغة يأتي من مقاطع مركب سويا، حيث إننا نجد إن:
- الحفظ في اللغة تأتي من الفعل حفظ، فيقال حفظ حفظا، والفاعل من الفعل حفظ حافظ ويقال أيضا حفيظ.
- مثل قول حفظ الشيء، وتعني في اللغة العربية صان الشيء أو حرسه وقام برعايته، وحفظ اللسان تعني التحفظ في الكلام والحرص عند نطقه.
- أما تعريف اللسان في اللغة العربية فهو جارحة الكلام، فيقال إذا أخذته بلسانك، والملسون هو الشخص الكذاب، واللسن تعني الكلام واللغة، وأيضا اللسن بالتحريك تعني الفصاحة.
- وقد ذكر الله تعالى اللسان في القرآن الكريم في قوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ).
- كذلك نجد إن ابن حجر قد قال في تعريف حفظ اللسان أن الامتناع عن التحدث بما لا يطابق الشرع، والحديث في الأمور التي لا يوجد حاجة للكلام فيها.
حفظ اللسان من الأخلاق الإسلامية
- إن المسلمين من المعروف لديهم أن أوامر الله التي أنزلها في آياته الكريمة، وأيضا السنة النبوية الشريفة هي الطريق الذي نسير عليه آمنين مطمئنين.
- لهذا فإن الدين الإسلامي الحنيف أمرنا بأن نحفظ اللسان من اللغو والغيبة وأيضا الفتنة بين الناس والنميمة والأفعال الأخرى السيئة التي يقوم بها اللسان.
- فعندما نصون اللسان وحفظه فهذا خلق عظيم من الأخلاق الإسلامية الحميدة، والتي توصلنا إلى رضا الله تعالى ورضا المصطفى الحبيب صلى الله عليه وسلم.
- فلا نجد مسلم من المسلمين الصادقين المؤمنين لا يحفظن لسانهم أو يؤذون الآخرين بالقول قبل الفعل، فالكلام يعد سم إذا لم نحفظه، ومن يفعل غير ذلك فهو قليل الإيمان.
- إلى جانب أن المجتمع لا يتقبل الفرد ذو اللسان السليط والذي لا يحافظ على كلامه أو الحديث الذي ينطق به، ولا يتقبل أفراد أي مجتمع السلوكيات الضارة التي تسبب الضرر للآخرين.
- وقد أوضح لنا الإسلام أن الكثير من المشاكل قد حدثت نتيجة إطلاق اللسان دون حفظه أو التفكير في الكلام الذي ينطق به الفرد، وحتى بين أقرب الأشخاص والأصدقاء.
كما يمكنك الاطلاع على: الفرق بين الغيبة والنميمة
حفظ اللسان في الاسلام
لقد أمرنا الدين الإسلامي بكل تشريعاته المختلفة بالقيام بحفظ اللسان، فقد أورد الله تعالى العديد من الآيات القرآنية الكريمة التي تدعو إلى حفظ اللسان، فقد قال الله تعالى:
حفظ اللسان في القرآن الكريم
- (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً)، وفي هذه الآية أمر من الله تعالى إلى عباده بالتحدث بالأقوال الحسنة والكلام الذي يقرب إلى الله تعالى، فالشخص الذي يملك لسانه ويصونه يكون قد ملك أمره بين يديه.
- كما نجد قوله تعالى (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)، وفي هذه الآية الكريمة دعوة من الله عز وجل إلى الإنسان بأن يقوم بالتأني والثبات في كل الأمور التي يقوم بها من أقوال وأفعال، لأنه الوحيد المسئول عنها.
- كذلك قول الله سبحانه (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)، وهنا نجد أن الله عز وجل يأمر المسلمين بأن يقوموا باجتناب الأقوال المحرمة التي لا يجب القيام بها ومن هذه الأقوال قول الزور.
- أيضا قول الرحمن (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)، في هذه الآية يبين أن الله تعالى يأمر المؤمنين بأن يقولوا القول السديد والقول الصواب، وأيضا يتبع اللين في الحديث لينالوا مغفرة الله وجناته.
حفظ اللسان في السنة النبوية
- إلى جانب آيات القرآن الكريم نجد إن الرسول صلى الله عليه وسلم له العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدعو المسلمين إلى حفظ اللسان والابتعاد عن الكلام المحرم.
- ومن هذه الأحاديث عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال:) قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ ما النَّجاةُ؟ قال: أمسِكْ عليْكَ لسانَكَ، وليسعْكَ بيتُكَ، وابْكِ على خطيئتِكَ).
- بالإضافة إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فليقُلْ خيرًا أو ليصمُتْ، ومن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فلا يُؤذِ جارَه، ومن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فليُكرِمْ ضيفَه).
- وأيضا قوله (…ثمَّ قالَ: ألّا أخبرُكَ بملاكِ ذلِكَ كلِّهِ؟ قُلتُ: بلَى يا رسولَ اللَّهِ، قال: فأخذَ بلِسانِهِ قالَ: كُفَّ عليكَ هذا، فقُلتُ: يا نبيَّ اللَّهِ، وإنَّا لمؤاخَذونَ بما نتَكَلَّمُ بِهِ، فقالَ: ثَكِلَتكَ أمُّكَ يا معاذُ، وَهَل يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وجوهِهِم أو على مَناخرِهِم إلّا حَصائدُ ألسنتِهِم).
طرق حفظ اللسان
توجد الكثير من الطرق التي يكون حفظ اللسان من خلالها أمر سهل ويسير على الإنسان ولا يقع في الخطأ بسببه، ومن هذه الطرق:
- فهم الإنسان للآيات القرآنية الكريمة التي توضح أهمية حفظ اللسان والتي تحرم هذا الفعل السيئ، والتعرف على العقاب الشديد الذي وضعه الله تعالى لمن يقوم بهذا الفعل المشين.
- كما في قول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ).
- وأيضا قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: (لا يدخلُ الجنَّةَ قتَّاتٌ).
- إلى جانب قيام الإنسان بشغل نفسه بذكر الله تعالى من التسبيح والتكبير والحمد وغيرها، وأيضا قراءة القرآن الكريم بشكل مستمر، والدعاء إلى الله عز وجل في كل وقت.
- الابتعاد عن مخالطة أو مصاحبة الذين يغتابون الناس، والاهتمام بمصاحبة الصالحين الذين يساعدونه على فعل الصالحات.
- الاهتمام بالتعرف على سير الصالحين ونتعرف على الطريقة التي كانوا يتحدثون بها، وأيضا كيف كانوا يحافظون على أقوالهم.
- التوجه بشكل دائم إلى الله تعالى بالتضرع والدعاء وخاصة في الأوقات التي يشعر فيها الإنسان بأنه جالس لا يفعل أمر ما، والدعاء بأن يحفظ الله لسانه، والتركيز في التحدث بما يرضى الله تعالى فقط.
اقرأ أيضا: تعريف الإخلاص