معلومات عن الفرق بين المسلم والمؤمن
الفرق بين المسلم والمؤمن كالفرق بين الإسلام والإيمان، فليس شرطًا أن يكون المسلم مؤمنًا، فهناك ضوابط ومعايير تدل على إيمان العبد المؤمن، وفي هذا الموضوع سنتعرف على الفرق بين المسلم والمؤمن، كما سنتعرف على حقيقة الإسلام وحقيقة الإيمان.
محتويات المقال
الفرق بين المسلم والمؤمن
يضرب علماء اللغة المثل في استخدام اللفظ للاستدلال على معاني اللغة العربية، وهو الفرق بين الفقراء والمساكين، فإذا ذكرت كلمة واحدة فقط من الكلمتين السابقتين دلت على نفس المعنى الخاص بالكلمة الأخرى.
بينما إذا تم جمعهما معًا جنبًا إلى جنب (الفقراء والمساكين) فسوف تدل كلمة الفقراء على أي فرد محتاج للمساعدة، وتدل كلمة المساكين على وجود افراد محددين بعينهم من بين الأفراد المحتاجين للمساعدة (الفقراء) ولا تشمل جميع المحتاجين.
ومن الكلمات التي إذا تفرقت دلت على معنى واحد أيضًا ” الإيمان والإسلام “، ففي حالة افتراق كل منهم عن الآخر فإنهم سيدلون على بعضهما البعض، بمعنى إذا قيل ذكر الإسلام فإنه يدل على معنى الاسلام والإيمان معًا.
وفي حالة الذكر لكلمة الإيمان فإنه يدل على معنى الإيمان والإسلام معًا ايضًا، وقد استخدم نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام هذه الطريقة وتحدث عن الدين الإسلامي بالدلالة الإيمانية الخاصة به.
وقد روي عن نبي الله أن أحد الرجال قام بسؤاله عن الإسلام، وقال له ما الإسلام؟، قال له: أن يسلم قلبك، وان يسلم الناس من لسانك ويدك، فقال فأي الإسلام أفضل؟، فقال الإيمان، قال: وما الإيمان؟ فقال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبهِ ورسلهِ والبعث بعد الموت.
قال: فأي الإيمان أفضل؟ قال: الهجرة، قال: وما الهجرة؟ فقال: أن تهجر السوء، فقال: فأي الهجرة أفضل؟ فقال الجهاد، فقال: وما الجهاد؟ فقال: أن تقاتل الكفّار إذا وجدتهم، فقال فأي الجهاد أفضل؟ فقال: من عقر جواده وأهريق دمه.
قال نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم: ثم عملان هما أفضل الأعمال إلا من عمل بمثلهما ” حجة مبرورة أو عمرة “.
وفي حالة اجتماع لفظ إسلام مع لفظ ايمان فإن الإسلام سيدل على جميع العباد، لأن الاسلم من الاسماء العامة، أما لفظ ايمان يدل على الجزء المحدد والمخصص من العباد المسلمين، وهم المتميزون باتباعهم للإسلام حتى استحقوا أن يُصفوا بوصف المؤمنين.
فقال أبوبكر الإسماعيلي برسالة لأهل الجبل: ” قال الكثيرون من التابعين للسنة وللجماعة: إن الإيمان قول وفعل وعمل، والإسلام فعل لم يُفرض على العبد أن يقوم بفعله.
فإذا ذكر الاسم على حدته بعد ضمنه لآخر فقيل :المؤمنون والمسلمون جميعهم مفردين، يريد بأحد منهم المعنى الغير موجود في الأخر، وإذا ذكر أحد منهم كان شاملًا الجميع لدعمهم”.
ولخلاصة القول في الاختلاف بين الإسلام والإيمان إذا دخل الفرد في الدين الإسلامي، أو كان الفرد مسلم وأبويه مسلمين أيضًا، ثم بدأ يفهم المعنى الخاص بالإسلام فهو بالمرتبة الأولى من المراتب الدينية الاسلامية الإيمانية، ولكن لم يصل للإيمان حتى الآن.
وفي حالة رقي إسلام الشخص ليصل إلى مرتبة الإيمان فإنه بذلك يكون بالمرتبة الثانية بعد الإسلام، فمن المعروف أن مراتب الدين الإسلامي تتكون من ثلاث مراتب، الاولى هو ان يسلم العبد، وفي حالة ارتقاء أكثر فإنه سوف يصل إلى المرتبة الثانية وهي الإيمان.
وفي حالة وصول إيمانياته للمرحلة التي يقوم فيها بعبادة ربه كأنه يراه، وهذه المرتبة تسمى الإحسان، والتي قيل عنها ( هي أن تعبد الله كأنك تراه وإن لم تكن تراه فهو يراك).
شاهد أيضًا: دعاء للمسلمين والمسلمات أجمعين الأحياء منهم والأموات
الألفاظ عن العرب
كلمات العرب وألفاظهم إذا تفرقت دلت على المقصد نفسه، ولكن إذا تجمعت تكون كل منها له مقصد خاص، وقد تكون أي كلمتين منها تخص جزء محدد ومخصص من كلمة أخرى عامة تدل على كل الأفراد الدالين عليه الألفاظ الاولى.
كما يُشير على غيره أيضًا ليشمل في العموم جميع المقاصد، ليبقى أول لفظ عند الاجتماع للفظين المقصورين على دلالته ذاته، ففي حالة انفصالهم في الجملة أو فرقتهم سد أول لفظ مسد ثاني لفظ وأشار إليه.
حقيقة الإسلام والإيمان
هناك حقيقتين مهمتين هما حقيقة الإسلام وحقيقة الإيمان، وفيما يلي شرح تفصيلي لكلًا منهما:
حقيقة الإسلام
معنى الإسلام هو أن يستسلم الفرد لربه بالخضوع وبالانقياد الكامل له، عن طريق أعماله الواضحة بالقول والعمل، وبالعبادات القولية الظاهرية كنطق الشهادتين ” اشهد ان لا إله إلا الله محمد رسول الله “، وبالعبادات العملية الظاهرية كإقامة الصلوات المفروضة، وهي العبادة الجسدية الظاهرة.
وإيتاء الزكاة، وهي العبادة المالية الظاهرة، وبالحج والتي تكون من العبادات الجسدية لأهلها، ومن العبادات الجسدية والمالية للأجانب من الجنسيات الأخرى، لما فيه من مشقات جثمانيه ونقدية عندما تبعد المسافات، ومثل صوم رمضان فهو من العبادات الجسدية الظاهرة.
وبين رسول الله عليه الصلاة والسلام المعنى الحقيقي للإسلام في حديث شريف له عندما سُئل عن الإسلام، فأجاب رسول الله وقال: ” الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتُقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت، إن استطعت إليه سبيلا” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حقيقة الإيمان
الإيمان عبارة عن تصديق وإقرار ومعرفة القلب، وقد قام نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام بتفسير الإيمان على أنه أعمال القلب الغير ظاهرة، والتي لا يعلم عنها شيء إلا الله جل جلاله، وقال عند تفسيره وتبيينه للإيمان: ” أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره”.
والإيمان يمكن نطلق عليه بأنه قول القلوب، فإن قلب الإنسان له اقوال واعمال، فالقول هو تصديق القلب، والعمل هو مثل محبة الله عز وجل، ومحبة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ومحبة كل ما يحبه الله ونبيه، وجميع ما يتضمنه الأعمال القلبية.
شاهد أيضًا: بحث عن مفهوم الصبر في الإسلام
الإيمان والإسلام في القرآن الكريم
حدثنا كتاب الله سبحانه وتعالى عن الإيمان والإسلام في كثير من آياته الشريفة، وهناك آيات قرآنية ذكرت الإيمان والإسلام مع بعضهما البعض في آية واحدة، وهناك آيات فرقت بينهما في مواضع مختلفة، وفيما يلي بعض آيات القرآن الكريم التي وردت فيها الإسلام والإيمان:
بسم الله الرحمن الرحيم “قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ *.
قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم * يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ” صدق الله العظيم.
بسم الله الرحمن الرحيم” إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم” صدق الله العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم “أنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّـهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّـهِ فَإِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ.
فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّـهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوا وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّـهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ” صدق الله العظيم.
شاهد أيضًا: علامات الساعة الصغرى والكبرى كاملة
وفي نهاية الموضوع وبعد أن تعرفنا على الفرق بين المسلم والمؤمن أو الفرق بين الإسلام والإيمان، وقمنا بتوضيح حقيقة الإسلام وحقيقة الإيمان، وذكرنا مواضع الإيمان والإسلام في القران الكريم، عليكم فقط مشاركة هذا الموضوع في جميع وسائل التواصل الاجتماعي.