كرامات الفضيل بن عياض
من الله على هذه الأمة بشموس من العلماء، قد أزالوا الظلمة عن عقول وقلوب العباد، ويبينون لهم ما يشكل ويختلط عليهم وما يختلفون فيه، فهم مرآة للخير وصلة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ومن هؤلاء العلماء الفضيل بن عياض، وهو العالم العابد الذي يُعرف بالزهد، وله كرامات وهبها الله إياه، لذا سنتعرف عبر موقع مقال maqall.net على كرامات الفضيل بن عياض.
محتويات المقال
كرامات الفضيل بن عياض
- قال الله تعالى: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ* لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
- خبرنا بكر بن شاذان المقرئ، قال: ثنا جعفر بن محمد بن نصير، قال: ثنا أحمد بن محمد – هو ابن مسروق، قال: ثنا إبراهيم بن الجنيد قال: ثنا أبو عبد الله الهروي إبراهيم بن عبد الله، قال: كنا مع الفضيل بن عياض على أبي قبيس، فقال: لو أن الرجل صدق في التوكل على الله عز وجل، ثم قال لهذا الجبل: اهتز لاهتز: فو الله لقد رأيت الجبل قد اهتز وتحرك، فقال: يا هذا إني لم أعنك رحمك الله، قال: فسكن.
- أخبرنا أحمد بن محمد بن حسنون، قال: أنا جعفر بن محمد بن نصير قال: ثنا أحمد بن محمد بن مسروق، ثنا هارون بن سوار قال: ضل حمار كان للفضيل بن عياض، وكان حمارا يستقي عليه الماء، فيأكل من فضله، قال: فقيل له قد ضل الحمار، قال: فجاء، فقعد في المحراب، قال: ثم قال: قد أخذنا عليه بمجامع الطرق قال: فجاء الحمار فوقف على باب المسجد.
اقرأ أيضا: زهد الفضيل بن عياض
توبة الفضيل بن عياض
- قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء (423/8) قال أبو عمار الحسين بن حريث، عن الفضل بن موسى، قال: كان الفضيل بن عياض شاطرا يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس.
- وكان سبب توبته أنه عشق جارية، فينما هو يرتقي الجدران إليها، إذ سمع تاليا يتلو “ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله .. ” سورة الحديد: 16، فلما سمعها، قال: بلى يا رب، قد آن، فرجع الليل إلى خربة، فإذا فيها سابلة، فقال بعضهم: نرجل، وقال بعضهم: حتى نصبح فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا.
- قال ففكرت، وقلت: أنا أسعى بالليل في المعاصي، وقوم من المسلمين هاهنا يخافوني، وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع، اللهم إني قد تبت إليك، وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام.
- قال الإمام الذهبي تعليقا على هذه القصة: وبكل حال: فإن الشرك أعظم من قطع الطريق، وقد تاب من الشرك، خلق صاروا أفضل الأمة، فنواصي العباد بيد الله، وهو يضل من يشاء، ويهدي إليه من ينيب.
كما أدعوك للتعرف على: سيرة الفضيل بن عياض
موقف الفضيل مع هارون الرشيد
- حدثنا محمد بن عبد الله الأنباري، قال: سمعت فضيلا يقول: لما قدم هارون الرشيد إلى مكة قعد في الحجر هو وولده، وقوم من الهاشميين، وأحضروا المشايخ، فبعثوا إلي فأردت ألا أذهب، فاستشرت جاري، فقال: اذهب لعله يريد أن تعظه، فدخلت المسجد، فلما صرت إلى الحجر، قلت لأدناهم: أيكم أمير المؤمنين؟ فأشار إليه.
- فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين رحمة الله وبركاته، فرد علي، وقال: اقعد، ثم قال: إنما دعوناك لتحدثنا بشيء، وتعظنا، فأقبلت عليه، فقلت: يا حسن الوجه، حساب الخلق كلهم عليك، فجعل يبكي ويشهق، فرددت عليه، وهو يبكي، حتى جاء الخادم فحملوني وأخرجوني، وقال: اذهب بسلام.
- قال الذهبي8/440: وعنه: يا مسكين، أنت مسيءٌ وترى أنك محسن، وأنت جاهل وترى أنك عالم، وتبخل وترى أنك كريم، وأحمق وترى أنك عاقل، أجلك قصير، وأملك طويل.
- قلت (الذهبي): إي والله، صدق، وأنت ظالم وترى أنك مظلوم، وآكل للحرام وترى أنك متورع، وفاسق وتعتقد أنك عدل، وطالب العلم للدنيا وترى أنك تطلبه لله.
كما يمكنكم الاطلاع على: أجمل أقوال الفضيل بن عياض للملك هارون الرشيد