الخلع في الإسلام
الخلع في الإسلام ، يعرف الخلع في الإسلام على أنه المتباعدة أو المفارقة بين الزوج والزوجة ومن ذلك خلع الثياب أي نزعها ومباعدتها عن الجسد ففي هذا المقال سوف نتلو عن الخلع في الإسلام ما هي شروطه وحكمه وأركانه وأثره على كلا من الزوج والزوجة.
محتويات المقال
تعريف الخلع
- يعرف الخلع في الإسلام على أنه المباعدة أو المفارقة بين الزوج وزوجته ومن ذلك خلع الثياب أي تساعدها أو مفارقتها عن الجسم ومن ذلك جاء معني الخلع لكي يطلق على المرأة التي تقوم بطلب الخلع عن زوجها وتقديم نفسها منه.
- تقوم المرأة بطلب الخلع من الزوج وذلك عن طريق دفع مبلغ من المال مقابل هذا الخلع سواء بجزء من مالها أو كله وقد يختلف تعريف الخلع في الاصطلاح الشرعي عن تعريفه في الإسلام فهو يعني انفكاك الزوجين عن بعضهم وحل الرابطة الزوجية.
- يعني الخلع وفقا للاصطلاح الشرعي على أنه حل الرابطة الزوجية بين الرجل والمرأة بشرط تقديم المرأة صيغة إلى المحكمة تفيد طلب الخلع وجزء من المال تقدمه للزوج مقابل الخلع من زوجها.
- تعتبر صورة الخلع التي يتم تقديمها إلى المحكمة هي أن يقول الرجل إلى زوجته أنت طالق بشرط أن تدفع ألف دينار فتقوم بالرد عليه وتقول له قبلت ذلك أو بطريقة أخري وهي متى ضمنت الألف دينار فسوف أحقق لك ذلك فترد عليه بالموافقة.
شروط طلب الخلع
يعتبر الأصل في الشريعة الإسلامية أن طلب الخلع من المرأة من الأمور الشرعية والجائزة وقد ثبتت بعض الأدلة والبراهين حول ذلك إلا أن حكم الخلع يختلف باختلاف الأحوال والأسباب التي تتقدم بها المرأة إلى المحكمة فمن أهم هذه الشروط هي
1- الشرط الأول أن يكون الخلع مباح
- يكون الخلع مباح في الإسلام إذا كانت المرأة كارهة للعيش مع الزوج بسبب خلقه أو نقص في دينه كأنه غير متدين أو إذا كان كبير في السن أو سوء معاشرته أو إذا كان يعاملها معاملة سيئة كل هذا لا تفضله المرأة.
- تخشي المرأة أن تقصر في حق الرجل نتيجة كبر سنه أو خلقه أو نقص في دينه أو تخشي أن تحملها الكراهية على التقصير في حقه فتقوم الزوجة بتقديم طلب الخلع من زوجها إلى المحكمة عن طريق مقابل تدفعه نتيجة هذا الخلع.
- من الأدلة الشائعة في الإسلام حول إباحة الخلع هي قال تعالى-: (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فأولئك هُمُ الظَّالِمُونَ).
2- الشرط الثاني أن يكون طلب الخلع مكروه
- لا يجب أن يكون الخلع جائز إذا كان الخلع غير مكروه فيكون الخلع مكروه إذا كانت الزوجة والزوج على علاقة جيدة مع بعضهم البعض ففي هذه الحالة يتم رفض طلب الخلع أو التفريق بينهما ويكره هذا النوع من الخلع.
- من الممكن أن تقوم الزوجة بتقديم طلب الخلع من زوجها في حالة أنها ترغب النكاح من زوج آخر فهذا النوع من الخلع غير مفضل ويعتبر إكراها إلا أن هذا النوع من الخلع يتم تحقيقه ويحصل التفريق بين الزوجين رغم كراهة هذا النوع.
3- الشرط الثالث طلب الخلع حرام
- يعتبر الخلع من الأفعال المحرمة إذا كانت الزوجة تطلب من المحكمة التفريق أو الخلع من زوجها من غير بأس ولا حاجة تدعو إلى الخلع أو التفريق ولا توجد أسباب مقنعة حول ذلك واليأس هي الشدة التي تحملها على تقديم طلب الخلع.
- يحرم الإسلام على الزوجة تقديم طلب الخلع من زوجها لكي تحقق الضرر على الزوج عن طريق إرادتها في النكاح من زوج آخر وذكر في الحديث الشريف آية تدل على ذلك (أيُّما امرأةٍ سألَتْ زوجَها الطلاقَ، مِنْ غيرِ ما بَأْسٍ، فحرامٌ عليها رائِحَةٌ الجنَّةِ
حكم طلب الخلع من الزوج
- إذا طلبت الزوجة الخلع من زوجها ويكون مباحا فللزوج التضييق على زوجته بالموافقة إذا كانت الزوجة زانية أو ناقصة الخلق أو لا تقوم بأداء ما تفرضه الله عليها مثل الصلاة أو السوم أو غير ذلك.
- إذا كان التضييق على الزوجة جائزا فمن باب أولي يجب أن يكون طلب تقديم الهلع بدون تضييق فهذا غير جائز وإنما يكون مباحا وشرط أن تقوم المرأة بدفع مبلغ كبير من مالها أو جزء منه إلى الزوج حتى يتم الموافقة على طلب الخلع.
- قال تعالى (وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فعسى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرا)
1- الحرمة
- إذا كان طلب تقديم الخلع من الزوجة إلى الزوج بغير وجه حق، مثل أن الزوج في هذه الحالة يضيق على الزوجة عن طريق منعها من ذلك عن طريق الضرب أو القذف أو القسم أو ظلمها فيعتبر هذا النوع باطلا ولا يجوز طلب الخلع.
- يحرم الإسلام على الزوجة طلب الخلع أو التفريق من الزوج في هذه الحالة كما أنه يحرم المال الذي تدفعه الزوجة أو ما يسمي بالعوض لالتجائها إلى طلب الخلع أو التفريق من الزوج.
أركان الخلع وشروطه
- أوضح فقهاء الأمة ثلاثة أركان لتحقيق الخلع ولكل ركن من أركانه شروطه الخاصة به فسوف نوضح ما هي أهم الأركان والشروط للموافقة على طلب الخلع من الزوج.
1- الركن الأول هو الخالع أو المخالع
- يعتبر الركن الأول من الأركان الخاصة بالزوج الذي يجوز طلب الخلع فيه ويشترط في الزوج لطلب الخلع أن يكون بالغا وعاقلا ورشيدا وتجاوز السن المسموح به فلا يجوز الخلع من معتوه أو صغيرا أو مجنونا.
2- الركن الثاني هي المختلعة
- يعتبر الركن الثاني من الأركان الخاصة بالزوجة والتي يشترط في هذه الحالة أن تكون من نكاح صحيح وغير فاسد في الإسلام كما يشترط في هذه الحالة ألا تكون مطلقة طلاق بائن بينما يجوز الخلع فقط من المطلقة الرجعية.
- يشترط في الزوجة التي تقوم بتطبيق تقديم الخلع من زوجها أن تكون أهلا للتصرف في مالها وهو يجب أن تكون المطلقة عاقلة ورشيدة وغير مجنونة فلا يصح من المحجوب عليها لسفه أو عنه أو الصغيرة أو المريضة.
3- الركن الثالث هو الصيغة
- أوضح بعض فقهاء الحنفية أن صيغة الخلع قد تكون بالكتابة فقط سواء بألفاظ كناية التي تفيد الهلع في معناها وصيغة الهلع عند الحنفية هي المفارقة والمباينة والمخالعة وقد تكون أيضا بألفاظ صريحة كقول الزوج إلى زوجته طلقتك على مال.
- أوضح الرأي الآخر من المالكية أن الخلع يتم بأي لفظ يؤدي إلى التفريق سواء بألفاظ كناية أو باللفظ الصريح حتى ولو كان دون عوض والخلع عند المالكية يعني المبارأة أي تفادي المرأة نفسها من الزوج وذلك عن طريق تقديم المال له.
- أوضح الشافعية أن صيغة الخلع عندهم تكون بالألفاظ الصريحة فقط والتي تدل على الطلاق بشكل واضح وصريح وذلك لأن الخلع كما هو متعارف عليه هو الفرقة بين الزوجين وتعني المفاداة في القرآن الكريم بمعني التفرقة.
- قسم الحنابلة صيغة الخلع إلى قسمين إما أن تكون صريحة أو تكون بلفظ الكناية مثل قول الرجل فارقتك أو وافقت على الخلع فهذا لفظ صريح أو بائنتك وهو لفظ الكناية بمعني المفارقة ولكن بطريقة غير معروفة ولكن شرعية.
أثر الخلع وحقيقته
- يترتب على الخلع بين الزوج والزوجة على انحلال العقيدة الزوجية بينهما وإنهاء العلاقة الزوجية باعتبار فسخ النكاح وحل الرابطة الزوجية ويصبح بعدها الزوج والزوجة أجنبيين عن بعضهم البعض.
- قال بعض الفقهاء أن الخلع يعتبر طلاق بائن، حيث أن الخلع يعتبر بإرادة أحد الزوجين مقابل مبلغ من المال بينما الفسخ يترتب عليه فرقة الزوجين دون اختيار لهم.
- قال أحد الفقهاء أن الخلع يعتبر فسخا والفسخ يتم بالتراضي بين الزوجين وهذا القول ذهب إليه بعض الصحابة مثل عثمان ابن علان رضي الله عنه وابن عباس رضي الله عنه وابن عمر والإمام أحمد والإمام داوود.
وفي النهاية قد علمنا عبر مقال الخلع في الإسلام، ما هي أهم شروط الخلع الذي يتم عن طريق الزوجة مقابل مبلغ من المال الخاص بها لكي تفدي نفسها من الزوج بسبب نقص في أخلاقه أو عدم تدينه أو ابتعاده عن الله ويعتبر الخلع جائز ومباحث في الإسلام وهناك آيات وأحاديث تدل على ذلك.