لا تتبعوا خطوات الشيطان

لا تتبعوا خطوات الشيطان، قال الله تعالى في كتابه  الكريم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ) صدق الله العظيم، ناهيا المؤمنين عن أن يتبعوا خطوات الشيطان التي تدفعهم إلى ارتكاب كل ما حرمه الله سبحانه وتعالى.

فقد اشتملت الآية على الكثير من الأحكام الخاصة بالأسرة، كما أنها أوضحت الآداب الاجتماعية التي لابد من اتباعها.

هذا بالإضافة إلى أنها أوضحت بعض الحدود الشرعية والتي من أبرزها توضيح حد الزنا، ومن خلال الأسطر التالية عبر موقع مقال maqall.net سوف نتحدث عن هذا الموضوع بالتفصيل، فلنتابع سويا.

تفسير آية: لا تتبعوا خطوات الشيطان

• جاءت هذه الآية في سورة النور، وهذه السورة واحدة من السور المتفق عليها من جميع العلماء أنها مدنية، ويبلغ عدد آياتها 64 آيه، واشتملت السورة على الكثير من الأحكام العامة.
• من أهم ما اشتملت عليه هذه السورة أنها أوضحت الأحكام العامة التي تتعلق بالأسرة، ويرجع السبب في ذلك إلى أن الأسرة تعتبر نواة المجتمع.
  • هذا بالإضافة إلى أنها أوضحت الكثير من الآداب الاجتماعية التي يجب على المؤمنين الالتزام بها والتمسك بها أيضا.
• ومن أهم هذه الآداب أنه فرض على المؤمنين غض البصر، وحفظ الفروج، والاستئذان عند الدخول لأي مكان، هذا بالإضافة إلى إنها حرمت الاختلاط.
• كما أن السورة أوضحت ما يجب أن تكون عليه الأسرة المسلمة من الستر والعفاف، وكذلك النزاهة والطهارة.
  • ويرجع السبب في ذلك إلى أن هذه الأمور تحافظ على الأسرة من التفكك والانهيار الخلقي الذي قد يلحق بها.
• وقد ذكرت في هذه السورة أيضا بعض الحدود الشرعية الخاصة ببعض الجرائم الشنيعة المحرمة، فبينت حد الزنا وهو الرجم، وحد القذف، هذا بالإضافة إلى توضيح حكم اللعان.
  • ومن الجدير بالذكر أن التشريع لهذه الحدود جاء من أجل الحفاظ على المجتمع من التحلل الخلقي والفساد والفوضى التي قد تلحق به.
  • كذلك الحفاظ على الأمة الإسلامية من التردي والوقوع في بؤرة الدعارة والجنون، وكذلك الإباحية والفجور.
  • فكل هذه الأمور تؤدي إلى اختلاط الأنساب وضياعها، وغياب العرض والشرف من المجتمع.
• ومن الجدير بالذكر أن سورة النور قامت بمعالجة الكثير من النواحي، والتي من أخطرها ناحية الأسرة، وحيث تحفها الكثير من المخاطر والتي من أهمها العرض والشرف.
  • وما يتبعها من انتشار خبر الفاحشة بين الناس في المجتمعات، وتعرض الكثير من الأبرياء للاتهام، ومعالجة الكثير من الأمراض الاجتماعية.

اقرأ أيضا: زيادة الإيمان ونقصانه

الحماية من الشيطان

يوجد الكثير من النصائح التي تحتوي عليها آية “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ”، وفيما يلي سنذكر أبرز هذه النصائح:

• الحرمة التي فرضها الله على المؤمنين في اتباع خطوات الشيطان في أمور الباطل والسوء التي يزينها للمؤمن، والمشي في الفحش والمنكر.
• أوضحت الآية الكريمة أيضا أن من يقوم باتباع الشيطان وتنفيذ ما يزينه له من فحش ومنكر وأمور سوء، يجعل الإنسان شيطانا يأمر بالفحشاء والمنكر التي حرمها الله سبحانه وتعالى.
• أوضح الله سبحانه وتعالى أيضا في هذه الآية أن من نجاهم الله من اتباع هذه الخطوات عليهم أن يتواضعوا ولا يتكبروا بسبب ذلك.
  • ويرجع السبب في ذلك إلى أن هذه العصمة من توفيق الله لهم ليس من تلقاء أنفسهم.

كما أدعوك للتعرف على: اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا واغفر لنا

مداخل الشيطان

من الجدير بالذكر إن سورة النور احتوت على الكثير من التفاصيل، والتي منها أوضحت المداخل التي يمكن أن يدخل منها الشيطان للقلب، فالقلب مثل الحصن، والشيطان يود في دخول هذا الحصن والاستحواذ عليه.

ومن البديهي انه لا يقدر على حماية هذا الحصن إلا من يقوم بحراسة أبوابه، ولكي تقوم بحراسه هذه الأبواب لابد وأن تتعرف عليها.

لذلك فإن معرفة أبواب القلب تعتبر طريقة لكي تستطيع تحصين نفسك من الشيطان، ومداخل الشيطان كثيرة وعديدة ومنها:

• الغضب والشهوة: ويعتبر هذا الباب من أكثر الأبواب التي تكون مدخل للشيطان، حيث أنه يوجد الكثير من الناس يصعب عليهم السيطرة على أنفسهم عندما يغضبون.
  • فيسهل على الشيطان دخول قلوبهم والاستحواذ عليهم، فيعتبر الغضب هو غول العقل، فبينما ضعف جند العقل عند الإنسان هجم على الفور غول الشيطان.
• الشبع من الطعام: وهو أخطر ما يمكن أن يكون مدخل للشيطان حتى إن كان الطعام حلالا.
  • ويرجع السبب في ذلك إلى أن الشبع يساهم بشكل كبير في تقوية الشهوات، والتي تعد أخطر أسلحة الشيطان.
• العجلة: من أكثر المداخل التي يمكن للشيطان الإقبال عليها، ففي حديث عن رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: (إن العجلة من الشيطان، والتأني من الله سبحانه وتعالى).
• الحسد والحرص: يعتبر كلا من الحسد والحرص من أكثر أبواب الشيطان التي يمكن أن يقبل على أنه يدخل منها.
  • ويرجع السبب في ذلك إلى أن حرصه أعماه عن رؤية الشيطان، فلا يستطيع رؤية الشيطان إلا من يمتلك نور البصيرة، فنور البصيرة هو الذي يعرف الشيطان.
• سوء الظن بالمسلمين: فقال الله تعالى في كتابه الكريم في سورة الحجرات: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ ).
  • فالمؤمن تجده دائما يلتمس العذر لأخيه المسلم ولا يسئ الظن به أبدا، بينما المنافق دائما يركز على العيوب.
• لكن يتردد على أذهان الكثير من الناس سؤال ما هو الحل والعلاج الذي يدفع الشيطان؟، هل يكفي ذكر الله سبحانه وتعالى، وقول لا حول ولا قوة إلا بالله؟
  • والجواب يكمن في إنك لابد أن تتحصن بذكر الله، وتقوم بسد جميع مداخل القلب وتطهيره من جميع الصفات المذمومة.

كما يمكنكم الاطلاع على: تفسير آية وما توفيقي إلا بالله

تفسير ابن كثير لآية لا تتبعوا خطوات الشيطان

يقول ابن كثير أن خطوات الشيطان تعني طريقه ومسلكه وما يأمر به، كما أن قول (من يتبع خطوات الشبطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر) فيه تحذير من الله عز وجل من الانصياع لأوامره.

تفسير الطبري لآية لا تتبعوا خطوات الشيطان

فسر الطبري هذه الأية بأن الله ينصح المؤمنين بأن لا يسلكوا طريق الشياطين وسبلهم، مع عدم الوقوف على آثارهم من خلال إشاعة الفواحش في المؤمنين، فالشياطين تأمر بكل ما هو فاحش كالزنا.

أسئلة شائعة حول خطوات الشيطان