هل الأموات يأكلون ويشربون في البرزخ
المسلم المؤمن هو الذي لا ينشغل بالدنيا أكثر من الآخرة، لأنه على يقين بأن الحياة الدنيا مهما طالت فهي زائلة وإلى فناء، أما الآخرة فهي دار الحق التي سينتقل إليها جميع الخلق في اليوم الموعود وهو يوم القيامة.
ومن مظاهر التفكير في الآخرة الرغبة في التعرف على حياة الأموات في البرزخ، فالبعض يسأل هل الأموات يأكلون ويشربون في البرزخ، وهل يوجد ليل ونهار في عالم البرزخ، وغيرها من الأسئلة المختلفة، وفي هذا الموضوع سنجيب على هذه التساؤلات.
محتويات المقال
هل الأموات يأكلون ويشربون في البرزخ
لم يخبرنا الله عز وجل في كتابه الكريم أو من خلال نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم بالكثير من المعلومات عن الحياة في البرزخ، وخاصة عن طعام أهل القبور، ولذلك يمكننا قول أنه لا يوجد دليل من الكتاب والسنة يبين أن الأموات يأكلون ويشربون في البرزخ.
شاهد أيضا: هل الميت يشعر بمن يبكي عليه؟
هل يوجد ليل ونهار في عالم البرزخ
لم تُرد أي معلومات من القرآن والسنة تفيد بأن هناك ليل ونهار في عالم البرزخ، لكن يجب العلم أن ذلك العالم مختلف تمامًا عن عالمنا الذي نحن فيه الآن.
قد يهمك: هل الميت يشتاق إلى أهله
حياة الأموات في البرزخ
- عندما يموت الإنسان ويتم تكفينه والصلاة عليه تبعًا للسنة النبوية يتم دفنه في القبر، وفي أول ليلة في القبر يرسل الله عز وجل ملكين إلى الميت ليسأله الأسئلة التالية: من ربك، ما دينك، ومن نبيك.
- فإذا كان الميت مسلمًا ومؤمنًا بالله ورسوله وكان يؤدي العبادات المفروضة عليه في حياته الدنيا فإنه يجب ويقول: ربي الله، ديني الإسلام، ونبي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أخبرنا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام عن ذلك عندما قال:
- “إذا قبر الميت أو قال أحدكم أتاهُ ملكان أسودان أزرقان يُقال لأحدهما المنكر والآخر النكير، فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول ما كان يقول: هو عبدالله ورسوله، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله”.
- أما الميت الغير مسلم الذي كفر بالله تعالى في حياته الدنيا فإنه يعجز عن الرد على هذه الأسئلة، فيرد قائلًا عليها: هاه هاه لا أدري سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته، وربما يقول من الله؟ ومن نبيه. وما ديني؟، ففي نفس الحديث السابق يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
- “وإن كان منافقًا قال سمعت الناس يقولون فقت مثله لا أدري فيقولان قد كنا نعلم أنك تقول ذلك فيقال للأرض التئمي عليه فتلتئم عليه فتختلف أضلاعه فلا يزال فيها معذبًا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك”.
- وهذه الأسئلة التي يتعرض لها الميت بمجرد دخوله القبر وغلقه عليه وانصراف أهله عنه، ما هي إلا فتنة القبر، وهذه الفتنة كتبها الله عز وجل على جميع خلقه باستثناء الشهيد، والميت المرابط في سبيل الله المدافع عن أهله أو عرضه أو ماله، وأيضا أنباء الله ورّسله.
- واختلف علماء الدين حول تعرض الغير مكلفين لأسئلة المنكر والنكير كالطفل الصغير، فمنهم من قال أنهم يُسئلون لأن الدلائل عامة وليس خاصة، ومنهم من قال أنهم لا يُسئلون بسبب عدم التكليف.
عذاب القبر ونعيمه للأموات
- كما يحصل الميت سواء كان مؤمنًا أو كافرًا على الجزاء الذي وعده الله إياه في قبره، فالإنسان الذي كان صالحًا ومؤمنًا بالله ورسوله في الحياة الدنيا عندما يموت تتنزل عليه الملائكة لتبشره بالجنة.
- كما يُوسع عليه قبره بأمر من الله عز وجل حتى قيام الساعة، والدليل على ذلك قول الله عز وجل: “إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون”.
- أما الإنسان الكافر الذي لم يؤمن بالله وبرسوله في الحياة الدنيا ينال عذابه في الدنيا وفي القبر وفي يوم القيامة.
- والدليل على العذاب الذي سيحصل عليه الكافر قول الله تعالى: “سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم”، والمقصود بمرتين في الآية السابقة الأولى في الحياة الدنيا، والثانية في البرزخ، ثم الحصول على العذاب العظيم في يوم القيامة.
- وفي آية أخرى يقول عز وجل: “لنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون”، العذاب الأدنى المقصود به العذاب الذي يحصل عليه الكافر في القبر، والعذاب الأكبر الذي يحصل عليه في الآخرة.
- كما يقول الله عز وجل في كتابه الكريم: “النار يُعرضون عليها غدوًا وعشيًا ويوم تقوم الساعة أدخلوا ءال فرعون أشد العذاب”، وذلك يعني أن الكافرين سوف تُعرض عليهم النار في القبر، ثم سيُعذبون بها أشد العذاب يوم القيامة.
- ومن الأدلة النبوية على وجود عذاب في القبر ما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: “مر نبي الله صلى الله عليه وسلم على قبرين يُعذبان، فقال:
- أما إنهما ليعذبان، وما يُعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من بولهِ، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة، ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين، ثم غرز في كل قبرٍ واحدة، فقالوا: يا نبي الله لم صنعت هذا؟ فقال: لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا. (متفق عليه).
- وبالجدير ذكره أن الميت في القبر يشعر بالإنسان الحي الذي يزوره في قبره، والدليل على ذلك قول ابن عبد البر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “ما من مسلم مر على قبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام.
- وقد ذكر ابن القيم أن الميت يحس ويشاهد الزائر الذي يحضر إليه عند قبره، وذلك بحسب العديد من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وأشار إلى أن الميتين مقسمين إلى قسمين:
- قسم يكون في نعيم ورخاء لديهم إمكانية الشعور بالزائر وأيضا ملاقاة غيرهم من الأموات، وقسم أخر يكون في عذاب شديد؛ ويكونون منشغلين بعذابهم.
اخترنا لك: هل الميت يشعر بالبرد؟
أسئلة شائعة حول الأموات في البرزخ
ما هو حال المسلم والكافر في حياة البرزخ؟
المسلم الصالح سوف تعرض عليه الجنة في البرزخ، أما الكافر فسوف تعرض عليه النار.
ما هو حال الشهداء في البرزخ؟
يقول الله تعالى عن الشهداء (بل أحياء ولكن لا تشعرون)، فالشهداء أرواحهم تدخل الجنة ويُنعمون بها.
ما هو البرزخ؟
البرزخ هو الحالة التي يمر بها الإنسان بعد الموت وقبل يوم القيامة، حيث يعيش في حالة بينية بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة.
ماذا يعني الحياة في البرزخ؟
في البرزخ، يختبر المؤمنون والكافرون حياة البرزخ بحسب أعمالهم في الدنيا. المؤمنون يعيشون في نعيم وراحة، بينما يختبر الكافرون العذاب والشقاء.
هل يمكن للأموات سماع دعاء أحبائهم؟
يعتقد كثيرون أن الأموات يمكنهم سماع دعاء أحبائهم في البرزخ، ولكن هذا مسألة غير محددة بوضوح في الكتاب والسنة، وتبقى مسألة تحتمل التفسيرات المختلفة.
ما هي أهمية الدعاء للأموات في البرزخ؟
يعتقد الكثيرون أن الدعاء للأموات يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على وضعهم في البرزخ، فقد يصل الدعاء إلى الأموات كدعم روحي ونفسي لهم في حياتهم البينية.