هل المرض يخفف من عذاب القبر

إذا ابتلى الله الإنسان بمرض قد يكون تكفيراً لذنوبه في الدنيا حتى يلقى الله تعالى في الآخرة تقي نقي، فعن عائشة رضي الله عنها قالت قال “رسول الله صلى الله عليه وسلم” (ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عز وجل عنه حتى الشوكة يشاكها)، فبما أن المرض من مكفرات الذنوب فهل معنى ذلك أن المرض يخفف من عذاب القبر؟ هذا ما سنتعرف عليه من خلال هذا المقال.

هل المرض يخفف من عذاب القبر؟

  • يبتلى الإنسان في أعز ما يملك سواء فقد أو مصائب أو أمراض فيكون هذا الابتلاء لكثرة ذنوب ومعاصي صاحبه.
    • فيبتليه الله بالمصيبة على وجه المجازاة والعقوبة العاجلة.
  • أو قد يكون رغبة من الله في رفعه درجات المؤمن واختبار صبره على ما أصابه وزيادة في حسناته وتكفيراً لسيئاته.
  • فإذا ابتلي الإنسان منا في صحته يعد من أشد الابتلاءات عليه، ولكن الله رحيم على عباده حتى فيما يبتليهم به.
  • فقد ثبت في السنة النبوية أن من مات مبطوناً لا يعذب في قبره.
    • والمبطون هو كل من به أذى في بطنه كمريض السرطان وغيره.
  • ودليل ذلك قول “الرسول صلى الله عليه وسلم “{مَن قتلَه بطنه لم يعَذَّبْ في قبرِهِ؟ فقالَ أحدهما لصاحبِهِ: نعَم}.
    • فهذا دليل على أن الأمراض التي يصاب بها الإنسان في الدنيا تخفف عنه من العذاب في الآخرة.

اقرأ أيضا: ما هو عذاب القبر في القرآن للشعراوي بالتفصيل

إلى أي درجة يشفع المرض ويخفف عن صاحبه عذاب القبر

  • إن الحد الذي يخففه المرض من العذاب لا يعلمه إلا الله، ولكن على حسب مقدار معرفة البشر.
  • فإنه كلما تعذب الإنسان في مرضه وصارع وعانى كلما كان هذا العذاب من التعب رصيد غفران وشفاعة لذنوبه عند “الله تعالى”.
  • وكلما صبر العبد ولم يجزع ويشتكي من سوء ما أصابه راضياً وحامداً لما هو فيه فله من رحمة الله ومغفرته دخوله الجنة.
  • تنفيذاً لحديث “رسولنا صلى الله عليه وسلم” حيث قال (إذا مرض العبد بعث الله إليه مَلَكَيْنِ، فقال:
    • انظرا ماذا يقول لعوَّاده؟ فإن هو إذا جاءوه، حمِدَ الله وأثنى عليه، رفعا ذلك إلى الله عز وجل – وهو أعلم – فيقول:
    • لعبدي عليَّ إن توفيره أن أدخله الجنة، وإن أنا شفيته أن أبدل له لحماً خيراً من لحمه.
    • ودماً خيراً من دمه، وأن أكفر عنه سيئاته).

هل المتوفى بمرض السرطان شهيد؟

  • أكد أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء أن من توفى بمرض السرطان يعتبر شهيد لأنه مات مبطوناً ودليل ذلك قول:
    • “النبي صلى الله عليه وسلم” {الشهداء خَمسَة: المَطعون، وَالمبْطون، والغَرِيق، وَصَاحب الهَدْم وَالشَّهيد في سبيل الله} متفقٌ عليهِ.
  • وكذلك تجرى عليه أحكام الميت العادي من تغسيل وتكفين وصلاة عليه ودفن.

كما يمكنكم التعرف على: عذاب القبر ونعيمه في القرآن

تأكيد السنة النبوية في تخفيف المرض من عذاب القبر

  • في الصحيح من حديث أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
  • «مَا يصِيب المسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يشَاكهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّه بِهَا مِنْ خَطَايَاه».
  • قال عطاء بن أبي رباح: قَالَ لي ابن عَبَّاسٍ: ألَا أرِيكَ امْرَأَةً مِن أهْلِ الجَنَّةِ؟ قلت: بَلَى، قَالَ:
    • هذِه المَرْأَة السَّوْدَاء، أتَتِ النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلَّمَ فَقَالَتْ: إنِّي أصْرَع، وإنِّي أتَكَشَّف، فَادْع اللَّهَ لِي، قَالَ:
    • إنْ شِئْتِ صَبَرْتِ ولَكِ الجَنَّة، وإنْ شِئْتِ دَعَوْت اللَّهَ أنْ يعَافِيَكِ فَقَالَتْ: أصْبِر، فَقَالَتْ:
    • إنِّي أتَكَشَّف، فَادْع اللَّهَ لي أنْ لا أتَكَشَّفَ، فَدَعَا لَهَا» (متفق عليه).
  • بالإضافة إلى قول “الرسول صلى الله عليه وسلم” : «ولا يزال البلاء بالمؤمن في أهله وماله وولده حتى يلقى الله وما عليه خطيئة».
  • بالإضافة إلى كل ذلك، ألم يقل “الرسول صلى الله عليه وسلم”:
    • «إذا أراد الله بعبد خيراً عجّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه، حتى يوافي به يوم القيامة».
  • فو الله ما أعظم الجزاء للعبد القانط الصابر ووالله لهي أعظم خاتمة فعلى قدر البلاء ينزل لطف الله.
  • حتى أنه من عظيم ما يراه المريض يوم الحساب يتمنى الشخص المعافى لو أنه قد أصيب مثل ما أصيب غيره استشهاداً بقول.
  • “رسول الله صلى الله عليه وسلم”: «يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض». رواه الترمذي

أجر من يبتلى بمرض

  • يصيب الله المؤمن رغبة في منزلة عالية له لا يمكنه عمله من الوصول لها فيبتليه الله عز وجل حتى يصل إلى هذه المنزلة.
  • ودليل ذلك قول “رسولنا صلى الله عليه وسلم” (إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله، ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده).
  • ينال الصابر على المصائب والأمراض الكثير من الثواب في الآخرة حيث قال تعالى:
    • “إِنَّمَا يوَفَّي الصَّابِرونَ أَجْرَهمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ”.
  • كلما أحسن العبد الظن بالله وتيقن من لطفه ورحمته به
  • حظي بمحبة الله تعالى له حيث قال: (وَاللَّه يحِبّ الصَّابِرِينَ).
  • خير العطايا من الله للمؤمن.
  • بشرى من الله لمن صبر على البلاء بعظيم المنزلة والأجر.
  • هكذا وصل إلينا أن المرض يخفف من ذنوب المريض وبالتالي كلما قلت الأعمال السيئة للإنسان كلما خف عنه عذاب القبر.

كما يمكنكم الاطلاع على: دعاء عن عذاب القبر

الأمراض التي تكفر الذنوب

أي أذى يلحق بالإنسان يكون سببًا في تكفير ذنوبه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عز وجل عنه حتى الشوكة يشاكها.

ويقول النبي عليه الصلاة والسلام أيضا: ما يصيب المسلم من نَصَبٍ ولا وَصَبٍ ولا هَمّ ولا حَزَنٍ ولا أذى ولا غَمّ حتى الشوكة يُشَاكُها إلا كفَّر الله بها من خطاياه.

أيضا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض.

فضل الصبر على الأمراض والمصائب

فضل الصبر على الأمراض والمصائب هو موضوع يتناوله العديد من الأديان والفلسفات، وفي الإسلام، يُعتبر الصبر من الفضائل العظيمة التي يحث عليها الله ورسوله، ويشددون على أهميتها في مواجهة الصعاب والابتلاءات. إليك بعض الفوائد والفضائل للصبر على الأمراض والمصائب:

  • قرب من الله: الصبر على الأمراض والمصائب يقرب المؤمن من الله، فهو يظهر الثقة بقضاء الله وقدره ويعزز الاعتماد عليه في كل الأوقات.
  • تطهير الذنوب: يُعتبر الصبر على الأمراض والمصائب وسيلة لتطهير الذنوب ورفع الدرجات، حيث يُجاهد المؤمن في الصبر على البلاء معتمداً على الله.
  • تقوية الإيمان: يُقوي الصبر على الأمراض والمصائب الإيمان ويزيد الثقة في قدرة الله على التغلب على الصعاب والمحن.
  • تعزيز الصلابة النفسية: يساعد الصبر على الأمراض والمصائب في تعزيز الصلابة النفسية والقوة العقلية، مما يسهم في تحمل الصعاب والمحن بشكل أفضل.
  • المساهمة في النجاح: يمكن أن يؤدي الصبر على الأمراض والمصائب إلى تحقيق النجاح والتقدم في الحياة، حيث يُعزز الصبر العزيمة والإصرار على التغلب على العقبات.

دعاء للميت في القبر

  • (اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عنْه وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ القَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ).
  • (اللهم أنت ربها، وأنت خلقتها، وأنت هديتها للإسلام، وأنت قبضت روحها، وأنت أعلم بسرها وعلانيتها، جئنا شفعاء فاغفر له).
  • اللهمّ اجزه عن الإحسان إحساناً، وعن الإساءة عفواً وغفراناً.
  • اللهمّ افسح له في قبره مدّ بصره، وافرش قبره من فراش الجنّة.
  • اللهمّ يمّن كتابه، ويسّر حسابه، وثقّل بالحسنات ميزانه، وثبّت على الصّراط أقدامه، وأسكنه في أعلى الجنّات، بجوار حبيبك ومصطفاك صلّى الله عليه وسلّم.

أسئلة شائعة حول تخفيف المرض لعذاب القبر

هل يمكن أن يكون المرض سببًا لتخفيف عذاب القبر؟

نعم، يمكن للمرض أن يكون سببًا لتخفيف عذاب القبر، حيث يمكن أن يكون صبر المريض على الألم والمعاناة سببًا لمغفرة الذنوب وزيادة الثواب في الآخرة.

ما هي الصفات التي ينظر إليها الله في المريض لتخفيف عذاب القبر؟

ينظر الله في صفات المريض مثل الصبر والرضا بقضاء الله والاستسلام لأمره، فإذا كان المريض يتحمل مرضه بصبر واحتساب للأجر، فقد يكون ذلك سببًا لتخفيف عذاب القبر.

هل يجب على المريض أداء شيء معين لتخفيف عذاب القبر؟

يجب على المريض أن يتحلى بالصبر والرضا على قضاء الله وقدره، وأن يستغل فترة المرض في الاستغفار والدعاء والعبادة، فهذه الأعمال الصالحة قد تكون سببًا لتخفيف عذاب القبر.

هل ينطبق هذا الأمر على جميع أنواع الأمراض؟

نعم، يمكن أن يكون صبر المريض واحتسابه للأجر سببًا لتخفيف عذاب القبر بغض النظر عن نوع المرض، سواء كان جسديًا أو نفسيًا.

هل هناك أدعية محددة يمكن للمريض قراءتها لتخفيف عذاب القبر؟

يمكن للمريض قراءة الأدعية الخاصة بالاستغفار والرضا بقضاء الله والصبر على الأمراض، ويمكن أيضًا لأفراد العائلة والمحيطين به الدعاء له بالشفاء والراحة.

مقالات ذات صلة