هل الاسترجاع يبطل الصيام
الاسترجاع والقيء المستمر من المشاكل التي يواجهها الكثير من الأشخاص وتمثل لديهم مشكلة كبيرة بل معاناة يومية وتساؤلات عديدة تدور في أذهانهم.
ومن أكثر هذه التساؤلات هل الاسترجاع يبطل الصيام في شهر رمضان الكريم أو حتى في الأيام العادية.
عند الصيام وحدوث الاسترجاع يبدأ الشك يتسلل الى هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من الاسترجاع بصفة مستمرة حول ما إذا كان صيامهم صحيح أم لا، لذا سوف نجيب عن هذا التساؤل من خلال الآراء والفتاوى لأصحاب العلم حول هذا الموضوع.
محتويات المقال
هل الاسترجاع يبطل الصيام
الكثير مننا يعاني من الاسترجاع بشكل مستمر على مدار اليوم ورغم المحاولات في العلاج من هذا المرض يظل عالق بالأشخاص، يسبب لهم مشاكل كثيرة من أهمها مشكلة الصيام في صحته من بطلانه مع حدوث الاسترجاع.
الاسترجاع في صيام النوافل
أن الصيام لا يقتصر على شهر رمضان الكريم فقط، ولكن على مدار السنة هناك الكثير من صيام النوافل المحببة عن سنة رسول الله صل الله عليه وسلم التي يحرص الكثير على صيامها طمعاً في الأجر والثواب.
لذلك عند حدوث الاسترجاع أثناء صيام النوافل يدخل الشك في عقل الصائم ويتساءل هل صيامه صحيح أو لا.
فرق أصحاب الفتوى الاسترجاع إلى قسمين هما:-
الاسترجاع عن عمد
قال أصحاب الفتوى من علماء الدين أن الاسترجاع عن عمد يبطل الصيام لما يخرج من طعام عن عمد من الصائم وهو يتعمد ذلك ويقصده، لذلك فأن صيام الصائم للنافلة غير صحيح.
ولو أكمل صيامه فلا يحتسب له لأنه تعمد إخراج الطعام وهذا لا يصح أبداً ويجب عليه الاستغفار وعدم فعل هذا عمدا أثناء الصيام لكي يكون صيامه صحيح ويتقبل منه الله.
اقرأ أيضا: هل يجوز الصيام بدون طهارة من الدورة الشهرية؟
الاسترجاع دون قصد
- أحيانا يصاب الإنسان بالاسترجاع نتيجة لعدة عوامل مرضية أو غير ذلك ويتساءل ما إذا كان صيامه صحيح أو لا.
- ويجيب أصحاب الفتوى أن الاسترجاع دون قصد أثناء صيام النوافل أوجب الصائم أن يفطر فهو مبطل للصيام برغم حدوث الاسترجاع دون عمد وإصرار من الصائم.
- أي حدث بالرغم عنه دون إرادة منه في ذلك فيجب عليه الإفطار والصيام في أي يوم آخر.
- ويتقبل منه الله عز وجل بأذن الله وهذا استناداً على أحاديث صحيحة للرسول الكريم صل الله عليه وسلم.
الاسترجاع أثناء قضاء أيام الإفطار في رمضان
يجب التفريق بين حالتين وهما:
الاسترجاع عن عمد ونيه من الصائم
أثناء قضاء الصائم لأيام أفطر فيها في شهر رمضان الكريم يبطل الصيام لأن القضاء هو دين لأيام فرض فيها الصيام، والدين وجب أن يقضي لذلك لا يعتبر الصيام صحيح ويجب عليه قضاء يوم آخر بدلا من هذا اليوم الذي استرجع وأفطر فيه عن عمد ونيه منه.
الاسترجاع بدون قصد من الصائم
رأى أصحاب الفتوى إذا حدث الاسترجاع للصائم أثناء القضاء عن أيام الفطر في شهر رمضان الكريم بدون قصد ونية منه فصيامه بأذن الله صحيح، ويكمل صيامه ولكن لا يجوز أن يشرب الماء بعد الاسترجاع.
ولكن يكمل صيامه ويحتسب له بإذن الله كما اخبرنا رسول الله صل الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة التي تحدثت في مثل هذه المسائل.
الاسترجاع في صيام شهر رمضان الكريم
- فرض الله عز وجل الصيام على المسلمين في شهر رمضان الكريم.
- وحدد الله عز وجل في كتابه الكريم مبطلات الصوم، ومن هو الذي وجب عليه الصيام، ومن الذي أحل له الفطر.
- كما أوضح إلينا رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم مبطلات الصوم في أحاديث كثيرة صحيحة، رواها لنا الصحابة رضي الله عنهم عن رسول الله صل الله عليه وسلم.
- كما فرق أصحاب الفتوى، وأوضحوا مبطلات الصوم في نهار رمضان، وفي شأن الاسترجاع في نهار شهر رمضان الكريم فرق أصحاب الفتوى بين حالتين وهما:-
الاسترجاع عن عمد وقصد في نهار شهر رمضان الكريم.
إن الصوم فريضة فرضها الله علي كل مسلم عاقل بالغ، فهو يهذب النفس ويكبح الشهوات فهو من العبادات التي تأتينا شهر واحد في السنة.
لذلك الحرص على الصوم الصحيح فيه يكون غاية للمسلمين جميعاً، لذلك أوضح أصحاب الفتوى أن الاسترجاع في نهار شهر رمضان الكريم مبطل للصوم، لأن الصائم تعمد إخراج الطعام عن قصد ونية منه.
لذلك لا يصح صيامه ويكون عليه الاستغفار وقضاء هذا اليوم الذي أفسد صيامه فيه، ولا يوجد كفارة له لأن كفارة الإفطار في رمضان جاءت عن الجماع فقط، لذلك يجب القضاء فقط عن هذا اليوم في أي يوم آخر.
شاهد أيضا: هل ممارسة العادة السرية في ليل رمضان يبطل الصيام؟
الإسترجاع دون قصد ونية من الصائم في نهار شهر رمضان الكريم
- من الممكن أن يصيب الإنسان الإسترجاع في أي وقت.
- ودون سبب واضح فهذا الفعل يخرج عن سيطرة الإنسان وعلى غير قصد منه.
- أو نية مسبقة أو فعل متعمد حدوثه مثل إدخال الاصبع في داخل الحلق مما يسبب الإسترجاع.
- كما يحدث الإسترجاع أيضاً حين يشمئز الإنسان من شيء ما.
- لأن الشعور بالاشمئزاز من الممكن أن يصاحبه إسترجاع في كثير من الحالات.
- لذلك أثناء الصيام يجب الابتعاد عن الأشياء التي تسبب الاشمئزاز.
- حتى لا يقع الصائم في خطأ الاسترجاع عن عمد.
- لكن في كلا الحالتين من حالات الاسترجاع التي ذكرناها.
- فإن أصحاب الفتوى من العلماء يقرون بصحة الصيام في كلا الحالتين للاسترجاع، بغير قصد وعمد من الصائم في نهار شهر رمضان الكريم.
- لذلك يعتبر صيام الصائم الذي حدث له الاسترجاع بأي حاله أو طريقة عن غير عمد وقصد منه.
- صحيح ويجوز له بل ويجب أن يكمل صيامه وليس عليه حرج في ذلك.
- ولا يجوز شرب الماء بعد الاسترجاع وإلا يفسد صيامه.
- كذلك لا قضاء له عن هذا اليوم لأن الصيام يعتبر صحيح طالما حدث الإسترجاع دون قصد ونية منه لهذا الفعل.
كفارة الاسترجاع بغير قصد في نهار رمضان
- الصيام فرض من الله يختبر به صبر وقوة المؤمنين.
- ومدي طاعتهم للأوامر التي أمرنا بها.
- والابتعاد عن كل ما نهانا الله عنه، ومن الأوامر التي أمرنا الله بها هي فريضة الصيام.
- كما حدد لنا الضوابط التي تخص هذه الفريضة العظيمة من حيث مبطلات الصوم وكيفية القضاء عن أيام الفطر في شهر رمضان الكريم.
- أيضا أوضح لنا الحالات التي يجب الكفارة عنها والحالات التي لا تستوجب قضاء كفارة لها.
- أوضح لنا العلماء من أهل الفتوى أن الاسترجاع في نهار شهر رمضان الكريم بغير عمد ونيه من الصائم.
- يصح معه الصيام وليس له قضاء.
- ولا توجد كفارة عليه في ذلك.
- لأنه لم يتعمد هذا الفعل. وجاء منه بشكل قصري بالرغم عنه.
- لذلك لا حرج في ذلك، ولا كفارة ولا قضاء له عن هذا اليوم.
كفارة الاسترجاع عن قصد في نهار شهر رمضان الكريم
- الاسترجاع عن قصد يكون بإدخال الإصبع في الفم حتى الحلق بقصد الاسترجاع وإخراج الطعام وهذا عمل منهي عنه أثناء الصوم.
- يعد هذا الفعل من مبطلات الصوم الذي حدثنا عنها رسول الله صل الله عليه وسلم وأخبرنا عنها الصحابة رضي الله عنهم.
- ومن يفعل هذا الفعل عامدا متعمداً فلا يصح صيامه، وعليه القضاء والاستغفار.
- ولكن ليس عليه كفارة، فقط قضاء هذا اليوم في أي يوم آخر.
اخترنا لك: هل النوم في حضن الزوج يبطل الصيام؟
الصوم وسيلة للتحلي بالإخلاص
- اختبار النية: الصوم يتطلب من المسلم نية خالصة لله تعالى، حيث يُجبر المسلم على الامتناع عن الطعام والشراب وسائر المفطرات من الفجر حتى المغرب، وهو أمر لا يمكن أن يُظهره أو يتحقق منه إلا الله. هذا يُعزز من الإخلاص لأن الصوم يعكس مدى تفاني الشخص في طاعة الله.
- الخصوصية: الصوم يُعد عبادة خاصة بين العبد وربه، حيث قال النبي محمد ﷺ: “قال الله: الصوم لي وأنا أجزي به”. مما يعكس أن الصوم يُظهر العلاقة الحميمة والخاصة بين العبد وربه.
- الابتعاد عن الرياء: بما أن الصوم عمل لا يمكن أن يراه الناس بالكامل (مثل الصلاة أو الزكاة)، فإن الصائم يكون في معزل عن الرياء، مما يزيد من إخلاصه لله.
الصوم وسيلة للتحلي بتقوى الله عز وجل
- التقوى: يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” (البقرة: 183). الصوم يُعزز التقوى لأنه يعلم المسلم التحكم في شهواته وابتعاده عن المحرمات.
- التقليل من الانشغال بالدنيا: أثناء الصوم، يبتعد المسلم عن الكثير من المتع والملذات الدنيوية، مما يُمكنه من التركيز على العبادة والتقرب من الله، مما يُعزز من تقواه.
- التفكر والاعتبار: الصوم يذكّر المسلم بأحوال الفقراء والمحتاجين، مما يُحسّن من مشاعره تجاههم ويجعله أكثر تقوى وتعاطفاً.
- التربية على الصبر: الصوم يُعزز من صبر المسلم، وهو أحد أركان التقوى. الصبر على الجوع والعطش يُنمي قدرة المسلم على التحمل والابتعاد عن الخطايا.