هل الدعاء يغير القدر في نوع الجنين

سنناقش اليوم موضوع مهم يتساءل عنه كثير من الناس وهو: هل الدعاء يغير القدر في نوع الجنين؟ هذا السؤال الذي يود معرفة إجابته الكثيرون الذين يريدون نوع جنين معين.

ولا يتركون أي وسيلة من أجل تحقيق ما يريدون الحصول عليه، ومن ضمن هذه الأشياء التوسل إلى الله بالدعاء والذكر والعبادة، لذا سنقوم بالإجابة على هذا السؤال في مقالنا اليوم.

هل الدعاء يغير القدر في نوع الجنين

  • دلت السنة الصحيحة على أن الجنين يتكون في أول أيام الحمل خلال 45 يوماً الأولى.
  • ومن أراد المولود ذكراً أو أنثى فعليه أن يلجأ إلى الله تعالى بالدعاء الصادق قبل أن يأمر الله عز وجل الملك الموكل بتكوين الجنين وكتابة رزقه وتحديد أجله.
  • حينما تضع الحامل يدها على بطنها وتدعو الله بصدق قد يصادفها ساعة استجابة ويستجيب لها الله عز وجل، وكذلك الرجل حينما يدعو لزوجته ويخلص في الدعاء، فقد يستجيب الله سبحانه وتعالى له.
  • ذكر سماحة المستشار فيصل المولوي نائب رئيس المجلس الأوروبي للبحوث والإفتاء:
    • أنه ثبت في صحيح السنة أن جنس الجنين يتحدد في الليلة الثانية والأربعين من الحمل.
  • فقد ذكر في صحيح مسلم أنه (إذا مر على النطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكاً فصوّرها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها ثم يقول يا رب أذكر أم أنثى فيقضي ربّك ما يشاء، فيكتب الملك ثم يقول: يا رب أجله؟ فيقول ربك ما شاء ويكتب الملك. ثم يقول: يا رب رزقه؟ فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك، ثم يخرج الملك بالصحيفة من يده فلا يزيد على أمر ولا ينقص). حديث رقم 1849 كتاب القدر.
  • وقد وردت في روايات أخرى لمسلم وغيره من المفسرين، أن الجنين يتكون بعد 45 يوماً.
  • ومن المعروف في الإسلام أن سبل العيش ومواقيت الوفاة وكل ما يحدث في هذا الكون مسجل عند الله عز وجل في اللوح المحفوظ منذ ولادة الإنسان.
  • قد ذكر مسلم في صحيحه أنه (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة) حديث رقم 1843 كتاب القدر، وبالرغم من ذلك أمرنا بالاجتهاد والسعي.
  • وفي الحديث الصحيح (ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار.
    • وإلا قد كتبت شقية أم سعيدة، فقال رجل: يا رسول الله، أفلا نمكث في كتابنا وندع العمل؟ فقال:
    • من كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، ومن كان من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة.
    • فقال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له).
  • وبالرغم من ذلك أمرنا الله عز وجل بالدعاء، ووعدنا بالاستجابة، فقال تعالى: (ادعوني أستجب لكم…) (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب، أجيب دعوة الداعي إذا دعان…).
  • إذاً الدعاء يغير القدر في نوع الجنين والتوسل إلى الله عز وجل بإخلاص وحسن نية يجعل الله يحقق لنا ما نريد.

اقرأ أيضا: هل الدعاء يغير القدر المكتوب والنصيب ؟

أفضل وقت لدعاء الله بنوع الجنين

ليس للدعاء وقت محدد، إلا أنه يوجد أوقات محبب فيها الدعاء، وهذه الأوقات تكون مستحبة عند الله أكثر، وجواب الدعاء فيها أكثر احتمالية، لذلك إذا كنت تود نوع جنين معين فعليك بالتوسل إلى الله في هذه الأوقات:

  • آخر ثلث من الليل، لأنه ذكر في الحديث النبوي أن الله ينزل إلى السماء الدنيا في آخر ثلث من الليل.
  • قال رسول الله (ص): “يَتَنَزَّل رَبّنا تَبارَكَ وتَعالَى كلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثلث اللَّيْلِ الآخِر، يقول: مَن يَدْعونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلنِي فَأعْطِيَه، مَن يَسْتَغْفِرنِي فأغْفِرَ له” صحيح البخاري.
  • الدعاء بين الآذان والإقامة بما تريد، فقد يستجيب الله سبحانه وتعالى، حيث قال رسول الله (ص)“الدّعاء بين الأذانِ والإقامةِ مستجابٌ، فادْعوا” حديث صحيح في الجامع الصحيح وتخريج المسند.
  • الدعاء أثناء السجود، لقوله صلي الله عليه وسلم: “أَقْرَب ما يَكون العَبْد مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ”.

أدعية الأنبياء بالذرية

ومن أفضل الأدعية التي يجب عليك اتباعها: دعاء الرزق بالولد الصالح، ومن أفضل هذه الأدعية هي التي ذكرها الأنبياء في القرآن بقصد نوع الولد الذي تريده، ومن ضمنها الآتي:

  • “فَهَبْ لِي مِن لَّدنكَ وَلِيًّا ﴿5﴾ يَرِثنِي وَيَرِث مِنْ آلِ يَعْقوبَ وَاجْعَلْه رَبِّ رَضِيًّا” سورة مريم الآية رقم (5).
  • “رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْر الْوَارِثِينَ” سورة الأنبياء الآية رقم 89.
  • “رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذرِّيَّاتِنَا قرَّةَ أَعْينٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمتَّقِينَ إِمَامًا” سورة الفرقان الآية رقم 74.
  • “رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ” سورة الصافات الآية رقم 100.
  • “رَبِّ اجْعَلْنِي مقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دعَاءِ” سورة إبراهيم الآية رقم 40.

كما أدعوك للتعرف على: هل الدعاء يغير مافي الارحام

حكم الدعاء بتغيير نوع الجنين

يلجأ البعض إلى التلقيح الاصطناعي وتحديد نوع الجنين عندما يريدون مولودًا معينًا، ولكن انقسم العلماء في هذه الحالة الى نوعين:

  • نوع رجح ذلك وقال انه يجوز.
  • والنوع الأخر من العلماء رفضه، وقال أن فيه حرمانيه.

ملخص مقال الدعاء بتغيير نوع الجنين

يمكننا تلخيص هذا الموضوع على هيئة نقاط معينه وهي:

  • إذا علمت نوع الجنين، فلا تدعو بتغير نوعه مهما كان بل أدعو الله أن يحفظه لك ويحميه من كل الشرور وتقبله مهما كان حتى لا يشعر فيما بعد بالرفض منك والنقص.
  • وعندما تريد جنين معين فعليك بالدعاء من قبل معرفة نوع الجنين وحبذا أن يكون من قبل الحمل أصلاً.
  • عليك أن تأخذ بالأسباب، وتذكر الله وتدعوه وتتوسل إليه، وتتقبل نوع جنينك مهما كان في النهاية ولتعلم أن أمر الله كله خير.
  • أفضل دعاء هو دعاء الأنبياء فعليك بالدعاء كما كانوا يقولون.
  • يستحسن الدعاء في الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وعند السجود.
  • هناك من يحرم تغيير نوع الجنين من العلماء وهناك من يحلله.

كما يمكنكم الاطلاع على: ما الفرق بين القضاء والقدر والمكتوب

لا يَرُدُّ القَضَاءَ إلا الدُّعاء

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يرد القضاء إلا الدعاء”، والمقصود بالقضاء هنا القضاء المعلق، فهناك نوعين من القضاء، قضاء معلق يمكن أن يتغير بالدعاء، وقضاء محتوم سيتم تنفيذه في الموعد المحدد له ولا يرد بأي شكل من الأشكال.

هل الدعاء يغير القدر

كما ذكرنا من قبل أن القضاء والقدر نوعين منه ما يتغير بالدعاء ويسمى القدر المعلق الذي يتنافس هو والدعاء في السماء، فإذا غلب الدعاء القدر فإنه يتغير بفضل الله تعالى وإذا تكاسل العبد عن الدعاء نُفذّ القدر، وهناك قدر محتوم لابد أن يقع ولا يتغير ابدًا.

أماكن وأوقات استجابة الدعاء

استجابة الدعاء تعتبر من أهم الأعمال الروحية التي يسعى المسلم لتحقيقها، وهناك أوقات وأماكن معينة وردت في السنة النبوية تشير إلى أنها أوقات وأماكن استجابة. هنا بعض هذه الأوقات والأماكن:

أوقات استجابة الدعاء:

  • ثلث الليل الأخير:
    • قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟” (رواه البخاري ومسلم).
  • عند السجود:
    • قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء” (رواه مسلم).
  • بين الأذان والإقامة:
    • قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة” (رواه الترمذي وأبو داود).
  • آخر ساعة من يوم الجمعة:
    • قال النبي صلى الله عليه وسلم: “فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئًا إلا أعطاه إياه” (رواه البخاري ومسلم).
  • عند الإفطار في رمضان:
    • قال النبي صلى الله عليه وسلم: “للصائم عند فطره دعوة لا ترد” (رواه ابن ماجه).
  • يوم عرفة:
    • قال النبي صلى الله عليه وسلم: “خير الدعاء دعاء يوم عرفة” (رواه الترمذي).

أماكن استجابة الدعاء:

  • عند الكعبة المشرفة:
    • الدعاء في الحرم المكي وخاصة عند الكعبة له فضل كبير.
  • في المسجد النبوي:
    • الدعاء في الروضة الشريفة بين منبر النبي صلى الله عليه وسلم وبيته.
  • عند مقام إبراهيم:
    • الدعاء بعد صلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم في الحرم المكي.
  • عند الصفا والمروة:
    • أثناء السعي بين الصفا والمروة.
  • عند زمزم:
    • قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ماء زمزم لما شرب له” (رواه ابن ماجه).

أسباب عدم استجابة الدعاء

عدم استجابة الدعاء قد يكون له عدة أسباب مرتبطة بسلوكيات الإنسان أو حالته الروحية والنفسية. إليك بعض الأسباب المحتملة التي قد تؤدي إلى عدم استجابة الدعاء:

ضعف الإخلاص والنية

  • قد يكون الدعاء غير مخلص، أو النية ليست صافية تمامًا لله. يجب أن يكون الدعاء خالصًا لوجه الله تعالى.

الغفلة وعدم اليقين

  • الدعاء مع عدم الثقة في استجابة الله له أو مع غفلة القلب وعدم التركيز. النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلب غافل لاهٍ” (رواه الترمذي).

عدم الالتزام بالآداب الشرعية للدعاء

  • مثل عدم بدء الدعاء بالثناء على الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، أو الدعاء بما فيه إثم أو قطيعة رحم.

الكسب الحرام

  • قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا… ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذِي بالحرام، فأنى يُستجاب لذلك؟” (رواه مسلم).

التعجل واليأس

  • التعجل في انتظار الإجابة أو اليأس من رحمة الله. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي” (رواه البخاري ومسلم).

وجود موانع للدعاء

  • مثل الغفلة، قسوة القلب، الظلم، أو ارتكاب الذنوب الكبيرة. قال الله تعالى: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون” (البقرة: 186).

الاستمرار في المعاصي

  • ارتكاب الذنوب دون التوبة والندم عليها.

عدم الأخذ بالأسباب

  • الاعتماد على الدعاء وحده دون السعي والعمل بما يتطلبه الأمر من جهود وأخذ بالأسباب المشروعة.

عدم الصبر

  • الله قد يؤخر الإجابة لحكمة يعلمها، وقد يكون في التأخير خير للعبد.

أسئلة شائعة حول الدعاء والقدر

هل يمكن أن يغير الدعاء القدر؟

نعم، الدعاء يمكن أن يغير القدر. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يرد القدر إلا الدعاء) (رواه الترمذي وحسنه الألباني). الدعاء من الأسباب التي قدّرها الله سبحانه وتعالى لتغيير ما يشاء من الأقدار.

إذا كان الله يعلم ما سأدعو به، فلماذا أدعو؟

الدعاء يعبر عن العبودية لله والخضوع له، ويجلب للإنسان الراحة النفسية والطمأنينة. الله يحب أن يسمع دعاء عباده، وقد جعل الدعاء وسيلة لتحقيق الأماني والحاجات. قال الله تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) (البقرة: 186).

ما هو الفرق بين الدعاء المقدر والدعاء غير المقدر؟

الدعاء المقدر هو الدعاء الذي قدره الله في الأزل أن يفعله العبد، فيستجيب له الله. أما الدعاء غير المقدر فهو الذي لم يقدره الله في علمه الأزلي. الله يعلم ما كان وما سيكون، ويعلم دعاء العبد واستجابته، وكل ذلك مكتوب في اللوح المحفوظ.

هل يجب الدعاء عند كل حاجة، أم يمكن الاكتفاء بالدعاء العام؟

يمكن للإنسان أن يدعو دعاءً عامًا يطلب فيه الخير، ولكن من الأفضل أن يدعو لكل حاجة على حدة، ويخصص دعاءً لكل موقف. هذا يعكس تضرعه لله ويعبر عن حاجته الماسة لله في كل صغيرة وكبيرة.

كيف أعرف أن دعائي قد استجيب؟

استجابة الدعاء تكون بثلاثة طرق كما ورد في الحديث الشريف: أن يستجيب الله لدعائك ويحقق ما طلبته. أن يدخر لك الإجابة في الآخرة. أن يصرف عنك من السوء ما يعادل دعاءك.

مقالات ذات صلة