خروج المذي بشهوة هل يبطل الصيام؟
خروج المذي بشهوة هل يبطل الصيام؟ المذي هو سائل ابيض مائل للشفافيه لزج الملمس، ويختلف في مكوناته عن المني، كما يختلف في حكمه الشرعي أيضا.
ولا يختلف بين الرجال والسيدات، وربما ينزل المني من خلال المداعبة أو الرغبة في الجماع ويكون خروج المذي على شكل قطرات وليس تدفقا كما في المني.
محتويات المقال
خروج المذي بشهوة هل يبطل الصيام؟
- هناك بعض بعض الاختلاف بين المذي والمني في الأحكام الشرعية، ولكن أولا يجب أن تعرف الفرق بينهما.
- لعدم الوقوع في إفساد صومك وأنت لا تفرق بين المذي والمني، فهذا له حكم في الصيام، وذلك له حكم آخر.
شاهد أيضاً: ما حكم الماء المتطاير من تطهير بقعة نجسة؟
تعريف المذي
- المذي هو سائل شفاف مائل للزوجة، وينتج عن المداعبة بشتى صورها، أو المشاهدة لأشياء تثير الغرائز.
- حتى يمكن نزول المذي بمجرد التفكير في عملية الجماع، ولا فرق بين المذي الخارج من الرجل عن المذي الخارج من المرأة في دوافع إنزاله.
- إلا انه يميل إلى الاصفرار بعض الشيء عن المرأة، وينزل على شكل قطرات، كما انه يسبق نزول المني في العلاقة الحميمة.
- من الممكن أن يحتوي المذي على القليل من الحيوانات المنوية لذلك من الممكن أن يتسبب في الحمل في بعض الحالات.
- ويقوم إطلاق المذي من الإحليل إلى الأعضاء التناسلية عند الرجل أو المرأة إلى خارج الجسم.
- من خلال عملية تحفيز ناتجة عن بعض ممارسات الإثارة الجنسية المختلفة، مثل الدعابة أو المشاهدة أو التفكير وقد تختلف كميته من شخص إلى أخر.
تعريف المني
- يختلف المني عن المذي بشكل كامل، حيث أن خصائصه ودوافع خروجه ربما تختلف عن المذي.
- ويكون عادة خروج المذي تسبق خروج المني من الجسم، ويكون على شكل قذف، ويتميز بلونه المائل إلى البياض.
- كما أن رائحته وهو في حالة السيولة تشبه رائحة طلع النخيل أو ربما رائحة العجين.
- ويشعر الإنسان بعد خروج المني بحالة من الفتور.
شاهد أيضاً: حكم قول جمعة مباركة
الحكم الشرعي في خروج المذي
- اختلف العلماء في نزول المذي، ومن المذي بشهوة أثناء الصيام.
- وقد ذهب المالكية إلى من نزل منه المذي بمجرد الفكر أو الدعابة أو غيرها من غير استدامة، فقد يفسد صومه.
- ويجب عليه القضاء دون الكفارة، والاستدامة بمعنى انه انزل مني بالفعل، فإذا انزل مني.
- وجبت عليه القضاء والكفارة وان لم ينزل، فعليه قضاء يوم ولكن دون كفارة.
خروج المذي بشهوة هل يبطل الصيام
- ذهب فقهاء المالكية إلى أن خروج المذي من الصائم، بلذة معتادة أو عن نظر إلى مثيرات للشهوة فهو مبطل للصوم.
- أما في حالة نزول المذي بلا لذة، أو بلذة غير معتادة، ولو كانت عن مقدمات كالنظر بدون عمد.
- فإن نزول المذي غير مبطل للصيام، ولكن الأصح الابتعاد عن أي مثيرات للشهوة أو للغرائز أثناء الصيام.
- كما وافق الحنابلة قول المالكية في هذا الرأي، إلا أنهم اشترطوا أن يكون خروج المذي من الجسم، ناتج عن اللمس.
- أما في حال خروجه بالنظر ونحوه فإنه لا يفسد الصيام.
- كما استدلوا بهذا من قول السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم، ويباشر وهو صائم.
- وجاء في معنى حديث أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم “أملككم لأربه”.
- بمعنى أنه على الرغم من تقبيل النبي صلى الله عليه وسلم ومداعبته لنسائه إلا انه كان أملك الناس لحاجة نفسه.
- فلا تثور شهوته في الأوقات التي لا تنبغي ثورتها مثل الصيام.
- ومن لا يملك أربه يجب أن يبتعد عن أي مثيرات للشهوة أثناء الصيام.
- عن أبي هريرة: (أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن المباشرة للصائم، فرخص له، وأتاه آخر فنهاه عنها، فإذا الذي رخص له شيخ، وإذا الذي نهاه شاب) رواه أبو داود.
- ونجد في هذا الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى الرخصة لأحد ونهاها عن الأخر حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد أن الشاب عادة ما تثير المباشرة شهوته بخلاف الشيخ.
آراء العلماء في خروج المذي بشهوة أثناء الصيام
- وقال العلماء في حكم نزول المذي في الصيام، أنه يجب على الصائم الابتعاد عن كل ما يثير الشهوة في أوقات الصيام.
- فلا يجب عليه النظر إلى مفاتن زوجته أو معانقتهم أو تقبيلهم إلا بعد الإفطار وحتى أذان الفجر، حتى يتجنب شبهة إفساد الصوم.
- قال الإمام النووي:(قال المنصف: تكره القبلة على من حركت شهوته وهو صائم، ولا تكره لغيره، لكن الأولى تركها، ولا فرق بين الشيخ والشاب في ذلك، والاعتبار بتحريك الشهوة وخوف الإنزال.
- فإن حركت شهوة شاب أو شيخ قوي كرهت، وإن لم تحركها لشيخ أو شاب ضعيف لم تكره، والأولى تركها، وسواء قبل الفم أو غيرها.
- وهكذا المباشرة باليد والمعانقة لهما حكم القبلة، ثم الكراهة في حق من حركت شهوته كراهة تحريم عند المنصف وشيخه القاضي أبي الطيب والبدري وغيرهم.
شاهد أيضاً: حكم التعارف بين الرجل والمرأة بنية الزواج في المستقبل
وجوب الغسل عند نزول المذي
- ربما يختلف الحكم من نزول المني عن نزول المذي، فإن المذي سواء كان بشهوة من التقبيل أو الدعابة أو اللمس.
- لا يوجب الغسل كما اجمع الفقهاء والعلماء على هذا، أما المني فيجب الغسل للطهارة.
- أما بالنسبة للمرأة فإن المذي لا يفسد صومها ولا يلزمها بقضاء إلا في حالة أن تكون متأكدة أنه مني وخارج بالاستمناء.
- والراجح عند جموع العلماء أن المني الناتج عن الاحتلام أو التفكير لا يفسد الصوم ولا الكفارة ولا القضاء.
- ولكن عليك اجتناب الشبهات بعدم التفكير في الملذات أثناء فترة الصيام، أما المذي لا يفسد الصوم في المطلق.
- ولا يلزم الغسل منه لذلك على المرأة أن تتأكد من هذا.
قول الإمام ابن باز في خروج المذي بشهوة في الصيام
- يقول الإمام ابن الباز: أن خروج المذي لا يبطل الصيام، وهذا في أصح قول العلماء.
- سواء كان نزول المذي بسبب التقبيل، أو مشاهدة بعض الأفلام، أو التفكير، أو غير ذلك من مثيرات للشهوات للإنسان.
- ولا يجوز لمسلم مشاهدة الأفلام الخليعة، ولا للاستماع لما حرم الله عز وجل.
- أما خروج المني عن شهوة، فإنه يبطل الصيام واجمع على هذا جميع العلماء.
- سواء حدث نزول المني عن مباشرة أو قبلة أو تكرار النظر إلى مثيرات الفتن أو غير ذلك من الأسباب التي تثير الشهوة كالاستمناء وغيره.
- أما الاحتلام والتفكير فلا يبطل الصيام ولو خرج بسببها المني، ولا تلزم المتابعة في قضاء رمضان.
- بل يجوز تفريق ذلك لقوله تعالى في سورة البقرة الآية 184 (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ).
- وقال الشيخ ابن عثيمين في كتاب الشرح الممتع، والصواب أنه إذا باشر فامذى، أو استمنى فأمذى أنه لا يفسد صومه، وأن صومه صحيح.
- وهذا ما رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، والحجة فيه عدم الحجة.
- لأن هذا الصوم عبادة شرع فيها الإنسان على وجه شرعي فلا يمكن أن نفسد هذه العبادة إلا بالدليل.
شاهد أيضاً: حكم الزواج العرفي بدون شهود
وبهذا نكون قد جاوبنا على خروج المذي بشهوة هل يبطل الصيام، ووضحنا قول الفقهاء والعلماء في المذاهب الأربعة وتعرفنا على الفرق بين المني والمذي في الأحكام الشرعية.