معلومات غريبة عن حادثة الإفك
معلومات غريبة عن حادثة الإفك، كما يعلم الجميع أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، كانوا في منزلة كبيرة للغاية، وقد جعلهن الله سبحانه وتعالى أمهات للمؤمنين، ولكن كان للسيدة عائشة تحديدًا مكانة خاصة جدًا عن غيرها من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم.
محتويات المقال
معلومات غريبة عن حادثة الإفك
- كان أمر زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة، أمرًا من عِند الله سبحانه وتعالى، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الشأن.
- “أُرِيتُكِ قبلَ أن أتزوجَكِ مَرَّتَيْنِ، رأيتُ المَلَكَ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةٍ من حريرٍ، فقلتُ له: اكْشِفْ، فكشف فإذا هي أنتِ، فقلتُ: إن يَكُنْ هذا من عندِ اللهِ يُمْضِهِ، ثمّ أُرِيتُكِ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةٍ من حريرٍ، فقلتُ: اكْشِفْ، فكشف، فإذا هي أنتِ، فقلتُ: إن يَكُ هذا من عندِ اللهِ يُمْضِهِ”.
- قال نبي الله مُحمد صلى الله عليه وسلم عن السيدة عائشة: “فضلُ عائشةَ على النِّساءِ كفضلِ الثَّريدِ على سائرِ الطَّعامِ”. وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها أحبّ وأقرب عباد الله إلى سيدنا مُحمد صلى الله عليه وسلم.
شاهد أيضًا: معلومات لا تعرفها عن حريق غابات الأمازون
حادثة الإفك
- خلال حادثة الإفك لقد كان هناك شروعا في غزوة، تُدعى بغزوة “المريسيع”، وكان ذلك في تاريخ السنة السادسة أو الخامسة من الهجرة.
- حينها كانت السيدة عائشة رضي الله عنها لا تزال تبلغ من العمر الخامسة عشر فقط، وقد وقع عليها الاختيار بعد خروج سهمها من بين كافة أسهم زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم.
- حيث كان النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم يختار بين زوجاته من خلال الاقتراع، بمن سوف ترافقه خلال هذا السفر وهذه الغزوة.
- عقب انتهاء غزوة “المريسيع”، وقد جلب الناس أشائهم من أجل العودة، واستعد الجيش أيضًا بعد إنجاز المهمة، ذهبت السيدة عائشة بعيدًا عن الجيش والمسيرة بعض الشيء، بغرض قضاء حاجتها.
- بعد عودتها من ذلك، وجدت أن قلادتها قد ضاعت من أمام أعينها، وظلت تبحث عنها لفترة طويلة لدرجة أن الجيش قد ابتعد عنها بمسافة كبيرة وسار في طريقه نحو العودة من دونها.
- حكت السيدة عائشة رضي الله عنها هذه الواقعة، وقالت: “فتيممت منزلي الذي كنت فيه، وظننت أنّهم سيفقدونني فيرجعون إلي، فبينا أنا جالسةٌ في منزلي غلبتني عيني فنمت، وكان صحابيّ هو صفوان بن المعطل السلميّ يمشي خلف الجيش يتابع مسيره”.
- واصلت: “ويتفقّد أحوال من تأخّر عنه، فوجد عائشة نائمةٌ فعرفها، فاسترجع صفوان فاستيقظت على صوته”.
- روت السيدة عائشة: “فخمرت وجهي بجلبابي، والله ما تكلّمنا بكلمةٍ، ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه، وهوى حتى أناخ راحلته، فوطأ على يدها، فقمت إليها فركبتها، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش”.
حادثة الكذب والافتراء
- كان هناك في هذه الأثناء من شاهد عودة السيدة عائشة رضي الله عنها رفقة صفوان منافق، وهذا الرجل اسمه عبد الله بن أبي بن سلول.
- حينما رأى عبد الله بن أبي بن سلول، مجيء السيدة عائشة مع صفوان منافق، نشر خبرًا كاذبًا، وإشاعة غرضها الافتراء، ألا وهو الإفك الذي أُثير حول السيدة عائشة، والإفك يعني الكذب والافتراء.
- كذب وافتراء وتضليل بن سلول بشأن السيدة عائشة ونشره لخبرًا سيئًا دون أساس أو استبيان له، رده الله تعالى وبرأ أم المؤمنين، وذلك عبر آياتٍ تُتلى إلى يوم القيامة.
- قال الله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ”، وكان وصف الله تعالى له أنّه إفكٌ عظيمٌ.
مرض السيدة عائشة
- عقب هذه الواقعة مرضت السيدة عائشة مرضًا شديدًا، وذلك على الرغم من كونها لم تعلم بعد بالخبر الكاذب الذي أشاعه بن سلول.
- ظلت تُعاني وتلازم فراشها من شدة المرض لشهرًا كاملًا، ولم تكن ترى أحدًا أو تتحدث مع أحد، وعلى الرغم من كونها لا تعلم ما يقوله الناس عنها، إلا أنه شعرت بجفاء قليل من قِبل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- الجفاء الذي استشعرت به السيدة عائشة، لم تكن تعلم سببه حتى، إلا بعدما اكتمل شفائها، وخرجت رفقة أم مسطح لحاجتهما.
- بينما هما تمشيان إذ عثرت أم مسطح بثوبها، فقالت: تعس مسطح، فقالت لها عائشة: بئس ما قلت، أتسبين ابنك أي أم أنتِ؟ فقالت لها أمّه: أولم تسمعي ما قال مسطح فيك؟ فقالت: لا والله.
- هنا علمت السيدة عائشة بالأمر بعدما أخبرتها أم مسطح بخبر الحادثة الكاذب، فقالت أنّها ازدادت مرضًا إلى مرضها، وعرفت ما حدث.
- قامت السيدة عائشة بأخذ إذن الرسول صلى الله عليه وسلم، بأن تمرض في منزل والديها، وسمح لها زوجها بفعل ذلك، فأخذت والدتها تحكي كل شيء إليها وما قاله الناس بأكمله، لتزداد حالة السيدة عائشة سوءًا.
- لم تتمكن السيدة عائشة من الخلود إلى النوم في هذه الليلة التي استبينت كل شيء كان من والدتها، ولم تكن تدري أبدًا ما عليها فعله سوى البكاء الشديد.
شاهد أيضًا: معلومات عن انفجار معهد الأورام
بشرى من السماء
- كان الوحي قد تأخر في النزول على رسول الله مُحمد صلى الله عليه وسلم، وأخذ يتشاور مع رفاقه، هل يترك زوجته أم يُبقي عليها.
- صعد فوق منبره قائلًا: “يا معشرَ المسلمين، مَن يَعْذُرُني مِن رجلٍ قد بلَغَني عنه أذاه في أهلي، واللهِ ما علمتُ على أهلي إلّا خيراً، ولقد ذكروا رجلاً ما علمتُ عليه إلّا خيراً وما يَدْخُلُ على أهلي إلّا معي”.
- بالطبع غضب الجميع بشدة، وأراد الناس إرضاء الرسول بشتى الطُرق، فأمرهم رسول الله بالهدوء.
- بينما ظلت السيدة عائشة على هذا الحال ليلتين آخرين، إلى أن ذهب إليها رسول الله، وقال لها “أمّا بعد، يا عائشة، إنّه بلغني عنكك كذا وكذا، فإن كنت بريئة، فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب، فاستغفري الله وتوبي إليه، فإنّ العبد إذا اعترف ثمّ تاب، تاب الله عليه”.
- هدأت السيدة عائشة بعض الشيء بعد سماع حديث الرسول إليها، وتوقف بكائها وقالت “أنا جارية حديثة السّنّ لا أقرأ من القرآن كثيراً”.
- واصلت “إنّي والله لقد علمت، لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقرّ في أنفسكم، وصدّقتم به، فلئن قلت لكم إنّي بريئة، لا تصدقوني، ولئن اعترفت لكم بأمر، والله يعلم أنّي منه بريئة، لتصدقني”.
متى ظهرت براءة السيدة عائشة؟
- بقيت فوق فراشها حزينة تبكي منذ وقوع البلاء، إلى أن نزل جبريل عليه السلام بآيات من الله تُبت براءة السيد عائشة، وتزيل هذه الغمة.
- بشر الرسول السيدة عائشة بأن هذا الابتلاء قد رحل، وجاءها ذلك من السماء، لتقول عائشة “والله ما كنت أظنّ أنّ الله منزل في شأني وحياً يُتلى، لشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلّم الله في بأمر، ولكنّي كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها”.
شاهد أيضًا: حادثة الإفك والدروس المستفادة منها
أخيرًا في نهاية موضوع معلومات غريبة عن حادثة الإفك، آيات الله التي جاءت في سورة النور لتبرئة عائشة بنت أبي بكر والصحابي صفوان بن معطل، عجلت بتطبيق حد القذف بعد ذلك على المنافقون ممن أشاعوا هذا الكذب والتضليل والافتراء، وكانت مدة انتظار الحكم في حادثة الإفك تزيد عن شهر، في هذه الحادثة التي لم يكن لها شهود أبدًا.