كفارة الزنا في الإسلام
كفارة الزنا في الإسلام، إن الدين الإسلامي يحث جميع المسلمين على التمتع بالأخلاق الحسنة، والابتعاد عن التحلي بالأخلاق السيئة.
ويعتبر الزنا دلالة على الخلق السيء والبعد عن الله، فهو ليس فقط من السمات الخبيثة بل جريمة يعاقب عليه الدين الإسلامي، وسوف نقوم بالتحدث عن الزنا وكفارته في المقال التالي.
محتويات المقال
جريمة الزنا
- قام الله العظيم بوصف الزنا على أنه أسوء الطرق لتفريغ شهوة الإنسان، بجانب أنه يعتبر من الفواحش التي تظهر في المجتمع.
- فهو من الكبائر العظمى التي نهى الله عنها وحرمها بشكل قاطع.
- فالزنا يؤدي إلى دمار العائلة المسلمة، وخلط النسب، ويفسد الخلق، كما أنه يكون سبب في انعدام الطهر، الغيرة، والعفة، داخل المجتمع الإسلامي.
- وكذلك الإصابة بالأوبئة الخطيرة، التي في الغالب لا يكون لها علاج وذلك كعقاب من الله تعالي.
شاهد أيضًا: تعريف كفارة النذر وأنواعه
تعريف الزنا
يمكن تعريف جريمة الزنا بأنه:
- قام الفقهاء المسلمين بتعريف جريمة الزنا على أنه وطء الفرج بشكل محرم شرعاً.
- يخرج من جريمة الزنا جميع المعاصي التي يقوم الرجل بارتكابها برفقة امرأة غريبة.
- دون أن يقوم بوطء الفرج، وذلك طبقاً لإحدى الأحاديث الشريفة.
- فالقيام بالاستغفار من الذنوب تعتبر كفارة يكون لها شرط وهو أن يتبعه توبة نصوحة.
- بمعنى عدم أداء تلك المعصية مرة أخرى برفقة الإحساس بالندم بسبب أدائها، وعقد النية بشأن عدم تكرارها في المستقبل.
أنواع الزنا
الزنا أمر عظيم ويصدر عنه الكثير من المفاسد اللانهائية، فهو يجمع بين عدة سمات سيئة انعدام الدين، الغيرة، والفضيلة، كما أنه يقضي على الحياء داخل النفوس، ومن أنواعه ما يلي:
- فعند حمل المرأة نتيجة أداء الزنا، وقامت بقتل أبنها فبذلك تكون ارتكبت جريمتين أكثر وحشة وهما القتل وجريمة الزنا.
- أما في حالة ما إذا قامت بإدخاله لمنزلها، فبذلك تكون قامت بإدخال فرد أجنبي ينسب لهم ولا يكون منهم.
- من الجنايات الأخرى الناتجة عن الزنا في حق الأبناء، هي عدم الاعتراف بنسبهم وتقبلهم.
- يذكر أن الزنا يكون متباين طبقاً لما يصدر عنه من الأضرار، فالزنا أعظم إثماً عند الله.
- عندما يكون بحليله الجار عن بعيدة الدار، بسبب إلحاق الضرر بالجار، بجانب عدم الاستجابة لأوامر الله ونبيه.
- يعتبر الزنا المتزوج أكثر إثماً من زنا الغير محصن، والزنا برفقة زوجة الغازي أكثر جرماً عن زنا بأخرى، كما يختلف طبقاً لمكان حدوثه ووقته.
- أكثر الأنواع قبحاً من الزنا هو الزنا بالمحارم، بسبب فساد الفطرة، فإن ذلك النوع لا يحدث إلا من قبل الأفراد سيئة الطباع.
- زنا المرأة المغتصبة يعتبر أكثر إثماً عن زنا المرأة المطاوعة، والزنا برفقة زوجة رجل خرج للجهاد في طريق الله.
- ففي اليوم الأخر يؤتي بذلك الزاني ويأخذ المجاهد ما يشاء من حسناته.
الزنا المجازي
يمكن تعريفه على أنه:
- يعتبر الزنا المجازي هو أحد أنواع جريمة الزنا المنتشرة، والذي يقوم بأدائه الكثير من الأفراد.
- وذلك بجهل منهم ودون علم بأنهم بذلك يقومون بأداء جريمة الزنا.
- وهو التحدث برفقة امرأة غريبة من خلال الهاتف الجوال، أو عن طريق المحادثات عبر شبكات الإنترنت، وغيرها من الطرق التي تحث على انتشار الكلام السيء والجنسي بين الجنسين.
- بحيث يكون زنا اللسان هو الزنا المجازي والذي يكون أيضاً منهي عنه من الله ورسوله، فهو عظيم الإثم.
شاهد أيضًا: كفارة إفطار رمضان للمريض والمسافر
عقوبة الزنا
وهي عبارة عن:
- حدد الله العلي حدود شرعية لبعض كبائر المعاصي، وتلك الحدود تكون بمثابة عقوبة لمؤدي الكبيرة في الحياة الدنيا.
- فمثلاً إذا قام الفرد المسلم بعمل جريمة الزنا، وبعدها رغب في التكفير عن تلك المعصية.
- فيجب أن يقوم بالاعتراف بجريمته أمام الولي، وذلك ليقوم بعمل الحد عليه حتى يطهره من جميع ذنوبه.
- يذكر أن هذه العقوبة تكون مختلفة باختلاف حالة الفرد، فالمتزوج عقوبته مختلفة عن الأعزب.
الزاني المتزوج
- يعتبر زنا الفرد المتزوج أعظم بلاء وأشد إثماً، فضلاً عن كونه خيانة للزوجة فإنه ذنب عظيم وجريمة لا تغتفر.
- فالزوجة قامت بتسليم ذاتها لزوجها حتى يستمتع بها وقبلت به كزوج ومنحته جميع ما يرغب.
- فقام الزوج بالإعراض عن كل ذلك وهي من المباحات له، وذهب إلى طريق الشر والفتن والضلالة.
- وبسبب ذلك تكون عقوبة المتزوج الذي قام بارتكاب الزنا أكثر حدة من الغير محصن الذي قام بأداء الزنا.
- تكون عقوبة المتزوج الذي قام بالزنا في الدين الإسلامي عبارة عن أن يتم رجمه حتى أن يموت.
قد يهمك: شروط إقامة حد القذف
الزاني الغير متزوج
- تكون عقوبة الفرد الغير محصن عبارة عن الجلد مائة جلدة وذلك أمام جميع الناس، وذلك طبقاً لما حدده الله في الدين الإسلامي.
- يذكر أن مرتكب جريمة الزنا لا يقام عليه الحد إلا في حالتان وهما:
- ثبوت حدوث الزنا من قبل ذلك الفرد بدليل قاطع.
- إما أن يقوم بالاعتراف بجريمته للقاضي، أو أن يقوم عدد محدد من الشهود وهو أربعة بالتأكيد على أداء ذلك الفرد لجريمة الزنا، ويجب أن تكون جميع شهادة الأفراد الأربعة متطابقة دون وجود أي اختلافات بينهم.
الزاني الذي لم يقم عليه الحد
- بالنسبة للفرد الذي يقوم بارتكاب جريمة الزنا ولم يتم إقامة الحد عليه، بسبب أنه لم يقوم بالاعتراف على جريمته، أو بسبب أنه لا يوجد شهداء على أدائه لذلك الأمر.
- فيكون أمره بيد الله فقد يغفر له ما قام به في يوم الأخرة، وقد يعذبه بسبب ذلك الأمر.
- ويوجد حديث شريف عن الرسول وهو يبين أن النبي قام بادخار الشفاعة لأصحاب الكبائر.
- وذلك يعتبر فضل كبير من الله ورحمة عظيمة للأمة الإسلامية.
تعريف الكفارة
يمكن تعريف الكفارة داخل الدين الإسلامي طبقاً لأقوال العلماء على أنها ما يلي:
- الأمر الذي يقوم بأدائه المذنب أو العاصي، من أداء الصلاة أو الصوم، أو إخراج الصدقة، وغيرها، رغبة في إصلاح الخطأ الذي قام بارتكابه.
- إذاً تكون الكفارة عن ما يقوم الشرع بتحديده ليجبر من خلاله النقص داخل العبادات.
كفارة الزنا
- يعد الزنا بأكمله أثم عظيم، فلقد تم تحريمه نظراً للمخاطر الأسرية والفردية والجماعية الناجمة منه، ويذكر أن كفارة زنا مختلفة بأحوال الزاني، ويمكن إجمالها في الأسطر التالية:
كفارة الزنا بشكل عام لكل من المحصن والغير محصن
لم يتم تعيين الكفارة للفرد الزاني المتزوج داخل الشرع الإسلامي، ما عدا التوبة النصوحة والصادقة.
والتي تكون صادرة من قلب الإنسان المسلم، وتكون جميع الشروط متوفرة بها بجانب كونها خالصة للخالق، فيكون الهدف منها ابتغاء وجه العظيم.
- شروط التوبة الصادقة تكون عبارة عن الابتعاد بشكل نهائي والاقلاع عن أداء تلك الجريمة.
- إظهار الإحساس الشديد بالندم بسبب أداء الزنا، النية الجدية والصادقة بشأن عدم تكرار أداء ذلك الأمر ثانية في المستقبل.
- وبالتالي فتكون كفارة الزنا للمحصن هي الرجوع لله ويجب أن تكون متضمنة لجميع الشروط التي سبق ذكرها، بجانب أنها تكون نفس كفارة الفرد الغير متزوج مرتكب الزنا.
الوقاية من الزنا
يمكن الوقاية من أداء جريمة الزنا، من خلال إتباع الأوامر التالية:
- قام الدين الإسلامي بالحث على الزواج، وذلك لكونه الطريقة الوحيدة لتفريغ الشهوة الجنسية لدى الجنس البشري بأكمله، بجانب حفظ النسل.
- قام الإسلام بترتيب وتنظيم عدة أمور تساعد على الوقاية من أداء الزنا، وهي عبارة عن.
- أولاً: غض البصر وذلك من قبل الرجال بجانب السيدات.
- ثانيًا: التزام السيدات المسلمات بالحجاب الصحيح الشرعي.
- ثالثاً: تعاهد القلب والنية على أداء الطاعات، وبذلك يكون الفرد قريب دائماً من ربه.
- رابعاً: الابتعاد عن التبرج والتواجد بشكل مستمر في أماكن مختلطة.
- خامساً: الابتعاد عن انفراد الرجل الغريب بالمرأة الأجنبية، بمعنى منع الخلوة حتى لا يحدث إثارة للغرائز وبالتالي الوقوع في خطأ أداء الرزيلة وحدوث الفتن.
شاهد أيضًا: كفارة يمين الطلاق دار الإفتاء المصرية عند الغضب
وبذلك نكون أوضحنا كفارة أداء الزنا التي قام الدين الإسلامي بتحديدها، مع الحرص على ضرورة التقرب من الله بأداء الطاعات الحسنة، والابتعاد عن القيام بالأمور السيئة والمعاصي، واتباع التعليمات بشأن الوقاية من أداء الزنا.