عوامل الصبر والثبات في الإسلام
تتلخص أهم عوامل الصبر والثبات في الإسلامية بالإيمان بالله عز وجل، ووجود القيادة الناجحة التي تميل إليها قلوب الناس، بالإضافة إلى شعور المسلم بالمسؤولية التي ترمى على عاتقه.
وكذلك الإيمان بأن هناك يومً آخر يحاسب الله فيه الناس وينتصف للمظلوم من الظالم، ولعل من أهم أسباب النصر والثبات في الإسلام القرآن الكريم وبشارات النجاح التي يبعثها ربنا تبارك وتعالى لكي يثبت بها أفئدة المسلمين، ويبعث في قلوبهم التفاؤل بنصر الله ووعده.
محتويات المقال
عوامل الصبر والثبات في الإسلام
لقد جعل الله الحياة الدنيا دار امتحانٍ واختبارٍ للمسلم، لذلك يبتليه بأنواع الهموم والمشاق ليرى مدى إيمانه بالقدر وصبره على قضاء الله، وعليه فهناك عدة عوامل تساعد المسلم على الصبر والثبات وهي:
قراءة القرآن
- تعتبر المداومة على قراءة القرآن الكريم من أهم أسباب ثبات المسلم وصبره على البلاء.
- يقول الله تعالى (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً)، فلقد نزّل الله تعالي القرآن منجمًا وذلك من أجل أن يثبت به فؤاد النبي عليه السلام.
الإيمان بالله تعالى
- إن قوة إيمان العبد المسلم بربه عز وجل من أهم أسباب الثبات على البلوى والرضا بالقضاء والقدر.
- يقول الله تعالى (يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ).
- فالإيمان هو باب الثبات على الحق في الدنيا، كما هو السبيل للثبات عن سؤال الملكين في القبر.
الحرص على نصرة دين الله عز وجل
- من أهم أسباب الثبات للعبد المسلم هو أن يحرص على نصرة الله تعالى.
- وذلك عن طريق نصرة دينه وشرعه، يقول تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)، فلقد وعد الله عباده الذين ينصرون دينه بالثبات والنصر في الدنيا.
شاهد أيضا: كيف تعلم نفسك الصبر
أسباب أخرى تساعد المسلم على الصبر والثبات
ومن أسباب الصبر والثبات للعبد المسلم في الدنيا:
- قراءة سير الأنبياء والصالحين: إن قراءة قصص الأنبياء والصالحين وما مرّ بهم من بلاء، تقوي همة المسلم وعزيمته وتزيد من قدرة احتماله وصبره.
- يقول ربنا عز وجل (وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ).
- فقصص الأنبياء تساهم في قوة ثبات المؤمنين على الحق.
- الدعاء: فلقد ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم انه كان يكثر من الدعاء (اللَّهمَّ إنِّي أَسألُك الثباتَ في الأمرِ).
- فالدعاء هو أشرف الطرق التي يلجأ إليها العبد المسلم في أوقات الفتن.
- كما أن العبد يخاف على نفسه الزلل والانجراف في الضلال، لذلك يسأل الله الثبات
- أن يذكر المسلم أجر الصبر على البلاء: إن للابتلاء في الدنيا صور وأنواع مختلفة؛ حيث يختلف الأجر بحسب عظم البلاء، وفيما يلي عدد من الأمثلة على أجر من صبر على البلاء:
- ثواب الصبر على المرض: إن من يعرف ثواب الصبر على الأمراض، ستطيب نفسه وتزداد قدرته على الصبر.
- فقد أخرج الألباني في صحيح الجامع من حديث جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لَيَوَدَّنَّ أهلُ العافيةِ يومَ القيامَةِ، أنَّ جلُودَهُمْ قُرِضَتْ بالمقاريضِ، مما يَرَوْنَ مِنْ ثَوَابِ أهلِ البلاءِ).
- إن الصبر على البلاء والمحن جزاءه الجنة، فلقد روى التابعي عطاء بن أبي رباح أن ابن عباس رضي الله عنه قال له ألا أُريك امرأةً من أهل الجنة قال بلا.
- فأخذه إلى امرأةٍ سوداء كانت تُصرَع فسألت النبي أن يدعو لها فقال لها النبي اصبري ولكِ الجنة.
- ثواب الصبر على المرض: إن من يعرف ثواب الصبر على الأمراض، ستطيب نفسه وتزداد قدرته على الصبر.
اقرأ أيضا: الفرق بين الصبر والصبر الجميل
البشارات الواردة في القرآن والسنة لزيادة الصبر والثبات
لقد كانت تنزل الآيات بالبشارات للمسلمين في احلك أوقات البلاء، كي تصبرهم وتشد من عزيمتهم، ومن هذه البشارات:
- عندما اشتد البلاء على المسلمين في مكة، نزلت آيات القرآن تبشرهم بأن العاقبة لهم قال تعالى: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ)
- كما نزل القرآن يبشر الصحابة الذين هاجروا إلى الحبشة بالأجر الكبير في الدنيا والآخرة.
- يقول الله تعالى: (وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ).
- كما نزلت الآيات تبشر المسلمين المستضعفين في مكة، أن المشركين من قريش سيصيبهم ما أصاب المشركين من الأمم السابقة يقول الله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّـكُم مِّنْ أَرْضِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ وَلَنُسْكِنَنَّـكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ).
- كما أن النبي كان يزف البشارات للصحابة.
- فلقد روى خباب بن الأرت أنه ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد لقيه متوسدًا بردته في ظل الكعبة، فقال له يا رسول الله ألا تدعو الله لنا.
- فجلس رسول الله وقد احمر وجهه فقال (لقد كان من قبلكم ليمشط بأمشاط الحديد ما دون عظامه من لحم وعصب ما يصرفه ذلك عن دينه، وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم قومٌ تستعجلون).
شاهد من هنا: أنواع الصبر
مفهوم الصبر
- الصبر في الإسلام له معانٍ عميقة وشاملة.
- يُعرف الصبر بأنه القدرة على تحمل الصعوبات والابتلاءات بروح هادئة وثابتة، مع الثبات على الطاعة والاستمرار في السعي نحو الخير رغم المحن والتحديات التي قد تواجه الإنسان في حياته.