فخر الدين الرازي
فخر الدين الرازي، هو إمام ومفسر فقيه أصولي شافعي ولد عام 543 هجريا، وعام 1148 ميلاديا، واسمه هو فخر الدين محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين البكري التيمي القرشي الرازي.
تنوعت دراساته وأبحاثه بين العلوم الإنسانية اللغوية والعقلية وبين العلوم البحتة مثل علم الفلك والطب والرياضيات والفيزياء وله عدة كتب ومؤلفات في أكثر من مجال، واشتهر بلقب شيخ الإسلام.
محتويات المقال
مولد ونشأة فخر الدين الرازي
وُلد الرازي في مدينة راز (الراز) بإيران عام 1149 ميلاديًا، حيث كانت أسرته تعيش في طبرستان، وكان يجيد اللغة العربية والفارسية، وكان يلقب أيضا بعدة ألقاب مثل:
- فخر الدين الرازي
- ابن خطيب الري نسبة إلى والده الذي كان خطيب مسجد الري.
- شيخ الإسلام.
اقرأ أيضا: أهم أعمال أبي بكر الرازي
كنيات الرازي
له أكثر من كنية مثل:
- أبي عبد الله.
- أبي المعالي.
- الرازي نسبة إلى مدينة الري.
- أبي الفضل.
- القرشي التيمي.
- البكري نسبة إلى أبي بكر الصديق.
- تعلم فخر الدين على يد والده العلوم الدينية واللغوية والإمام ضياء الدين عمر بن الحسن الذي اشتغل بعلم الخلاف في الفقه.
- وأصول الفقه وكانت له عدة تصانيف في الوعظ والأصول وغيرهما، وتعلم العلوم العقلية في مدينة مراغة على يد مجد الدولة الجيلي.
تلاميذ الرازي
وكان عالما كبيرا تتلمذ على يده تلاميذ كثيرة من أهمهم:
- زين الدين الكشي.
- القطب المصري.
- شهاب الدين المصري.
- والذين أصبحوا بعد ذلك علماء كبار، وكان فخر الدين الرازي دائما ما يحب عقد المجالس العلمية التي كان يحضرها تلاميذ كثيرة يقصدونه من كافة البلدان لشدة ذكاؤه وفطرته الجيدة وعباراته الحسنة ولمعرفته الأدب ولأنه قوي النظر في صناعة الطب.
- وكان له شعر باللغة العربية والفارسية لإتقانه هاتين اللغتين، وكان أينما يحل في بلاد فارس وخراسان وبلاد ما وراء النهر يعقد المجالس العلمية التي كان يهتم بحضورها الكثير من التلاميذ من الأمراء والعظماء.
حياة فخر الدين الرازي
- كان لفخر الدين أخا أكبر منه سنا اسمه ركن الدين الرازي والذي تعلم أيضا العلوم الدينية واللغوية على يد والده الإمام ضياء الدين عمر.
- ولكنه كان كثير الاختلال وأهوج مقارنة بأخيه فخر الدين مما جعله يشعر بالغيرة من أخيه لأنه أكبر منه سنا وأقل منه علما.
- فكان يدعي أنه أكثر منه علما في الفقه وأصوله وكان يسير في المجالس يشنع على أخوه فخر الدين، ولكن هذا الأمر لم يؤثر على علاقة فخر الدين بأخوة بل على العكس تماما كان دائما يسارع إليه بالإحسان ويشعر تجاهه بالإشفاق.
- وكان الرازي متعدد السفر في شبابه قاصدا العلم، فقد غادر الري متجها إلى بخاري طلبا لمزيد من العلم في الوقت التي كانت بخاري منارة من منارات العلم وأثناء طريقه عقد جلسة علم في خوازم.
- وتحدث فيها باللغة العربية والفارسية ولكن طرده أهل خوارزم لأنهم لم يرضوا عن آراؤه في هذه الجلسة، مثلهم مثل أهل بخاري أيضا الذين قاموا بطرده عندما توجه إليهم بعد خوارزم.
- فكان يعاني في هذه الفترة من شدة الفقر والجوع وآوى إلى مسجدها الجامع حتى رعاه رجل من أهل بخاري وجمع له أموالا من الصدقات والزكاة حتى تحسنت حالته فرجع إلى الري مرة أخرى.
- وتزوج من بنت طبيب هناك كان له بنتان ثم توفى هذا الطبيب بعد الزواج من ابنته بفترة قصيرة وترك ثروة لابنتيه لا بأس بها، بعد ذلك قام الرازي بالتوجه إلى صاحب غزنة السلطان شهاب الدين الغوري، فأكرمه أحسن الكرم.
- ثم بعد ذلك قام بالتوجه إلى خراسان وقام بالاتصال بالسلطان خوارزم شاه محمد بن تكين ثم بعد ذلك ذهب إلى أفغانستان في هراة التي استقر فيها إلى أواخر حياته.
- وقد أهداه السلطان خوارزم شاه محمد بن تكش دارا فخمة ليقيم فيها فكان محبا له ومحب لمجالس العلم الخاصة به وكان دائما حريص على حضور كل مجالسه العلمية التي كان يعقدها في مسجد هراة، هذا وقد توفى الرازي ودفن في عام 606 هجريا في هراة.
اكتشافات فخر الدين الرازي
كان فخر الدين الرازي أول من بدأ في كتبه بالترتيب وفق قواعد المنطق فكانت مؤلفاته مرتبة فاهتم بترتيب المقدمات واستنباط النتائج، فقام بتقسيم المؤلف إلى أبواب.
والأبواب إلى فصول، والفصول إلى مسائل، وكانت هذه التقسيمات بهدف انضباط القواعد وانحسار المسائل حتى لا تشذ منه مسألة.
وهو أيضا أول من قال جملته الشهيرة (إن علم المنطق علم قائم بذاته وليس جزءا من غيره)، حيث أثبت الرازي أن قوة الصدمة زمانها قصير والقوة الثابتة زمانها طويل وبالتالي يوجد فرق بينما:
- قال أيضا أن للحركة نوعان حركة طبيعية وحركة قسرية، وضح أن سبب الحركة الطبيعية موجود في الجسم المتحرك وسبب الحركة القسرية خارج عن الجسم المتحرك.
- اكتشف أيضا أن كلما كانت قوة الأجسام أكبر كلما قل زمن فعلها
- كلما كانت قوة الأجسام أعظم فهي تميل إلى أحيازها الطبيعية بشكل أقوى وقبولها للميل القسري أضعف.
- كما وضح الرازي أيضا أن اختلاف الأجسام في قبول الحركة الطبيعية راجع إلى اختلاف حال القوة المحركة بينهم.
- ولا يرجع هذا الاختلاف إلى المتحرك نفسه، فقوة الجسم المتحرك الصغير أقل من قوة الجسم المتحرك الكبير.
- ذكر أيضا الرازي أن التغيرات التي تطرأ على سرعة أي جسم ترجع إلى المعوقات التي تحدث له سواء كانت هذه المعوقات داخلية أو خارجية.
- فدائما سرعة الجسم أو بطؤه راجع إلى تأثير هذه المعوقات عليه، فتضعف سرعة الجسم كلما تعرض لمعوقات أكبر، وتزيد عندما يتعرض الجسم لمعوقات أقل.
- كان دائما مؤمن بفكرة الاتصال الوطيد بين علم النفس والعلوم الطبيعية.
- من أوائل الذين قالوا إن الشمس ثابتة والأرض متحركة وأن الأرض كروية نقلا عن كتب ابن سينا.
- قام بتفسير أن لحدوث الصوت سببين وهما، السبب الأول هو أنه يحدث من صدم فسكون فصدم فسكون وهذا سبب قريب، والسبب الثاني يحدث بسبب عاملين وهما القرع والقلع وهذا سبب بعيد.
- أول من قال بنظرية كيفية الإبصار ونظرية الورود في الضوء من المبصرات إلى العين.
- قام بشرح قانون لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه وهو القانون الثالث من قوانين الحركة.
- وضح أيضا أنه عندما يكون هناك حالة اتزان تكون ناتجة من وجود فعل ورد فعل متساويان في المقدار ومتضادان مشاركا بهذه النظرية العالم المسلم العربي ابن مالكا البغدادي.
كما أدعوك للتعرف على: العالم أبو بكر الرازي
مؤلفات فخر الدين الرازي
للرازي العديد من الكتب والشروح والمؤلفات في شتى العلوم المختلفة والفنون أيضا من أهمها:
- كتاب المباحث الشرقية في الفيزياء فأودع فيه كافة إنجازاته العلمية.
- شرح الإشارات والتنبيهات للعالم ابن سينا.
- كتاب مصادرات إقليدس في علم الرياضيات في الهندسة.
- مؤلف رسالة في علم الهيئة وذلك في علم الفلك.
- وله عدة كتب في مجال الطب مثل كتاب في النبض وكتاب في الأشربة ومسائل في الطب، كما أن له بعض الكتب في الطب لم يتمهم وهما، كتاب الطب الكبير وكتاب التشريح من الرأس إلى القدم.
- التفسير الكبير مفاتيح الغيب وهو مصنف له 8 مجلدات.
- الأربعين في أصول الدين وهو كتاب عن الفقه.
- اعتقادات فرق المسلمين والمشركين.
- أساس التقديس.
- المسائل والقضاء والقدر.
- الخلق والبعث.
- عصمة الأنبياء.
- تعجيز الفلاسفة.
- الآيات والبينات.
- المحصول في علم الأصول.
- إبطال القياس.
- مناقب الإمام الشافعي.
- فضائل الأصحاب.
- نهاية العقول.
- الملخص في الحكمة.
- تهذيب الدلائل.
- محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين من العلماء والحكماء والمتكلمين.
- المحرر في حقائق النحو.
- شرح نهج البلاغة.
- نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز.
- شرح سقط الزند.
- كتاب منتخب الأصول.
كما يمكنكم الاطلاع على: أبو حاتم الرازي