سيرة عمر بن الخطاب كاملة
سيرة عمر بن الخطاب كاملة، كان عمر-رضي الله عنه-رفيقًا بارزًا ومستشارًا للنبي-صلى الله عليه وسلم-، وأصبح ثاني حاكم مسلم بعد وفاة النبي-صلى الله عليه وسلم، وخليفته أبي بكر الصديق-رضي الله عنه-، وحكم لمدة 10 سنوات.
محتويات المقال
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
اعتنق عمر- رضي الله عنه- الإسلام في السنة السادسة بعد الوحي، وقضى 18 عامًا في رفقة النبي- صلى الله عليه وسلم.
هذا وقد خلف عمر الخليفة أبو بكر في عام 13 هـ (634 م) كخليفة ثاني، ولعب دورًا مهمًا في الإسلام، تابعوا موقع مقال.
اقرأ أيضاََ: مواقف عمر بن الخطاب
سيرة عمر بن الخطاب كاملة
تعتبر حياة الفاروق عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- صفحة مضيئة من التاريخ الإسلامي، تتفوق على جميع التواريخ الأخرى وتحل محلها.
إن تاريخ كل الأمم مجتمعة لا يحتوي حتى على جزء، مما احتوته حياته من سلوك نبيل وعز وإخلاص وجهاد ودعوة الآخرين في سبيل الله.
في عهد عمر- رضي الله عنه- توسعت الإمبراطورية الإسلامية بمعدل غير مسبوق، وحكمت الإمبراطورية الفارسية الساسانية بأكملها،
إن القدرات التشريعية والسيطرة السياسية والإدارية الراسخة على إمبراطورية سريعة النمو والهجمات المتعددة الجوانب المخططة بإحكام ضد الإمبراطورية الفارسية الساسانية، نجمت عن غزو الإمبراطورية الفارسية في أقل من عامين.
ميزت سمعته باعتباره سياسيًا عظيمًا، وقائدًا عسكريًا كبيرًا، والذي قُتل- رضي الله عنه- على يد أسير فارسي يدعى أبو لؤلؤة المجوسي لعنه الله.
ينظر المسلمون إلى عمر- رضي الله عنه- على أنه الخليفة الراشدي الثاني، ويعرفونه باسم الفاروق.
أصوله وصفاته
سيرة عمر بن الخطاب كاملة، اسمه هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله.
عُرف بأبي حفص ولُقِّبَ بالفاروق لأنه جهر بإسلامه في مكة وميز الله- عز وجل- عن طريقه بين الكفر والإيمان.
ولد عمر- رضي الله عنه- في مكة عام 40 ق هـ (584 م)، أي بعد بعد ثلاثة عشر عامًا من “عام الفيل”.
والده: الخطاب بن نفيل، وجده هو نفيل ممن كانت قبيلة قريش ترشحهم للحكم، ووالدته هي حنتمة بنت هاشم بن المغيرة.
مظهره الجسدي
- فيما يتعلق بخصائصه الجسدية، كان أبيضًا ذو بشرة حمراء.
- كان عضليًا وطويلًا وصلبًا وأصلعًا.
- كان قويا جدًا، فهو ليس ضعيفًا؛ وعندما كان يمشي يسير بسرعة، وعندما يتكلم، يتكلم بوضوح.
بدايات حياته في المجتمع الجاهلي
نشأته وعمله
سيرة عمر بن الخطاب كاملة، قضى ابن الخطاب نصف عمره في مجتمع الجاهلية، ونشأ كأقرانه في قريش، إلا أنه تميز عنهم في أنه كان ممن تعلموا القراءة، وكان هناك منهم قليل جدًا.
لقد تحمل المسؤولية في سن مبكرة، وكانت له تربية قاسية للغاية لم يعرف فيها أي نوع من الترف أو مظهر من مظاهر الثروة.
أجبره والده الخطاب على رعاية جماله، وكان لمعاملة والده القاسية أثر سلبي على عمر الذي يتذكره طوال حياته.
كما برع منذ صغره في العديد من الرياضات، مثل المصارعة وركوب الخيل وركوب الخيل، كما تمتع بالشعر ورواه، واهتم بتاريخ قومه وشؤونهم.
كان حريصاً على حضور المعارض الكبرى للعرب، مثل عكاظ وميجانا (الزجل، وهو الشعر الغنائي) وذو المجاز.
حيث كان يستفيد من فرصة الانخراط في التجارة ومعرفة تاريخ العرب، والمعارك، والمسابقات التي دارت بين القبائل.
إلى جانب ذلك، عمل في التجارة والصناعة، وهذا بدوره أدى إلى أن يكون واحدًا من أثرياء مكة.
تعرف على العديد من الأفراد في البلاد التي قام بزيارتها بغرض التجارة، كما سافر إلى سوريا في الصيف وإلى اليمن في الشتاء.
وبذلك احتل مكانة مرموقة في مجتمع مكة في عصر ما قبل الإسلام.
كان عمر- رضي الله عنه- حكيمًا، فصيحًا، وحسن الكلام، وقويًاـ ومتسامحًا، ونبيلًا، ومقنعًا، وواضحًا في الكلام.
وهذا جعله مؤهلًا ليكون سفيرًا لقريش، للتحدث نيابة عنهم أمام القبائل الأخرى.
قال ابن الجوزي:
- “سقط دور السفير على عاتق عمر بن الخطاب؛ إذا كانت هناك حرب بين قريش وقبيلة أخرى، سيرسلونه سفيراً، وإذا كانت قبيلة أخرى تتفاخر ضدهم، يرسلونه للرد بالمثل، وكانوا سعداء به “.
معارضته للإسلام
قبل اعتناق الإسلام، عارض عمر- رضي الله عنه- الإسلام ، بل إنه هدد بقتل النبي- صلى الله عليه وسلم.
كان عنيداً وقاسياً في معارضة رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، وبارزاً في اضطهاد المسلمين.
عاش عمر في عصر ما قبل الإسلام، وعرفها من الداخل إلى الخارج.
عرف طبيعتها الحقيقية وعاداتها وتقاليدها، ودافع عنها بكل ما لديه من قوة.
لذلك عندما دخل الإسلام فهم جماله وطبيعته، وأدرك الفارق الكبير بين الهدى والضلال، والكفر، والإيمان، والحق والباطل، وتحدث بكلماته الشهيرة:
- “روابط الإسلام سوف تنحل واحدة تلو الأخرى عندما يكون هناك جيل ينشأ في الإسلام لا يعرف ما هو الجهل”.
قد يهمك: كيف توفى عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟
إسلامه
موقفه مع أخته وزوجها
عندما قام المسلمون بالهجرة إلى الحبشة، أصبح عمر- رضي الله عنه- قلقًا بشأن مستقبل وحدة قريش، وقرر اغتيال النبي- صلى الله عليه وسلم.
وخلال طريقه لقتل النبي- صلى الله عليه وسلم-، قابل عمر أقرب أصدقائه، نعيم بن عبد الله- رضي الله عنه- الذي أسلم سراً لكنه لم يخبر عمر.
طلب من عمر- رضي الله عنه- أن يستفسر عن المنزل الذي أسلم فيه أخته وزوجها.
وعند وصوله إلى منزلها، وجد عمر أخته وزوجها سعيد بن زيد- رضي الله عنه- يقرأون آيات من القرآن من سورة “طه”.
بدأ يتشاجر مع صهره، وعندما جاءت أخته لإنقاذ زوجها، بدأ يتشاجر معها أيضًا.
ومع ذلك ظلوا يقولون: قد تقتلوننا لكننا لن نتخلى عن الإسلام.
ولما سمع عمر هذا الكلام قام بصفع أخته بشدة مما أدى إلى سقوطها على الأرض تنزف الدماء من فمها.
فلما رأى ما فعله بأخته هدأ بدافع الذنب، وطلب من أخته أن تعطيه ما تقرأه.
أجابت أخته بالنفي وقالت: أنت نجس، ولا يمس كتاب الله أي نجس.
شفقته على المهاجرين من المسلمين
ظهر أول شعاع من نور الإيمان الذي لامس قلبه عندما رأى نساء قريش يغادرن وطنهن، ويسافرن إلى بلاد بعيدة بسبب الاضطهاد الذي يتعرضن له من عمر- رضي الله عنه- وغيره من الكفار.
تأثر وعيه وشعر بالندم والشفقة عليهم، وتحدث إليهم بكلمات طيبة لم يتوقعوا من قبل أن يسمعوها من شخصه.
قالت أم عبد الله بنت حنثمه: عندما كنا نهاجر إلى الحبشة، جاء عمر الذي كان يضهدها بلا رحمة ووقف.
وقال لي: هل سترحلين؟ قلت: نعم، لقد اضطهدنا وظلمتنا، والله نخرج إلى أرض الله حتى فيرغنا الله.
فقال عمر: قد يكون الله معك، ورأيت لطفًا لم أره من قبل.
تأثر عمر بموقف هذه المرأة وشعر بالحزن، وشعر بالكم من المعاناة الذي كان أتباع هذا الدين الجديد يتحملونها، لكن رغم ذلك ظلوا واقفين.
ما هو السر وراء هذه القوة الخارقة؟ شعر بالحزن، وكان قلبه مليئًا بالألم.
دعاء النبي- صلى الله عليه وسلم- بإسلامه
بعد هذا الحادث بقليل، أسلم عمر- رضي الله عنه- نتيجة لدعاء رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، والتي كانت السبب الرئيسي لقبوله الإسلام.
فعن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «اللهمَّ أعِزَّ الإسلامَ بأحبِّ هذين الرجُلين إليك بأبي جهلٍ أو بعمرَ بنِ الخطابِ فكان أحبُّهما إلى اللهِ عمرَ بنَ الخطابِ»، [مسند أحمد: 8/60، كما أخرجه الترمذي].
فجاء عمر- رضي الله عنه- في اليوم التالي إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأسلم.
أسلم عمر في عام 5 ق هـ (616 م)، بعد عام واحد من الهجرة إلى الحبشة، عندما كان في السابعة والعشرين من عمره.
أسلم بعد ثلاثة أيام من حمزة- رضي الله عنه- عم النبي، وكان عدد المسلمين في ذلك الوقت تسعة وثلاثين.
قال عمر رضي الله عنه: أتذكر أنه عندما أسلمت، لم يكن هناك سوى 39 رجلاً مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، ورفع الرقم إلى أربعين.
قال عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه): شعرنا بالفخر عندما أسلم عمر، فلم نتمكن من الطواف بالمسجد الحرام والصلاة، حتى أسلم عمر، وحاربهم حتى أطلقوا سراحنا، ثم صلينا وطوفنا حول الكعبة.
كما أنه قال: إسلام عمر كان نصرًا، وكانت هجرته عونًا، وخلافته رحمة، لم نتمكن من الصلاة أو الطواف بالبيت، حتى أسلم عمر، وحارب الكفار حتى تركونا وشأنهم نصلي.
توليه للخلافة الإسلامية
سيرة عمر بن الخطاب كاملة، إن إنجازات عمر- رضي الله عنه- في عهد الخليفة كثيرة، ولا يمكن ذكرها في هذا المقال، ومع ذلك، فيما يلي بعض النقاط البارزة من إنجازاته خلال فترة الخلافة:
- كان الفاروق هو من أسس التقويم القمري- السنة الهجرية، حسب تاريخ هجرة النبي- صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة.
- اكتسب الإسلام في عصره مكانة كبيرة، حيث توسعت الإمبراطورية الإسلامية بشكلٍ غير مسبوق.
- كما فتحت الإمبراطورية الإسلامية جميع العراق ومصر وليبيا وطرابلس وبلاد فارس، وخراسان وشرق الأناضول وأرمينيا الجنوبية وساجستان.
- تم فتح القدس (القبلة الأولى) في عهده مع الإمبراطورية الفارسية الساسانية بأكملها وثلثي الإمبراطورية الرومانية الشرقية.
- تقديم وتنفيذ وظائف مختلفة في الإدارة السياسية والمدنية مثل:
- السكرتير الأول (الخطيب).
- السكرتير العسكري (خطيب الديوان).
- محصل الإيرادات (صاحب الخراج).
- قائد الشرطة (صاحب الأحداث).
- موظف الخزانة (صاحب بيت المال).
- والعديد من المناصب الرسمية الأخرى.
- كان عمر- رضي الله عنه- أول من أسس دائرة خاصة للتحقيق في الشكاوي ضد ضباط الدولة.
- كان عمر- رضي الله عنه- أول من أدخل نظام النيابة العامة، حيث تم حفظ سجلات المسؤولين والجنود.
- بالإضافة إلى ذلك، كان عمر- رضي الله عنه- أول شخص على الإطلاق، يعين قوات شرطة للحفاظ على النظام المدني.
- جانب آخر مهم من حكم عمر- رضي الله عنه- هو أنه منع أي من حكامه، ومسؤوليه من الانخراط في التجارة أو أي نوع من المعاملات التجارية أثناء وجوده في موقع السلطة.
استشهاده
حادثة الاغتيال
قال الإمام ابن كثير أنه لما اختتم عمر- رضي الله عنه- مناسك الحج عام 23 هـ صلى وطلب من الله- عز وجل- أن يأخذه إلى نفسه ويستشهد في أرض النبي- صلى الله عليه وسلم.
عن أسلم مولى عمر بن الخطاب: «أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ- اللَّهُ عنْه قالَ-: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي شَهَادَةً في سَبيلِكَ، واجْعَلْ مَوْتي في بَلَدِ رَسولِكَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ»، [البخاري: 1890].
صادف أن أبو لؤلؤة المجوسي طعن عمر- رضي الله عنه- وهو في صلاة الفجر بخنجر من نصلتني.
فطعنه ثلاث طعنات، واحدة منهن أسفل سرَّته، فوقع عمر- رضي الله عنه- ينزف بغزارة.
طلب عمر من عبد الرحمن بن عوف- رضي الله عنه- أن يحل محله لاستكمال الصلاة.
هرب أبو لؤلؤة بخنجره واستمر في طعن كل من جاء في طريقه حتى طعن ثلاثة عشر شخصًا مات منهم ستة أو سبعة متأثرين بجراحهم.
ألقى عبد الله بن عوف رداءه عليه، وعندما أدرك أنه سيهزم، طعن أبو لؤلؤة نفسه حتى الموت.
ذهب عمر- رضي الله عنه-، إلى منزله والدم يتدفق من جرحه، كل هذا حدث قبل شروق الشمس.
ما بعد الاغتيال
فقال عمر: من قتلني؟
فقال أصحابه: أبو لؤلؤة المجوسي.
ففرح عمر وقال: “قاتله الله، لقد أمرتُ به معروفًا، الحمد لله الذي لم يَجعل مِيتتي بيدِ رجل يَدَّعي الإسلام”
ثم قال: ادعوا إخوتي.
سألوا: “من؟”
قال عمر- رضي الله عنه-: عثمان وعلي وطلحة والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص.
حيث قام بتعيين هذه اللجنة لاختيار الخليفة من بينهم.
ومع ذلك، فقد أفيد أنه قال إنه إذا كان أبو عبيدة بن الجراح أو خالد بن الوليد أو سالم، المولى والعبد الفارسي المحرر، على قيد الحياة، لكان قد عين أحدهم خلفًا له. [بحاجة لمصدر]
قام عمر بتعيين مجموعة من خمسين جنديًا مسلحًا من أجل أن يحموا المكان الذي كان يبرم فيه الاجتماع.
حتى مجيء الخليفة اللاحق، قام عمر- رضي الله عنه- بتحديد الصحابي والمولى البارز، صهيب الرومي، وتعيينه كخليفة تصريف أعمال.
آخر أنفاسه في الحياة ومكان دفنه
طلب عمر- رضي الله عنه- شراب الحليب، وعندما شربه، رأى المسلمون أن بياض الحليب ينزف من جروحه وكان واضحًا لهم أنه سيموت.
توفى- رضي الله عنه- يوم الأربعاء الموافق 26 ذو الحجة 23 هـ (7 نوفمبر 644 م).
كان يبلغ من العمر آنذاك ثلاثة وستين عامًا، وامتد عهده عشر سنوات.
حسب وصية عمر- رضي الله عنه-، دُفن بإذن عائشة- رضي الله عنها- إلى جانب النبي- صلى الله عليه وسلم- والخليفة أبو بكر- رضي الله عنه- في المسجد النبوي.
قد يهمك: فوائد حسبي الله ونعم الوكيل للمظلوم ونتائجها
في نهاية المقالة سيرة عمر بن الخطاب كاملة، نكون بذلك قد تعرفنا على سيرة الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-، بدءًا بمولده ونشأته، ومرورًا باضطهاده للإسلام، وإسلامه، وتوليه الخلافة، وختامًا باستشهاده، فنرجو أن تكون المقالة قد أفادتكم!