فضل سبحان الله والحمد لله
فضل سبحان الله والحمد لله، موقع مقال maqall.net ينشره لكم، حيث أن ذكر الله عز وجل من أعظم العبادات وأعلاها أجرًا.
وهي يسيرة على من يسرها الله له، فما هو فضل سبحان الله والحمد لله اللذان هما من جملة الأذكار.
محتويات المقال
فضل ذكر الله تعالى
- يعتبر فضل سبحان الله والحمد لله متضمن في فضل الذكر الله عموما، بالإضافة إلى أن لكل منهما فضائل خاصة.
- أهم هذه الفضائل هو كون هذه العبادة عبادة يسيرة، لا يدفع العبد فيها مالا، ولا يخاطر بحياته ولا يستعمل قوته،
- كما أنها لا تحتاج تفرغا أو وقتا كثيرا، ولا يُبذل فيها جهد.
- ومع هذا فهي عبادة ذات شأن عظيم، ولها أثر كبير في رفع الدرجات،
- وهي الملجأ إن كثرت الشرائع على العبد كما جاء عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه أنَّ رجُلًا قال يا رسولَ اللهِ،
- إنَّ شرائِعَ الإسلامِ قد كَثُرَتْ عليَّ، فأَخْبِرْني بشَيءٍ أتَشبَّثُ به؟ قال “لا يَزالُ لِسانُك رَطْبًا من ذِكرِ اللهِ” تخريج رياض الصالحين 1438.
- كما صح في الحديث “لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ.” صحيح مسلم 2700.
ولا يفوتك قراءة مقالنا عن: فضل سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
أمر الله عز وجل بالذكر
- ومن فضائل هذه العبادة كذلك أن الله أمر بها في مواضع متعددة حتى في حال الجهاد وملاقاة الأعداء الكافرين.
- قال تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” الأنفال 45.
- كما أنه أمر بها عقب أداء الصلوات، فقال “فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ” النساء 103.
- كما أمر بها بعد صلاة الجمعة، قال تعالى “فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” الجمعة 10.
الذكر وطمأنينة القلب
- ومن فضائل الذكر أيضا أنه سبب في طمأنينة القلب وراحة البال وانشراح الصدر.
- قال تعالى “أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ” الرعد 28.
- وكان ابن تيمية رحمه الله يقول “الذِّكر للقلب مثل الماء للسَّمك، فكيف يكون حال السمك إذا فارَق الماء؟!”.
- فهذه فضائل عامة لذكر الله تعالى بكل لفظ وارد، وسنذكر فيما بعد خصائص وفضل سبحان الله والحمد لله فقط.
معنى سبحان الله والحمد لله
- قبل أن نعرف فضل سبحان الله والحمد لله يجب أن نتعرف على معنى كل منهما.
- فنجد أن معنى التسبيح هو التنزيه للرب سبحانه وتعالى عن كل عيب ونقص.
- كما يتضمن إثبات كمال العظمة والجلال لله تعالى، فهو سبحانه منزه عن كل نقص موصوف بكل كمال.
- ولهذا جاء في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما.
- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ” رواه مسلم.
- ومعلوم أن الركوع فيه تسبيح لله فدل الحديث على أن التسبيح هو التعظيم لله عز وجل.
- وأما الحمد لله ففيها معنى الثناء والمدح لله عز وجل فهو المتملك لصفات كاملة جليلة لا يوصف بها غيره سبحانه.
- كما أنه المتفضل على عباده بكل أنواع النعم واللذات.
- فالحمد يقتضى مع هذه الأشياء الحب الكامل لله تعالى مع التعظيم له وشكره.
- وكلمة الحمد لله تشتمل على معاني الثناء كلها.
- فهي أكمل المدح وأعلاه وفيها اليقين من العبد بحكمة ربه في كل حال يمر عليه.
ذكر التسبيح والحمد في كتاب الله
- ذكر التسبيح في القرآن حوالي تسعين مرة، وقد بدأت به سبعة سور هي الإسراء، الحديد، الحشر، الصف، الجمعة، التغابن، الأعلى.
- وهذه السور تسمى المسبحات، وجاء التسبيح فيها بصيغة سبح أو يسبح، كما ذكر التسبيح بصيغ أخرى في باقي سور القرآن.
- فمنها الأمر بالتسبيح كما في قوله تعالى “فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ” الحجر 98.
- وكما في قوله “وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ” طه 30، وقوله “وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ” ق 40.
- ومنها لفظ سبحان الله أو سبحان ربك كما في قوله تعالى “فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ” الأنبياء 22.
- وكما في قوله تعالى “فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ” الروم 17، وقوله “فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كلِّ شَيْءٍ” يس83.
- أما الحمد فقد ذكر أيضا في مواضع كثيرة، وقد بدأت به خمس سور من القرآن وهي الفاتحة، الأنعام، الكهف، سبأ، فاطر.
- وقد جاء الحمد في الحديث عن بدء الخلق كما في قوله تعالى “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ” الأنعام 1.
- كما جاء في الحديث عن نهايته كما في قوله تعالى “وَقضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ” الزمر 75.
- وقد ذكر بصيغة الإخبار وصيغة الأمر، أما الإخبار فكما في قوله تعالى “وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ” الأعراف 43.
- وكما في قوله حكاية عن إبراهيم عليه السلام “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ” إبراهيم 39.
- وأما الأمر فكما في قوله “وَقلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ” الإسراء 111.
- وقوله عن نوح عليه السلام “فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ” المؤمنون 28.
ولا تتردد في زيارة مقالنا عن: افضل الأعمال عند الله
فضل سبحان الله والحمد لله
- جاءت الأحاديث عن فضل سبحان الله والحمد لله على قسمين، قسم يذكر فضلا للتسبيح وللحمد كل على حدى.
- وقسم يذكر فضلا مشتركا بينهما، ومن ذلك أنهما من أحب الكلام إلى الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
- “أَحَبُّ الكَلامِ إلى اللهِ أرْبَعٌ سبْحانَ اللهِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ” صحيح مسلم 2137.
- كما أنهما عند الله خير من الحياة الدنيا وكل ما فيها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لأَنْ أَقُولَ سبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ ممَّا طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ” صحيح مسلم 2695.
- كما أن قولهما يعد من الأعمال الصالحة التي يدخر أجرها لفاعلها ولا ينقص منه شيء فتنجيه من عذاب النار.
- فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم “خذوا جنَّتكم من النارِ، قولوا سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ” تاريخ بغداد 9/336.
- ومن فضائلهما كذلك أنهما سبب في مغفرة الذنوب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
- “مَن سَبَّحَ اللَّهَ في دبرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ،
- وقالَ: تَمامَ المِئَةِ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ وهو علَى كلِّ شيءٍ قَدِيرٌ غفِرَتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ” صحيح مسلم 597.
فضل سبحان الله
- من فضلها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ.
- سبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ” صحيح البخاري 6406.
- ومن فضلها أنها سبب في تكفير الخطايا فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- “مَن قال سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، في يَومٍ مِائَةَ مَرَّةٍ؛ حُطَّتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ.” صحيح البخاري 6405.
- كما أنها من أفضل الكلام، فقد سأل أبو ذر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم عن أفضل الكلام فقال:
- ” ما اصْطَفَى اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ، أَوْ لِعِبَادِهِ سبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ” صحيح مسلم 2731.
- كما أنها سبب في غرس نخلة في الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مَن قال سبحانَ اللهِ العظيمِ وبحمدِهِ؛ غرِسَتْ لهُ نخلةٌ في الجنَّةِ” صحيح الترغيب 1540.
فضل الحمد لله
- جاء في فضل الحمد لله أنها سبب في ملء الميزان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمانِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ المِيزانَ” صحيح مسلم 223.
- كما أنها سبب في نيل رضوان الرب تبارك وتعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- “إنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ العَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا” صحيح مسلم 2734.
- ومن فضل الحمد لله أن من داوم عليها وصارت سجية له فهو من خير الناس يوم القيامة.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “خيارَ عبادِ اللهِ يومَ القيامةِ الحمَّادون” مسند عمر 2/825.
اقرأ من هنا عن: فضل دعاء ربي إني مغلوب فانتصر
وبهذا نكون قد عرفنا فضل سبحان الله والحمد لله وعظم شأنهما وأجرهما عند الله سبحانه وتعالى، فعليك بالمحافظة عليهما لتنال نفحة من أجورهما.