حديث خير أجناد الأرض
حديث خير أجناد الأرض، موقع مقال maqall.net يقدم لكم هذا الموضوع، حيث يعتبر فخر للكثير من المسلمين المصريين، وذلك لأنه الرسول الكريم قد ذكرهم وخصهم بهذا الحديث، ولكن يبقي السؤال حول صحة هذا الحديث وما ورد فيه يشغل بال الكثيرون فيبحثون حول هذا الموضوع بشكل كبير.
محتويات المقال
حديث خير أجناد الأرض
- تحدث سيدنا عمر بن الخطاب في أحد الخطب له عن أهل مصر، وما يتصفون به من خصال حميدة.
- وأسند حديثه عن أهل مصر في خطبته بكلام الرسول صلى الله عليه وسلم عن أهل مصر.
- حيث قال رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال ” إذا فتح الله عليكم مصر من بعدي، فاتخذوا فيها جندًا كثيرًا، فذلك الجند خير أجناد الأرض“.
- فقال له أبو بكر ولم ذلك يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم “لأنهم في رباط إلى يوم القيامة“.
- وبناء على هذا الحديث فالمقصود بـ أجناد الأرض هنا في هذا الحديث هم جنود مصر الذين يبذلون قصارى جهدهم لحمايتها.
- وفي حديث آخر لعبد الله بن عمرو بن العاص قال رضي الله عنه عن أهل مصر “أهل مصر أكرم الأعاجم كلها، وأسمحهم يدا، وأفضلهم عنصرا، وأقربهم رحما بالعرب عامة، وبقريش خاصة“.
- وكل هذه الأحاديث توضح مكانة أهل مصر، وعظمة شعبها، وكرم أخلاقهم، وعلو مكانتهم.
اقرأ أيضا: صحة حديث خير الدعاء دعاء يوم عرفة
مدى صحة حديث خير أجناد الأرض
هناك الكثير من الاختلافات في آراء العلماء حول صحة هذا الحديث:
- من مصادر التشريع في الإسلام هي السنة النبوية والتي تأتي في المركز الثاني بعد القرآن الكريم.
- لذلك يجب توخي الحذر قبل أنساب أي شيء إلى الرسول وهو ما قاله الله سبحان وتعالى ” ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب” سورة الصف الآية 7.
- من أشهر علماء إسناد الخطب هم الدار قطني، ابن عساكر، وابن عبد الحكم.
- وحيث أن هذا الحديث جاء بإسناد ضعيف جدا عن ابن لهيعة عن أسود الحميري عن بحير المعافي عن عمرو بن العاص عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
- وجاء ضعف الحديث بسبب قول الإمام الذهبي أن إسناد ابن لهيعة ضعيف.
- ولكن ليس بالضرورة أن كل أحاديثه لم تروى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- وعليه فيقول بعض علماء الدين أن هذا الحديث ضعيف والمقصود به جنود المسلمين كافة وليس جنود مصر فقط.
- وأيضا بقول الباحثين أن هذا الحديث لم يذكر في أي كتاب من كتب السنة النبوية الأربعة الصحيحة.
- وهم (سمن الترمذي والنسائي وأبي داود وابن ماجه).
- بل نجد هذا النص قد ذكر في كتب التاريخ مثل كتاب فتوح مصر لابن عبد الحكم.
- وكتاب تاريخ مصر لابن عساكر، وكتب التاريخ ليست مصدر تشريع.
- بينما يرى العلماء الآخرون أن هذا الحديث معناه هو وصية الرسول على أهل مصر وهذا ذكر في الكثير من الأحاديث الصحيحة.
- وثنى الرسول في هذا الحديث على جنود مصر ورباط أهلها وكلها معاني صحيحة ذكرت أسندت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
رد مفتي الجمهورية حول صحة حديث خير أجناد الأرض
بعد تكاثر الأحاديث حول صحة هذا الحديث جاء سؤال إلى الدكتور شوقي إبراهيم علام مفتي الجمهورية حول صحة هذا الحديث وهذا كان الرد.
- أن للرسول الكثير من الأحاديث الصحيحة التي تحدث فيها عن أهل مصر ورباط أهلها إلى يوم القيامة.
- كما أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم في الكثير من الأحاديث على حسن معاملة أهل مصر وأقباطها.
- وكل هذه المعاني التي جاءت في الحديث صحيحة ذكرها وأثبتها جميع أئمة المسلمين عبر كل العصور ولا شك فيها.
- وليس بالضرورة ضعف السند يعني ضعف الحديث أو عدم نسبته إلى الرسول ما دام المعنى صحيح ومثبت.
- وبناء على ذلك يرى مفتي الجمهورية أن هذا الحديث صحيح لصحة معناه وتوافقها مع الأحاديث الأخرى الصحيحة.
كما يمكنكم التعرف على: أحاديث صحيحة عن فضل صلاة الفجر
أحاديث تثبت صحة حديث خير أجناد الأرض
وهناك الكثير من الأحاديث الأخرى الصحيحة التي ذكر فيها الرسول صلى الله عليه وسلم مصر وأهلها، مما يؤكد صحة حديث خير أجناد الأرض حيث إنه يوجد أكثر من حديث آخر يحمل نفس المعنى.
الحديث الأول
- روي عن كعب بن مالك رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال “إذا افتتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا، فإن لهم ذمة ورحما“.
- ويشار أن هذا الحديث المقصود به السيدة هاجر رضي الله عنها والدة سيدنا إسماعيل عليه السلام، حيث أنها كانت من الأقباط.
- كما أن السيدة مارية زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم ووالدة سيدنا إبراهيم عليه السلام كانت أيضا من أقباط مصر.
- والبعض يقول إن المقصود بالأقباط سكان مصر وهي كلمة يونانية حيث سكنت جماعة من الناس مصر أطلق عليهم اسم (القبط).
- ولو نظرنا إلى هذا الحديث نجد أن الرسول عليه السلام قال “إذا افتتحتم مصر”.
- وفي الحديث الآخر قال صلى الله عليه وسلم ” إذا فتح الله عليكم مصر”.
- وهنا نجد تشابه كبير في الكلام بين الحديثين وهذا يعتبر دليل على صحة حديث خير أجناد الأرض.
الحديث الثاني
- أما هذا الحديث روي عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال ” إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم ذمة ورحما، فإذا رأيتم رجلين يقتتلان في موضع لبنة فاخرج منها “.
- قال: فمر بربيعة، وعبد الرحمن، ابني شرحبيل بن حسنة يتنازعان في موضع لبنة، فخرج منها”.
- والمقصود هنا بالذمة السيدة مارية زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم، والمقصود بالرحم السيدة هاجر رضي الله عنها، فكلاهما كانوا من مصر.
كما يمكنكم الاطلاع على: أحاديث عن الصلاة في الإسلام
وفي النهاية نكون قد تكلمنا بكل التفاصيل عن حديث خير أجناد الأرض ومدى صحته ومعناه ورأي الأئمة وعلماء الدين فيه.