حديث انما الاعمال بالنيات

حديث إنما الأعمال بالنيات، هو من أحاديث الأربعين النووية، وهو يوضح أن الأعمال تتوقف على نية صاحبها، وسنقدم شرح الحديث الشريف خلال هذا المقال عبر موقع مقال maqall.net.

نص حديث إنما الأعمال بالنيات

  • عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى؛ فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه).
  • وهذا الحديث من الأحاديث الهامة التي يدور عليها الدين.
  • حيث قال الإمام الشافعي أن هذا الحديث يساوي ثلث العلم، وأنه يدخل في كثير من أبواب الفقه.
  • ويقول أحمد أنه يحب إذا عمل أحدكم عمل من صيام أو صلاة أو غيرها تكون نيته مقدمة على فعله.
  • وأن الشخص لا يحصل على شيء من عمله إلا على ما نواه، فإن كانت نيته خيرا حصل على الخير وإن كانت شرا حصل على الشر.
  • وعلى حسب كلام النبي صلى الله عليه وسلم وقول السلف، أن النية هي الإرادة، لذلك يشار إليها في القرآن بكلمة الإرادة، مثل قول الله تعالى:
    • “مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۚ”.
  • وقد يذكرها القرآن أيضا بلفظ الابتغاء، مثل قوله تعالى:
    • “وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ”.
  • وعن مطرف بن عبدالله قال: صلاح القلب بصلاح العمل، وصلاح العمل بصلاح النية.
  • وعن ابن المبارك قال: رب عمل صغير تعظمه النية، ورب عمل كبير تصغره النية.
  • والهجرة في أصلها هي ترك بلد الشرك والرحيل منها إلى دار الإسلام.
    • فمن هاجر إلى دار الإسلام لله وللرسول فهجرته إلى ذلك، أما من هاجر إلى دنيا يريدها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما يريد.
    • وكافة الأعمال بما فيها الهجرة، صلاحها أو فسادها يتوقف على النية.

اقرأ أيضا: حديث: من تواضع لله رفعه

كتاب بدء الوحي وحديث انما الاعمال بالنيات

  • يعتبر هذا الحديث من الأحاديث العظيمة والذي يتحدث عن الأعمال الباطنة، وهو شطر من الدين، فالدين له شطر ظاهر وشطر باطن.
  • وذُكر في الحديث الشريف إنما الأعمال بالنيات، فهناك أعمال لا تصح إلا بالنية، مثل أعمال العبادات.
    • فأي عبادة لا تصح إلا إذا توافر فيها شرطين، وهنا الإخلاص لله في العبادة، وأن توافق الشريعة.
    • وهنا يكون هذا هو العمل الصالح الخالص لوجه الله عز وجل، وأيضا يتوافق مع شريعته.
  • وقول النبي صلى الله عليه وسلم” وإنما لكل امريء ما نوى”، هذا وجوب صريح لضرورة الإخلاص في جميع الأعمال لله سبحانه وتعالى.

كما يمكنكم التعرف على: حديث أحفظ الله يحفظك

مكانة حديث إنما الأعمال بالنيات

  • أعطى العلماء مكانة عظيمة لهذا الحديث، وذلك لأن العمل يأتي صلاحه أو فسادة على حسب النية.
  • وقد جعل الإمام البخاري هذا الحديث هو الحديث الأول في كتابه صحيح البخاري.
  • وقال عنه الإمام الشافعي أن ذلك الحديث ينطوي على سبعين باب من أبواب الفقه.
  • كما قيل عن ذلك الحديث أنه يساوي ربع العلم، لأن العلم والدين قوامهم أربعة أحاديث، وذلك الحديث واحد منهم.
  • وأيضا ورد عن الإمام ابن حجر أن العلماء والأئمة قد اتفقوا على تعظيم هذا الحديث.
  • كما ورد عن ابن تيمية أيضا أن هذا الحديث هو من أصول الدين، لأنه يقال أن الدين على ثلاثة أحاديث، وحديث النية أحدهم.
    • لأن حديث إنما الأعمال بالنيات يحتوي على كافة الأعمال الباطنة.

أهمية النية في الأعمال

  • للنية أهمية كبيرة في الأعمال ومنها، أن النية الصالحة تكون خاصة بالقلب، وأنها تسبب السعادة في الدنيا والآخرة.
    • لأن المسلم متى ما نوى على عمل كتب له، وحتى وإن لم يقوم به.
  • لأنه ورد عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، أنه لم يحضر غزوة بدر، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبره أنه كتب له الأجر كأنه حضر، لأنه كان ينوي الحضور، ولكنه تخلف بسبب مرض زوجته.
  • وأيضا إذا كانت النية صالحة وخالصة لوجه الله تعالى، كان للمسلم عليها الأجر، حتى لو قام بعمل قليل.
  • وللنية نصيب كبير من الفقه، حيث يدور حولها العديد من القواعد الفقهية، وهي أيضا قاعدة فقهية تسمى “الأمور بمقاصدها”.
    • والقصد هنا هو النية، وأي عمل أو قول والآثار المترتبة عليهما تكون على حسب نية صاحب القول أو العمل.
    • فالعبادة لا يؤخذ أحبها إلا إذا كانت لدى صاحبها النية.
    • وأيضا العادات يأخذ المسلم أجرها إذا كان ينوي نية حسنة.

كما يمكنكم الاطلاع على: حديث افعل ما شئت كما تدين تدان

شرح حديث انما الاعمال بالنيات

سوف نذكر في السطور التالية شرح حديث: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى؛ فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه):

“إنما الأعمال بالنيات”:

  • المعنى: الأعمال لا يُقبل منها ولا يُثاب عليها إلا إذا كانت النية فيها خالصة لله. النية هي الدافع الذي يجعل العمل عبادة، وتحديدها هو ما يُعطي العمل قيمته في ميزان الله.
  • التفصيل: النية تُميز العمل إذا كان عبادة أو عادة. على سبيل المثال، الصلاة لا تكون عبادة إلا بنية الصلاة، وكذلك الصيام، والزكاة، والحج. بدون نية، تصبح الأعمال مجرد أفعال عادية لا ثواب فيها.

“وإنما لكل امرئ ما نوى”:

  • المعنى: الأجر أو العقاب يعتمد على النية. كل شخص سيحصل على ما نواه من عمله، سواء كان ذلك خيرًا أو شرًا.
  • التفصيل: إذا كان الشخص ينوي بالعمل تقربًا إلى الله، فسيحصل على أجر بناءً على تلك النية. وإذا كانت نية الشخص لأمر دنيوي، فسيحصل على ما نوى وليس له من الأجر أو الثواب شيئًا.

“فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله”:

  • المعنى: من هاجر من دار الكفر إلى دار الإسلام طلبًا لرضا الله ورسوله، فإن هجرته تُعتبر هجرة شرعية وتُجازى عليها.
  • التفصيل: الهجرة هنا هي الانتقال من مكان إلى آخر بسبب الدين. هجرة المؤمن إلى مكان يتيح له ممارسة دينه بحرية وأداء الشعائر تكون مقبولة ومثابة إذا كانت نيتها خالصة لله.

“ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه”:

  • المعنى: من هاجر لأسباب دنيوية، مثل البحث عن المال أو الزواج، فهجرته ستكون مرتبطة بما نوى تحقيقه من تلك الأغراض.
  • التفصيل: إذا كانت نية الشخص هي الحصول على مصلحة دنيوية وليس لطلب رضا الله، فإن الأجر سيكون محدودًا بما نواه، ولن يحصل على الأجر الكبير الذي يُعدّ للهجرة الصالحة.

أهمية النيات والمقاصد في الأعمال

النيات والمقاصد في الأعمال لها أهمية عظيمة في الإسلام، فهي التي تحدد قيمة الأعمال وميزانها عند الله. النية هي القصد الباعث على العمل، والمقصد هو الهدف الذي يسعى إليه العبد من وراء عمله. في الإسلام، الأعمال لا تُقبل ولا تُعتبر صحيحة إلا إذا كانت النية فيها خالصة لله تعالى.

  • موقع النية في العمل: النية هي الأساس الذي تقوم عليه الأعمال، فهي بمثابة الروح للجسد. إذا نزعت الروح من الجسد، مات الجسد. وبالمثل، إذا نزعت النية الصالحة من العمل، أصبح العمل باطلاً ولا قيمة له عند الله.
  • النية تميز العبادات: من أهمية النية أنها تميز بين العبادات المختلفة، مثل صلاة الظهر وصلاة العصر، وصيام الفريضة وصيام النافلة. كل عبادة تحتاج إلى نية محددة لتمييزها عن غيرها.
  • إخلاص النية: إخلاص النية لله وحده هو ما يجعل العمل مقبولًا ومؤجرًا عند الله. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)، مشيرًا إلى أن قيمة العمل وثوابه يعتمدان على نية الشخص.
  • مثال الهجرة: النبي صلى الله عليه وسلم ضرب مثالًا في الهجرة، حيث تختلف الأجر والثواب بين من يهاجر لله ورسوله ومن يهاجر لأمور دنيوية. هذا يوضح أن النية الصالحة هي التي تجلب الأجر الحقيقي.
  • الأعمال الصالحة والنية: كل عمل صالح، سواء كان طهارة، صلاة، زكاة، صوم، أو حج، لا يُعتبر شرعًا إلا بالنية. كما أن نية العبد يمكن أن تجعل الأعمال المباحة، مثل الأكل والشرب والنوم، مؤجَرة إذا كانت النية هي الاستعانة بها على طاعة الله.
  • النية في المباحات: حتى الأمور المباحة، مثل الكسب والمعاش، يمكن أن تكون مصدرًا للأجر إذا كان القصد منها القيام بحق الله والواجبات الشرعية. النية هي التي تحول الأمور العادية إلى أعمال تعبدية مؤجَرة.

تعريف النية وأهميتها

النية في اللغة تعني القصد والعزم على فعل شيء ما. وفي الاصطلاح الشرعي، النية هي توجه القلب وقصده إلى عمل معين بغرض تحقيق غاية معينة، سواء كانت تلك الغاية عبادة لله تعالى أو أمرًا دنيويًا. النية تسبق العمل وتكون الدافع وراءه، فهي نية القلب التي تتعلق بالعمل قبل القيام به.

أهمية النية

  • تمييز الأعمال: النية هي التي تميز الأعمال عن بعضها البعض. فبدون نية، لا يمكن التفريق بين العبادات المختلفة، مثل صلاة الفجر وصلاة الظهر، أو بين الصيام المفروض وصيام التطوع.
  • قبول الأعمال: النية هي التي تجعل العمل مقبولًا عند الله. عملٌ بلا نية خالصة لله لا يقبله الله، مهما كان ظاهره صالحًا. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى). فالنصيب من العمل يكون على قدر النية، وإن كان العمل نفسه واحدًا.
  • تحويل العادات إلى عبادات: النية الصالحة يمكن أن تحول الأعمال العادية والمباحة إلى عبادات. مثلاً، الأكل والشرب والنوم إذا قصد بها العبد الاستعانة على طاعة الله، تصبح أفعالًا يؤجر عليها.
  • الإخلاص لله: النية تربط العمل بالهدف الأسمى وهو رضا الله تعالى. بالإخلاص في النية، يتحقق الإيمان الصادق وتصفو الأعمال من الرياء والسمعة. قال تعالى: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين).
  • الثواب والعقاب: الثواب والعقاب يتحددان بناءً على النية. فالشخص قد يقوم بنفس العمل الذي يقوم به شخص آخر، لكن نية كل منهما تحدد جزاءه. من كانت نيته طيبة خالصة لله حصل على الأجر، ومن كانت نيته غير ذلك فاته الأجر.
  • الدافع وراء العمل: النية تشكل الدافع الحقيقي وراء العمل، فهي التي تحدد ما إذا كان العمل موجهًا لتحقيق أهداف دنيوية أو أخروية. النية الصادقة تجعل العمل محفزًا ومستمرًا، بينما ضعف النية يؤدي إلى ضعف العمل.

النية في العبادات

النية في العبادات هي القصد الذي ينويه المسلم قبل أداء عبادة معينة، وهي أمر ضروري وأساسي لكل عبادة في الإسلام. بدون النية، لا تصح العبادة ولا تُقبل عند الله، لأنها الركن الذي يميز العمل الشرعي عن العمل العادي، وفيما يلي سنذكر أهمية النية في العبادات:

  • تمييز العبادات عن العادات: النية هي التي تفرق بين العبادة والعمل العادي. على سبيل المثال، قد يغتسل المسلم للوضوء أو لغسل الجنابة، وقد يغتسل للتنظيف أو التبرد، فالنية هي التي تحدد إذا ما كان هذا الغسل عبادة أم عادة.
  • تمييز العبادات عن بعضها البعض: النية تميز بين أنواع العبادات المختلفة. فمثلاً، في الصلاة، النية هي التي تفرق بين صلاة الظهر وصلاة العصر، أو بين الصلاة المفروضة وصلاة النافلة.
  • تحقيق الإخلاص لله: النية تربط العبادة بالخالق وتجعلها خالصة لوجه الله تعالى. النية الصالحة تجعل العبادة مقبولة ومثابًا عليها. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)، وهذا يعني أن قيمة العمل وثوابه يعتمدان على النية.
  • شروط صحة العبادة: النية شرط من شروط صحة العبادة في الإسلام. فالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وغيرها من العبادات لا تصح ولا تعتبر عبادة شرعية إلا بوجود نية مخصصة لهذه العبادة.
  • تحويل العادات إلى عبادات: يمكن للنية أن تحول الأفعال العادية إلى عبادات. فإذا نوى المسلم بأكله وشربه أن يتقوى على طاعة الله، فإن ذلك يصبح عبادة يؤجر عليها.
  • الثواب والعقاب مرتبطان بالنية: الأعمال تتفاضل في الأجر بحسب نية صاحبها. فالشخص قد يقوم بنفس العمل الذي يقوم به آخر، لكن نية كل منهما تحدد ثوابه. من كان قصده وجه الله حصل على الأجر، ومن قصد غير ذلك لم يحصل على شيء.

أسئلة شائعة حول حديث انما الاعمال بالنيات

ما هو نص الحديث؟

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه

ما معنى الحديث؟

معنى الحديث أن كل عمل يقوم به الإنسان يعتمد في قبوله على النية التي كان يقصدها وراء العمل. النية هي التي تحدد إن كان العمل عبادة تقرب إلى الله أم مجرد فعل عادي بدون أجر.

لماذا يعتبر حديث (إنما الأعمال بالنيات) من الأحاديث المهمة؟

هذا الحديث يعتبر من الأحاديث الجوهرية في الإسلام لأنه يوضح أهمية النية في كل عمل. علماء الإسلام يعتبرونه أحد أركان الدين، كما قال الإمام الشافعي: (هذا الحديث ثلث العلم).

مقالات ذات صلة