هل سماع الأغاني حرام ؟
هل سماع الأغاني حرام؟، إن التأمل في حال المنشغلين بسماع الغناء والمعازف، والمشتغلين به أداءً ومشاركة، وما في مجالسهم من اللغو والفسوق، وما هم عليه من الغفلة عن أداء العبادات، والإعراض عن تفهم القرآن والانتفاع بتلاوته، أيقن بوجود الحكمة التامة من وراء تحريم هذا النوع من الغناء.
محتويات المقال
هل الاغاني حرام وما الدليل
- الاستماع إلى الأغاني لا شك في حرمته في الإسلام، لأنه يجر إلى معاصٍ كثيرة، وإلى فتن متعددة، كما قال الله عز وجل: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ}، ولهو الحديث.
- قال أكثر العلماء: إنه الغناء، ويضاف إليه أيضًا أصوات الملاهي الطنبور والعود والكمان وما أشبه ذلك، فهذه كلها تصد عن سبيل الله وتقسي القلوب وتنافرها من سماع القرآن الكريم.
- وقد أخبرنا الله عز وجل أن ذلك من أسباب الضلال والإضلال، ومن أسباب الاستكبار والبعد عن سماع كتاب الله.
- فالقلب إذا اعتاد سماع الأغاني فإنه يقسو بذلك وتصده عن الحق إلا من رحم الله، كما أنها تشغله عن طاعة الله ورسوله وعن سماع القرآن والمواعظ.
- وقال النبي: «ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف» رواه البخاري في صحيحه معلقًا مجزومًا به.
- فأخبر أنه يكون في آخر الزمان قوم يستحلون المعازف وهي محرمة، والمعازف: يقصد بها الأغاني وآلات اللهو، وقولهﷺ (يستحلون) من أقوى الأدلة على تحريم المعازف.
- إذ لو كانت المعازف حلالًا فكيف يستحلونها! إلا لضعف إيمانهم وقلة مبالاتهم، وأيضًا: دلالة الاقتران في الحديث تفيد التحريم حيث قرن المعازف مع الخمر والحرير والحر: الحر هو الزنا، والحرير محرم على الرجال.
- والخمر هو كل مسكر، والمعازف: الأغاني والملاهي، وهي محرمات قطعاً بالنص والإجماع.
شاهد أيضًا: هل التداول بالعملات حلال أم حرام
حكم سماع الاغاني
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: «فدل هذا الحديث على تحريم المعازف، والمعازف هي آلات اللهو عند أهل اللغة، وهذا اسم يتناول هذه الآلات كلها».
- وقيل: «لا يجتمع في قلب العبد قرآن الرحمن وقرآن الشيطان (الغناء)».
- إن المسلم مطالب بتطبيق حكم الله تعالى وإن لم يقف على ما وراءه من الحكم والمصالح فكيف وهي ظاهرة لمن تأمل وسلم من الهوى.
- وفي السلسلة الصحيحة للألباني بإسناد حسن أن النبي ﷺ قال: «صوتان ملعونان صوت مزمار عند نغمة وصوت ويل عند مصيبة».
- وتفسير هذا الحديث أن النبي ﷺ لعن صوتان (واللعن هو الطرد من رحمة الله تعالى)، الصوت الأول صوت مزمار عند نغمة، أي صوت الموسيقي مع صوت المغني.
- فالأغنية سميت أغنية لمصاحبة الموسيقى لصوت المغني، والنبي ﷺ ذكر المزمار وهذا دليل قطعي على تحريم الموسيقى وصوت المزمار رقيق مقارنة بالآلات الموسيقية الحديثة التي لها تأثير شديد على الناس.
- قال ابن القطان رحمه الله تعالى: «والغناء الذي يتغنى به الفساق، وهو الغناء المنهي عنه مذموم عند جميع العلماء».
هل الأغاني حرام وما الدليل؟
والغناء مفاسد عظيمة بسط الكلام عنها ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه «إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان» فمن ذلك:
1- أنه يلهي القلب ويصده عن القرآن
- فلا تجد أحداً عني بالغناء وسماع آلاته، إلا وفيه ضلال عن طريق الهدى علمًا وعملًا، وفيه رغبة عن استماع القرآن إلى استماع الغناء.
- بحيث إذا عرض له سماع الغناء وسماع القرآن عدل عن هذا إلى ذاك، وثقل عليه سماع القرآن، وربما حمله الحال على أن يسكت القارئ ويستطيل قراءته، ويستزيد المغني ويستقصر نوبته.
2- أنه يورث النفاق في القلب
- قال ابن القيم رحمه الله تعالى: «فإن أساس النفاق: أن يخالف الظاهر الباطن، وصاحب الغناء بين أمرين: إما أن يتهتك فيكون فاجرًا، أو يظهر النسك [العبادة [فيكون منافقًا».
- وأيضاً: فمن علامات النفاق: قلة ذكر الله، والكسل عند القيام إلى الصلاة، ونقر الصلاة، وقل إن تجد مفتوناً بالغناء إلا وهذا وصفه.
وقال عمر بن عبد العزيز: “إن الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء العشب”. - فالغناء يفسد القلب، وإذا فسد القلب هاج فيه النفاق.
3- أنه طريق إلى الزنا، خاصةً بالنسبة للنساء لسهولة تأثرهن
- قال ابن القيم رحمه الله تعالى: «وهذا لأن المرأة سريعة الانفعال للأصوات جداً، فإذا كان الصوت بالغناء صار انفعالها من جهتين: من جهة الصوت، ومن جهة معناه».
- وينبغي أن نعلم أن الإسلام حينما حرم الغناء، فقد كانوا يتغنون بالشعر، وشعر ذلك الزمن لم يكن فيه أكثر من ذكر أوصاف المحبوب.
- ولم يكن فيه ذكر الفواحش صراحة، ولعله كان أقل شرًا من غناء زماننا هذا، فما عازفه لم تكن شديدة التأثير كما هي معازف اليوم.
- ولم يكن المغنون في ذلك الزمن شديدي التهتك والخلاعة كما هو حال المغنين الآن.
- وغناء زماننا هذا ما هو إلا دعوة إلى عشق الرجل لصورة المرأة ومفاتنها، وإلى عشق المرأة لصورة الرجل، وهل أول خطوة إلى فاحشة الزنا غير هذا العشق والافتتان؟!
- فكل ما يدعو إلى تعلق الفتاة بشاب أجنبي عنها في غير زواج هو خطوة من خطوات الشيطان مهما كان اسمه، ثم هذه الخطوة تجر الإنسان إلى خطوة أخرى حتى يقع فيما يريده الشيطان منه في نهاية الأمر.
- ولذلك حذرنا الله تعالى من ذلك فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ) النور/21.
شاهد أيضًا: الزواج المدني حلال أم حرام في الإسلام
أنواع الغناء
يمكننا القول إن الغناء أنوع، ولكل نوع حكم، وفيما يلي التفصيل:
1- إذا كان الغناء مشتملاً على آلة عزف ولهو (آلة موسيقى)
- فهذا الغناء يحرم استماعه من الرجل والمرأة بالإجماع، وقد حكى الإجماع على تحريم استماع آلات العزف ـ سوى الدف ـ جماعة من العلماء.
- منهم الإمام القرطبي، وأبو الطيب الطبري، وابن الصلاح وابن رجب الحنبلي، وابن القيم، وابن حجر الهيتمي.
- قال الإمام القرطبي: «أما المزامير والأوتار والكوبة (الطبل) فلا يختلف في تحريم استماعها، ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك.
- وكيف لا يحرم! وهو شعار أهل الخمور والفسق ومهيج الشهوات والفساد والمجون، وما كان كذلك لم يشك في تحريمه، ولا تفسيق فاعله وتأثيمه».
- وأما الضرب بالدف فالصحيح جوازه للنساء في الأعياد والأعراس، على شرط أن يكون الكلام المصاحب له حسن المعنى، غير فاحش، ولا مهيج للغرائز، وأن يكون مقتصراً على النساء.
2- إذا كان الغناء بدون آلة
وهذا نوعان:
- أن يكون من امرأة لرجال، فلا شك في تحريمه ومنعه، كما منعتها الشريعة من الأذان للرجال، ورفع الصوت بالقراءة في حضورهم فإن غنت لنساء، بكلام حسن، في مناسبة تدعو إلى ذلك كعرس ونحوه جاز ذلك.
- أن يكون الغناء من رجل: فينظر في نوع الكلام، فإن كان بكلام حسن يدعو إلى الفضيلة والخير فقد أباحه جماعة من العلماء، وكرهه آخرون.
لا سيما إن كان بأجرة، والصحيح جواز النافع من الشعر، مع عدم الإكثار منه، وإن كان بكلام قبيح يدعو إلى الرذيلة، ويرغب في المنكر، ويصف النساء أو الخمر ونحو ذلك فهو محرم.
شاهد أيضًا: هل تربية الكلاب حلال ام حرام ؟
ومن هنا نكون قد انتهينا من هذا الموضوع عن هل سماع الأغاني حرام؟، وندعوكم إلى زيارة المنصة الخاصة بموقعنا، وذلك للتعرف على المزيد من التفاصيل التي تتعلق بحكم الاستماع إلى الأغاني.