تاريخ ابن كثير
هناك العديد من العظماء والعلماء الذي حفل لهم التاريخ الإسلامي، وكان لكل عالم منهم التميز في أحد العلوم لا يتفوق عليه أحد في علمه.
كما يوجد العديد من العلوم الشرعية، لكن من أبرز العلوم التي تفوق فيها هؤلاء العلماء هو علم الفقه.
حيث أن ابن كثير كان من هؤلاء العلماء الأجلاء الذين برعوا في علم الفقه، والعلوم الشرعية بصفة عامة وسوف نتعرف سويا على هذا العالم الجليل خلال السطور التالية عبر موقع مقال maqall.net.
محتويات المقال
التعريف بابن كثير
اسمه ونسبه
- هو إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير بن درع الإمام القرشي الحافظ وكنيته أبو الفداء وشهرته بن كثير وهو من بني حصلت.
مولده وأسرته
- ولد الإمام بن كثير في قرية مجدل سنة 701 هجرية وتسمى أيضا القرية التي ولد فيها قرية المجيدل، وتقع هذه القرية في مدينة البصري.
- كان والده خطيب ويعرف باسم شهاب الدين، وقد توفي بعد مولده بأعوام قليلة، سنة 703 هجرية أي بعد مواد بن كثير بحوالي عامين.
- وبعد وفاة والده تولى تربيته أخيه الأكبر وكان بن كثير يقول عن أخيه أنه كان خير الشقيق والرفيق.
- عاش الإمام بن كثير في القرن الثامن عشر، وكان يحكم البلاد في هذه الفترة المماليك.
- من أبرز الأحداث التي عاشها الإمام بن كثير هو هجوم التتار على المسلمين والورع الإسلامية عموما، كما ترتب عليه انتشار قلة الأطعمة بما نتج عنه المجاعات وسوء الأحوال الصحية وانتشرت كذلك الأمراض في البلاد.
- وأدي ذلك إلى هلاك أعداد كبيرة من الناس في تلك الفترة تقدر بملايين الأشخاص.
- ولم يقتصر هذا القرن على الأوبئة والأمراض والجماعات فقط بل امتد إلى الحروب حيث حدثت حرب الصليبيين ضد المسلمين، مع انتشار الفتن بين الأمراء والوزراء داخل الدولة وانتشار المؤتمرات أيضا.
- وعلى الرغم من كل هذه الأحداث من فتن وأمراض ومؤامرات وجماعات وأمراض إلا أنه كان عصر الازدهار العام والعلماء والتأليف وإنشاء المدارس وانتشارها.
وفاته ومكان قبره
- توفي الإمام بن كثير سنة 774 هجرية عن عمر ناهز 73 عاما في شهر شعبان، وقيل إنه أصيب بالعمى في أواخر أيام حياته، ودفن بجوار ابن تيمية الإمام المعروف، في مدينة دمشق.
كما يمكنك التعرف على: سيرة ابن كثير
مكانة ابن كثير العلمية
- نشأ ابن كثير في بيت ملئ بالعلم النبوي حيث أن والده كان إماما وخطيبا، وكانت أيضا والدته من حفظة كتاب الله عز وجل.
- وإخوته كانوا طلابَ علم مهتمين بدراسة علوم الدين، ونتيجة لهذه الأشياء كان لابن كثير أن يصبح على ما أصبح عليه عالم جليل، ملم بالكثيرين من العلوم والمعرفة التي أنفع بها الكثيرين من بعده.
- نشا ابن كثير منذ صغره نشأة علمية منذ طفولته وهو يسعى إلى طلب العلم وحفظ كتاب الله عز وجل.
- كان ابن كثير يحفظ القرآن الكريم على يد معلمه الشيخ شمس الدين البعلبكي الحنبلي، حيث أنه أتم حفظ كتاب الله عز وجل وهو يبلغ من العمر إحدى عشرة سنة.
- قام بن كثير بسماع صحيح مسلم خلال قراءة إلى القاسم الأزدي علي نجم الدين القسطلاني، في تسع مجالس.
- اهتم ابن كثير بدراسة الفقه ودرس أيضا أصول الفقه، وقام بحفظ التنبيه للشيرازي، ودرس أيضا عام النحو.
- وحفظ أيضا مختصر ابن الحاجب، كما قرأ ابن كثير تهذيب الكمال في أسماء الرجال، وكانت قراءته على أبي الحجاج المزي.
- من الجدير بالذكر أن ابن كثير عمل كمدرس في تربة أم الصالح الصالحية، وأيضا في دار الحديث الأشرفية.
- قام ابن كثير بقراءة العديد من المؤلفات وعرضها وهو ما يزال في سن صغير من العمر.
- ومن الصفات المميزة التي كان يمتلكها بن كثير أنه كان قليل النسيان، ذكي وسريع التذكير ونبيها، ولذلك قام بتأليف كتاب أحكام التنبيه وهو في سن صغير.
- وقد ألف ابن كثير مؤلفات كثيرة أخرى في الأحكام والتاريخ والتفسير، وكان معروف عن ابن كثير أنه شديد الفهم كثير الفهم والاستحضار، قليل النسيان كثير الضبط.
- وكان واحدا من أهم علماء عصره وقد ذكره العلماء بكثير من الثناء وجميل الصفات، حيث أن مؤلفاته انتشرت في البلاد أثناء حياته وانتفع بها الناس حتى بعد وفاته.
- كما قال عنه الذهبي مؤرخ ومفسر وهو فقيه وإمام حافظ، ومفسر نقاد، فقيه متقن ومحدث متفنن، وأنه هو الإمام المحدث المتقن البارع.
كما يمكنك الاطلاع على: مميزات تفسير ابن كثير
كتاب “البداية والنهاية” هو عمل موسوعي ضخم في التاريخ الإسلامي من تأليف المؤرخ والفقيه والمفسر ابن كثير (إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي).
يُعد هذا الكتاب من أهم وأشمل كتب التاريخ الإسلامي، إذ يروي التاريخ من بداية الخلق وحتى القرن الثامن الهجري.
يغطي كتاب “البداية والنهاية” تاريخ العالم من وجهة نظر إسلامية، ويقسم إلى عدة مجلدات مرتبة ترتيبا زمنيا على النحو التالي:
- البداية: تتناول الفصول الأولى من الكتاب قصة خلق العالم، بدءًا من خلق السماء والأرض، والملائكة، والجن، وصولاً إلى خلق الإنسان الأول (آدم عليه السلام). كما يتناول قصص الأنبياء والشعوب السابقة بتفصيل.
- تاريخ الأمم السابقة: يعرض ابن كثير تاريخ الأمم والشعوب التي عاشت قبل الإسلام، مستندًا إلى الروايات القرآنية والحديثية، وكذلك مصادر تاريخية أخرى.
- السيرة النبوية: يحتوي الكتاب على تفاصيل حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بدءًا من مولده، وبعثته، وهجرته، ومعاركه، حتى وفاته.
- تاريخ الخلفاء الراشدين: يسرد الكتاب تاريخ الخلفاء الأربعة (أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي رضي الله عنهم)، وأهم الأحداث التي وقعت في فترة حكمهم.
- تاريخ الدول الإسلامية: يواصل ابن كثير سرد التاريخ الإسلامي عبر العصور المختلفة، بما في ذلك الدولة الأموية، والعباسية، والفاطمية، وغيرها.
- الأحداث التاريخية حتى عصر المؤلف: يختتم ابن كثير كتابه بتسجيل الأحداث التاريخية التي عاصرها أو التي قريبة من عصره، ما يجعل الكتاب مصدرًا مهمًا لتاريخ القرون الوسطى الإسلامية.